📁 آخر الأخبار

ماذا يحدث في اسكندرية إعصار مفاجيء وبرق ورعد وسقوط ثلوج

 ماذا يحدث في اسكندرية؟.. إعصار مفاجيء وبرق ورعد وسقوط ثلوج


ماذا يحدث في اسكندرية؟.. إعصار مفاجيء وبرق ورعد وسقوط ثلوج (صور)


عاصفة الإسكندرية تقلبات جوية استثنائية في 31 مايو 2025

في صباح يوم السبت، 31 مايو 2025، شهدت مدينة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط، عاصفة جوية غير مسبوقة لهذا الوقت من العام. هذه العاصفة، التي وصفتها وسائل الإعلام المحلية بـ"العاصفة الثلجية" و"الأمطار الرعدية الغزيرة"، تركت أثرًا عميقًا على المدينة، حيث تسببت في اضطرابات كبيرة، من غرق الشوارع إلى تأجيل الامتحانات الجامعية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه العاصفة، أسبابها الجوية، آثارها على الحياة اليومية، والإجراءات التي اتخذتها السلطات لمواجهتها، مع تحليل معمق للظاهرة استنادًا إلى تقارير الأرصاد الجوية ومنشورات موثوقة.

السياق الجوي: ما الذي تسبب في العاصفة؟

وفقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، نتجت العاصفة عن منخفض جوي قوي تشكل فوق البحر الأبيض المتوسط، ناتج عن تصادم كتلتين هوائيتين: كتلة باردة ورطبة قادمة من البحر، وكتلة حارة من الصحراء. هذا التفاعل أدى إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي، مما تسبب في تكوّن سحب ركامية رعدية (Cumulonimbus). هذه السحب تُعرف بقدرتها على إنتاج أمطار غزيرة، رياح قوية، وبرق ورعد، بل وحتى ظواهر نادرة مثل تساقط الثلوج أو حبات البرد في بعض الحالات. وفي ظاهرة استثنائية، أفادت تقارير بتساقط ثلوج خفيفة في مناطق متفرقة من الإسكندرية، وهو أمر نادر جدًا في نهاية مايو، حيث يكون الطقس عادةً ربيعيًا معتدلًا.

توقعات الأرصاد أشارت إلى أن الأمطار بدأت خفيفة في الساعات الأولى من اليوم، ثم تحولت إلى أمطار متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة برياح سرعتها حوالي 50 كم/ساعة. كما شهد البحر اضطرابًا ملحوظًا، مع ارتفاع الأمواج إلى ما بين 1.75 و2.25 متر، مما جعل الملاحة البحرية شبه مستحيلة خلال ذروة العاصفة.

آثار العاصفة على الإسكندرية

العاصفة لم تمر دون أن تترك بصمات واضحة على الحياة اليومية في الإسكندرية، حيث شملت آثارها:

  1. غرق الشوارع والأنفاق: تسببت الأمطار الغزيرة في تجمعات مائية كبيرة في شوارع المدينة، خاصة على طريق الكورنيش وفي الأحياء الشعبية التي تعاني من ضعف البنية التحتية لتصريف المياه. أنفاق المشاة والسيارات، مثل نفق المندرة، أصبحت غير صالحة للاستخدام مؤقتًا.
  2. أضرار مادية: الرياح العاتية تسببت في سقوط لوحات إعلانية كبيرة وبعض شرفات المباني القديمة، مما زاد من مخاطر السلامة العامة. كما سُجل تحطم سيارة نتيجة سقوط أجزاء من عقار قديم.
  3. تأجيل الامتحانات الجامعية: أعلنت جامعة الإسكندرية تأجيل امتحانات يوم 31 مايو 2025 في جميع الكليات، حفاظًا على سلامة الطلاب، مع تحديد موعد جديد بعد عيد الأضحى. هذا القرار جاء نتيجة صعوبة تنقل الطلاب وسط الأحوال الجوية السيئة.
  4. اضطراب الملاحة البحرية: أصدرت السلطات تحذيرات للصيادين وربابنة السفن بتجنب الإبحار بسبب ارتفاع الأمواج واضطراب البحر، مما أثر على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالصيد والنقل البحري.
  5. انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال: لتجنب الحوادث الكهربائية نتيجة الأمطار والرياح، اتخذت السلطات قرارات فورية بتخفيف الأحمال على الشبكات الكهربائية في بعض المناطق، مما تسبب في انقطاع مؤقت للتيار في أحياء متفرقة.

رد فعل السلطات والإجراءات المتخذة

أعلن الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، رفع حالة الطوارئ القصوى في المحافظة لمواجهة تداعيات العاصفة. وشملت الإجراءات التالية:

  • تفعيل غرفة العمليات المركزية: تم توجيه غرفة العمليات بمتابعة الوضع لحظيًا، مع التركيز على تصريف المياه من الشوارع والأنفاق.
  • توزيع معدات تصريف المياه: نشرت المحافظة سيارات شفط المياه ومعدات ثقيلة للتعامل مع التجمعات المائية.
  • إصدار تحذيرات للمواطنين: نصحت السلطات السكان بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان، وتجنب استخدام الأنفاق أو الاقتراب من المناطق الساحلية.
  • تنسيق مع الجهات الأمنية: عملت الشرطة وفرق الحماية المدنية على تأمين المناطق المتضررة وإزالة الحطام الناتج عن الرياح.

شهادات المواطنين وردود الفعل

على منصة إكس، تداول المواطنون صورًا ومقاطع فيديو تُظهر شدة العاصفة، حيث وصف البعض أصوات الرعد بأنها "مرعبة"، بينما أشار آخرون إلى تساقط الثلوج كظاهرة "غريبة وغير متوقعة". كما عبر العديد من الطلاب عن ارتياحهم لقرار تأجيل الامتحانات، رغم قلقهم من التأخير في الجدول الدراسي.

تحليل الظاهرة: لماذا كانت استثنائية؟

تُعد هذه العاصفة استثنائية لعدة أسباب:

  1. توقيتها غير المعتاد: نهاية مايو في مصر عادةً ما تكون فترة انتقالية بين الربيع والصيف، حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة نسبيًا. تساقط الثلوج أو البرد في هذا الوقت يُعتبر ظاهرة نادرة.
  2. شدة التقلبات الجوية: الجمع بين الأمطار الغزيرة، الرياح العاتية، والثلوج أو البرد في يوم واحد يُظهر قوة المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة.
  3. التأثير على الحياة اليومية: على عكس موجات الطقس السيئ الشائعة في الشتاء، فإن هذه العاصفة أثرت على المدينة في وقت لم يكن السكان أو البنية التحتية مستعدين له.

مقارنة مع عواصف سابقة

تشبه هذه العاصفة إلى حد ما عاصفة "التنين" التي ضربت الإسكندرية في مارس 2020، والتي تسببت أيضًا في أمطار غزيرة واضطرابات في الشوارع. ومع ذلك، تختلف عاصفة 2025 بوجود الثلوج وشدة الرياح، مما جعلها أكثر تأثيرًا. كما أن تحذيرات الأرصاد الجوية في أكتوبر 2024 من عواصف رعدية مشابهة تشير إلى أن الإسكندرية قد تواجه تقلبات جوية متكررة نتيجة التغيرات المناخية.

التغيرات المناخية: هل هي السبب؟

خبراء الأرصاد والبيئة يرون أن مثل هذه الظواهر قد تكون مرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية، التي تزيد من حدة التقلبات الجوية. ارتفاع درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط وتغير أنماط الرياح يمكن أن يؤديا إلى منخفضات جوية أكثر قوة، حتى في مواسم غير متوقعة. هذا يستدعي تعزيز البنية التحتية في المدن الساحلية مثل الإسكندرية لمواجهة مثل هذه الظواهر في المستقبل.

الخاتمة

عاصفة 31 مايو 2025 في الإسكندرية لم تكن مجرد حدث جوي عابر، بل كانت تذكيرًا بقوة الطبيعة وقدرتها على إحداث تغييرات مفاجئة في حياة المدن. على الرغم من التحديات التي واجهتها المدينة، أظهرت السلطات استجابة سريعة للحد من الأضرار، بينما كشفت العاصفة عن الحاجة إلى تحسين البنية التحتية لتصريف المياه وتأمين المباني القديمة. مع تزايد التقلبات الجوية، يبقى السؤال: هل ستكون الإسكندرية جاهزة لمواجهة المزيد من هذه الظواهر في المستقبل؟


كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات