باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة
باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة
أَمَّا الْحُمَّة فَسَبَقَ بَيَانهَا فِي الْبَاب قَبْله، وَالْعَيْن سَبَقَ بَيَانهَا قَبْل ذَلِكَ، وَأَمَّا (النَّمْلَة) فَبِفَتْحِ النُّون وَإِسْكَان الْمِيم وَهِيَ قُرُوح تَخْرُج فِي الْجَنْب.
قَالَ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره: كَانَتْ الْمَجُوس تَزْعُم أَنَّ وَلَد الرَّجُل مِنْ أُخْته إِذَا خَطّ عَلَى النَّمْلَة يَشْفِي صَاحِبهَا.
وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث اِسْتِحْبَاب الرُّقَى لِهَذِهِ الْعَاهَات وَالْأَدْوَاء، وَقَدْ سَبَقَ بَيَان ذَلِكَ مَبْسُوطًا وَالْخِلَاف فيه.
✯✯✯✯✯✯
4067- قَوْلهَا: «رَخَّصَ فِي الرُّقْيَة مِنْ كُلّ ذِي حُمَّة» هِيَ بِحَاءٍ مُهْمَلَة مَضْمُومَة ثُمَّ مِيم مُخَفَّفَة، وَهِيَ السُّمّ، وَمَعْنَاهُ أَذِنَ فِي الرُّقْيَة مِنْ كُلّ ذَات سُمّ.
✯✯✯✯✯✯
4069- قَوْلهَا: «قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَان سَبَّابَته بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِاسْمِ اللَّه تُرْبَة أَرْضنَا بِرِيقَةِ بَعْضنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمنَا بِإِذْنِ رَبّنَا» قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِأَرْضِنَا هُنَا جُمْلَة الْأَرْض، وَقِيلَ: أَرْض الْمَدِينَة خَاصَّة لِبَرَكَتِهَا.
وَالرِّيقَة أَقَلّ مِنْ الرِّيق.
وَمَعْنَى الْحَدِيث أَنَّهُ يَأْخُذ مِنْ رِيق نَفْسه عَلَى أُصْبُعه السَّبَّابَة ثُمَّ يَضَعهَا عَلَى التُّرَاب فَيَعْلَق بِهَا مِنْهُ شَيْء، فَيَمْسَح بِهِ عَلَى الْمَوْضِع الْجَرِيح أَوْ الْعَلِيل، وَيَقُول هَذَا الْكَلَام فِي حَال الْمَسْح.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
قَالَ الْقَاضِي: وَاخْتَلَفَ قَوْل مَالِك فِي رُقْيَة الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ الْمُسْلِم، وَبِالْجَوَازِ قَالَ الشَّافِعِيّ.
✯✯✯✯✯✯
4073- قَوْله: «رَخَّصَ فِي الرُّقْيَة مِنْ الْعَيْن وَالْحُمَّة وَالنَّمْلَة» لَيْسَ مَعْنَاهُ تَخْصِيص جَوَازهَا بِهَذِهِ الثَّلَاثَة، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَة فَأَذِنَ فيها، وَلَوْ سُئِلَ عَنْ غَيْرهَا لَأَذِنَ فيه، وَقَدْ أَذِنَ لِغَيْرِ هَؤُلَاءِ، وَقَدْ رَقَى هُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْر هَذِهِ الثَّلَاثَة.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
✯✯✯✯✯✯
4074- قَوْله: «رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَة فَقَالَ: بِهَا نَظْرَة فَاسْتَرَقُوا لَهَا» يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَة.
أَمَّا (السَّفْعَة) فَبِسِينٍ مُهْمَلَة مَفْتُوحَة ثُمَّ فَاء سَاكِنَة، وَقَدْ فَسَّرَهَا فِي الْحَدِيث بِالصُّفْرَةِ، وَقِيلَ سَوَاد، وَقَالَ اِبْن قُتَيْبَة هِيَ لَوْن يُخَالِف لَوْن الْوَجْه، وَقِيلَ أَخْذَة مِنْ الشَّيْطَان، وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا اِسْتَدْرَكَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَلَى الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم لِعِلَّةٍ فيه.
قَالَ: رَوَاهُ عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة مُرْسَلًا، وَأَرْسَلَهُ مَالِك وَغَيْره مِنْ أَصْحَاب يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ سُلَيْمَان بْن يَسَار عَنْ عُرْوَة.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَأَسْنَدَهُ أَبُو مُعَاوِيَة وَلَا يَصِحّ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ سَعِيد وَلَمْ يَضَع شَيْئًا.
هَذَا كَلَام الدَّارَقُطْنِيِّ.
✯✯✯✯✯✯
4075- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِي أَرَى أَجْسَام بَنِي أَخِي ضَارِعَة؟» بِالضَّادِ الْمُعْجَمَة أَيْ نَحِيفَة، وَالْمُرَاد أَوْلَاد جَعْفَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب السلام ﴿ 21 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞