📁 آخر الأخبار

ما ينوب عن المفعول المطلق في اللغة العربية بسطتهالك bassthalk

 ينوب عن المفعول المطلق


     وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل :


1 ـ مرادف المفعول المطلق .


نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا .


فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .


الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .


وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .


ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .


غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ،


أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) .


66 ـ ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 .


2 ـ ينوب عنه أسم المصدر .


واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .


فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل


أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .


ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .


67 ـ ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }3 .


وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 .

4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي .


68 ـ نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}1 .


فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .


 


30 ـ ومنه قول امرئ القيس :


       فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ 


4 ـ صفة المصدر المحذوف .


نحو : ضحكت كثيرا .


فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا .


ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .


69 ـ ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 .


وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 .


5 ـ لبيان نوعه .


نحو : رجع العدو القهقرى .


فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .


والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى .


ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .


6 ـ لبيان عدده .


نحو : صليت ركعتين .


ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .


ـــــــــ


1 ـ 8 المزمل . 2 ـ 10 الجمعة .


3 ـ 41 آل عمران .


 


ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .


فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .


70 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 . 


7 ـ ما يدل على آلته .


نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .


ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .


8 ـ الإشارة إليه .


نحو : أقدره هذا التقدير .


هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .


التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .


ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .


9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .


نحو : أحترمه كل الاحترام .


كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .


ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .


وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .


71 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 .


وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 .


31 ـ ومنه قول الشاعر :


        وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا


ــــــــــــ


1 ـ 3 النور . 2 ـ 129 النساء . 


3 ـ 29 الإسراء .


 


10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .


نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .


فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .


والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .


72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 .


11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .


وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .


نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .


       واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .


فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه .


12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .


نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟


73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 .


13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات .


نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .


14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .


نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .


وأصل " أي " صفة للمصدر .  


ـ

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات