القول في الملوك القول في الملوك
القول في الملوك القول في الملوك
الأصمعِيّ قال:
بَلغني أنت الحسن قال:
يابن آدم، أنتَ أسيرُ الجُوع، صرَيع الشِّبع، إنّ قوماَ لَبِسوا هذه المَطَارفَ العِتاق، وِالعَمائم الرقاق، وَوسَعوا دُورَهم وَضيَّقوا قُبورهم، وأسْمَنوا دوابَّهم، وأهزَلوا دِيَبهم، يَتّكِىء أحدُهم على شِماله، ويأكل " مِن " غير مالِه، " فإذا أدركته الكِظّة " قال:
يا جارية، هاتي هاضُومَك، ويلك! وهل تَهْضم إلا دينَك. يحيى بنُ يحيى قال:
جَلسِ مالكٌ يوماً فأطرقَ مليّا، ثم رَفع رأسَه فقال:
يا حَسْرةً على المُلوِك، لأنهم تُركوا في نعِيم دُنياهم، وماتُوا قبل أن يَموتوا حُزْناً على ما خلَفوا، وجَزَعاً مما استقبلوا.
وقال الحسن، وذُكِر عنده الملوك:
أما إنّهم وإنْ هَمْلَجت بهم البِغال، وأطافت بهم الرِّجال، وتعاقبت لهم الأموال، إنِّ ذُلَّ المَعْصِية في قُلوبهم، أبَى الله إلا أن يُذِلَّ مَن عَصاه. الأصمعيًّ قال:
خَطَب عبد الله بن الحسَن على مِنْبر البَصرة فأنشد على المِنبر:
أينَ المُلوك التي عَن حَظِّها غَفِلت
***
حتى سَقاها بِكأْس المَوْت ساقِيها
القول في الملوك القول في الملوك
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الزمردة في المواعظ والزهد ﴿ 23 ﴾ القول في الملوك القول في الملوك
۞۞۞۞۞۞۞۞
القول في الملوك القول في الملوك