باب أفْعَلُ التَّفْضِيْلِ
قال ابن مالك رحمه الله
496- صُغْ مِنْ مَصُوغٍ مِنْهُ لِلتَّعَجُّبِ…… افْعَلَ لِلتَّفْضِيلِ وَأْبَ الَّلذْ أُبِي
497- وَمَا بِهِ إلَى تَعَجُّبٍ وُصِلْ……لِمَانِعٍ بِهِ إلَى التَّفْضِيلِ صِلْ
498- وأفْعَلَ التَّفْضِيْل صِلْهُ أبَدَا…… تَقْدِيراً أوْ لَفْظاً بِمَنْ إنْ جُرَّدَا
499- وَإنْ لِمَنْكُورٍ يُضَفْ أوْ جُرِّدَا……أُلْزِمَ تَذْكِيراً وَأنْ يُوَحَّدَا .
الشرح
496- صُغْ مِنْ مَصُوغٍ مِنْهُ لِلتَّعَجُّبِ…… افْعَلَ لِلتَّفْضِيلِ وَأْبَ الَّلذْ أُبِي
يصاغ من الأفعال التي يجوز التعجب منها للدلالة على التفضيل وصف على وزن أفعل فتقول زيد أفضل من عمرو وأكرم من خالد كما تقول ما أفضل زيدا وما أكرم خالدا
وما امتنع بناء فعل التعجب منه امتنع بناء أفعل التفضيل منه فلا يبنى من فعل زائد على ثلاثة أحرف كدحرج واستخرج ولا من فعل غير متصرف
كنعم وبئس ولا من فعل لا يقبل المفاضلة كمات وفنى ولا من فعل ناقص ككان وأخواتها ولا من فعل منفى نحو ما عاج بالدواء وما ضرب ولا من فعل يأتى الوصف منه على أفعل نحو حمر وعور ولا من فعل مبنى للمفعول نحو ضرب وجن وشذ منه قولهم هو أخصر من كذا فبنوا أفعل التفضيل من اختصر وهو زائد على ثلاثة أحرف ومبني للمفعول وقالوا أسود من حلك الغراب وأبيض من اللبن فبنوا أفعل التفضيل شذوذا من فعل الوصف منه على أفعل.
497- وَمَا بِهِ إلَى تَعَجُّبٍ وُصِلْ……لِمَانِعٍ بِهِ إلَى التَّفْضِيلِ صِلْ
تقدم في باب التعجب أنه يتوصل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بأشد ونحوها وأشار هنا إلى أنه يتوصل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما يتوصل به في التعجب فكما تقول ما أشد استخراجه تقول هو أشد استخراجا من زيد وكما تقول ما أشد حمرته تقول هو أشد حمرة من زيد لكن المصدر ينتصب في باب التعجب بعد أشد مفعولا وههنا ينتصب تمييزا.
498- وأفْعَلَ التَّفْضِيْل صِلْهُ أبَدَا…… تَقْدِيراً أوْ لَفْظاً بِمَنْ إنْ جُرَّدَا
لا يخلو أفعل التفضيل عن أحد ثلاثة أحوال
الأول: أن يكون مجردا
الثاني: أن يكون مضافا
الثالث: أن يكون بالألف واللام.
فإن كان مجردا فلا بد أن يتصل به من لفظا أو تقديرا جارة للمفضل نحو زيد أفضل من عمرو وقد تحذف من ومجرورها للدلالة عليهما كقوله تعالى: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} أي وأعز منك نفرا وفهم من كلامه أن أفعل التفضيل إذا كان بأل أو مضافا لا تصحبه من فلا تقول زيد الأفضل من عمرو ولا زيد أفضل الناس من عمرو.
وأكثر ما يكون ذلك إذا كان أفعل التفضيل خبرا كالآية الكريمة ونحوها وهو كثير في القرآن وقد تحذف منه وهو غير خبر كقوله:
دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا ... فظل فؤادي في هواك مضللا
فـ "أجمل" أفعل تفضيل وهو منصوب على الحال من التاء في دنوت وحذفت منه من والتقدير دنوت أجمل من البدر وقد خلناك كالبدر.
ويلزم أفعل التفضيل المجرد الإفراد والتذكير وكذلك المضاف إلى نكرة وإلى هذا أشار بقوله:
499- وَإنْ لِمَنْكُورٍ يُضَفْ أوْ جُرِّدَا……أُلْزِمَ تَذْكِيراً وَأنْ يُوَحَّدَا .
فتقول زيد أفضل من عمرو وأفضل رجل وهند أفضل من عمرو وأفضل امرأة والزيدان أفضل من عمرو وأفضل رجلين والهندان أفضل من عمرو وأفضل امرأتين والزيدون أفضل من عمرو وأفضل رجال والهندات أفضل من عمرو وأفضل نساء فيكون أفعل في هاتين الحالتين مذكرا ومفردا ولا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع.