📁 آخر الأخبار

‏‏باب العين والثاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب العين والثاء وما يثلثهما‏

‏‏باب العين والثاء وما يثلثهما‏

‏(‏عثر‏)‏ العين والثاء والراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدهما على الاطِّلاع على الشيء، والآخر ‏[‏على‏]‏ الإثارة للغُبار‏.

‏ فالأوَّل عَثَر عُثُوراً، وعثر الفرسُ يعثُر عِثاراً، وذلك إذا سقَطَ لوجهه‏.

‏ قال بعض أهل العلم‏:

‏ إنما قيل عَثَر من الاطِّلاع، وذلك أنَّ كل عاثرٍ فلا بدَّ أن ينظر إلى موضع عَثْرته‏.

‏ ويقال‏:

‏ عَثَر الرجل يعثُر عُثوراً وعَثراً، إذا اطَّلع على أمرٍ لم يطَّلع عليه غيرُه‏.

‏ كذا قال الخليل‏.

‏ وأعثَرْتُ فلاناً على كذا، إذا أطلعتَه عليه‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏‏{‏فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً‏}‏ ‏[‏المائدة 107‏]‏، أي إن اطُّلِع‏.

‏ وقال تعالى‏:

‏ ‏{‏وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ‏}‏ ‏[‏الكهف 21‏]‏‏.

‏ والعاثور‏:

‏ المكان يُعثَر به‏.

 قال‏:

‏ * وبلدةٍ كثيرةِ العاثور * أراد كثيرة المتالف‏.

‏ والأصل الآخر العِثْيَر ‏[‏والعِثْيرة‏]‏، وهو الغُبار الساطع‏.

 قال‏:

‏ * ترى لهم حَولَ الصِّقَعْل عِثْيرهْ * فأمَّا قولهم‏:

‏ ما رأيتُ له أثراً ولا عَثْيَراً، فقالوا‏:

‏ العَثْيَر‏:

‏ ما قُلِب من تراب أو مَدَر‏.

‏ وهو ارجعٌ إلى ما ذكرناه‏.

‏ وقال‏:

‏ * لقد عَيْثَرتَ طيرَك لو تعيفُ * أي رأيتها جَرَتْ، كأنَّه أراد الأثر‏.

‏(‏عثل‏)‏ ذكروا فيه كلمةً إن صحَّت‏.

‏ يقال إن العِثْوَلَّ من الرِّجال‏:

‏ الجافي‏.

‏ قالوا‏:

‏ والعَثُول‏:

‏ النَّخلة الجافية الغليظة‏.

 قال‏:

‏ هَززتُ عَثُولاً مَصّت الماءَ والثَّرى

***

 زماناً فلم تَهمُمْ بأن تتبرّعا

‏(‏عثم‏)‏ العين والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على غِلَظ ونُتُوٍّ في الشَّيء‏.

‏ قالوا‏:

‏ العَيْثوم‏:

‏ الضَّخْم الشَّديد من كلِّ شيء‏.

‏ وقالوا‏:

‏ وتُسَمَّى الفِيلَة العَيثوم‏.

‏ قال يصف ناقة‏:

‏ وقد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحملُني

***

 والفَصْلتين كِنازُ اللّحم عيثوم أي ضخمة شديدة‏.

ويقال للجمل الضَّخم عَيثوم‏.

‏ والعَثَمْثم من الإِبل‏:

‏ الطويل في ضِخَم، و‏[‏يقال‏]‏ في الجميع عثمثمات‏.

‏ ورُبَّما وُصِف الأسدُ بالعثمثم‏.

‏ ومن الباب العَثم، وهو أن يُساءَ جَبْر العَظْم فيبقى فيه عِوج ونتُوٌّ كالورَم‏.

ويقال هو عَثِمٌ وبه عَثْم، كأنَّه مَشَش‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ وبه سمِّي عُثمان؛ لأنّه مأخوذ من الجبْر‏.

ويقال بل العثمان …

‏(‏عثن‏)‏ العين والثاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على انتشارٍ في شيء وانتفاش‏.

‏ من ذلك العُثَان، وهو الدُّخان، سمِّي بذلك لانتشاره في الهواء‏.

‏ تقول عَثَّن يُعَثِّن، إذا دَخَّن‏.

‏ والنار تَعْثُنُ وتُعثِّن‏.

‏ وتقول‏:

‏ عثَّنت البيتَ بريح الدُّخنة تعثيناً‏.

‏ وعَثَن البيتُ يَعثُن عَثْناً، إذا عبِق به ريحُ الدُّخنة‏.

‏ تقول‏:

‏ عثَّنت الثَّوب بالطِّيب تعثيناً، كقولك *دخَّنته تدخينا‏.

‏ ومن الباب العُثنون‏:

‏ عُثْنون اللِّحية، وهو طُولها وما تحتَها من شَعَْرها‏.

‏ وسمِّي بذلك للذي ذكرناه من الانتشار والانتفاش‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ عُثْنُون الرِّيح‏:

‏ هَيْدَبُها في أوائلها، إذا أقبلَتْ تجرُّ الغُبار جَرَّاً؛ والجمع العثانين‏.

‏ وهَيدَبُها‏:

‏ ما وقع على الأرض منها‏.

‏ وقال ابن مُقْبل‏:

‏ ‏[‏هَيفٌ هَدُوج الضُّحى سهوٌ مناكبُها

***

 يكسونها بالعشيَّات العثانِينا‏]‏ وعُثنون البعير‏:

‏ شُعَيرات عند مَذْبحه‏.

‏ والجمع عثانين‏.

‏(‏عثي‏)‏ العين والثاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على فَساد‏.

‏ يقال عثا يعثو،

ويقال عَثِيَ يَعْثَى، مثل عاثَ‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ‏}‏ ‏[‏البقرة 60، الأعراف 74، هود 85، الشعراء 183، العنكبوت 36‏]‏‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب العين ﴿ 13 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



تعليقات