باب ما جاء فى إعراب نعم وبئس وهل هما اسمان أم فعلان؟!
باب ما جاء فى إعراب نعم وبئس
ذهب البصريون والكسائي إلى أنّ نعم وبئس فعلان، يدل على ذلك دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما، نحو: بئست المرأة الكاذبةُ ونعمت المرأة الصادقةُ، وتاء التأنيث من علامات الفعل، وهذا هو الأرجح، أما الكوفيون فهما اسمان، واستدلوا على ذلك دخول حرف الجر عليهما، نحو قول الأعرابي وقد بُشّر بأنثى: (والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ). وردّ البصريون على ذلك أنّ المجرور محذوف، وأنّ نعم جاءت مفعولًا لقول محذوف واقع صفة للموصوف المحذوف، أي: إنّ استدلال الكوفيين مؤوّل على حذف الموصوف وصفته، والموصوف الذي حُذِف هو المجرور وليس نعم، والتقدير: ما هي بولدٍ مقولٍ فيه نعمَ الولد. فالمحذوف الموصوف والصفة، وقام المعمول نعم مقامه مع بقاء نعم على فعليتها، والفعل هذا جامد غير متصرّف، فلا يُستعمل منه المضارع والأمر، ويشمل منه الماضي فقط، ويقاس على ذلك الفعل بئس .
[١]' إعراب ما بعد نعم وبئس فيما يأتي إعراب ما بعد نعم وبئس
[٢] نِعم الصديقُ الكتابُ: نعم: فعلٌ ماضٍ جامدٌ مبنى على الفتح. الصديقُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة، نعم الصديق جملةٌ فعليةٌ في محل رفع خبر مقدم. الكتابُ: مبتدأ مؤخرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة، ويمكن إعراب المخصوص بالمدح ( خبرًا للمبتدأ المحذوف تقديره هو) بئس القولُ الكذبُ بئس: فعلٌ ماضٍ جامدٌ مبنى على الفتح الظاهر. القولُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامة الرفع الضمة، بئس القول جملة لفعلية في محل رفع خبر مقدم. الكذبُ: مبتدأ مؤخرٌ مرفوعٌ وعلامة الرفع الضمة، ويجوز أن يعرب المخصوص بالذم ( خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره هو) ملاحظة: يمكن أن يتقدم المخصوص بالمدح أوالذم على الجملة مثل: ( الكتاب نعم الصديق ) و( الكذب بئس الخلق ) وفي هذه الحالة يعرب المخصوص مبتدأ والجملة بعده هي الخبر، ويجوز حذف المخصوص إذا كان مفهومًا من الكلام ، فنقول: المصنع يجيد الصناعة فنعم العملُ، وبئس ونعم فعلان ماضيان جامدان ليس لهما أمر ولا مضارع،
وأحوال فاعل نعم وبئس: يكون معرفًا بـ ( أل التعريف) مثل : نعم الخلقُ الأمانةُ، ويكون مضافا للمعرف بـ ( أل التعريف) مثل: بئس عقابُ المنافقُ النارُ، ويكون ضميرًا مستترًا مميزًا بنكرةٍ مثال: نعم قولًا الصدقُ. أسلوب المدح والذم فيما يأتي أسلوب المدح والذم.
[٣] عناصر أسلوب المدح والذم: فعل المدح أو فعل الذم. فاعل المدح أو الذم والنمط الذي يَرِدُ عليها في التراكيب. المخصوص بالمدح أوالمخصوص بالذم وأوجه إعرابه. الفروقات النحوية بين أسلوب حبذا ولا حبذا وأسلوب نعم وبئس. القاعدة : يتكون أسلوب المدح، والذم من فعل المدح والذم، وفاعل المدح والذم، ثم المخصوص بالمدح والذم، ويمكن أن يتقدم المخصوص بالمدح أو الذم أو يتأخر، إلا أنه إذا تقدم المخصوص فله إعراب واحد، وإذا تأخر فله ثلاثة إعرابات، ويستخدم هذا الأسلوب في مقام المدح أو مقام الذمِّ، فإذا قيل مثلًا: نعم الرجلُ محمدٌ، أو: بئس الرجلُ المنافقُ، فكان معنى الجملة الأولى مدح محمد بسبب بلوغ صفة الرجولة بدرجةٍ عاليةٍ، وكان معنى الجملة الثانية ذم المنافق بسبب بلوغ صفة النفاق بدرجةٍعاليةٍ، ويتكون هذا الأسلوب من ثلاثة أركان: الفعل نعم أو بئس، هو فعلٌ ماضٍ جامدٌ يفيد إنشاء المدح أو الذم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . فاعل نعم أو بئس. المخصوص بالمدح أوالذم، وهو الاسم الذي يأتي بعد فعل المدح أو الذم وفاعلهما، وقد يتقدم عليهما.