📁 آخر الأخبار

الحجاب آداب السلطان والبوابين في التراث العربي العقد الفريد

الحجاب

الحجاب الحجاب العقد الفريد


الحجاب آداب السلطان والبوابين في التراث العربي

الحجاب في التراث العربي هو نظام تنظيمي يتحكم في الوصول إلى الحكام والسلاطين، كما يظهر في كتاب اللؤلؤة في السلطان والعقد الفريد لابن عبد ربه. من وصايا زياد لحاجبه عجلان إلى شكاوى الشعراء مثل أبي العتاهية وحبيب الطائي من الحجاب، تعكس هذه القصص التوازن بين احترام السلطان وتلبية احتياجات الناس. هذا المقال يستعرض مفهوم الحجاب، قصصه، ودلالاته الثقافية، مع الإجابة على أسئلة شائعة لفهم هذا التقليد العريق.


وصايا زياد بن أبيه لحاجبه: أخلاق الحجاب

في إحدى أبرز قصص الحجاب، وجه زياد بن أبيه حاجبه عجلان بتعليمات دقيقة عند توليته الحجابة، قائلاً: "يا عجلان، إني وليتك حجابتي وعزلتك عن أربع". الأربعة هم:

  • المؤذن الذي ينادي للصلاة والفلاح، فلا سلطان للحاجب عليه.
  • طارق الليل، فلا يُحجب مهما كان خبره سيئًا.
  • رسول الثغر، لأن تأخيره ساعة قد يفسد عمل سنة.
  • صاحب الطعام، لأن الطعام إذا أُعيد تسخينه فسد.
    هذه الوصية تُبرز أخلاق الحجاب، حيث يُطالب الحاجب بمراعاة الأولويات الدينية والعملية، مما يعكس الحكمة في تنظيم العلاقة بين السلطان والناس.

قصص الحجاب في العصر الأموي

تكررت قصص الحجاب في العصر الأموي، كما في موقف أبي سفيان عند باب عثمان بن عفان رضي الله عنه. عندما حُجب أبو سفيان بسبب انشغال عثمان بمصالح المسلمين، حاول رجل إثارته قائلاً: "ما كنت أرى أن تقف بباب مضري فيحجبك". لكن أبو سفيان رد بحكمة: "لا عدمت من قومي من أقف ببابه فيحجبني"، معبرًا عن تواضعه وقبوله لنظام الحجاب.

كذلك، عندما استأذن أبو الدرداء على معاوية فحُجب، قال: "من يغش أبواب الملوك يقم ويقعد، ومن يجد بابًا مغلقًا يجد إلى جانبه بابًا مفتوحًا"، مشيرًا إلى الله كملاذ لمن يُحجب عن الملوك. هذه القصص تُظهر كيف كان الحجاب جزءًا من آداب السلطة، مع احترام الناس لنظام الحكم.


الشعر العربي وشكوى الحجاب

الشعراء عبّروا عن معاناتهم من الحجاب بأبيات بليغة، كما في العقد الفريد. قال محمود الوراق:
"شاد الملوك قصورهم فتحصنوا من كل طالب حاجة أو راغب
غالوا بأبواب الحديد لعزها وتنوقوا في قبح وجه الحاجب"
هنا ينتقد الشاعر صعوبة الوصول إلى الملوك بسبب الحجاب، داعيًا إلى طلب الله بدلاً من الملوك.

أبو العتاهية، عندما حُجب عن هاشمي، قال:
"لئن عدت بعد اليوم إني لظالم سأصرف وجهي حيث تبغى المكارم
متى يظفر الغادي إليك بحاجة ونصفك محجوب ونصفك نائم"
كذلك، حبيب الطائي، عندما حُجب عن مالك بن طوق، كتب:
"ما لي أرى القتبة البيضاء مقفلة دوني وقد طالما استفحت مقفلها
أظنها جنة الفردوس معرضة وليس لي عمل زاك فأدخلها"
هذه الأبيات تُبرز شكوى الشعراء من الحجاب، مع تعبيرهم عن الكرامة والاستغناء عن الملوك.


ردود السلاطين على شكاوى الحجاب

بعض السلاطين ردوا على شكاوى الحجاب بحكمة. عندما كتب رجل إلى أبي دلف يشكو الحجاب: "إذا كان الكريم له حجاب فما فضل الكريم على اللئيم"، رد أبو دلف:
"إذا كان الكريم قليل مال ولم يعذر تعلل بالحجاب
وأبواب الملوك محجبات فلا تستعظمن حجاب بابي"
هذا الرد يبرر الحجاب كجزء من نظام السلطة، مع التأكيد على أن القلة لا تمنع الكرامة. كذلك، عندما كتب أبو إلى محمد بن عبد الله بنحب يشكو الحجاب، رد الأخير بأبيات مستوحاة من ابن أوس: "ليس الحجاب بمق عنك أي أملًا إن السماء ترجى حين تحتجب"، معبرًا عن أن الحجاب لا يقصد به الإبعاد.


أهمية الحجاب في التراث العربي

الحجاب لم يكن مجرد حاجز بين الحاكم والناس، بل كان نظامًا يعكس آداب السلطة والاحترام. وصايا مثل وصية زياد تُبرز الحكمة في تنظيم الوصول إلى الحاكم، بينما شكاوى الشعراء تُظهر التحديات التي واجهت طالبي الحاجة. هذه القصص تعكس التوازن بين احترام السلطان وحقوق الناس، مع إبراز دور الشعر في التعبير عن الرأي والشكوى في المجتمع العربي الإذا والإيمان.


الأسئلة الشائعة حول الحجاب في التراث العربي

  1. ما المقصود بالحجاب في التراث العربي؟
    الحجاب هو نظام تنظيمي يتحكم في الوصول إلى الحكام، كما في العقد الفريد واللؤلؤة في السلطان، مع واجب الحاجب تنفيذ أوامر السلطان بحكمة.
  2. ما وصية زياد بن أبيره لحاجبه؟
    زياد أوصى حاجبه عجلان بعدم حجب المؤذن، طارق الليل، رسول الثغر، وصاحب الطعام، مما يعكس أخلاق الحجاب.
  3. كيف تعامل أبو سفسفيان مع الحجاب؟
    عندما حُجب عن عثمان، قبل ذلك بتواضع وقال: "لا عدمت من قومي من أقف ببابه فيحجبني"، مظهرًا حكمته في قبول نظام الحجاب.
  4. ما دور الشعر في الشكوى من الحجاب؟
    الشعراء مثل أبي العتاهية وحبيب الطائي عبّروا عن معاناتهم من الحجاب بأبياط بليغة، ناقدين صعوبة الوصول إلى الملوك.
  5. كيف ردَ السلاطين على شكاوى الحجاب؟
    أبو دلف ومحمد بن عبد الله بنحب ردوا بأبياط تبرر الحجاب كجزء من نظام السلطة، مع التأكيد على الكرامة والأمل.
  6. لماذا كان الحجاب جزءًا من آداب السلطة؟
    الحجاب نظّم الوصول إلى الحاكم لضمان الأمن والكفاءة، مع مراعاة الأولويات الدينية والعملية، كما في وصية زياد.
  7. ما الدروس المستفادة من قصص الحجاب؟
    قصص الحجاب تُبرز الحكمة في تنظيم العلاقات، التوازن بين احترام السلطان وحقوق الناس، ودور الشعر في التعبير عن الشكاوى.

  يا أبا سفيان، ما كنت أرى أن تقف بباب مضري فيحجبك. فقال أبو سفيان:

 لا عدمت من قومي من أقف ببابه فيحجبني.

استأذن أبو الدرداء على معاوية فحجبه، فقال:

 من يغش أبواب الملوك يقم ويقعد، ومن يجد بابا مغلقا يجد إلى جانبه بابا مفتوحا، إن دعا أجيب وإن سأل أعطي.

وقال محمود الوراق:


شاد الملوك قصورهم فتحصنوا

***

 من كل طالب حاجة أو راغب

غالوا بأبواب الحديد لعزها

***

 وتنوقوا في قبح وجه الحاجب

فإذا تلطف للدخول عليهم

***

 راج تلقوه بوعد كاذب

فاطلب إلى ملك الملوك ولا تكن

***

 بادي الضراعة طالباً من طالب

سعيد بن مسلم قال:

 كنت واليا بإرمينية فغبر أبو هفان أياما ببابي ولا أعلم به، فلما وصل إلي مثل قائماً بين السماطين وقال:

 والله إني لأعرف أقواماً لو علموا أن سف التراب يقيم من أود أصلابهم لجعلوه مسكة لأرماقهم إيثاراً للتنزه عن عيش رقيق الحواشي. أما والله إني لبعيد الوثبة بطيء العطفة. إن الله ما يثنيني عنك إلا ما يصرفك عني، ولأن أكون مقلاً مقرباً أحب إلي من أكون مكثراً مبعداً. والله ما نسأل عملاً لا نضبطه، ولا مالاً ونحن أكثر منه. وهذت الأمر الذي قد صار إليك وفي يديك كان في يد غيرك قبلك فأمسوا والله حديثاً، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فتجنب إلى عباد الله، وبغضهم موصول ببغضه، لأنهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من اعوج عن سبيله.

أبو مسهر قال:

 أتيت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن عبد كان فحجبت، فكتبت إليه:


إني أتيتك للتسليم أمس فلم

***

 تأذن عليك لي الأستار والحجب

وقد علمت بأني لم أرد و لاوالله ما رد إلا العلم والأدب

فأجابني محمد بن عبد الله بن عبد كان فقال:


لو كنت كافأت بالحسنى لقلت كما

***

 قال ابن أوس وفيما قاله أدب:


ليس الحجاب بمقص عنك أي أملاً

***

 إن السماء ترجى حين تحتجب

وقف بباب محمد بن منصور رجل من خاصته فحجب عنه، فكتب إليه:


علي أي باب أطلب الإذن بعد ما

***

 حجبت عن الباب الذي أنا حاجبه

وقف أبو العتاهية إلى باب بعض الهاشميين فطلب الإذن؛ فقيل له:

 تكون لك عودة فقال:


لئن عدت بعد اليوم إني لظالم

***

 سأصرف وجهي حيث تبغى المكارم

متى يظفر الغادي إليك بحاجة

***

 ونصفك محجوب ونصفك نائم

ونظير هذا المعنى للعتابي، حيث يقول:


قد أتيناك للسلام مراراً

***

 غير من منا بذاك المزار

فإذا أنت في استتارك باللي

***

 ل على مثل حالنا بالنهار

وقف رجل بباب أبي دلف، فأقام حيناً لا يصل إليه، فتلطف برقعة أوصلها إليه، وكتب فيها:


إذا كان الكريم له حجاب

***

 فما فضل الكريم على الليئم

فأجابه أبو دلف:


إذا كان الكريم قليل مال

***

 ولم يعذر تعلل بالحجاب

وأبواب الملوك محجبات

***

 فلا تستعظمن حجاب بابي

وقال حبيب الطائي في الحجاب:


سأترك هذا الباب ما دام إذنه

***

 على ما أرى حتى يلين قليلا

فما خاب من لم يأته متعمداً

***

 ولا فاز من قد نال منه وصولا

ولا جعلت أرزاقنا بيد امرئ

***

 حمى بابه من أن ينال دخولا

إذا لم نجد للإذن عندك موضعاً

***

 وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا

وأنشد أبو بكر بن العطار:


مالك قد حلت عن وفائك واس

***

 تبدلت يا عمرو شيمة كدره

لستم ترجون للحساب ولا

***

 يوم تكون السماء منفطره

قد كان وجهي لديك معرفة

***

 فاليوم أضحى بابا من النكرة

وقال غيره:


أتيتك للتسليم لا أنني امرؤ

***

 أردت بإتيانيك أسباب نائلك

فألفيت بواباً ببابك مغرماً

***

 يهدم ما وطدته من فضائلك

وقد قال قوم حاجب المرء عامل

***

 على عرضه فاحذر خيانة عاملك

وقال أبو نواس الحسن بن هانئ:



أيها الراكب المغذ إلى الفض

***

 ل ترفق فدون فضل حجاب

ونعم هبك قد وصلت إلى الفض

***

 ل فهل في يديك إلا التراب

وقال آخر، وهو محمد البغدادي:


حجابك من مهابته عسير

***

 وخيرك في تزيده يسير

خرجت كما دخلت إليك إلا

***

 غبار طار في خفي كثير

وقال آخر، وهو العتابي:


حجابك ليس يشبهه حجاب

***

 وخيرك دون مطلبه السحاب

ونومك نوم من ورد المنايا

***

 فليس له إلى الدنيا إياب

وقال غيره:


أنا بالباب واقف منذ أصبح

***

 ت على السرج ممسكاً بعناني

وبعين البواب كل الذي بي

***

 ويراني كأنه لا يراني

وقال غيره:


إذا ما أتيناه في حاجة

***

 رفعنا الرقاع له بالقصب

له حاجب دونه حاجب

***

 وحاجب حاجبه محتجب

وقال أبو بشير:

 حجبني بعض كتاب العسكر، فكتبت إليه:

 إن من لم يرفعه الإذن لم يضعه الحجاب. وأنا أرفعك عن هذه المنزلة، وأرغب بقدرك عن هذه الخليفة، وكل من قام منزلك عظم قدره أو صغر، وحاول حجاب الخليفة، أمكنه. فتأمل هذه الحال وانظر إليها بعين الفهم ترها في أقبح صورة وأدنى منزلة.

وقد قلت في ذلك:


إذا كنت تأتي المرء تعظم حقه

***

 ويجهل منك الحق فالهجر أوسع

وفي الناس أبدال وفي الهجر راحة

***

 وفي الناس عمن لا يواتيك مقنع

وإن امرأ يرضى الهوان لنفسه

***

 حري بجدع الأنف والأنف أسنع

وقال آخر:


يا أبا موسى وأنت فتى

***

 ماجد حلو ضرائبه

كن على منهاج معرفة

***

 إن وجه المرء حاجبه

فيه تبدو محاسنه

***

 وبه تبدو معايبه

وأنشد حسين الجمل - وبكر إلى باب سليمان بن وهب فحجبه الحاجب وأدخل ابن سعوة وحمدويه - قال:


ولعمري لئن حجبنا عن الشي

***

 خ فلا عن وجه هناك وجيه

لا ولا عن طعامه التافه النز

***

 ر الذي حوله لطام بنيه

بل حجبنا به عن الخسف والمس

***

 خ وذاك التبريق والتمويه

فجزى الله حاجباً لك فظاً

***

 كل خير عنا إذا يجزيه

فلقد سرني دخول أبي سع

***

 وة دوني وبعده حمدويه

إن ذبحي نذالة قد تأتى

***

 من صباحي بقبح تلك الوجوه

وقال أحمد بن محمد البغدادي في الحسن بن وهب الكاتب:


ومستنب عن الحسن بن وهب

***

 وعما فيه من كرم وخير

أتاني كي أخبره بعلمي

***

 فقلت له سقطت على الخبير

هو الرجل المهذب غير أني

***

 أراه كثير إرخاء الستور

وأكثر ما يغنيه فتاه

***

 حسين حين يخلو للسرور:


ولولا الريح أسمع أهل حجر

***

 صليل البيض تقرع بالذكور

ومن قولنا في هذا المعنى:


ما بال بابك محروساً ببواب

***

 يحميه من طارق يأتي ومنتاب

لا يحتجب وجهك الممقوت عن أحد

***

 فالمقت يحجبه من غير حجاب

فاعزل عن الباب من قد ظل يحجبه

***

 فإن وجهك طلسم على الباب

ووقف حبيب بن أوس الطائي بباب مالك بن طوق فحجب عنه. فكتب إليه يقول:


قل لا بن طوق رحى سعد إذ طحنت

***

 نوائب الدهر أعلاها وأسفلها:


أصبحت حاتمها جوداً وأحنفها

***

 حلماً وكيسها علماً ودغفلها

ما لي أرى القتبة البيضاء مقفلة

***

 دوني وقد طالما استفحت مقفلها

أظنها جنة الفردوس معرضة

***

 وليس لي عمل زاك فأدخلها

الحجاب الحجاب العقد الفريد

۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب ا

للؤلؤة في السلطان ﴿ 18 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

الحجاب الحجاب العقد الفريد

تعليقات