تفسير القبائل والعمائر والشعوب
۞۞۞۞۞۞۞
قال ابن الكَلْبيّ:
الشَّعب أكبرُ من القَبيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ ثم العَشِيرة ثم الفَصِيلة. وقال غيرُه:
الشّعوبُ العَجَم والقبائل العرب، وإنما قيل للقَبيلة قبيلة لتقابُلها، وتناظرُها، وأن بعضَها يُكافئ بعضاً. وقيل للشَّعْب شَعْب لأنه انشَعب منه أكثر مما آنشعب من القَبيلة، وقيل لها عَمائر، من الاعتمار والاجتماع، وقيل لها بُطون، لأنها دون القبائل، وقيل لها أفخاذ، لأنها دون البُطون، ثم العَشيرة، وهي رَهط الرجل، ثم الفَصيلة، وهي أهلُ بيت الرجل خاصة. قال تعالى:
" وفَصِيلتِهِ التي تُؤوبه " . وقال تعالى:
" وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الأقْرَبِينَ " .
تفسير الأرحاء والجماجم - وقال أبو عُبيدة في التَاج:
كانت أَرْحاء العَرَب سِتَاً وجَماجمها ثمانياً، فالأرحاء الست، بمُضَر منها اثنتان، ولرَبيعة اثنتان. ولليمن اثنتان؛ واللتان في مضَر تَميبمِ بن مُرّ وأسد بن خُزَيمة، واللتان في اليمنِ كَلْب ابن وَبْرة وطيئ بن أدد، وإنما سُميت هذه أَرْحاء لأنها أَحْرزت دوراً ومِياهاَ لم يكن للعرب مثلُها. ولم تَبْرح من أَوْطانها ودَارت في دورها كالأرْحاء على أَقْطابها، إلأ أَنْ يَنتجع بعضها في البُرَحاء وعامَ الجَدْب، وذلك قليلٌ منهم. وقيل للجَماجم جماجم لأنها يَتفرع من كلّ وَاحدة منها قبائل اكتفت بأسمائها دون الانتساب إليها، فصارت كأنها جَسَد قائم وكلّ عُضْو منها مُكْتَفٍ باسمه مَعْروف بمَوْضعه، والجماجمُ ثمانٍ:
فاثنتان منها في اليَمن، واثنتان في رَبيعة، وَأَرْبع في مُضرَ. فالأربع التي في مُضر:
اثنتان في قَيْس واثنتان في خِنْدف، ففي قَيْس:
غَطَفان وهَوَازن، وفي خِنْدف:
كنانة وتَميم، واللتان في رَبيعة:
بكر ابن وائل وعبدُ القَيْس بن أَقصىَ، واللتان في اليمن:
مَذْحج، وهو مالك بن أدد ابن زَيْد بن كَهلان بن سَبَأ، وقُضاعة بن مالك بن زيد بن مالك بن حِمْير بن سبأ. أَلا تَرَى أَن بَكْراً وَتَغْلِب ابني وائل قبيلتان مُتكافِئتان في القدر والعَدد فلم يَكُنْ في تَغْلِب رجال شُهِرَت أسماؤهم حتى انتُسِب إليهم واستجزئ بهم عن تَغْلِب، فإذا سألتَ الرجلَ من بني تَغْلب لم يَسْتَجْزِئ حتى يقول تَغْلَبي. ولبَكْر رجالٌ قد اشتَهرت أسماؤهم حتى كانت مثلَ بكر، فمنها شَيبان وعِجْل ويشْكُر وقَيْس وحنيفة وذُهْل، ومثلُ ذلك عبد القَيْس، ألا ترى أن عَنَزة فوقها في النّسب ليس بينها وبين رَبيعة إلا أَبٌ واحد، عَنَزة بن أسد بن ربيعة فلا يَسْتجزئ الرِجلُ منهم إذا سُئل أن يقول عَنَزِيّ؛ والرجل من عبد القَيْس يُنْسب شَيبانيًاً وجَرْمِيَّاَ وبَكْريَّاً. ومثلُ ذلك أن ضَبَّة بن أد، عم تميم، فلا يَسْتجزئ الرجلُ منهم أن يقول ضبّي، والتَّمِيميّ قد ينتسب فيقول مِنْقَرِيّ وَهُجَيْمِيّ وطْهوِيّ ويَرْبُوعِيّ ودارميّ وكَلْبيّ، وكذلك الكِناني يَنْتَسب فيقول لَيْثي ودُؤَلِيٌ وَضمْريٌ وَفِرَاسيّ، وكل ذلك مَشْهور مَعْروف، وكذلك الغَطَفَاني ينتسب فيقول عَبْسي وذُبْياني وَفَزَارِيّ ومُرّي وأَشْجعي وَبَغِيضيّ. وكذلك هَوَازن منها ثقيف والأعْجَاز وعامِر بن صَعْصَعة وقُشَير وَعقيل وجَعْدة، وكذلك القبائل من يَمن التي ذكرنا، فهذا فرق ما بني الجماجم وغيرها من القبائل، والمعنى الذي به سميت جماجم. وجمرِات العَرب أَرْبعة وهمْ:
بنو نُمير بن عامر بن صَعْصعة وبنو الحارث بن كَعْب وبنو ضبَّة وبنو عَبْس بن بَغِيض، وإنما قيل لها الجَمَرات لاجتماعهم، والجَمْرة الجَماعة، والتّجْمِير التَجْمِيع.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب ﴿ 8 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞