📁 آخر الأخبار

باب الامر بتغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الابواب وذكر اسم الله عليها


 باب الامر بتغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الابواب وذكر اسم الله عليها واطفاء السراج والنار عند النوم وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب

 باب الامر بتغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الابواب وذكر اسم الله عليها
3755- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَة تُضْرِم عَلَى أَهْل الْبَيْت بَيْتهمْ» الْمُرَاد بِالْفُوَيْسِقَةِ: الْفَأْرَة، وَتُضْرِم بِالتَّاءِ وَإِسْكَان الضَّاد أَيْ: تُحْرِق سَرِيعًا، قَالَ أَهْل اللُّغَة: ضَرِمَتْ النَّار بِكَسْرِ الرَّاء وَتَضَرَّمَتْ وَأَضْرَمَتْ، أَيْ: اِلْتَهَمَتْ، وَأَضْرَمْتهَا أَنَا وَضَرَمْتها.
قَوْل مُسْلِم رَحِمه اللَّه: (وَلَمْ يَذْكُر تَعْرِيض الْعُود عَلَى الْإِنَاء) هَكَذَا هُوَ فِي أَكْثَر الْأُصُول، وَفِي بَعْضهَا (تَعْرُض) فَأَمَّا هَذِهِ فَظَاهِرَة، وَأَمَّا (تَعْرُض) فَفيه تَسَمُّح فِي الْعِبَارَة، وَالْوَجْه أَنْ يَقُول: وَلَمْ يَذْكُر عَرْض الْعُود؛ لِأَنَّهُ الْمَصْدَر الْجَارِي عَلَى تَعْرُض.
 وَاللَّهُ أَعْلَم.
✯✯✯✯✯✯
‏3756- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ جُنْح اللَّيْل أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَان يَنْتَشِر حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَة مِنْ اللَّيْل فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْبَاب وَاذْكُرُوا اِسْم اللَّه، فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَفْتَح بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبكُمْ وَاذْكُرُوا اِسْم اللَّه، وَخَمِّرُوا آنِيَتكُمْ، وَاذْكُرُوا اِسْم اللَّه، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا» هَذَا الْحَدِيث فيه جُمَل مِنْ أَنْوَاع الْخَيْر وَالْأَدَب الْجَامِعَة لِمَصَالِح الْآخِرَة وَالدُّنْيَا، فَأَمَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْآدَاب الَّتِي هِيَ سَبَب لِلسَّلَامَةِ مِنْ إِيذَاء الشَّيْطَان، وَجَعَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْأَسْبَاب أَسْبَابًا لِلسَّلَامَةِ مِنْ إِيذَائِهِ فَلَا يَقْدِر عَلَى كَشْف إِنَاء وَلَا حَلّ سِقَاء، وَلَا فَتْح بَاب، وَلَا إِيذَاء صَبِيّ وَغَيْره، إِذَا وَجَدْت هَذِهِ الْأَسْبَاب.
 وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح: «إِنَّ الْعَبْد إِذَا سَمَّى عِنْد دُخُول بَيْته قَالَ الشَّيْطَان: لَا مَبِيت» أَيْ: لَا سُلْطَان لَنَا عَلَى الْمَبِيت عِنْد هَؤُلَاءِ، وَكَذَلِكَ إِذَا قَالَ الرَّجُل عِنْد جِمَاع أَهْله: «اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَان وَجَنِّبْ الشَّيْطَان مَا رَزَقْتنَا» كَانَ سَبَب سَلَامَة الْمَوْلُود مِنْ ضَرَر الشَّيْطَان، وَكَذَلِكَ شِبْه هَذَا مِمَّا هُوَ مَشْهُور فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة.
 وَفِي هَذَا الْحَدِيث: الْحَثّ عَلَى ذِكْر اللَّه تَعَالَى فِي هَذِهِ الْمَوَاضِع، وَيَلْحَق بِهَا مَا فِي مَعْنَاهَا.
قَالَ أَصْحَابنَا: يُسْتَحَبّ أَنْ يُذْكَر اِسْم اللَّه تَعَالَى عَلَى كُلّ أَمْر ذِي بَال، وَكَذَلِكَ يَحْمَد اللَّه تَعَالَى فِي أَوَّل كُلّ أَمْر ذِي بَال لِلْحَدِيثِ الْحَسَن الْمَشْهُور فيه.
قَوْله: (جُنْح اللَّيْل) هُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَكَسْرهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ، وَهُوَ ظَلَامه، وَيُقَال: أَجْنَحَ اللَّيْل أَيْ: أَقْبَلَ ظَلَامه، وَأَصْل الْجُنُوح الْمَيْل.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَكُفُّوا صِبْيَانكُمْ» أَيْ: اِمْنَعُوهُمْ مِنْ الْخُرُوج ذَلِكَ الْوَقْت.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ الشَّيْطَان يَنْتَشِر» أَيْ: جِنْس الشَّيْطَان، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يُخَاف عَلَى الصَّبِيَّانِ ذَلِكَ الْوَقْت مِنْ إِيذَاء الشَّيَاطِين لِكَثْرَتِهِمْ حِينَئِذٍ.
 وَاللَّهُ أَعْلَم.
✯✯✯✯✯✯
‏3757- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تَذْهَب فَحْمَة الْعِشَاء» قَالَ أَهْل اللُّغَة: (الْفَوَاشِي) كُلّ مُنْتَشِر مِنْ الْمَال كَالْإِبِلِ وَالْغَنَم وَسَائِر الْبَهَائِم وَغَيْرهَا، وَهِيَ جَمْع فَاشِيَة؛ لِأَنَّهَا تَفْشُو، أَيْ: تَنْتَشِر فِي الْأَرْض، وَفَحْمَة الْعِشَاء ظُلْمَتهَا وَسَوَادهَا، وَفَسَّرَهَا بَعْضهمْ هُنَا بِإِقْبَالِهِ وَأَوَّل ظَلَامه، وَكَذَا ذَكَرَهُ صَاحِب نِهَايَة الْغَرِيب، قَالَ: وَيُقَال لِلظُّلْمَةِ الَّتِي بَيْن صَلَاتَيْ الْمَغْرِب وَالْعِشَاء: الْفَحْمَة، وَلِلَّتِي بَيْن الْعِشَاء وَالْفَجْر الْعَسْعَسَة.
✯✯✯✯✯✯
‏3758- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ فِي السَّنَة لَيْلَة يَنْزِل فيها وَبَاء» وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «يَوْمًا» بَدَل: «لَيْلَة».
قَالَ اللَّيْث: فَالْأَعَاجِم عِنْدنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ فِي كَانُون الْأَوَّل.
 «الْوَبَاء» يُمَدّ وَيُقْصَر لُغَتَانِ حَكَاهُمَا الْجَوْهَرِيّ وَغَيْره، الْقَصْر أَشْهَر، قَالَ الْجَوْهَرِيّ: جَمْع الْمَقْصُور: أَوْبَاء، وَجَمْع الْمَمْدُود أَوْبِيَة، قَالُوا: وَالْوَبَاء مَرَض عَامّ يُفْضِي إِلَى الْمَوْت غَالِبًا.
وَقَوْله: «يَتَّقُونَ ذَلِكَ» أَيْ: يَتَوَقَّعُونَهُ وَيَخَافُونَهُ، وَكَانُون غَيْر مَصْرُوف؛ لِأَنَّهُ عَلَم أَعْجَمِيّ، وَهُوَ الشَّهْر الْمَعْرُوف.
وَأَمَّا قَوْله فِي رِوَايَة: «لَيْلَة» فَلَا مُنَافَاة بَيْنهمَا إِذْ لَيْسَ فِي أَحَدهمَا نَفْي الْآخَر، فَهُمَا ثَابِتَانِ.
✯✯✯✯✯✯
‏3759- وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَتْرُكُوا النَّار فِي بُيُوتكُمْ حِين تَنَامُونَ» هَذَا عَامّ تَدْخُل فيه نَار السِّرَاج وَغَيْرهَا، وَأَمَّا الْقَنَادِيل الْمُعَلَّقَة فِي الْمَسَاجِد وَغَيْرهَا فَإِنْ خِيفَ حَرِيق بِسَبَبِهَا دَخَلَتْ فِي الْأَمْر بِالْإِطْفَاءِ، وَإِنْ أُمِنَ ذَلِكَ كَمَا هُوَ الْغَالِب فَالظَّاهِر أَنَّهُ لَا بَأْس بِهَا لِانْتِفَاءِ الْعِلَّة؛ لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّلَ الْأَمْر بِالْإِطْفَاءِ فِي الْحَدِيث السَّابِق بِأَنَّ الْفُوَيْسِقَة تُضْرِم عَلَى أَهْل الْبَيْت بَيْتهمْ، فَإِذَا اِنْتَفَتْ الْعِلَّة زَالَ الْمَنْع.
✯✯✯✯✯✯
‏3760- قَوْله: (سَعِيد بْن عَمْرو الْأَشْعَثِيّ) تَقَدَّمَ مَرَّات أَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى جَدّه الْأَعْلَى الْأَشْعَث بْن قَيْس.
قَوْله: (بُرَيْد عَنْ أَبِي بُرْدَة) تَقَدَّمَ أَيْضًا مَرَّات أَنَّهُ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَاللَّهُ أَعْلَم.

 باب الامر بتغطية الاناء وايكاء السقاء واغلاق الابواب وذكر اسم الله عليها
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الأشربة ﴿ 10 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞


تعليقات