📁 آخر الأخبار

‏‏باب العين والميم وما يثلثهما‏

 

‏‏باب العين والميم وما يثلثهما‏

‏‏باب العين والميم وما يثلثهما‏

‏(‏عمن‏)‏ العين والميم والنون ليس بأصل، وفيه عُمان‏:

‏ بلد‏.

‏ ويقولون أعْمَن، إذا أتى عُمَان‏.

 قال‏:

‏ فإن تُتْهِمُوا أُنْجِد خلافاً عليكُم

***

 وإن تُعمِنُوا مستحقِبي الشَّرِّ أُعرِقِ

‏(‏عمه‏)‏ العين والميم والهاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على حَيرة وقِلّة اهتداء‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ عَمِهَ الرّجل يَعْمَهُ عَمَهاً، وذلك إذا تردَّد لا يدرِي أين يتوجَّه‏.

‏ قال الله‏:

‏ ‏{‏وَيَذَرُهُم فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف 186‏]‏‏.

‏ قال يعقوب‏:

‏ ذهبت إبله العُمَّيْهَى، مشدّدة الميم، إذا لم يدْر أين ذهبت‏.

‏(‏عمي‏)‏ *العين والميم والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سَترٍ وتغطية‏.

‏ من ذلك العَمَى‏:

‏ ذَهاب البصر من العينين كلتيهما‏.

‏ والفعل منه عَمِي يَعْمَى عَمَىً‏.

‏ وربَّما قالوا اعمايَّ يعمايُّ اعمِيَاءً، مثل ادهَامّ‏.

‏ أخرجوه على لفظ الصحيح‏.

‏ رجلٌ أعمى وامرأة عمياء‏.

‏ ولا يقع هذا النعت على العين الواحدة‏.

‏ يقال عَمِيَتْ عيناه‏.

‏ في النساء عَمْيَاءُ وعَمْياوان وعمياوات‏.

‏ ورجل عَمٍ، إذا كان أعمى القلب؛ وقومٌ عمون‏.

‏ ويقولون في هذا المعنى‏:

‏ ما أعماه، ولا يقولون في عمى البصر ما أعماهُ؛ لأنّ ذلك نعتٌ ظاهر يُدْركُه البصر، ويقولون فيما خفي من النعوت ما أفعله‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ لأنّه قبيحٌ أن تقول للمشارِ إليه‏:

‏ ما أعماه، والمخاطبُ قد شاركَكَ في معرفة عماه‏.

 قال‏:

‏ والتَّعمِية‏:

‏ أن تعمِّيَ على إنسانٍ شيئاً فتَلْبِسَه عليه لَبْساً‏.

‏ وأمّا قولُ العجّاج‏:

‏ * وبلدٍ عاميَةٍ أعماؤُهُ * فإنّه جعل عَمىً اسماً ثم جمعه على الأعماء‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ‏"‏حبك الشَّيءَ يُعمِي ويُصِمّ‏"‏‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ‏"‏الحبُّ أعمى‏"‏‏.

‏ وربَّما قالوا‏:

‏ أعميت الرّجُلَ إذا وجدتَه أعمى‏.

 قال‏:

‏ فأصممت عَمْراً وأعميتُه

***

 عن الجُود والفَخْر يوم الفَخَارِ وربما قالوا‏:

‏ العُمْيان للعَمَى، أخرجوه على مثال طُغيان‏.

‏ ومن الباب العُمِّيّة‏:

‏ الضلالة، وكذلك العِمِّيَّة‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏إنّ الله تعالى قد أذهب عنكم عِمّيَّة الجاهليّة‏"‏ قالوا‏:

‏ أراد الكِبْر‏.

‏ وقيل‏:

‏ فلانٌ في عَميْاء، إذا لم يدر وَجْهَ ‏[‏الحقِّ وقتِيل عِمِّيَّا، أي لم يُدرَ من ‏]‏ قتَلَه‏.

‏ والعَمَاية‏:

‏ الغَوَاية، وهي اللَّجاجة‏.

‏ ومن الباب العَمَاء‏:

‏ السَّحاب الكثيف المُطْبِق، والقِطعة منه عَمَاءة‏.

‏ وقال الكسائيّ‏:

‏ هو في عمايةٍ شديدةٍ وعَماءٍ، أي مُظلم‏.

‏ وقال أهل اللغة‏:

‏ المَعَامِي من الأَرَضِينَ‏:

‏ الأغفالُ التي ليس بها أثرٌ من عمارة‏.

‏ ومنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأُكَيْدِر‏:

‏ ‏"‏إِنَّ لنا المَعَاميَ وأغفال الأرض‏"‏‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ العَمْي، على وزن رَمْي، وذلك دَفْع الأمواج القَذَى والزَّبَد في أعاليها‏.

‏ وهو القياس، لأنَّ ذلك يغطِّي وجهَ الماء‏.

 قال‏:

‏ * لها زبدٌ يَعْمِي به الموجُ طامِيا * والبعير إذا هَدَرَ عَمَى بلُغامِه على هامَتِه عَمْياً‏.

 قال‏:

‏ * يَعْمِي بمثل الكُرْسُف المسَبَّخِ * وتقول العرب‏.

‏ أتيتُه ظهراً صَكَّةَ عُمَيّ، إذا أتيتَه في الظَّهيرة‏.

‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:

‏ يُراد حِينَ يكاد الحر يُعمِي‏.

‏ وقال محمد بن يزيد المبرِّد‏:

‏ حين يأتي الظّبيُ كِناسَه فلا يُبصِر من الحرِّ‏.

‏ ويقال‏:

‏ العَماء‏:

‏ الغُبار‏.

‏ وينشد للمرّار‏:

‏ تراها تدور بغِيرَانِها

***

 ويَهجُمُها بارح ذو عَماءِ

‏(‏عمت‏)‏ العين والميم والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على التباسِ الشيء والتوائه، ثم يشتقُّ منه ما أشبَهَه‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَمْت‏:

‏ أن يَعْمِتَ الصُّوف فيلُفَّ بعضَه على بعضٍ مستطيلاً ومستديراً، كما يفعل الذي يَغزِل الصُّوف‏.

‏ يقال عَمَتَ يَعْمِت‏.

‏ قال أبو عبيدة‏:

‏ العِمِّيت‏:

‏ الرَّجل الأعمى الجاهل بالأمور‏.

‏ وقال‏:

‏ * كالخُرْس العماميت * ويقولون‏:

‏ العِمِّيت‏:

‏ السَّكران‏.

‏ والعَمْتُ‏:

‏ أن يَضرِب ولا يُبالي مَن أصابه ضَرْبُه‏.

‏(‏عمج‏)‏ العين والميم والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على التواءٍ واعوجاج‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ التعمُّج‏:

‏ الاعوجاج في السَّير، لا اعوجاجُ الطَّريق، كما يتعمَّج السّيل، إذا انقلَب بعضُه على بعض‏.

‏ ويقال‏:

‏ سهم عَمُوجٌ‏:

‏ يَلتوي في ذَهابه‏.

‏ قال الهذليّ‏:

‏ كمَتْن الذِّئب لا نِكْسٌ قصيرٌ

***

 فأُغْرِقَه ولا جَلْسٌ عَموجُ ويقال‏:

‏ تعمَّجت الحيّة، إذا تلوَّتْ في سَيرها‏.

 قال‏:

‏ تُلاعِب مَثْنَى حَضْرميٍّ كأنّه

***

 تَعمُّج شيطانٍ بذي خِروَعٍ قَفْرِ

ويقال للحيَّةِ نفْسِه‏:

‏ العَمَج، لأنه يتعمَّج‏.

 قال‏:

‏ * يَتْبَعْنَ مثل العَمَجِ *

‏(‏عمد‏)‏ العين والميم والدال أصلٌ كبير، فروعه كثيرة ترجع إلى معنىً، وهو الاستقامة في الشيء، منتصباً أو ممتدّاً، وكذلك في الرّأي وإرادةِ الشيء‏.

‏ من ذلك عَمَدْتُ فلاناً وأنا أعْمِدُه عَمْداً، إذا قَصدتَ إليه‏.

‏ والعَمْد‏:

‏ نقيض الخطأ في القتل وغيره، وإنّما سمي* ذلك عمداً لاستواءِ إرادتك إيَّاه‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ والعَمْد‏:

‏ أنْ تعمِد الشّيءَ بِعمادٍ يُمسكه ويَعتمِد عليه‏.

‏ قال ابن دُريد‏:

‏ عَمَدْت الشّيء‏:

‏ أسندتُه‏.

‏ والشَّيء الذي يسند إليه عِماد، وجمع العِماد عُمُد‏.

ويقال عَمودٌ وعَمَد‏.

‏ والعَمود من خَشبٍ أو حديد، والجمع أعْمِدة؛ ويكون ذلك في عمد الخِبَاء‏.

ويقال لأصحاب الأخبية الذين لا يَنْزلون غيرَها‏:

‏ هم أهل عَمُودٍ، وأهلُ عِمادٍ‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ وعَمود السِّنان‏:

‏ متوسّط من شَفْرَتيه من أصله، وهو الذي فيه خَطُّ العَيْر‏.

ويقال لرِجْلَي الظَّليم‏:

‏ عمودان‏.

‏ وعَمُود الأمر‏:

‏ قِوَامه الذي لا يستقيم إلاَّ به‏.

‏ وعَميد القوم‏:

‏ سيِّدهم ومُعْتَمَدُهم الذي يعتمِدونه إذا حَزَبهم ‏[‏أَمرٌ‏]‏ فزِعوا إليه‏.

‏ وعَمود الأذن‏:

‏ مُعظَمها وقِوامها الذي ثبتت إليه‏.

‏ فأمّا قولُهم للمريض عَميد، فقال أهل اللغة‏:

‏ العَميد‏:

‏ الرجل المعمود، الذي لا يستطيع الجلوسَ من مرضه حتى يُعْمَد من جوانبه بالوسائد‏.

‏ قالوا‏:

‏ ومنه اشتُقَّ القَلب العميد، وهو المعمود المشعوف الذي هدّه العِشْق وكَسَرَه، وصار كالشيء عُمِدَ بِشيء‏.

‏ قال الأخطل‏:

‏ بانت سُعادُ فنومُ العين تسهيدُ

***

والقلب مكتئبٌ حرّانُ مَعْمودُ ويقال‏:

‏ عَميد، ومعمود، ومُعَمَّد‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَمْد‏:

‏ أن تكابِد أمراً بِجِدٍّ ويقِين‏.

‏ تقول‏:

‏ فعلت ذلك عَمْداً وَعَمْدَ عينٍ، وَتعمَّدت لـه وفعلته مُعتمِداً، أي متعمِّداً‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ السَّنَام العَمَِدُ ‏[‏عَمِدَ‏]‏ يَعْمَد عَمَداً‏.

‏ وهذا محمولٌ على ما ذكرناه من قولهم‏:

‏ قلبٌ عميد ومعمود، وذلك السَّنامُ إذا كان ضَخْماً وارياً فحُمِل عليه فكُسِر ومات فيه شحمُه فلا يستوي أبداً –والواري‏:

‏ السمين – كما يَعْمَد الجُرحُ إذا عُصِر قبل أن تَنْضَج بيضتُه فيَرِمَ، وبعيرٌ عَمِدٌ، وناقةٌ عَمِدةٌ، وسَنامُها عَمِد‏.

‏ فأمّا قوله تعالى‏:

‏ ‏{‏في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ‏}‏ ‏[‏الهمزة 9‏]‏، أي في شِبْه أخبيةٍ من نار ممدودة‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏‏{‏في عَمَد‏}‏ وقرئت ‏{‏في عُمُد‏}‏ وهو جمع عِماد‏.

‏ وقال المبرّد‏:

‏ رجل مُعمَد، أي طويل‏.

‏ والعِماد‏:

‏ الطُّول‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏‏{‏إرَمَ ذَاتِ العِماد‏}‏ ‏[‏الفجر 7‏]‏، أي ذات الطُّول‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏هو رفيع العماد، طَويل النِّجَاد‏"‏‏.

‏ قال أبو عبيد‏:

‏ عَمَدْتُ الشيء‏:

‏ أقمته، فهو معمود‏.

‏ وأعْمدته بالألف إعماداً، أي جعلت تحته عَمَداً‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ العُمُدّ، الدال شديدة والعين والميم مضمومتان‏:

‏ الشابُّ الممتلئ شباباً‏.

‏ وهو العُمُدَّانيّ، والجمع العُمُدَّانيُّون‏.

‏ وامرأةٌ عمُدَّانيّة، أي ذات جسمٍ وعَبالة‏.

‏ ومن الباب العَمود‏:

‏ عِرق الكَبِد الذي يَسقيها‏.

ويقال للوَتين‏:

‏ عَمود السَّحْر‏.

 قال‏:

‏ وعمود البطن‏:

‏ شِبْهُ عِرقٍ ممدود من لَدُن الرُّهابة إلى دُوَيْن السُّرَّة في وسطه يُشقُّ عن بطن الشاة‏.

‏ ويقولون أيضاً‏:

‏ إنَّ عمودا البَطْن‏:

‏ الظَّهر والصُّلب؛ وإنما قيل عَمودَا البطنِ لأنّ كل واحدٍ منهما معتمِد على الآخر‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ ثرَىً عَمِدٌ، وذلك إذا بلّته الأمطار‏.

 قال‏:

‏ وهل أَحْطِبَنَّ القومَ وهي عرِيّةٌ

***

 أُصولَ أَلاَءٍ في ثَرَىً عَمِدٍ جَعْدِ قال أبو زيد‏:

‏ عَمِدَت الأرض عَمَداً، أي رسخ فيها المطر إلى الثَّرَى حتى إذا قبضْتَ عليه تعقَّدَ في كفِّكَ وجَعُد‏.

‏ ويقولون‏:

‏ الزمْ عُمْدَتَك، أي قَصْدَك‏.

‏ قد مضى هذا الباب على استقامةٍ في أصوله وفروعه، وبقيت كلمةٌ، أما نحن فلا ندري ما معناها، ومن أي شيء مأخذها، وفيما أحسب إنّها من الكلام الذي دَرَجَ بذَهاب مَن كان يحسِنُه، وذلك قولهم‏:

‏ إنَّ أبا جهل لما صُرِعَ

 قال‏:

‏ ‏"‏أعْمَدُ من سيّدٍ قتله قومُه‏"‏، والحديث مشهور‏.

‏ فأما معناه فقالوا‏:

‏ أراد‏:

‏ هل زادَ على سيِّدٍ قتله قومُه ‏؟‏ ومعلومٌ أن هذه اللفظة لا تدلُّ على التفسير ولا تقاربه، فلستُ أدري كيف هي‏.

‏ وأنشدوا لابن مَيّادة‏:

‏ وأَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهمُ

***

 صِدَامَ الأعادِي حين فُلَّتْ نُيُوبُها قالوا‏:

‏ معناه هل زِدْنا على أنْ كفَيْنا إخوتَنا‏.

‏ فهذا ما قيل في ذلك‏.

‏ وحُكي عن النَّضْر أنّ معناها أعجَبُ من سيّدٍ قتله قومُه‏.

 قال‏:

‏ والعرب تقول‏:

‏ أنا أعمَدُ من كذا، أي أعجب منه‏.

‏ وهذا أبعد من الأوَّل‏.

‏ والله أعلم كيف هو‏.

‏(‏عمر‏)‏ العين والميم والراء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على بقاءٍ وامتداد زمان، والآخر على شيءٍ يعلو، من صوتٍ أو غيره‏.

‏ فالأوّل العُمْر وهو الحياة، وهو العَمْر أيضاً‏.

‏ وقول العرب‏:

‏ لعَمْرك، يحلف بعَُمْره أي حياته‏.

‏ فأمّا قولهم‏:

‏ عَمْرَك الله، فمعناه أُعَمّرك اللهَ أن تفعل كذا، أي أُذكِّركَ اللهَ، تحلِّفه بالله وتسأله طولَ عمره‏.

‏*ويقال‏:

‏ عَمِرَ الناسُ‏:

‏ طالت أعمارُهم‏.

‏ وَعَمَّرَهم الله جلّ ثناؤُه تعميراً‏.

‏ ومن الباب عِمارة الأرض، يقال عَمَرَ الناسُ الأرضَ عِمارةً، وهم يَعْمُرُونها، وهي عامرة معمورةٌ‏.

‏ وقولهم‏:

‏ عامرة، محمولٌ على عَمَرتِ الأرضُ، والمعمورة من عُمِرت‏.

‏ والاسم والمصدر العُمْران‏:

‏ واستَعمر الله تعالى الناسَ في الأرض ليعمرُوها‏.

‏ والباب كلُّه يؤول إلى هذا‏.

‏ وأمّا الآخر فالعَوْمَرة‏:

‏ الصِّياح والجلَبة‏.

‏ ويقال‏:

‏ اعتَمَرَ الرّجُل، إذا أهَلَّ بعُمرته، وذلك رفْعُه صوتَه بالتَّلبية للعُمرة‏.

‏ فأمّا قول ابن أحمر‏:

‏ يُهلُّ بالفَرقد رُكبانُها

***

 كما يُهلُّ الراكب المُعْتَمِرْ فقال قوم‏:

‏ هو الذي ذكرناه من رَفْع الصَّوت عند الإهلال بالعمرة‏.

‏ وقال قوم‏:

‏ المعتمِر‏:

‏ المعتمّ‏.

‏ وأيُّ ذلك كان فهو من العلوِّ والارتفاع على ما ذكرنا‏.

‏ قال أهلُ اللغة‏:

‏ والعَمَار‏:

‏ كلُّ شيء جعلتَه على رأسك، من عِمامةٍ، أو قَلَنْسُوة أو إكليل أو تاجٍ، أو غير ذلك، كلُّه عَمار‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ فلما أتانا بُعيدَ الكرَى

***

 سجَدْنا لـه ورفَعْنَا عَمارا وقال قوم‏:

‏ العَمار يكون من رَيحَان أيضاً‏.

‏ قال ابنُ السِّكِّيت‏:

‏ العَمَار‏:

‏ التَّحيَّة‏.

‏ يقال عمَّرك الله، أي حيّاك‏.

‏ ويجوز أن يكون هذا لرفع الصوت‏.

‏ وممكن أن يكون الحيُّ العظيم يسمى عمارة لما يكون ذلك من جلبة وصياح‏.

 قال‏:

‏ لكل أناسٍ من مَعَدّ عِمَارَةٌٍ

***

 عُرُوضٌ إليها يلجؤون وجانبُ ومما شذَّ عن هذين الأصلين‏:

‏ العَمْر‏:

‏ ضربٌ من النَّخل‏.

‏ وكان فلانٌ يستاك بعراجين العمْر‏.

‏ وربما قالوا العُمر‏.

‏ ومن هذا أيضاً العَمْر‏:

‏ ما بدأ من اللِّثة، وهي العُمور‏.

‏ ومنه اشتُق اسم عمرو‏.

‏(‏عمس‏)‏ العين والميم والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على شدّة في اشتباهٍ والتواءٍ في الأمر‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَماسُ‏:

‏ الحرب الشديدة‏.

‏ وكلُّ أمرٍ لا يُقام لـه ولا يُهتدَى لوجهه فهو عَمَاسٌ‏.

‏ ويوم عَمَاسٌ مِن أيَّام عُمُس‏.

‏ قال العجّاج‏:

‏ في مرِّ أيَّامٍ مضَيْنَ عُمْسِ ونَزلُوا بالسَّهل بعد الشَّأْس ولقد عُمِسَ يومُنا عَمَاسَةً وعُموسة‏.

‏ قال العجاج‏:

‏ * إذْ لَقِحَ اليومُ العَماسُ واقمطرّْ * قال أبو عمرو‏:

‏ أتانا بأمور مُعَمَّسَاتٍ وَمُعَمِّسَاتٍ، أي ملتويات‏.

‏ ورجُلٌ عَمُوسٌ‏:

‏ يتعسَّف الأشياء كالجاهل بها‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ تعامَسْتُ عن الشيء، إذا أريت كأنك لا تعرفُه وأنت عالمٌ به وبمكانه‏.

‏ وتقول‏:

‏ اعمِسْه، أي لا تبيِّنْه حتى يشتبه‏.

‏ ويقال‏:

‏ اعْمِس الأمر، أي أَخْفِه‏.

‏ ومن الباب العَمَاس، وهي الداهية‏.

‏ قال ابن الأعرابيّ‏:

‏ التَّعامُس‏:

‏ أن تركبَ رأسَك فتَغْشِم وتَغَطْرَس‏.

‏ قال المخبل‏:

‏ * تعامس حتَّى تحسب الناسُ أنّها * قال الفراء‏:

‏ عَمَس الخَبَرُ‏:

‏ أظلم‏.

‏ وأعْمَس الطّريقُ‏:

‏ التبس‏.

‏ وعَمِس الكتابُ‏:

‏ درس‏.

‏ قال المرّار‏:

‏ فوقَفتَ تعترِف الصَّحيفةَ بعدما

***

 عَمِس الكتابُ وقد يُرى لم يَعْمَسِ

‏(‏عمش‏)‏ العين والميم والشين كلمتانِ صحيحتان، متباينتان جدَّاً‏.

‏ فالأولى ضعفٌ في البصر، والأخرى صلاحٌ للجسم‏.

‏ فالأوّل العَمَش‏:

‏ ألاَّ تزالُ العينُ تسيل دمعاً، ولا يكاد الأعمش يُبصِر بها، والمرأةُ عَمْشاء، والفعل عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشاً‏.

‏ والكلمةُ الأخرى‏:

‏ العَمْش، بسكون الميم‏:

‏ ما يكون فيه صلاحُ البدن‏.

‏ ويقولون‏:

‏ الخِتَانُ عَمْش الغُلام؛ لأنّك ترى* فيه بعد ذلك زيادةً‏.

‏ وهذا طعام عَمْشٌ لك، أي صالح مُوافق‏.

‏(‏عمص‏)‏ وأما العين والميم والصاد فليس فيه ما يصلح أن يذكر‏.

‏(‏عمق‏)‏ العين والميم والقاف أصلٌ ذكره ابنُ الأعرابيّ،

 قال‏:

‏ العُمْقُ إذا كان صفةً للطريق فهو البعد، وإذا كان صفةً للبئر فهو طول جِرابِها‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ بئرٌ عميقة، إذا بعُد قعرُها وأعْمَقَها حافرُها‏.

‏ ويقولون ما أبعَدَ عماقَةَ هذه الرّكيّة، أي ما أبعدَ قعرها‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ تعمَّق الرّجلُ في كلامه، إذا تنطَّع‏.

‏ وذكر ابنُ الأعرابي عن بعضِ فُصحاء العرب‏:

‏ رأيت خَليقة فما رأيتُ أعمق منها‏.

 قال‏:

‏ والخليقة‏:

‏ البئر الحديثة الحفرِ‏.

‏ والذي بَقي في الباب بعدما ذكرناه أسماء الأماكن، أو نباتٌ‏.

‏ وقد قلنا‏:

‏ إنَّ ذلك لا يكاد يجيء على قياسٍ، إلاّ أنَّا نذكرُه‏.

‏ فعَمْق‏:

‏ أرضٌ لمزينة‏.

‏ قال ساعدة‏:

‏ ‏[‏لمّا رأى عَمْقاً ورجَّع عُرضَه

***

 هَدْراً كما هدَر الفنيق المعصبُ والعِمْقى‏:

‏ موضع‏.

‏ قال أبو ذؤيب‏]‏‏:

‏ لمّا ذكرتُ أخا العِمْقى تأوَّبَني

***

 هَمٌّ وأفْرَدَ ظهري الأغلبُ الشِّيحُ والعِمْقَى من النّبات مقصور‏.

‏ قال يونس‏:

‏ جملٌ عامق، إذا كان يَرعى العِمْقَى‏.

‏ ويقال‏:

‏ أُعَامِقُ‏:

‏ اسمُ موضعٍ‏.

‏ قال الأخطل‏:

‏ وقد كان منها منزلاً نستلذُّه

***

 أُعامِقُ بَرْقاواته فأجاولـه

‏(‏عمل‏)‏ العين والميم واللام أصلٌ واحدٌ صحيح، وهو عامٌّ في كلّ فِعْلٍ يُفْعَل‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ عَمِل يَعْمَل عَمَلاً، فهو عامل؛ واعتمل الرّجل، إذا عمِل بنفسه‏.

 قال‏:

‏ إنّ الكريم وأبيكَ يَعتَمِلْ

***

 إن لم يَجِد يوماً على مَن يتَّكِلْ والعمالة‏:

‏ أجر ما عُمِل‏.

‏ والمعاملة‏:

‏ مصدرٌ من قولك عاملته، وأنا أُعامِله معاملةً‏.

‏ والعَمَلَة‏:

‏ القوم يعملون بأيديهم ضُروباً من العمل، حفراً، أو طيَّاً أو نحوه‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ عامِلُ الرُّمحِ وعامِلَتُه، وهو ما دون الثَّعلب قليلاً مما يلي السِّنان، وهو صدره‏.

 قال‏:

‏ أطْعَن النَّجْلاءَ يَعوِي كَلْمُها

***

 عامِلُ الثَّعلبِ فيها مَرْجَحِنّْ

 قال‏:

‏ والرّجل يعتمل لنفسِه، ويعمل لقَومٍ، ويستعمل غيره، ويُعْمِل رأيَه أو كلامه أو رُمْحه‏.

‏ والبنّاء يستعمل اللّبِن، إذا بَنى به‏.

 قال‏:

‏ واليَعْمَلة من الإبل‏:

‏ اسمٌ لها اشتُقَّ من العَمَل، والجمع يَعْمَلات‏.

‏ ولا يقال ذلك إلاَّ للأُنثى، وقد يجوز اليَعَامِل‏.

‏ قال ذو الرُّمّة أو غيرُه‏:

‏ واليَعْمَلات على الوجى

***

 يَقطعن بيداً بعد بيدِ والله أعلم‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب العين ﴿ 6 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات