باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه
باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه
3541- قَوْله: (ثُمَامَة بْن شُفَيّ) هُوَ بِشِينٍ مُعْجَمَة مَضْمُومَة ثُمَّ فَاء مَفْتُوحَة ثُمَّ يَاء مُشَدَّدَة.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة} «أَلَا إِنَّ الْقُوَّة الرَّمْي.
وَفيه وَفِي الْأَحَادِيث بَعْده: فَضِيلَة الرَّمْي وَالْمُنَاضَلَة وَالِاعْتِنَاء بِذَلِكَ بِنِيَّةِ الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه تَعَالَى، وَكَذَلِكَ الْمُشَاجَعَة وَسَائِر أَنْوَاع اِسْتِعْمَال السِّلَاح، وَكَذَا الْمُسَابَقَة بِالْخَيْلِ وَغَيْرهَا، كَمَا سَبَقَ فِي بَابه، وَالْمُرَاد بِهَذَا كُلّه التَّمَرُّن عَلَى الْقِتَال وَالتَّدَرُّب، وَالتَّحَذُّق فيه، وَرِيَاضَة الْأَعْضَاء بِذَلِكَ.
✯✯✯✯✯✯
3542- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرَضُونَ وَيَكْفِيكُمْ اللَّه فَلَا يَعْجَز أَحَدكُمْ أَنْ يَلْهُو بِأَسْهُمِهِ» «الْأَرَضُونَ»: بِفَتْحِ الرَّاء عَلَى الْمَشْهُور، وَحَكَى الْجَوْهَرِيّ لُغَة شَاذَّة بِإِسْكَانِهَا وَيَعْجِز بِكَسْرِ الْجِيم عَلَى الْمَشْهُور، وَبِفَتْحِهَا فِي لُغَة، وَمَعْنَاهُ: النَّدْب إِلَى الرَّمْي.
✯✯✯✯✯✯
3543- قَوْله: (اِبْن شَمَاسَة) بِضَمِّ الشِّين وَفَتْحهَا.
قَوْله: (لَمْ أُعَانِيه) هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم النُّسَخ: (لَمْ أُعَانِيه) بِالْيَاءِ، وَفِي بَعْضهَا (لَمْ أُعَانِهِ) بِحَذْفِهَا وَهُوَ الْفَصِيح، وَالْأَوَّل لُغَة مَعْرُوفَة سَبَقَ بَيَانهَا مَرَّات.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَلِمَ الرَّمْي ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا أَوْ قَدْ عَصَى» هَذَا تَشْدِيد عَظِيم فِي نِسْيَان الرَّمْي بَعْد عِلْمه، وَهُوَ مَكْرُوه كَرَاهَة شَدِيدَة لِمَنْ تَرَكَهُ بِلَا عُذْر، وَسَبَقَ تَفْسِير (فَلَيْسَ مِنَّا) فِي كِتَاب الْإِيمَان.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَال طَائِفَة مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقّ لَا يَضُرّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِي أَمْر اللَّه وَهُمْ كَذَلِكَ» هَذَا الْحَدِيث سَبَقَ شَرْحه مَعَ مَا يُشْبِههُ فِي أَوَاخِر كِتَاب الْإِيمَان، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَتَّى يَأْتِي أَمْر اللَّه» مِنْ الرِّيح الَّتِي تَأْتِي فَتَأْخُذ رُوح كُلّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة.
وَأَنَّ الْمُرَاد بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَى: «حَتَّى تَقُوم السَّاعَة» أَيْ: تَقْرُب السَّاعَة، وَهُوَ خُرُوج الرِّيح.
وَأَمَّا هَذِهِ الطَّائِفَة فَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُمْ أَهْل الْعِلْم، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْل الْحَدِيث فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: إِنَّمَا أَرَادَ أَحْمَد أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة، وَمَنْ يَعْتَقِد مَذْهَب أَهْل الْحَدِيث، قُلْت: وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَة مُفَرَّقَة بَيْن أَنْوَاع الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ شُجْعَان مُقَاتِلُونَ، وَمِنْهُمْ فُقَهَاء، وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ، وَمِنْهُمْ زُهَّاد وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَر، وَمِنْهُمْ أَهْل أَنْوَاع أُخْرَى مِنْ الْخَيْر، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَار الْأَرْض.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُعْجِزَة ظَاهِرَة؛ فَإِنَّ هَذَا الْوَصْف مَا زَالَ بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى مِنْ زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْآن، وَلَا يَزَال حَتَّى يَأْتِي أَمْر اللَّه الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث.
وَفيه دَلِيل لِكَوْنِ الْإِجْمَاع حُجَّة، وَهُوَ أَصَحّ مَا اُسْتُدِلَّ بِهِ لَهُ مِنْ الْحَدِيث، وَأَمَّا حَدِيث: «لَا تَجْتَمِع أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَة» فَضَعِيف.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ» هُوَ بِهَمْزَةٍ بَعْد الْوَاو، أَيْ: عَادَاهُمْ، وَهُوَ مَأْخُوذ مِنْ نَأَى إِلَيْهِمْ وَنَأَوْا إِلَيْهِ، أَيْ نَهَضُوا لِلْقِتَالِ.
باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الإمارة ﴿ 48 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞