الكريم لا يجد الكريم لا يجد
الكريم لا يجد الكريم لا يجد
منه قولهم:
بَيْتي يَبْخَل لا أنا. وقولُهم:
بالسّاعد تَبْطِشُ الكَفُّ. وِقولُهم:
ما كلف الله نَفْساً فوقَ طَاقتها
***
وقال آخر:
يَرى المرءُ أحياناً إذا قَلَّ مالُه
***
مِن الْخَير تاراتٍ ولا يستَطيعُها
مَتى ما يرمها قصَّر الفقرُ كَفّه
***
فَيَضعُف عنها والغنيُّ يُضِيعها
القناعة والدعة - منه قولُهم:
وَحَسْبك من غِنى شِبَع ورِيّ
وقولهم:
يَكْفِيك ما يبلّغك المَحل. وقال الشاعر:
مَن شاء أنْ يُكْثِر أو يُقِلأَ
***
يكْفِيه ما بلَغه المَحَلاَّ
الصبر على المكاره يحمد العواقب - قالوا:
عواقب المَكاره مَحْمودة. وقالوا:
عِند الصَّباح يحمد القومُ السًّرى. وقولهم:
لا تُدرك الراحةُ إلا بالتَعب. أخذه حَبيب فقال:
على أَنَّني لم أَحْوِ مالاً مُجَمَّعاً
***
فَفُزْتُ به إلاّ بشمل مُبَدَّدِ
ولم تُعطِني الأيامُ نوماً مسكناً
***
أَلذُّ به إلاّ بنَوْم مُشَرَّد
وأحسن منه قوله أيضاَ:
بَصُرْتَ بالرَّاحة العُليا فلم تَرَها
***
تُنال إلاّ على جِسْرٍ مِن التَّعب
الانتفاع بالمال - قالوا:
خيرُ مالِك ما نَفَعك. ولم يَضِع من مالك ما وَعَظَك.
ونظر ابن عبِّاس إلى دِرْهم بيد رجل، فقال:
إنه ليس لك حتى يَخْرُج من يدك. وقولهم:
تَقْتِير المَرْء على نفسه تَوْفِير منه على غَيْره. قال الشاعر:
أنتَ للمال إذا أَمْسكتَه
***
فإذا أنفقته فالمالُ لَك
المتصافيان - منه قولهم:
هما كَنَدَمانَي جَذِيمة الأبرش الملك. ونديماه رجلان من بَلْقَين يقال لهما:
مالك وعَقيل. " بَلْقين:
يريد من بني القيَنْ " . وقولهم:
" هما أَطْول صُحْبة من الفَرقدين. قال الشاعر " :
وكُلُّ أخٍ مُفارقُه أخوه
***
لَعَمْر أَبيكَ إلاّ الفَرْقَدان
ومنه قولهم:
" هما أطولُ صحبة من " ابني شمام، وهما جَبلان.
خاصة الرجل - منه قولُهم:
عَيْبة الرجل. يريدون خاصَّته وموضعَ سرِّه. ومنه الحديث في خُزاعة:
كانوا عَيْبة رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم، مؤمنُهم وكافرُهم.
مَن يكسب له غيره - منه قولهم:
ليس عليك غَزْلُه فاسحبْ وجُرَّ. وقولُهم:
ورُبَّ ساعٍ لقاعد. وقولهم:
خَيْر المال عينٌ ساهرة لعين نائمة.
المروءة مع الحاجة - منه قولهم:
تَجُوع الحرةَ؛ ولا تَأكل بِثَدْييها. وقولهم:
شَر الفقر الخُضوع، وخَير الغِنى القناعة. ومنه الحديث المرفوع:
أَجْملوا في الطلب. قال الشاعر:
فإذا افتقرتَ فلا تَكًن
***
مُتجَشِّعاً وتَجَمَّل
ومنه قولُ هُدْبة العُذْرِيّ:
ولستُ بمفْراحٍ إذا الدهرُ سًرّني
***
ولا جازع من صَرْفه المُتقلِّب
ولا أَتمنىَ، الشرِّ والشرُ تاركي
***
ولكنّ مَتى أحْمَل على الشر أَرْكَبَ
المال عند مَن لا يستحقه - منه قولهم:
خَرْقاءُ وجَدت صُوفا. وَعَبْدٌ مَلَك عَبْدا " فأَوْلاه تَبَّاً " . وقولهم:
مَن يَطُل ذيلُه يَنتَطق به. ومَرْعى ولا أَكًولة. وعًشب ولا بَعِير. ومالٌ ولا مُنفِق.
الحض على الكسب - منه قولهم:
اطلب تَظْفر. وقولُهم:
من عَجَز عن زاده اتّكل على زاد غيره. وقولُهم:
من العَجْز نُتِجت الفاقُة. وقولُهم:
لا يَفْترس الليثُ الظَّبْي وهو رابض. وقول العامة:
كَلب طَوَّاف خيرٌ من أسد رابض. وقولهم:
أوْرَدها سَعْدٌ وسَعْد مُشْتَمل
***
ما هكذا تُورد يا سَعْد الإبِلْ
الخبير بالأمر البصير به - منه قولهم:
على الخَبير سَقَطْتَ. وقولهم:
كفي قوماً بصاحبهم خَبيراً. وقولهم:
لكل أناس في جمالهم خُبْر. وقولهم:
على يَدِي دارَ الحديث. وقولهم:
تُعلِّمني بضبّ أنا حَرَشْتُه. يقول:
أتُخْبرني بامرِ أنا وَليته؟ وَلِّ القوسَ بارِيها. وقولُهم:
الخيلًُ أعلم بفُرْسانها. وقولُهم:
كل قوم أَعلم بِصناعتهم. وقولُهم:
قَتَل أرضاً عاِلمُها. وقتلت أرضٌ جاهلَها.
الاستخبار عن علم الشيء وتيقنه - من ذلك قولُهم:
ما وراءك يا عصام؟ أول من تكلم به النابغةَ الذَّبياني لعِصام صاحب النّعمانِ، وكان النعمانُ مريضاً فكان إذا لَقِيه النابغة، قال له:
ما وراءك يا عِصام؟ وقولُهم:
سيأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّد. وإليك يُساق الحديث.
انتحال العلم بغير آلته - منه قولُهم:
لكالحادِي وليسِ له بَعِير
وقال الحُطيئة:
لكا لماشي وليس له حِذاء.
وقولهم:
إنباض بغير توتير. وكقَابضٍ عَلَى الماء. أخذه الشاعر فقال:
ومَن يَأمنِ الدُّنيا يكن مثلَ قابضٍ
***
على الماءِ خانَتْهُ فُرُوجُ الأصابع
وخرْقاء ذات نِيقة. يضرب للرَّجل الجاهل بأمر يدّعي معرفته.
من يوصي غيره وينسي نفسه - يا طَبِيبُ طِبَّ لنفسك. ومنه:
لا تعظيني وتَعَظْعَظى، أي لا توصيني وأوْصي نفسَك.
الأخذ في الأمور بالاحتياط - منه قولُهم:
أنْ تَرِد الماء بماء أَكْيسُ. وقول العامة.
لا تَصُبَّ ماءً حتى تجدَ ماء. وقولهم:
عَشِّ ولا تَغتر. يقول:
عَشِّ إبلك، ولا تغتر بما تُقْدم عليه. ويُروى عن ابن عبّاس وابن عمر وابن الزّبير أن رجلاَ أتاهم، فقال:
كل لا يَنْفع مع الشرِّك عملٌ، كذلك لا يَضُر مع الإيمان تَقْصير، فكلُّهم قال:
عَش ولا تَغتر. وقولهم:
ليس بأَوَّلِ مَن غَره السراب. وقولهم:
اشْتَر لنَفْسك وللسُّوق. ومنه الحديثُ المرفوع عن الرجل الذي قال أأرْسِلُ ناقتي وأتوَكّل؟ قال:
" بل " اعقلها وتوكل.
الاستعداد للأمر قبل نزوله - منه قولُهم:
قبلَ الرَّمْي يُراش السَّهم. وقولهم:
قبل الرِّماءِ تُملأ الكنَائن. وقولهم:
خُذ الأمر بقَوابله، أي باستقباله قبل أن يُدْبر. وقولهم:
شرُّ الرأي الدَّبَريّ. وقولهم:
المُحاجزة قبل المناجزة. وقولهم:
التقدُّم قبل التندم. وقولهم:
يا عاقدُ اذكر حَلا. وقولهم:
خيرُ الأمور أحمدُها مَغَبَّة. وقولهم:
ليس للأمر بصاحب مَن لم يَنْظُر في العواقب.
طلب العافية بمسالمة الناَس - قولُهم:
مَنْ سَلَك الجَددَ أمِن العِثَار. وأحذرْ تَسْلم. ومنه قولهم:
جًرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرّ لكم. الخطير:
ذِمامُ الناقة. ومنه قولهم:
لا تَكُن أدنىَ العَيْرين إلى السَّهم. يقول:
لا تكُنِ أدنى أصحابك إلى مَوْضع التَّلف وكن ناحيةً أو وَسطاً. قال كعب:
إنّ لكلّ قوم كَلْباَ فلا تَكُن كلبَ أصحابك. وتقول العامّة:
لا تَكُن لسانَ قَوْم.
توسط الأمور - من ذلك قولُهم:
لا تَكُن حُلْواً فتُسْترَط، ولا مُرّاً فتُعْقى، أي تُلْفظ؟ يقال:
أعقى الشيءُ، إذا اشتدّت مرارتُه. " قال الشاعر:
ولا تَكُ آنِياً حُلْواً فَتُحْسىَ
***
ولا مُرّا فتنشب في الحِلاق "
وتقول العامّة:
لا تَكُن حُلْواً فتؤكل ولا مُرّاً فتُلْفظ. وتَوَسًّط الأمور أدنى السلامة. ومنه قول مُطَرِّف بن " عبد الله بن " الشِّخِّير:
الحَسنة بي السَّيِّئتين وخيرُ الأمور أوسطها. وشرّ السَّير الحَقْحقة. قوله:
بين السيئتين، يريد بين المُجاوزة والتقصير. ومنه قولهم:
بين المُمِخة والعَجْفاء. " يريد " بين السمين والمهزول. ومنه قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
خيرُ الناس هذا النَّمط الأوْسَط يَلْحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي.
الإتابة بعد الاجرام - منه قولُهم:
أقصرَ لمَّا أبْصرَ. ومنه أتْبِعْ السيئةَ الحسنةَ " تمحها " . والتائبُ من الذنبُ كمن لا ذنبَ له. والندمُ تَوْبة. والاعترافُ يَهْدِم الاقْتراف.
مدافعة الرجل عن نفسه - جاحَش فلان عن خَيْط رَقَبته. وخيط الرقبة:
النخاع؛ يقوِل:
دافع عن دمه ومُهجته. وقالت العامّة:
وأيّة نَفْس بعد نَفْسك تَنْفع
" ومنه " :
أَدفع عن نَفسي إذا لم يكن عنها دافِع.
قولهم في الانفراد - الذئبُ خالياً أسد. يقول:
إذا وجدك خالياً اجترأ عليك. ومنه الحديث المأثور:
الوَحِيد شيطان. وفي الحديث الآخر:
عليكم بالجماعة فإنَّ الذِّئب إنما يُصيب من الغَنم الشَّاردة.
من ابتلى بشيء مرة فخافهُ أخرى - منه الحديثَ المرفوع:
لا يُلْسَع المؤمن من جُحْر مَرَّتين. يريد أنه إذا لُسع مرّة " منه " تَحفظ من أخرى. وقولُهم:
مَن لَدغته الحيَّة يَفْرَق من الرَّسَن. وقولهم:
مَن يَشتري سَيْفي وهذا أَثرُه
يُضرب هذا المثل للذي قد اختُبر وجُرِّب وقولهم:
كل الحِذَاءِ يَحتذي الحافِي الوَقِعْ
الوَقِع:
الذي يمشي في الوَقَع، وهي الحجارة. قال أعرابي:
يا ليت لي نَعْلين من جِلْد الضَّبع
***
وشُرُكا من آستها لا تنقطعْ
كلَّ الحِذاء يحتذي الحافي الوَقِعْ
اتباع الهوى - قال ابن عبَّاس:
ما ذَكَر الله الهَوى في شيء إلا ذَمه. قال الشعبيّ:
قيل له هَوًى، لأنه يهْوَى به. ومن أمثالهم فيه:
حُبًّك الشيءَ يُعْمى ويُصِمّ. وقالوا:
الهَوَى إله مَعْبود.
الحذر من العطب - قالوا:
إنَّ السلامَة منها ترك ما فيها
وقولُهم:
أعورُ، عينَك والحَجَر. وقولُهم:
الليلَ وأهضامَ الوادي. وأصله أن يسير الرجلُ ليلاً في بُطون الأودية، حذّره ذلك. وقولُهم:
دَع خيرَها لشرِّها. وقولهم:
لا تُراهن على الصَّعْبة. وقولُهم أَعْذَر مَن أَنْذَر.
حسن التدبير والنهي عن الخرق - الرِّفْق يُمْن والخُرْق شُؤْم. ورُبَّ أكلة تَمْنع أكلات. وقولهم:
قَلَب الأمر ظَهْراً لِبَطن. وقولُهم:
" اضْرب " وَجْهَ الأمرِ وعَيْنَيه، وأجْر الأمور على أَذْلالها، أي على وُجوهها. وقولُهم:
وجِّه الحَجَر وِجْهةً ما " له " . وقولُهم:
وَلِى حارَها مَن وَلي قارَها.
المشورة - قالوا:
أوّلَ الحَزْم المَشورة. ومنه:
لا يهلك امرؤ عن مَشورة. قال ابن المُسيِّب:
ما اْستشرتُ في أمر واْستخرتُ وأبالي على أيَ جنبيّ سقطْتُ.
الجد في طلب الحاجة - أَبْل عُذْراً وخَلاك ذَمّ. " يقول:
إنما عليك أن تَجتهد في الطلب وتُعْذِر، لكيلا تُذَمّ فيها وإن لم تكن تقْضىَ الحاجة " . ومنه:
هذا أوَانُ الشدِّ فاشتدِّي زيم وقولُهم:
اضرب عليه جرْوَتك، أي وَطِّن عليه نَفْسك. ومنه:
اجمعْ عليه جَرَاميزَك، واشددَ له حيازيمك. وقولًهم:
شَمِّر ذَيلا واْدَّرع ليلاً. ومنه:
اْئت به " من " حِسِّك وبَسِّك. ومنه قول العامّة:
جئ به من حيث أيسَ وليس. الأيس:
الموجود. والليس:
المعدوم.
التأني في الأمرِ - من ذلك قولُهم:
رب عجلة تُعْقب رَيْثاً. وقولُهم إنَ المنبَتّ لا أرضاً قَطَع ولا ظَهراَ أبقى. وقال القطاميّ:
قد يُدْرك المتأَنِّي بعضَ حاجته
***
وقد يكون مع المستعجل الزَّللُ
ومنه:
ضَحِّ رًوَيْداً، أي لا تَعجل. والرَّشْفُ أنقع، أي أَرْوَى؛ يقال:
شَرب حتى نَقَع. ومنه:
لا يُرْسل الساقَ إلا مُمْسكاً ساقاً.
سوء الجوار - منه قولهم:
لا يَنْفعُك من جار سَوءٍ تَوَقٍّ. والجارُ السُّوء قِطعة من نار. ومنه:
هذا أحقُ منزل بتَرْك. " ومنه قولهم:
الجارَ قبل الدار. الرفيقَ قبل الطريق. ومنه قولهم:
بعتُ جاري ولم أبع داري. يقول:
كنتُ راغبا في الدار إلا أني بعتُها بسبب الجار السوء " .
سوء المرافقة - أنت تَئِقٌ وأنا مَئِق فمتى نَتَّفِق. التَئِق:
السريع الشرّ. والمَئِق:
السريع البُكاء؛ ويقال:
الممتلىء من الغضب، والتّئِق والمَئِق مهموزان. وقولهم:
ما يجمع بين الأرْوَى والنعام؟ يريد أن مَسْكن الأروى الجبلُ ومَسكنَ النعام الرَّمل - الأرِوى:
جمع أرْوّية - ومنه:
لا يَجْتمع السِّيْفان في غِمد. ومنه:
لا يَلتاط هذا بصَفري، أي لا يَلْصق بقَلْبي.
العادة - قالوا:
العادةُ أملكُ منِ الأدب. وقالوا:
عادةُ السَّوء شرٌ من المَغْرَم. وقالوا:
أَعْطِ العبدَ ذِراعاً يَطْلُبْ باعاَ.
ترك العادة والرجوع إليها - منه قولهم:
عادَ فلان في حافرته، أي في طريقته.
ومنه قوله تعالى:
" أئِنَّا لَمَرْدودُونَ فِي الْحافِرَة " . ومنه:
رجع فلان على قَرْوَائه. ومنه الحديث:
لا تَرْجع هذه الأمة عن قَرْوَائها.
اشتغال الرجل بما يعنيه - منه:
كلُّ امرئ في شأنه ساع. وقولهم:
هَمُّك ما أهَمَّك. همك ما أدْأبك. وقولهم:
ولي حارَها من تَوَلّى قارَّها.
قلة الاكثراثٍ - منه قولهم:
ما أبالِيه بالة. وسئل ابن عبّاس عن الوضوء من اللبن، فقال:
ما أبالِيه بالة. وقولهم:
اسمَحْ يُسْمَح لك. وقولُهم:
الكلابَ على البقر. يقول:
خلِّ الكلابَ وبقرَ الوِحْش.
قلة اهتمام الرجل بصاحبه - هان على الأَمْلس ما لاقَى الدَبِر. ما يلقى الشجي منِ الْخَليّ. قال أبو زيد:
الشجي، مخفف، والخلىّ، مشدد:
ومنه قول العامّة:
هان علىَ الصحيح أن يَقول لِلْمَريض:
لا بأس عليك.
الجشع والطمعِ - منه قولهم
تُقَطِّع أعناقَ الرِّجال المطامعُ
ومنه قولهم:
غَثُّك خيرٌ لك من سمِين غيرك. وقولهم:
المَسئلة خُموش في وجه صاحبها. وقال أبو الأسْوَد في رجل دنيء:
إذا سُئِل أَرَز وإذا دُعى انتهز. ومنه قولُ عَوْن بن عبد الله:
إذا سأل أَلْحَف وإذا سُئِل سَوَّف.
الشره المطعام - منه قولهم:
وَحْمَى ولا حَبَل، أي لا يذكر له شيء إلا اشتهاه، كشَهْوَة الحُبْلى، وهي الوَحْمَى. ومنه:
المرء تَوَّاق إلى ما لمِ يَنَل. وقولهم:
يَبْعَث الكلابَ عن مَرَابضها، أي يَطْرُدها طَمَعاً أن يَجدَ شيئاً يأكله من تَحْتها. ومنه قولهم:
أَراد أن يأكل بيَدَيْن. ومنه الحديثُ المرفوع:
الرَّغْبة شُؤْم.
الغلط في القياس - منه قولُهم:
ليس قَطاً مثلَ قُطَيّ. وقال ابن الأسْلت:
ليس قطاً مثل قُطَيّ ولا ال
***
مَرْعِيُّ في الأقوام كالرَّاعي
ومنه قولهم:
مُذَكِّيةٌ تقاس بالْجذَاَع. يُضرب لمن يَقيس الكَبِير بالصغير. والمُذَكِّية، هي المُسِنَّة من الخيل.
وضع الشيء في غير موضعه - منه:
كمُسْتَبْضع التَّمر إلى هَجَر. وهجر:
معدن التمر. قال الشاعر:
فإنّا وَمَنْ يَهْدِي القَصائدَ نَحْوَنا
***
كمُسْتَبْضع تمراً إلى أَهْل خَيْبرَا
ومنه قولهم:
كمُعَلِّمة أُمّها الرضاع. ومنه الحديث المرفوع:
رُب حامِل فِقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه. وفيمن وَضع الشيء في غير موضعه " قولهم " :
ظَلَمَ مَن اسْترعى الذئبَ الغَنَم. وقال ابن هَرْمة:
كتاركةٍ بيضها بالعَرَاء
***
ومًلحِفة بيضَ أُخرى جَناحَا
يصف النعامة التي تحصُن بيضَ غيرها وتُضيع بيضَها.
كفران النعمة - منه:
سَمِّنْ كلبَك يأكُلك. أحشّك وتَرُوثني! قاله في مخاطبة فرسه، أي أعْلفك الحشيشَ وتروث عليّ؟ ومنه قولُ الآخر:
أُعلَمه الرِّمايةَ كلَّ يومٍ
***
فلمَّا اشتدَ ساعدُه رَمَاني
التدبر - منه قولهم:
لا ماءكِ أَبقَيْتِ ولا دَرَنك أنْقيت. وقولهم:
لا أبوك نُشرِ ولا التراب نَفِد. أصل هذا المثل لرجل قال:
ليتني أعرف قبرَ أبي حتى آخذ من تُرابه على رأسي.
التهمة - منه قولهم:
عسى الغوَير أَبْؤُساً. والأبؤس:
جمع بأس. قال ابن الكَلْبي:
الغوَير:
ماء معروف لكَلْب. وهذا مثل تكلَّمت به الزباء، وذلك أنها وجَّهت قَصِيراَ اللَخْميّ بالعِير ليَجْلِب لها من بَزّ العراق، وكان يَطلبها بدم جَذيمة الأبرش، فجعل الأحمال صناديق، وجعل في كل صُندوق رجلاً معه السلاح، ثم تنكّب بهم الطريقَ وأخذ على الغُوَير، فسألْت عن خَبره فأُخبرَت بذلك، فقالت:
عسى الغُوَير أَبْؤُساً. تقول:
عسى أن يأتي الغُوَير بشرّ، واستنكرت أخذَه على غير الطريق. ومنه:
سَقَطت به النصيحةُ على الظِّنَّة، أي نصحتَه فاتهمك. ومنه:
لا تَنْقُش الشوكةَ بمثلها " فإنّ ضَلْعها معها " . يقول:
لا تَستَعِن في حاجتك بمَن هو ومنه:
إذا غاب منها كَوْكبٌ لاحَ كَوكب
وقولهم:
رأسٌ برأسٍ وزيادةِ خَسمائة. قالها الفرزدق في رجل كان في جيش، فقال " صاحبُ الجيش " :
مَن جاء برأس فله للمطلوب منه الحاجة أَنْصح " منه لك " .
تأخير الشيء وقت الحاجة إليه - منه:
لا عطْر بعد عَروس. وأصل هذا أَنّ عَروساً أُهديت فوجدها الرجلُ تَفِلة، فقال لها:
أين الطَّيب؟ قالت:
ادَخَرتُه؛ قال:
لا عطر بعد عَروس. وقولهم:
لا بَقاء للحمِيَّة بعد الحُرْمة. يقول:
إنّما يَحْمى الإنسانُ حريمه فإذا ذهبت فلا حَميَّة له.
الإساءة قبل الإحسان - منه:
يسبق دِرَّتَه غِرارُه. الغرار:
قلة اللبن. والدِّرَّة:
كثرته. ويسبق سيلَه مَطرُه.
البخل - ما عنده خَيْر ولا مَيْر سواء هو والعَدَم. والعَدَم والعُدْم لغتان. ما بضّ حجره. والبَضّ:
أقلِّ السيلان. ما تَبُلّ إحدى يديه الأخرى.
الجبن -
إنّ الجبان حَتْفه من فَوْقه.
" ومثله " في القرآن:
" يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ " . ومنه:
كلُّ أَزَب نَفُور. وَقَفّ شَعَره، واقشعرَّت ذُؤَابته. معناه:
قام شعرُه من الفَزع. وشَرِقَ برِيقه.
الجبان يتواعد بما لا يفعل - الصَدْق يُنبي عنك لا الوَعيد. يُنْبي " عنك " :
يَدفع عنك، مَن يَنْبو. ومنه:
أَوْسعتُهم شَتْماً وأَوْدَوْا بالإبل.
وقيل لأعرابيّ خاصم امرأته إلى السلطان " فقيل له:
ما صنعت معها؟ " قال:
كَبَّها الله لوَجْهِهَا ولو أُمِرَ بي إلى السِّجن.
الاستغناء بالحاضر عن الغائب - قولهم:
إن ذَهب عَيْرٌ فعَيْرٌ في الرِّباط. خَمسمائة " درهم. فبرز رجل وقتل رجلاً من العدوَ، فأعطاه خمسمائة درهمِ " ، ثم برز ثانية، فقُتل، فبَكى عليه أهلُه، فقال لهم الفرزدق:
أمَا تَرْضون رأساَ برأس وزيادة خمسمائة؟ المقادير - منه قولُهم:
المقاديرُ تُريك ما لا يَخْطُر ببالك. وقولُهم:
إذا نزل القَدر غَشىَّ البَصر. وإذا نزل الحَينْ غَطَى العين. ولا يُغْنى حَذَر من قدَر. ومن مَأمنه يُؤتى الحَذر. وقولُهم:
وكيف تَوَقّى ظَهْر ما أنت راكبُه.
الرجل يأتي إلى حتفه - منه قولًهم:
أتتكَ بحائنٍ رجلاه. لا تَكنُ كالباحُث عن المدية. وقولُهم:
حَتْفَها تحمِل ضأن بأَظْلافها.
ما يقال للجاني على نفسه - يداكَ أَوْكَتا وفُوِكَ نَفخ. وأصلُه أَنّ رجلاً نَفَخ زِقَّاً ورَكِبه في النهر، فانحلّ الوِكاء وخَرجت الريح وغرِق الرجل، فاستغاث بأعرابيّ على ضفّة النهر فقال:
يداك أوْكتا وفُوك نَفخ.
جالب الحين إلى أهله - منه قولُهم:
دلَت على أهلها رَقاش، ورقاش، كلبة لحيّ من العَرب مرَّ بهم جيش ليلاً ولم يَنْتبهوا لهم، فنَبحت رقاش فدلَّت عليهم. وقالوا:
كانت عليهم كراغية البَكْر. يَعْنون ناقةَ ثمود. وقال الأخطل:
ضفَادع في ظَلْماء ليل تَجاوَبَتْ
***
فدلّ عليها صوتها حيةَ البَحْرِ
تصرف الدهر - منه قولُهم:
مرَّةً عيش ومرة جيش. ومنه:
اليوم خَمر وغداً أمر قاله امرؤ القيس أو مهلهل أخو كليب لمّا أتاه موتُ أخيه وهو يَشرب. وقالوا:
عِش رجباً ترى عَجباً. وقالوا:
أتى الأبد على لُبد. وقال الشاعر:
فيَومٌ علينا ويومٌ لنا
***
ويوماً نُساء ويوماً نسَرّ
وقولُهم:
مَن يَجتمعِ تَتَقَعقَع عُمُدُه. وأنشد:
أجارتَنا مَن يجتَمع يَتَفَرَّق
***
ومَن يك رهناً للحوادث يَغْلَقِ
الأمر الشديد المعضل - منه قولًهم:
أَظْلم عليه يومُه. وأين يَضَع المَخنوقُ يدَه؟ ومنه " قولهم " :
لو كان ذا حيلة لتَحوَّل. ومنه قولُهم:
رأى الكوكب ظُهْراً. قال طَرَفة:
وتُرِيه النجمَ يَجْرِي بالظُّهرُ هلاك القوم - منه قولهم:
طارت بهم العَنْقاء. وطارت بهم عُقاب مَلاَع.
يُقال ذلك في الواحد والجمع، وأحسبها مَعْدولة عن مَيْلع. والمَنايا على الحَوايا. قال أبو عُبيد:
يقال:
إن الحَوَايا في هذا الموضع مَرْكب من مَرَاكب النساء، واحدتها حويّة، وأحسب أصلها أن قوماً قُتلوا فحُمِلوا على الحَوَايا، " فظنَّ الراؤون أن فيها نساء، فلما كشفوا عنها أبصروا القَتْلى فقالوا ذلك " ، فصارت مثلاً. ومنه:
أتتهم الدُّهَيم تَرْمِي بالرًضْف. معناه:
الداهية العظيمة. وهذا أمر لا يُنادى وَليده، معناه أنّ الأمر اشتدّ حتى ذَهِلت المرأةً أن تدعو وَليدَها. ومنه:
التقت حَلقتا البطان، وبَلَغ السيل الزُّبى، وجاوَز الْحِزامُ الطُّبيين. وتقول العامَّة:
بلغ السِّكينُ العظمَ.
إصلاح ما لا صلاح له - منه قولهم:
كدابغةٍ وقد حَلِم الأديم حَلِم:
فسد. وكتب الوليد بن عُقبة إلى معاوية بهذا البيت:
فإنّك والكتابَ إلى عليّ
***
كدابغةٍ وقد حَلِم الأديمُ
في شعر له.
صفة العدو - يقال في العدوّ:
هو أَزْرَق العين، وإن لم يكن أَزْرَق، وهو أَسْود الكَبِد، وأَصْهب السِّبال.
البخيل يعتل بالعسر - منه قولهم:
قَبْل البُكاء كان وجهُك عابساً. ومنه:
قبل النِّفاس كنت مُصْفَرَّة.
اغتنام ما يعطى البخيل وإن قل - منه:
خذ من الرِّضْفة ما عليها. وخُذ من جَذَع ما أعطاك. قال ابن الكلبي:
وأصل هذا المثل أن غسّان كانت تُؤدِّي إلى ملوك سَلِيح دينارين كلَّ سنة عن كل رجل، وكان الذي بَلى ذلك سَبَطة بن المُنذر السَّليحي، فجاء سَبَطة إلى جَذَع بن عمرو الغسّاني يَسأله الدِّينارين، فَدَخَل جَذَع منزلَه، واشتمل على سيفه، ثم خرج فضرب به سَبَطة حتى سَكت، ثم قال له خُذ من جَذع ما أعطاك، فامتنعت غسّان من الدينارين بعد ذلك، وصار الملْك لها حتى أتى الإسلام.
البخيل يمنع غيره ويجود على نفسه - منه قولهم:
سَمْنُكم " هُرِيق " في أديمكم. ومنه؛ يا مُهْدِيَ المال كُلْ ما أهديت. ومنه قول العامة:
الحمار جَلَبه والحمار أكله.
موت البخيل وماله وافر - منه مات فلان عريضَ البِطان. ومات بِبِطنته لم يَتَغَضْغَض منها شيء. والتَّغضغض:
النقصان.
البخيل يعطي مرة - منه قولهم:
ما كانت عطيَّته إلا بَيْضة العُقْر، وهي بَيْضة الديك. قال الزُّبيرِي:
الدِّيك ربَّما باضٍ بيضة، وأنشد لبشّار:
قد زًرْتِني زَوْرَةَ في الدَّهر واحدة
***
ثَنِّي ولا تَجْعليها بيضةَ الدِّيكِ
ومنه قولُ الشاعر:
لا تَعجبنّ لخير زلّ من يَدِه
***
فالكوكبُ النَّحس يَسْقِي الأرضَ أحياناً
ومنه قولُهم:
من الخَواطئ سهمٌ صائب. والليلُ طويل وأنت مُقمِر. وأصل هذا " أن " سُليك بن سُلكَة كان نائماً مُشْتملاً، فجَثَم رجل على صدره، وقال له:
استأسرْ؛ فقال له:
الليل طويل وأنت مُقْمِر؛ " ثمّ قال له:
استأسر " يا خَبيث؛ فضَمَّه ضَمَّة ضَرِط منها، فقال له:
أَضَرِطاً وأنت الأعلى، فذهبت أيضاً.
طلب الحاجة المتعذرة - منه قولُهم:
تَسألني بَرامَتين سَلْجماً. وأصله أنّ امرأة تَشهَّت على زوجها سَلْجماً، وهو ببلد قَفْر، فقال هذه المقالة. والسَّلجم:
اللِّفت.
ومنه؛ شرُّ ما رام امرؤ ما لم يَنَلْ. ومنه:
السائلُ فوق حقِّه مُسْتَحِق الحِرْمان. ومنه قولُهمّ:
إنك إنْ كلفتني ما لم أُطِق
***
ساءَك ما سَرَّك منِّي من خُلُق
الرضا بالبعض دون الكل - منه:
قد يَرْكبُ الصَّعب من لا ذَلول له. وقولُهم:
خُذ من جَذَع ما أعطاك. وقولهم:
خُذ ما طَفَّ لك، أي ارض بما أمكنك. ومنه قولُهم:
زَوْجٌ من عُود خيرٌ من قُعود. وقولُهم:
ليس الرِّيّ " عن " التّشاف، أي ليس يَرْوَى الشاربُ بشرب الشِّفافة كلّها، وهي بقية الماء في الإناء. ولكنه يَرْوى قبل بلوغ ذلك. وقولهم:
لم يُحْرَمٍ من فُصِد له. ومعناه:
أنهم كانوا إذا لم يَقْدروا على قِرَى الضَّيف فَصَدوا له بعيراً وعالجوا دَمه بشيء حتى يمكن أن يأكله. ومنه قول العامة:
إذا لم يكن شَحْم فَنَفس. أصل هذا أن امرأة لَبِسَت ثياباً، ثم مَشت وأظهرت البُهْر في مِشْيتها بارتفاع نَفَسها، فلَقِيها رجلٍ، فقال لها:
إني أَعرفك مَهزولة، فمَن أين هذا النفس؟ قالت:
إن لم يكن شَحْم فنفس. وقال ابن هانئ:
قال لي تَرْضىَ بوَعْدٍ كاذب
***
قلتُ إن لم يَكُ شَحْم فَنَفس!
التنوق في الحاجة - منه قولهم:
فعلتَ فيها فعلَ من طَبَّ لمَن أحَبَّ. ومنه قولهم:
جاء تَضِبُّ لِثَاته على الحاجة، معناه لشدة حِرْصه عليها. وقال بِشْر بن أبي خازم:
خيلا تَضِبّ لِثَاتُها للمَغْنم استتمامِ الحاجة - أَتْبع الفرس لجامها؛ يريد أنك قد جُدْت بالفَرس، واللِّجام أَيْسر خَطْباً فأتمَّ الحاجة. ومنه:
تَمام الرَّبيع الصَّيف، وأصله في المطر، فالرَّبيع أوّله والصَّيف آخره.
المصانعة في الحاجة - مَن يَطْلب الحَسْناء يُعْطِ مَهْرَها. وقولهم:
المُصانعة تُيَسِّر الحاجة. ومَن اشترى فقد اشتوَى. يقول:
مَن اشترى لحماً فقد أَكل شِواء.
تعجيل الحاجة - قولهم:
السَّرَاح من النجاح. النفسُ مُولعةٌ بحبِّ العاجل.
الحاجة تمكن من وجهين - منه قولهم:
كلا جانبي هَرْشى لهُنّ طريق. هَرْشى:
عقبة. ومنه:
هو على حَبْل ذِراعك، أي لا يخالفك.
مَن منع حاجة فطلب أخرى - منه قولهم:
إلاده فلاَدهِ. قال ابن الكلبي:
معناه أن كاهناً تَقَاضى إليه رجلان من العرب:
فقالا:
أَخْبرنا في أي شيء جِئناك؟ قال:
في كذا وكذا؛ قالا:
إلادَه، أي انظر غير هذا النظرِ. قال:
إلادَه فَلاَده، " ثم أخبرهما بها " . قال الأصمعي:
معناه إن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن.
الحاجة يحول.
الكريم لا يجد الكريم لا يجدالكريم لا يجد الكريم لا يجدالكريم لا يجد الكريم لا يجدالكريم لا يجد الكريم لا يجدالكريم لا يجد الكريم لا يجد