الفرق بين عطف البيان والبدل المطابق
يعرَّف عطفُ البيان في النحو بأنَّه اسم جامدٌ ليس من المشتَّقات، وهو أحد التوابع يقوم بتوضيح الاسم الذي يتبعه ويُظهر مقصده ويبيِّنه، كما يتبعه بالإضافة إلى الحركة الإعرابية بالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف والتنكير، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ﴾ [الأنعام: 74]. فكلمة (آزر) عطف بيان لـ(أبيه)، وكلاهما معرفة، وهي قد أفادت توضيحًا للمعطوف عليه، وهو كلمة (أبيه)
البدل المطابق
فهو أحد أنواع البدل وهو بدل الكل من الكل، ويكون فيه البدل عين المُبدل نفسه ويساويه في معناه ويمكن أن يحلَّ محله، ويتشابه عطف البيان مع البدل المطابق من حيثُ التركيب والدلالة، حيثُ يجوز إعراب عطف البيان بدلًا في معظم الحالات، لكن استثنى النحويون وعلماء اللغة عددًا من الحالات لعطف البيان لا يجوز أن يكون فيها بدلًا، لأنَّه إذا وضعَ في مكان المبدَل منه لم يصح الكلام، فوضعوا بينها فروقا سيتمُّ إدراجها فيما يأتي:
١- لا يكون عطف البيان ضميرًا ولا تابع ضمير بعكس البدل
كمثل: خرجت أنظر في الناس فعندما جاءوا الأصدقاء استقبلتهم بترحاب ، فالأصدقاء بدل من الضمير واو الجماعة في جاءوا.
٢- لا يخالف عطف البيان المتبوع بالتنكير والتعريف، وذلك جائز في البدل
مثل قوله تعالى "إلى صراطٍ مًستقيمِ صراطِ الله" فالمبدل منه صراط نكرة والبدل صراط الله معرفة.
٣- لا يكون جملة ولا تابعًا لجملة كما في البدل.
فتبدل الجملة من الجملة مثل "أَمَدّكم بما تعلمون ، أَمَدّكم بأنعامٍ وبنين" فجملة (أمدكم بأنعام وبنين) المكونة من الفعل والفاعل المقدر والضمير الواقع في محل نصب مفعول به والجار والمجرور والمعطوف عليه: هذه الجملة وقعت بدلاً من الجملة الأولى المكونة من الفعل والفاعل والمفعول به.
٤-لا يكون فعلًا ولا تابعًا لفعل، بخلاف البدل.
، فيبدل الفعل من الفعل مثل: "ومَنْ يفعلْ ذلك يلقَ آثاما، يُضاعفْ له العذابُ" حيث جاءت (يُضاعَفُ) بدلاً من (يلق).
٥- لا يحلُّ عطف البيان مكان المتبوع بعكس البدل حيثُ يحلُّ مكان المبدل منه.
وفيما يلي بعض الأمثلة على عطف البيان والبدل المطابق:
المثال الأول:
رأيتُ زيدًا إمام المسجد، جاءت "إمام المسجد" لتوضيح وبيان اللبس الذي قد يحيطُ بهوية زيد، لذلك هو عطف بيان، كما يمكن أن يكون بدلًا، لأنه يجوز أن يقال: رأيت إمامَ المسجد، ويكون البدل صحيحًا عندما يمكن وضعه محلَّ المبدل منه.
المثال الثاني:
يا رجل زيدًا، هذا عطف بيان، فإذا حُذفت كلمة رجل وجبَ أن تُبنى كلمة زيد على الضم، ولكن جاءت منصوبة في المثال فجاءت عطف بيان وجوبًا.
المثال الثالث:
أنا الضارب الرجل زيد، وجبَ أن تكون عطف بيان، لأنه إذا حذفت كلمة الرجل فسد الكلام، فعند أكثر النحويين لا يجوز أن تضاف الضارب إلى زيد.