الكناية في اللغة العربية الكناية في اللغة العربية

الكناية في اللغة العربية

1. تعريف الكناية

• الكناية: هي أسلوب بلاغي يُعبَّر فيه عن المعنى بغير لفظه الصريح، بل بلفظ يُكنَّى به عنه، أي يُلمَّح إليه بطريقة غير مباشرة، بحيث يُفهم المقصود من السياق.
• الغرض من الكناية:
  • إضفاء الجمال والتأثير على الكلام.
  • التخفيف من حدة التعبير إذا كان المعنى حساسًا أو قاسيًا.
  • إثارة التأمل والتفكير لدى السامع أو القارئ.
• الفرق بين الكناية والمجاز: الكناية تُلمِّح إلى المعنى دون تصريح، بينما المجاز يستخدم لفظًا في غير معناه الحقيقي مع قرينة توضح المقصود.

2. أنواع الكناية

الكناية تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءً على وظيفتها في الجملة:

1. كناية عن صفة:
   • تُذكر كناية عن صفة معينة في الشيء أو الشخص دون التصريح بالصفة نفسها.
   • مثال: "فلان طويل النجاد".
     • المعنى: يُكنَّى عن الطول (صفة الشخص) بطول النجاد (حزام السيف).
     • الإعراب: "طويل" خبر مرفوع، "النجاد" مضاف إليه مجرور.
   • مثال قرآني: "وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ" (هود: 71).
     • الكناية: "قائمة" تُكنَّى عن حالة الاستماع والانتباه (صفة نفسية) وليس القيام الجسدي فقط.
     • الإعراب: "قائمة" خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
2. كناية عن موصوف:
   • تُذكر صفة أو حالة لتدل على موصوف معين دون ذكره صراحة.
   • مثال: "رأيتُ أثر القراءة على وجهه".
     • المعنى: يُكنَّى عن الشخص العالم أو المثقف (الموصوف) بذكر أثر القراءة.
     • الإعراب: "أثر" مفعول به منصوب، "القراءة" مضاف إليه مجرور.
   • مثال قرآني: "وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ" (الشعراء: 95، أعربتها سابقًا).
     • الكناية: "جنود إبليس" تُكنَّى عن أتباعه وأعوانه (الموصوف) دون ذكر أسمائهم صراحة.
     • الإعراب: "جنود" مبتدأ مرفوع، "إبليس" مضاف إليه مجرور.
3. كناية عن نسبة:
   • تُذكر صفة أو حالة لتدل على نسبة تلك الصفة إلى شيء أو شخص دون تصريح بالعلاقة.
   • مثال: "فلان كثير الرماد".
     • المعنى: يُكنَّى عن الكرم (نسبة الصفة إلى الشخص) بكثرة الرماد (أثر إيقاد النار للضيوف).
     • الإعراب: "كثير" خبر مرفوع، "الرماد" مضاف إليه مجرور.
   • مثال قرآني: "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ" (الكهف: 13، أعربتها سابقًا).
     • الكناية: "فتية" تُكنَّى عن نسبة الشباب والقوة إلى أصحاب الكهف، مع الإشارة إلى إيمانهم.
     • الإعراب: "فتية" خبر "إنَّ" مرفوع.

3. أغراض الكناية

• التحسين: جعل الكلام أجمل وأكثر أدبًا، مثل تجنب ذكر شيء محرج.
  • مثال: "فلان خفيف اليد" (يُكنَّى عن اللصوصية بأسلوب لطيف).
• التعظيم أو التحقير: تعظيم الممدوح أو تحقير المذموم.
  • مثال قرآني: "وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ" (مريم: 20، أعربتها سابقًا).
    • الكناية: "يمسسني بشر" تُكنَّى عن العلاقة الزوجية بأسلوب محتشم، مما يعظّم من عفة السيدة مريم.
• الإيجاز: التعبير عن معنى كبير بكلمات قليلة.
• إثارة التفكير: دفع المتلقي للتأمل في المعنى.

4. أمثلة إضافية من القرآن (مرتبطة بطلباتك السابقة)

1. من سورة الأنعام (الآية 79): "إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ" (أعربتها سابقًا).
   • الكناية: "وجّهت وجهي" تُكنَّى عن التوجه الكامل بالقلب والعبادة إلى الله (نسبة التوجه إلى النبي إبراهيم).
   • الإعراب: "وجّهتُ" فعل ماضٍ مبني على السكون، "وجهي" مفعول به منصوب.
2. من سورة البقرة (الآية 269): "وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (أعربتها سابقًا).
   • الكناية: "أولو الألباب" تُكنَّى عن أصحاب العقول الراجحة (موصوف) دون ذكرهم صراحة.
   • الإعراب: "أولو" مستثنى مرفوع، "الألباب" مضاف إليه مجرور.
3. من سورة الكهف (الآية 13): "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" (أعربتها سابقًا).
   • الكناية: "زدنا" تُكنَّى عن تفضل الله بالهداية الإضافية (نسبة الهداية إلى أصحاب الكهف).
   • الإعراب: "زدنا" فعل ماضٍ مبني على السكون، "هم" مفعول به أول، "هدى" مفعول به ثانٍ.

5. ملاحظات

• الكناية وعلاقتها بالطلبات السابقة:
  • الكناية تظهر في الآيات القرآنية التي أعربتها (مثل "يمسسني بشر"، "وجّهت وجهي") كأسلوب بلاغي يزيد من جمال التعبير ويحترم الحياء أو يعظّم المعنى.
  • الفعل المضعف (مثل "وجّهت"، "يذَّكر") قد يحمل كناية، كما في "وجّهت وجهي" (كناية عن الإخلاص في العبادة).
  • همزة القطع/ألف الوصل: الكناية لا ترتبط مباشرة بهما، لكن أفعال مثل "آمنوا" (في سورة الكهف) تحتوي على همزة قطع وتحمل كناية عن الإيمان القلبي.