📁 آخر الأخبار

السجع في اللغة العربية: تعريفه وأنواعه وأمثلته

السجع في اللغة العربية


السجع في اللغة العربية: تعريفه وأنواعه وأمثلته


تعريف السجع

السجع هو توافق الفواصل في النص النثري، بحيث تكون الكلمات الأخيرة في كل جملة أو عبارة متشابهة في الحركة أو الحرف الأخير، مما يخلق إيقاعًا موسيقيًا يُضفي على الكلام جمالًا وتناسقًا. يُشبه السجع القافية في الشعر، لكنه يُستخدم في النثر، ويُعتبر من أبرز سمات النثر الفني في الأدب العربي.

أنواع السجع

يُقسم السجع إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب درجة التوافق بين الفواصل:

  1. السجع المطرَّف:

    • التعريف: توافق الفواصل في الحرف الأخير فقط، مع اختلاف في الحركات أو الكلمات.
    • مثال: "العلمُ نورٌ، والجهلُ عارٌ."
      • الكلمتان "نورٌ" و"عارٌ" تنتهيان بحرف الراء، لكن الحركات مختلفة (ضمة وفتحة).
    • الخصائص: أقل الأنواع شدة، ويُستخدم لإضفاء إيقاع خفيف.
  2. السجع المتوازي:

    • التعريف: توافق الفواصل في الحرف الأخير والحركة، مع تشابه في الوزن أو البنية.
    • مثال: "البخيلُ ذليلٌ، والكريمُ عزيزٌ."
      • الكلمتان "ذليلٌ" و"عزيزٌ" متشابهتان في الحرف الأخير (زاي) والحركة (ضمة) والوزن.
    • الخصائص: أكثر تناسقًا من المطرَّف، ويُضفي إحساسًا بالتكافؤ بين الجمل.
  3. السجع المرصَّع:

    • التعريف: توافق الفواصل في الحرف الأخير والحركة، مع تشابه تام في الوزن الصرفي والصيغة.
    • مثال: "الحقُّ واضحٌ، والباطلُ سافحٌ."
      • الكلمتان "واضحٌ" و"سافحٌ" متطابقتان في الوزن (فاعل) والحركة والحرف الأخير.
    • الخصائص: أعلى درجات السجع تناسقًا، ويُستخدم لإبراز الإبداع البلاغي.

أهمية السجع

  • الجمال الموسيقي: يُضفي على النص إيقاعًا يجذب السامع أو القارئ.
  • تعزيز المعنى: يساعد في إبراز الفكرة وتثبيتها في ذهن المتلقي.
  • إبراز البراعة الأدبية: يُظهر مهارة الكاتب في اختيار الكلمات المناسبة.
  • التأثير النفسي: يجعل النص أكثر تأثيرًا وإقناعًا، خاصة في الخطابة.

أمثلة تطبيقية

  1. من القرآن الكريم:

    • قوله تعالى: "وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ" (البقرة: 220).
      • "المفسدَ" و"المصلحِ" سجع متوازي، حيث تتفقان في الوزن (مُفْعِل) والحرف الأخير (حاء).
    • ملاحظة: السجع في القرآن يُعرف بـ"الفواصل"، وهو جزء من الإعجاز البلاغي.
  2. من النثر العربي:

    • قول عبد الملك بن مروان: "من أحبَّ أن يُطاعَ فليأمرْ بما يُستطاعَ."
      • "يُطاعَ" و"يُستطاعَ" سجع مرصَّع، متطابقتان في الوزن والحركة والحرف الأخير.
  3. من الأدب:

    • قول ابن المقفع في كليلة ودمنة: "الجاهلُ ظلامٌ، والعالمُ إنعامٌ."
      • "ظلامٌ" و"إنعامٌ" سجع متوازي، متشابهان في الحرف الأخير والحركة.

نصائح لاستخدام السجع

  1. الاعتدال: يجب استخدام السجع بحذر لتجنب التكلف، حيث قد يُشتت القارئ إذا أُفرط فيه.
  2. اختيار الكلمات المناسبة: تأكد من أن السجع يخدم المعنى ولا يطغى عليه.
  3. التدرب على النصوص: اقرأ نصوصًا بلاغية مثل القرآن أو المقامات لفهم كيفية استخدام السجع ببراعة.
  4. تنويع الأنواع: جرب استخدام السجع المطرَّف والمتوازي والمرصَّع لإثراء النص.

الخاتمة

السجع أداة بلاغية رائعة تُضفي على النثر العربي إيقاعًا وجمالًا يميزه عن غيره. من خلال أنواعه (المطرَّف، المتوازي، المرصَّع)، يُمكن للكاتب أو الخطيب إبراز مهارته وجذب انتباه المتلقي. سواء في القرآن الكريم، النثر الأدبي، أو الخطابة، يبقى السجع شاهدًا على إبداع اللغة العربية.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات