📁 آخر الأخبار

اللؤلؤة في السلطان دراسة في جوهر السلطة ومسؤولياتها من كتاب اللؤلؤة في السلطان

اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان


اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان


اللؤلؤة في السلطان دراسة في جوهر السلطة ومسؤولياتها 

يتناول النص المقتبس من كتاب اللؤلؤة في السلطان (الفصل الأول) مفهوم السلطان كركيزة للنظام الاجتماعي والسياسي، ويبرز دوره كحمى الله وظله الممدود على عباده. يعرض النص أقوال الحكماء، النصوص الدينية، وآراء الصحابة والشعراء ليؤكد أهمية العدل، المسؤولية المتبادلة بين الإمام والرعية، واستحالة إرضاء الجميع. فيما يلي تحليل النص مع التركيز على دلالاته البلاغية، الأخلاقية، والسياسية.


1. تعريف السلطان ودوره

يبدأ النص بتعريف السلطان كـزمام الأمور ونظام الحقوق، مؤكداً أنه القطب الذي تدور عليه الدنيا. يستخدم الإيجاز لتكثيف وظائف السلطان:

  • حمى الله وظله: يشبّه السلطان بحماية إلهية (تشبيه بليغ)، مما يعزز قدسيته.
  • وظائفه: حماية الحريم، نصرة المظلوم، قمع الظالم، وتوفير الأمان (التقسيم لتوضيح الأدوار).

2. أهمية السلطان: مقارنات ونصوص دينية

  • الحكماء:
    • «إمام عادل خير من مطر وابل»: يشبّه العدل بالمطر الغزير (تشبيه)، لأنه يحيي الأمة كما المطر يحيي الأرض.
    • «إمام غشوم خير من فتنة تدوم»: يفضل السلطان الظالم على الفوضى (المقابلة)، لأنه يحفظ النظام.
    • «لما يزع الله بالسلطان أكثر ما يزع بالقرآن»: يؤكد أن السلطان أداة تنفيذية للنظام الإلهي (الإيجاز).
  • وهب بن منبه (عن داود عليه السلام): «قلوب الملوك بيدي... من كان لي على طاعة جعلت الملوك عليهم نعمة». يستخدم الاستشهاد الديني ليربط طاعة الله بصلاح السلطان (التقابلة: نعمة/نقمة).
  • القرآن الكريم: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة...} [الحج: 41]. يحدد واجبات السلطان (الصلاة، الزكاة، الأمر بالمعروف) بإيجاز قصر، مع إسناد العاقبة لله (التذييل).
  • النبي صلى الله عليه وسلم:
    • «عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة»: يعظم قيمة العدل (المقابلة بين العدل والعبادة).
    • «كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته»: يؤكد المسؤولية المتبادلة (التكرير للتأكيد).
  • الشاعر: «فكلكم راع ونحن رعية / وكل سيلقى ربه فيحاسبه». يعزز الحديث بالإيجاز والتصوير البلاغي (المحاسبة الإلهية).

3. العلاقة بين الإمام والرعية

  • طباع الرعية: النص يصف الرعية بقلة الرضا وكثرة اللوم (الإطناب لتصوير التحدي). «رضا جملتها... من المعجز» يستخدم التشبيه ليبرز استحالة إرضاء الجميع.
  • واجب الإمام: حسن القبول للطاعة الظاهرة والتغاضي عن الأخطاء (الإيجاز). يستشهد بقول زياد: «جعلت الإحن دبر أذني... لم أكشف له قناعاً». يعكس الحلم والإطناب في وصف التسامح.
  • واجب الرعية: الحكم على الإمام بأغلب أفعاله (الإيجاز). قول عبد الله بن عمر: «إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر... جائراً فعليه الوزر وعليك الصبر» يستخدم التقسيم والمقابلة (عادل/جائر، أجر/وزر).
  • حذيفة بن اليمان: «ما مشى قوم إلى سلطان الله ليذلوه إلا أذلهم الله». يحذر من التمرد (الإيجاز مع التهديد الإلهي).

4. السلطان والنظام الاجتماعي

  • كعب الأحبار: «مثل الإسلام والسلطان والناس مثل الفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد». يستخدم التشبيه الممتد ليبرز ترابط المجتمع:
    • الإسلام: الإطار (الفسطاط).
    • السلطان: العمود الداعم.
    • الناس: الأطناب والأوتاد (الاستقرار). يؤكد أن النظام يعتمد على التكامل (الإيجاز).
  • الأفوه الأودي:
    «لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم / ولا سراة إذا جهالهم سادوا
    والبيت لا يبتنى إلا له عمد / ولا عماد إلا لم ترس أوتاد».
    يعزز فكرة كعب بالتشبيه (المجتمع كالبيت) والإطناب في وصف الترابط بين القادة والناس. التكرير (أوتاد، أعمدة) يؤكد أهمية النظام.

5. التحليل البلاغي

  • الإيجاز: يبرز في تعريف السلطان وأقوال النبي (مثل «عدل ساعة...»).
  • الإطناب: يظهر في وصف طباع الرعية وقول زياد، لتعزيز التأثير النفسي.
  • المساواة: كما في قول عبد الله بن عمر، حيث تتساوى الألفاظ مع المعنى.
  • الصور البلاغية:
    • التشبيه: (السلطان كحمى، العدل كمطر، المجتمع كفسطاط).
    • المقابلة: (عادل/غشوم، نعمة/نقمة، أجر/وزر).
    • التكرير: (كلكم راع، أوتاد/أعمدة) للتأكيد.
    • الاستشهاد: (القرآن، الأحاديث، داود) لتعزيز الحجة.
  • التقسيم: في وظائف السلطان وواجبات الإمام والرعية.

6. الدلالات الأخلاقية والسياسية

  • العدل أساس السلطة: النص يؤكد أن العدل يحيي الأمة ويضمن استقرارها.
  • المسؤولية المتبادلة: الإمام مسؤول عن الرعية، والرعية مطالبة بالطاعة والصبر.
  • استحالة الإرضاء الكامل: قلة رضا الرعية تدعو الإمام إلى التركيز على العدل لا الشعبية.
  • السلطان ظل الله: يعزز قدسية السلطة، لكن يشترط العدل لتحقيق النعمة.
  • النظام ضد الفوضى: تشبيه المجتمع بالفسطاط يبرز أهمية السلطان كعمود استقرار.

7. الخلاصة

نص اللؤلؤة في السلطان (الفصل الأول) يقدم رؤية عميقة للسلطان كركيزة النظام الاجتماعي والسياسي، مرتكزاً على العدل، المسؤولية، والترابط بين الإمام والرعية. الأقوال الحكيمة، النصوص الدينية، وأشعار الأفوه تؤكد أن السلطان حمى الله، لكنه يتحمل مسؤولية عظيمة تجاه رعيته. الأساليب البلاغية (الإيجاز، الإطناب، التشبيهات) تعزز تأثير النص، مما يجعله درساً خالداً في فن الحكم ومسؤوليات القيادة.

كاتب
كاتب
تعليقات