📁 آخر الأخبار

‏‏باب العين والزاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب العين والزاء وما يثلثهما‏

‏‏باب العين والزاء وما يثلثهما‏

‏(‏عزف‏)‏ العين والزاء والفاء أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على الانصراف عن الشَّيء، والآخر على صوت من الأصوات‏.

‏ فالأوَّل قول العرب‏:

‏ عَزَفت عن الشَّيء إذا انصرفتَ عنه‏.

‏ والعَزُوف‏:

‏ الذي لا يكاد يثبُت على خُلَّة خليل

 قال‏:

‏ ألم تعلمي أنِّي عزوفٌ عن الهوى

***

 إذا صاحبي في غير شيء تغضَّبا وقال الفَرزدق‏:

‏ * عزَفْتَ بأعشاشٍ وما كدتَ تعزِفُ * والأصل الثاني‏:

‏ العَزيف‏:

‏ أصوات الجِنّ‏.

ويقال إنّ الأصل في ذلك عَزْف الرِّياح، وهو صوتُها ودَوِيُّها‏.

‏ وقال في عَزيف الجِنّ‏:

‏ وإِنِّي لأجتاز الفلاةَ وبينها

***

 عوازفُ جِنَّان وهامٌ صواخِدُ ويقال‏:

‏ إنّ أبْرَق العَزّافِ سمِّي بذلك، لما يقال أنّ به جِنّاً‏.

‏ واشتُقَّ من هذا العَزْف في اللَّعِب والمَلاهي‏.

‏(‏عزق‏)‏ العين والزاء والقاف ليس فيه كلامٌ أصيل، لكنَّ الخليلَ ذكر أنَّ العَزْق‏:

‏ عِلاج الشَّيء في عَسَر‏.

‏ ورجلٌ متعزِّق‏:

‏ فيه شِدَّة خُلُق‏.

‏ ويقولون‏:

‏ إن المِعْزقةَ‏:

‏ آلةٌ من آلات الحرث‏.

‏ وينشدون‏:

‏ نُثِير بها نَقْعَ الكُلابِ وأنتم

***

 تُثِيرون قِيعانَ القُرى بالمَعازقِ وكلُّ هذا في الضَّعفِ قريبٌ بعضُه من بعض‏.

‏ وأعجَبُ منه اللغة اليمانيَة التي يدلِّسُها أبو بكر محمدُ بن الحسنِ الدُّريدي رحمه الله، وقولُه‏:

‏ إنَّ العَزِيق مطمئنٌّ من الأرض، لغةٌ يمانيَة‏.

‏ ولا نقول لأئمَّتنا إِلاَّ جميلا‏.

‏(‏عزل‏)‏ العين والزاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على تنحيةٍ وإمالة تقول‏:

‏ عزَل الإنسانُ الشَّيءَ يعزِلُه، إذا نحَّاه في جانبٍ‏.

‏ وهو بمَعْزِلٍ وفي مَعزِل من أصحابه، أي في ناحيةٍ عنهم‏.

‏ والعُزْلة‏:

‏ الاعتزال‏.

‏ والرجُل يَعْزِل عن المرأة، إذا لم يُرِدْ ولدَها‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الأعزلُ‏:

‏ الذي لا رُمْحَ معه‏.

‏ وقال بعضُهم‏:

‏ الأعزل الذي ليس معه شيء من السلاح يُقاتِل به، فهو يَعتزِل الحربَ، ذكر‏[‏هُ‏]‏ الخليلُ، وأنشد‏:

‏ لا مَعازِيلَ في الحُرُوب ولكنْ

***

 كُشُفاً لا يُرامونَ يَوْمَ اهتضام وشبِّه بهذا الكوكبُ الذي يقال له السِّماك الأعزل‏.

‏ وإِنَّما سمِّي أعزَل لأنَّ ثَمَّ سِماكاً آخرَ يقال له الرَّامح، بكوكبٍ يَقدُمه يقولون هو رُمْحُه‏.

‏ فهذا سمِّي لذلك أعزل‏.

ويقال إِنَّ المِعزالَ من النّاس‏:

‏ ‏[‏الذي‏]‏ لا يَنْزِل مع القوم في السفر ولكن ينْزلُ ناحيةً‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ تُذهِلُ الشَّيخَ عن بنيهِ وتُلْوِي

***

 بلَبُون المِعْزَابَةِ المِعزالِ والأعزل من الدوابِّ‏:

‏ الذي يميلُ ذنبُه إلى أحد جنْبَيه‏.

‏ فأمَّا العَزْلاء ففَمُ المَزَادة‏.

‏ ومحتمل أن يكون شاذّاً عن هذا الأصل الذي ذكرناه، ويُمكن أن يُجمع بينهما على بُعدٍ، وهو إلى الشذُوذِ أقرب‏.

‏ ويقال‏:

‏ أرسَلَت السَّماءُ عَزَالِيَها، إذا جاءت *بمنهمرٍ من المَطَر‏.

‏ وأنشد‏:

‏ تَهمِرُها الكفُّ على انطوائِها

***

 هَمْرَ شَعيب الغَرْفِ من عَزلائِها

‏(‏عزم‏)‏ العين والزاء والميم أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على الصَّريمة والقَطْع‏.

‏ يقال‏:

‏ عزَمت أعزِمُ عزماً‏.

‏ ويقولون‏:

‏ عزمت عليك إِلاَّ فعَلْتَ كذا، أي جعلتُه أمراً عَزْماً، أي لا مَثْنويّة فيه‏.

‏ ويقال‏:

‏ كانوا يَرون لِعَزمة الخُلفاء طاعةً‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَزْم‏:

‏ ما عُقِد عليه القلبُ من أمرٍ أنت فاعلُه، أي متيقِّنه‏.

‏ ويقال‏:

‏ ما لفلانٍ عزيمةٌ، أي ما يَعزِم عليه، كأنَّه لا يمكنه أن يَصْرِمَ الأمر، بل يختلط فيه ويتردَّد‏.

‏ ومن الباب قولهم‏:

‏ عَزَمْت على الجِنّيّ، وذلك أن تقرأ عليه من عزائم القُرآن، وهي الآياتُ التي يُرجَى بها قَطْعُ الآفةِ عن المَؤُوف‏.

‏ واعتزم السائر، إذا سَلَك القصدَ قاطعاً لـه‏.

‏ والرجل يَعزِم الطَّريق‏:

‏ يمضِي فيه لا ينثني‏.

‏ قال حميد‏:

‏ * معتزماً للطرُق النواشِط * وأولُو العَزْم من الرُّسلِ عليهم السلام‏:

‏ الذين قَطَعوا العلائقَ بينهم وبين مَنْ لم يؤمِن مِن الذين بُعثِوا إليهم، كنوح عليه السلام، إذ قالَ‏:

‏‏{‏لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكافِرينَ دَيَّارَا‏}‏ ‏[‏نوح 26‏]‏، وكمحمَّدٍ صلى الله عليه وآله إذْ تبرَّأ من الكُفّار وبَرّأه الله تعالى منهم، وأمَرَه بقتالهم في قوله‏:

‏ ‏{‏بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلَى الذِينَ عاهَدْتُم مِنَ المُشْرِكينَ‏}‏ ‏[‏التوبة 1‏]‏، ثم

 قال‏:

‏‏{‏فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الحُرُمُ فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُم‏}‏ ‏[‏التوبة 5‏]‏‏.

‏(‏عزو/ي‏)‏ العين والزاء والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الانتماء والاتِّصال‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ الاعتزاء‏:

‏ الاتّصال في الدَّعوى إذا كانت حربٌ، فكلُّ مَن ادَّعى في شعاره فقد اعْتَزَى، إذ قال أنا فلانُ بنُ فلان فقد اعتَزَى إليه‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏مَنْ تَعزَّى بعَزَاء الجاهليَّة فأَعِضُّوه‏"‏، وهو أن يقول يا لفلان‏.

 قال‏:

‏ فلما التقتْ فُرسانُنا ورجالُهم

***

 دَعَوْا يا لَكَعبٍ واعتَزَيْنا لعامِرِ وقال آخَر‏:

‏ فكيفَ وأصْلي من تميمٍ وفرعُها

***

 إلى أصل فَرعي واعتزائي اعتزاؤها فهذا الأصل، وأمّا قولهم‏:

‏ عَزِيَ الرّجلُ يَعْزَى عَزاءً، وإنه لَعَِزيٌّ أي صبور، إذا كان حسَنَ العزَاء على المصائب، فهذا من الأصل الذي ذكرناه، ولأنَّ معنى التعزِّي هو أن يتأسَّى بغيره فيقول‏:

‏ ‏"‏حالي مثلُ حالِ فلان‏.

‏ ولذلك قيل‏:

‏ تأسَّى، أي جعل أمرَه أُسوة أمرِ غيره‏.

‏ فكذلك التعزِّي‏.

‏ وقولك عَزّيتُه، أي قلتُ له انظُرْ إلى غيرك ومن أصابَه مثلُ ما أصابك‏.

‏ والأصل هذا الذي ذكرناه‏.

‏(‏عزب‏)‏ العين والزاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تباعدٍ وتنَحٍّ‏.

‏ يقال‏:

‏ عَزَب يعزُبُ عُزُوباً‏.

‏ والعَزَب‏:

‏ الذي لا أهلَ لـه‏.

‏ وقد عَزب يَعْزُبُ عُزوبةً‏.

‏ قال العجّاج في وصف حمارِ الوحش‏:

‏ * شهراً وشهرين يسنّ عَزَبَا * وقالوا‏:

‏ والمعِزْابةُ‏:

‏ الذي طالت عُزْبته حتى ما لَه في الأهل مِن حاجة‏.

‏ يقال‏:

‏ عَزَب حِلْمُ فلانٍ، أي ذهب، وأعْزَبَ اللهُ حِلْمَه، أي أذهَبَه‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ * فأعزَبْتُ حِلمي بل هو اليومَ أعْزَبا * والعازب من الكلأ‏:

‏ البَعِيد المَطْلَب‏.

‏ قال أبو النجم‏:

‏ * وعازبٍ نَوَّرَ في خلائِه * وكلُّ شيء يفوتُك لا تَقْدِر عليه فقد عَزَب عنك‏.

‏ وأعزب القومُ‏:

‏ أصابوا عازباً من الكلأ‏.

‏(‏عزر‏)‏ العين والزاء والراء كلمتان‏:

‏ إحداهما التَّعظيم والنَّصر، والكلمة الأخرى جنسٌ من الضَّرب‏.

‏ فالأولى النَّصر والتوقير، كقوله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ‏}‏ ‏[‏الفتح 9‏]‏‏.

‏ والأصل الآخر التَّعزير، وهو الضرب دون الحدّ‏.

 قال‏:

‏ وليس بتعزير الأمير خَزايةٌ

***

 عليَّ إذا ما كنتُ غيرَ مريبِ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب العين ﴿ 18 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات