ما هو التمييز؟
تأمل الجمل الآتية:
–اشترى عبد الله كيلو غراما لحما .
–أخرجتُ صاعا قمحا لزكاة الفطر .
–اشتريت من التاجر ذراعا حريرا .
–في المدرسة ثلاثون قاعة .
إذا قلت: ‘ اشترى عبد الله كيلو جراما ‘ تكون قد ركبت جملة صحيحة تامة متوفرة على جميع عناصرها الأساسية، من فعل وفاعل ومفعول به، ولكن السامع أو القارئ بالرغم من ذلك لم يفهم ما تريده بالكيلو غرام! فهو لا يدري ألحما اشترى أم تمرا أم تفاحا…
وذلك لأن ‘ الكيلو غرام ‘ اسم غامض مبهم يصلح لأن يراد به كل الأشياء المذكورة وغيرها. ولكنك إذا قلت ‘ لحما ‘ زال ذلك الغموض والإبهام، وفهم السامع مرادك تمام الفهم، لأنك ميزت له الكيلوغرام، وبينت له المقصود منه.
ولذلك يسمى لفظ ‘ لحما ‘ تمييزا ، كما يسمى الاسم المبهم وهو ‘ كيلو جرام ‘ مميزا.
●تعريف التمييز لغة واصطلاحا:
التمييز لغة بمعنى فصل الشيء عن غيره، أما اصطلاحا فهو اسم نكرة منصوب يذكر لبيان المقصود من اسم قبله مبهم يصلح لأن يراد به أشياء كثيرة مختلفة.
●أنواع التمييز في اللغة العربية:
لنعد إلى الجمل في الأمثلة السابقة، ولنلاحظ العلاقة بين التمييز والمميز.
سنجد في الجملة الأولى أن ‘ كيلو غراما ‘، من أسماء الوزن. وسنجد في الجملة الثانية ‘ صاعا ‘ وهو من أسماء الكيل. وفي الثالثة ‘ ذراعا ‘ وهو من أسماء القياس. وفي الرابعة ‘ ثلاثون ‘ وهو من أسماء العدد .
وجاء التمييز بعدها لتوضيح ما يراد بهذه الكلمات المبهمة ، والتي ذكرت لفظا ، وهذا ما يسمىبالتمييز الملفوظ أو الذات أو المفرد.
-التمييز الملفوظ:
هو الذي يوضح كلمة مبهمة ( المميز )، ويقع في أربعة مواضع:
1 –بعد أسماء الوزن، مثل: بِعتُك رطلا عنبا.
2– بعد أسماء الكيل، مثل: اشتريتُ ليترا حليبا.
3 – بعد أسماء المساحة، مثل: اشتريتُ فدّاناأرضا .
4 – بعد أسماء الأعداد، مثل: ركب السفينة خمسة وتسعون رجلا .
-التمييز الملحوظ:
تأمل الجمل الآتية:
– طاب المكان هواءً .
– فاض القلب سرورا .
– الشيخ أكثر من الشاب تجربةً .
إذا بحثنا عن المميز في هذه الجمل لا نجده مذكورا ، ولكننا نلحظه ونفهمه حين نسمع الجمل ، فإذا سمعنا جملة ‘ طاب المكان ‘ ، لاحظنا أن الذي طاب هو شيء من الأشياء المنسوبة للمكان . ولكننا لا ندري ما هو ذلك الشيء أهو ماؤه ، أم تربته …
فإذا ذكر التمييز تعيّن المراد من الجملة . فالمميز هنا ملحوظ ومفهوم من الجملة وإن كان غير مذكور لفظا ، وبالتالي فإن :
التمييز الملحوظ هو ما يوضح معنى مجملا ، أو ما يُفهم من الجملة دون أن يذكر فيها ، ويسمى كذلك بتمييز النسبة أو الجملة .
●أمثلة عن التمييز:
– اشتريت رطلا تفاحا ( تمييز الوزن ) .
– هكتار أرضا عندي ( تمييز المساحة ) .
– بعتك صاعا قمحا ( تمييز الكيل ) .
– أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ( تمييز العدد ) .
– العنب من ألذّ أنواع الفاكهة طعما ( تمييز ملحوظ ) .
– ازداد محمد علما ( تمييز ملحوظ ) .
●أحكام التمييز:
1 – إعراب تمييز المساحة والوزن والكيل والملحوظ
– يجوز في تمييز الوزن ، والكيل ، والمساحة ، أن يكون منصوبا ، ومجرورا بالإضافة أو بمن .
– وينصب التمييز دائما إذا كان ملحوظا .
أمثلة :
– استهلكتْ أسرتي قنطارا فحما – أو قنطارَ فحمٍ– أو قنطارا من فحمٍ .
– تملك أمي مثقالا ذهبا – أو مثقالَ ذهبٍ – أو مثقالا من ذهبٍ .
– بِعته ذراعا حريرا – أو ذراعَ حريرٍ – أو ذراعا من حرير .
– شربتُ كوبا ماء – أو كوبَ ماءٍ – أو كوبا منماءٍ .
– اشتريتُ كيسا دقيقا – أو كيسَ دقيقٍ – أو كيسا من دقيق .
– القاهرةُ أكثرُ من الإسكندريةِ سكانا .
– البادية أحسن من المدينة هواءً .
2 – إعراب تمييز العدد
تأمل الجمل الآتية :
* مجموعة 1
– قرأتُ ثلاثةَ كتبٍ .
– أكلتُ أربعَ تفاحاتٍ .
– في المسجد عشرةُ أعمدةٍ .
* مجموعة 2
– رأيتُ أحد عشر فارسا .
– في القسم أربعون تلميذا .
– في البستان تسعٌ وتسعون نخلةً .
* مجموعة 3
– القرنُ مائةُ سنةٍ .
– قطعَ القطار خمسمائةِ ميلٍ .
– تبلغُ مساحة المدرسة ألفيْ مترٍ .
إذا تأملت جميع أسماء العدد في جميع الأمثلة المذكورة وجدتها في المجموعة 1 تجري منثلاثة إلى عشرة ، مع العلم أننا لم نذكر جميع الأعداد من ثلاثة إلى عشرة اختصارا فقط .
وفي المجموعة 2 سنجد أسماء العدد تجري منأحد عشر إلى تسعة وتسعين ، أما في المجموعة 3 سنجدها تدور حول لفظين هما : مائة ، وألف .
ثم لنتأمل تمييز هذه الأعداد ، نجده في المجموعة 1 جمعا مجرورا ، وفي المجموعة 2مفردا منصوبا ، وفي المجموعة 3 مفردا مجرورا .
قاعدة : تمييز العدد يجب جره مع الثلاثة والعشرة وما بينهما ويكون جمعا ، ويجب نصبه مع أحد عشر وتسعة وتسعين وما بينهما ويكون مفردا ، ويجب جره مع المائة والألف وما فوقهما ويكون مفردا .
●إعراب التمييز في اللغة العربية:
– اشتريتُ فدّانا أرضا
اشتريت : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
فدانا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
أرضا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ازداد محمدٌ علما
ازداد : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره
محمد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
علما : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– قرأ خالد عشرين كتابا .
قرأ : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
خالد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
عشرين : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
كتابا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ركب السفينةَ خمسةٌ وتسعونَ رجلا .
ركب : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
السفينة : مفعول به مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
خمسة : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
وتسعون : الواو : حرف عطف ، تسعون : اسم معطوف على ‘ خمسة ‘ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
رجلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره
●أمثلة على التمييز من القرآن الكريم
قال تعالى :
– ‘ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ‘ ( يوسف 4 ) .
كوكبا : : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ‘ ( الزلزلة 7 ) .
خيرا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
ملحوظة : كلمة ‘ مثقال ‘ ليست شيئا لاسم يوزن به ولكنها شبيهة بالوزن ، وبالتالي تنطبق عليها قواعد التمييز .
– ‘ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ‘ ( مريم 4 ) .
شيبا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ‘ ( القمر 12 ) .
عيونا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .