باب ما جاء في «مستريح ومستراح منه»
باب ما جاء في «مستريح ومستراح منه»
1579- قَوْله: «أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: مُسْتَرِيح وَمُسْتَرَاح ثُمَّ فَسَّرَهُ بِأَنَّ الْمُؤْمِن يَسْتَرِيح مِنْ نَصَب الدُّنْيَا، وَالْفَاجِر يَسْتَرِيح مِنْهُ الْعِبَاد وَالْبِلَاد وَالشَّجَر وَالدَّوَابّ» مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ الْمَوْتَى قِسْمَانِ: مُسْتَرِيح وَمُسْتَرَاح مِنْهُ، وَنَصَب الدُّنْيَا: تَعَبهَا.
وَأَمَّا اِسْتِرَاحَة الْعِبَاد مِنْ الْفَاجِر مَعْنَاهُ: اِنْدِفَاع أَذَاهُ عَنْهُمْ، وَأَذَاهُ يَكُون مِنْ وُجُوه مِنْهَا: ظُلْمه لَهُمْ، وَمِنْهَا اِرْتِكَابه لِلْمُنْكَرَاتِ فَإِنْ أَنْكَرُوهَا قَاسُوا مَشَقَّة مِنْ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا نَالَهُمْ ضَرَره، وَإِنْ سَكَتُوا عَنْهُ أَثِمُوا.
وَاسْتِرَاحَة الدَّوَابّ مِنْهُ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُؤْذِيهَا وَيَضُرّ بِهَا وَيُحَمِّلهَا مَا لَا تُطِيقهُ، وَيُجِيعهَا فِي بَعْض الْأَوْقَات وَغَيْر ذَلِكَ.
وَقَالَ الْبَاجِيّ: لِأَنَّهُ يَغْصِبهَا وَيَمْنَعهَا حَقّهَا مِنْ الشُّرْب وَغَيْره.
باب ما جاء في «مستريح ومستراح منه»
باب ما جاء في «مستريح ومستراح منه»
باب ما جاء في «مستريح ومستراح منه»