باب تحريم قتل الهرة
باب تحريم قتل الهرة
4160- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُذِّبَتْ اِمْرَأَة فِي هِرَّة سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّار، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلَا هِيَ تَرَكْتهَا تَأْكُل مِنْ خَشَاش الْأَرْض» وَفِي رِوَايَة: «رَبَطَتْهَا» وَفِي رِوَايَة: «تَأْكُل مِنْ حَشَرَات الْأَرْض».
مَعْنَاهُ عُذِّبَتْ بِسَبَبِ هِرَّة.
وَمَعْنَى: «دَخَلْت فيها» أَيْ بِسَبَبِهَا.
و«خَشَاش الْأَرْض» بِفَتْحِ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَسْرهَا وَضَمّهَا حَكَاهُنَّ فِي الْمَشَارِق، الْفَتْح أَشْهَر، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة، وَالصَّوَاب الْمُعْجَمَة، وَهِيَ هَوَامّ الْأَرْض وَحَشَرَاتهَا كَمَا وَقَعَ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة.
وَقِيلَ: الْمُرَاد بِهِ نَبَات الْأَرْض، وَهُوَ ضَعِيف أَوْ غَلَط.
وَفِي الْحَدِيث دَلِيل لِتَحْرِيمِ قَتْل الْهِرَّة، وَتَحْرِيم حَبْسهَا بِغَيْرِ طَعَام أَوْ شَرَاب.
وَأَمَّا دُخُولهَا النَّار بِسَبَبِهَا فَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة، وَإِنَّمَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِ الْهِرَّة.
وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّهُ يَجُوز أَنَّهَا كَافِرَة عُذِّبَتْ بِكُفْرِهَا، وَزِيدَ فِي عَذَابهَا بِسَبَبِ الْهِرَّة، وَاسْتَحَقَّتْ ذَلِكَ لِكَوْنِهَا لَيْسَتْ مُؤْمِنَة تُغْفَر صَغَائِرهَا بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِر.
هَذَا كَلَام الْقَاضِي، وَالصَّوَاب مَا قَدَّمْنَاهُ أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة، وَأَنَّهَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِهَا كَمَا هُوَ ظَاهِر الْحَدِيث، وَهَذِهِ الْمَعْصِيَة لَيْسَتْ صَغِيرَة، بَلْ صَارَتْ بِإِصْرَارِهَا كَبِيرَة، وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث أَنَّهَا تَخْلُد فِي النَّار، وَفيه وُجُوب نَفَقَة الْحَيَوَان عَلَى مَالِكه.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
✯✯✯✯✯✯
4161- سبق شرحه بالباب.
باب تحريم قتل الهرة
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب السلام ﴿ 38 ﴾
۞۞۞۞۞۞
۞۞