📁 آخر الأخبار

العطية قبل السؤال العطية قبل السؤال

 

العطية قبل السؤال

العطية قبل السؤال


قال سعيد بن العاصي:

 قبح الله المعروف إن لم يكن ابتدئ من غير مسألة، فالمعروف عوض عن مسألة الرجل إذ بذل وجهه، فقلبه خائف، وفراصه ترتعد، وجبينه يرشح؛ لا يدري أيرجع بنجح الطلب، أم بسوء المنقلب، قد انتفع لونه، وذهب دم وجهه. اللهم فإن كانت الدنيا لها عندي حظاً فلا تجعل لي حظاً في الآخرة.

وقال أكثم بن صيفي:

 كل سؤال وإن قل أكثر من كل نوال وإن جل.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصحابه:

 من كانت له إلي منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجوهكم عن المسألة.

حبيب قال:


عطاؤك لا يفنى ويستغرق المنى

***

 وتبقى وجوه الراغبين بمائها

وقال حبيب أيضاً:

ذل السؤال شجاً في الحلق معترض

***

 من دونه شرق من خلفه جرض

ما ماء كفك إن جادت وإن بخلت

***

 من ماء وجهي إذا أفنيته عوض

إني بأيسر ما أدنيت منبسط

***

 كما بأكثر ما أقصيت منقبض

وقالوا:

 من بذل إليك وجهه فقد وفاك حق نعمتك وقالوا:

 أكمل الخصال ثلاث:

 وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة، وحلم بغير ذل.

وقالوا:

 السخي من كان مسروراً ببذله، متبرعاً بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ولا يكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر، لا يريد نفعها ولكن نفع نفسه.

نظر المنذر بن أبي سبرة إلى أبي الأسود الدؤلي وعليه قميص مرقوع، فقال له:

 ما أصبرك على هذا القميص؟ فقال له:

 رب مملوك لا يستطاع فراقه. فبعث إليه بتخت من ثياب. فقال أبو الأسود:


كساني ولم أستكسه فحمدته

***

 أخ لك يعطيك الجزيل وناصر

وإن أحق الناس إن كنت شاكراً

***

 بشكرك من أعطاك والعرض وافر

وسأل معاوية صعصعة بن صوجان:

 ما الجود؟ فقال:

 التبرع بالمال، والعطية قبل السؤال:

 ومن قولنا في هذا المعنى:


كريم على العلات جزل عطاؤه

***

 ينيل وإن لم يعتمد لنوال

وما الجود من يعطى إذا ما سألته

***

 ولكن من يعطى بغير سؤال

وقال بشار العقيلي:


مالكي ينشق عن وجهه الجد

***

 ب كما انشقت الدجى عن ضياء

فثجوج السماء فيض يديه

***

 لقريب ونازح الدار نائي

ليس يعطيك للرجاء ولا الخو

***

 ف ولكن يلذ طعم العطاء

لا ولا أن يقال شيمته الجو

***

 د ولكن طبائع الآباء

وقال آخر:


إن بين السؤال والإعتذار

***

 خطة صعبة على الأحرار

وقال حبيب بن أوس

لئن جحدتك ما أوليت من نعم

***

 إني لفي اللؤم أمضى منك في الكرم

أنسى ابتسامك والألوان كاسفة

***

 تبسم الصبح في داج من الظلم

رددت رونق وجهي في صحيفته

***

 رد الصقال بهاء الصارم الخذم

وما أبالي وخير القول أصدقه

***

 حقنت لي ماء وجهي أو حقنت دمي


العطية قبل السؤال العطية قبل السؤال

۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد ﴿ 5 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

العطية قبل السؤال العطية قبل السؤال

تعليقات