باب الواو والجيم وما يثلثهما
باب الواو والجيم وما يثلثهما
(وجح) الواو والجيم والحاء.
كلمةٌ تدلُّ على سَتر شيءٍ لشيء.
وكلُّ ما استَتَرتَ به وِجاح ووَجاح.
ويقال الوجاح:
الشَّخص، لأنَّ كلَّ شخصٍ يستُر ما وراءه.
ومنه:
حفَرتُ حتَّى أوْجَحْت، أي بلغت الصَّفا.
والصَّفا يستُر ما تَحتَه ويمنعُه.
(وجد) الواو والجيم والدال، يدلُّ على أصلٍ واحد، وهو الشي يُلفيه.
ووَجَدْتُ الضَّالَّة وِجْداناً.
[وحكى بعضُهم:
وجَدتُ في الغضَب وِجداناً].
وأنشد:
كِلانا ردَّ صاحبَهُ بيأْسٍ
***
على حَنَقٍ ووِجدانٍ شديدِ
(وجذ) الواو والجيم والذال.
كلمةٌ صحيحة، هي الوَجْذ، نُقرة في الصَّخرة، والجمع وِجاذ.
وبلغنا أنَّه يقال، أوجَذَه على الأمر، أكْرَهَه.
(وجر) الواو والجيم* والراء كلمةٌ تدلُّ على جنسٍ من السَّقْي.
ووَجَرْت الصَّبيَّ الدَّواء وأوجرتُه.
ويستعيرونه فيقولون، أوْجَرْتُه الرُّمحَ، إذا طعنتَه في صَدرِه.
والوِجار، سَرَبُ الضَّبُع، لأنَّها تَغِيب فيه كما يغيب المشروب في الحَلْق.
(وجز) الواو والجيم والزاء كلمةٌ واحدة.
يقال كلامٌ وَجْزٌ ووجيز.
وربَّما قالوا:
توجَّزْتُ الشَّيءَ، مثل تنجَّزْت.
(وجس) الواو والجيم والسين:
كلمةٌ تدلُّ على إحساسٍ بشيءٍ وتسمُّعٍ له.
تَوَجَّس الشَّيءَ:
أحَسَّ به فتسمَّعَ لـه.
قال الله تعالى:
{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [ طه 67].
ثمَّ قال ذو الرُّمَّة:
* إذا توجَّسَ * ومما شذَّ عن هذا وهو من الكلام المُشكِل:
قولهم:
لا أفعَلُه سَجِيسَ الأوْجَسِ:
الدَّهْر.
وما ذُقْتُ عِنده أوجَسَ، أي شيئاً من الطَّعام.
(وجع) الواو والجيم والعين:
كلمةٌ واحدة، هي الوَجَع:
اسمٌ يجمع المرض كلَّه.
وهو ييجَع وياجَعُ، وأنت تِيجع من كذا.
وقال رائدٌ من الرُّوَّاد:
"رأيتُ كَلأً تِيجَعُ لـه كَبِدُ المُصْرِم".
وهو وَجِعٌ وقومٌ وَجَاعَى.
وأنا أوْجَعُ رأسي، ويُوجِعُني رأسي.
وتوجّعت له:
رَثَيت.
ويقولون:
إنَّ الوَجْعاء:
السَّهُ.
(وجم) الواو والجيم والميم:
يدلُّ على سكوتٍ في اهتمام.
ووَجَم من الأمرِ يَكرَهُه:
أسْكَتَ لـه.
وفي الحديث:
"ما لي أراكَ واجماً".
ويقولون:
يومٌ وجيم:
شديد الحَرّ، وفيه نظر.
ومصدرهُ الوَجْمُ والوجوم.
(وجن) الواو والجيم والنون يدلُّ على صلابةٍ في الشّيء.
ومنه الوَجِين:
العارض من الأرض يَنقاد، وهو صُلْبٌ، وبه سمِّيت الناقة وَجْناء.
وقياس وَجْنَةِ الإنسان منه، لأنَّ فيها صلابةً وشِدّة، والجمع وَجَنات.
وربَّما سمَّوْا شَطَّ الوادِي وَجِيناً.
ووَجَن ثوبَه:
ضَربَه بالمِيجَنَة، هي الخشَبةُ يُدَقُّ بها.
(وجه) الواو والجيم والهاء:
أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء.
والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء.
يقال وَجْه الرّجلِ وغَيره.
وربَّما عُبِّر عن الذات بالوَجْه.
[و] تقول:
وَجْهي إليك.
قال:
أستغفِرُ اللهَ ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ
***
ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ وواجهتُ فلاناً:
جعلتُ وجهي تِلقاءَ وجهه.
ومن الباب قولُهم:
هو وجيهٌ بيِّنُ الجاه.
والجاه مقلوبٌ.
والوِجهة:
كلُّ موضعٍ استقبلتَه.
قال الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} [البقرة 148].
ووجَّهت الشَّيءَ:
جعلتُه على جهة.
وأصل جِهَتهِ وِجْهَته.
والتَّوجيه:
أن تَحفِر تحت القِثَّاءَة أو البِطِّيخة ثم تُضجِعَها.
وتَوجَّهَ الشَّيْخُ:
ولَّى وأدْبَر، كأنَّه أقْبَلَ بوجهه على الآخر.
ويقال للمُهْر إذا خَرَجَتْ يداه من الرّحم:
وَجِيهٌ.
(وجي) الواو والجيم والحرف المعتلّ:
يقولون:
تركتُه وما في قلبي منه أوْجَى، أي يَئِسْتُ منه.
ويقولون:
سألتُه فأوجَى عليَّ، أي بَخِلَ عَلَيَّ.
(وجب) الواو والجيم والباء:
أصلٌ واحد، يدلُّ على سُقوط الشيء ووُقوعِه، ثم يتفرَّع.
ووَجَب البيعُ وُجوباً:
حَقَّ ووَقَع.
ووَجَب الميِّت:
سقَط، والقتِيلُ واجب.
وفي الحديث:
"فإذا وجَبَ فلا تَبكِيَنَّ باكية"، أي إذا ماتَ.
وقال الله في النَّسائك:
{فَإذَا وَجَبَتْ جُنُوبُها} [الحج 26].
قال قيس:
أطاعتْ بنو عوفٍ أميراً نهاهُمُ
***
عن السَّلْمِ حَتَّى كان أوَّلَ واجبِ وَجَب الحائطُ:
سقَطَ، وجْبَةً.
والوجيبة:
أن تُوجِبَ البيعَ، في أن تأخذ منه بعضاً في كلِّ يوم، فإذا فَرَغَ قيل:
اسْتَوْفَى وَجِيبتَه.
ويقولون:
الوَجْبُ:
الجَبَان.
قال:
* طلوبُ الأعادِي لا سَؤومٌ ولا وَجْبُ * سمِّي به لأنَّه كالسَّاقط.
ويقولون المُوَجِّب:
النَّاقة لا تنبعث من كثرة لحمها.
ومن الباب المُوَجِّب من النُّوق:
التي يَنعقِد اللِّبَأُ في ضَرعها.
وأمَّا وَجِيبُ القَلْب فمن الإبدال، والأصل الوجيف، وقد مَرَّ.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الواو ﴿ 7 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞