باب العين والثاء وما يثلثهما
باب العين والثاء وما يثلثهما
(عثر) العين والثاء والراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدهما على الاطِّلاع على الشيء، والآخر [على] الإثارة للغُبار.
فالأوَّل عَثَر عُثُوراً، وعثر الفرسُ يعثُر عِثاراً، وذلك إذا سقَطَ لوجهه.
قال بعض أهل العلم:
إنما قيل عَثَر من الاطِّلاع، وذلك أنَّ كل عاثرٍ فلا بدَّ أن ينظر إلى موضع عَثْرته.
ويقال:
عَثَر الرجل يعثُر عُثوراً وعَثراً، إذا اطَّلع على أمرٍ لم يطَّلع عليه غيرُه.
كذا قال الخليل.
وأعثَرْتُ فلاناً على كذا، إذا أطلعتَه عليه.
قال الله تعالى:
{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} [المائدة 107]، أي إن اطُّلِع.
وقال تعالى:
{وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} [الكهف 21].
والعاثور:
المكان يُعثَر به.
قال:
* وبلدةٍ كثيرةِ العاثور * أراد كثيرة المتالف.
والأصل الآخر العِثْيَر [والعِثْيرة]، وهو الغُبار الساطع.
قال:
* ترى لهم حَولَ الصِّقَعْل عِثْيرهْ * فأمَّا قولهم:
ما رأيتُ له أثراً ولا عَثْيَراً، فقالوا:
العَثْيَر:
ما قُلِب من تراب أو مَدَر.
وهو ارجعٌ إلى ما ذكرناه.
وقال:
* لقد عَيْثَرتَ طيرَك لو تعيفُ * أي رأيتها جَرَتْ، كأنَّه أراد الأثر.
(عثل) ذكروا فيه كلمةً إن صحَّت.
يقال إن العِثْوَلَّ من الرِّجال:
الجافي.
قالوا:
والعَثُول:
النَّخلة الجافية الغليظة.
قال:
هَززتُ عَثُولاً مَصّت الماءَ والثَّرى
***
زماناً فلم تَهمُمْ بأن تتبرّعا
(عثم) العين والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على غِلَظ ونُتُوٍّ في الشَّيء.
قالوا:
العَيْثوم:
الضَّخْم الشَّديد من كلِّ شيء.
وقالوا:
وتُسَمَّى الفِيلَة العَيثوم.
قال يصف ناقة:
وقد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحملُني
***
والفَصْلتين كِنازُ اللّحم عيثوم أي ضخمة شديدة.
ويقال للجمل الضَّخم عَيثوم.
والعَثَمْثم من الإِبل:
الطويل في ضِخَم، و[يقال] في الجميع عثمثمات.
ورُبَّما وُصِف الأسدُ بالعثمثم.
ومن الباب العَثم، وهو أن يُساءَ جَبْر العَظْم فيبقى فيه عِوج ونتُوٌّ كالورَم.
ويقال هو عَثِمٌ وبه عَثْم، كأنَّه مَشَش.
قال الخليل:
وبه سمِّي عُثمان؛ لأنّه مأخوذ من الجبْر.
ويقال بل العثمان …
(عثن) العين والثاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على انتشارٍ في شيء وانتفاش.
من ذلك العُثَان، وهو الدُّخان، سمِّي بذلك لانتشاره في الهواء.
تقول عَثَّن يُعَثِّن، إذا دَخَّن.
والنار تَعْثُنُ وتُعثِّن.
وتقول:
عثَّنت البيتَ بريح الدُّخنة تعثيناً.
وعَثَن البيتُ يَعثُن عَثْناً، إذا عبِق به ريحُ الدُّخنة.
تقول:
عثَّنت الثَّوب بالطِّيب تعثيناً، كقولك *دخَّنته تدخينا.
ومن الباب العُثنون:
عُثْنون اللِّحية، وهو طُولها وما تحتَها من شَعَْرها.
وسمِّي بذلك للذي ذكرناه من الانتشار والانتفاش.
ومن الباب:
عُثْنُون الرِّيح:
هَيْدَبُها في أوائلها، إذا أقبلَتْ تجرُّ الغُبار جَرَّاً؛ والجمع العثانين.
وهَيدَبُها:
ما وقع على الأرض منها.
وقال ابن مُقْبل:
[هَيفٌ هَدُوج الضُّحى سهوٌ مناكبُها
***
يكسونها بالعشيَّات العثانِينا] وعُثنون البعير:
شُعَيرات عند مَذْبحه.
والجمع عثانين.
(عثي) العين والثاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على فَساد.
يقال عثا يعثو،
ويقال عَثِيَ يَعْثَى، مثل عاثَ.
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة 60، الأعراف 74، هود 85، الشعراء 183، العنكبوت 36].
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب العين ﴿ 13 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞