📁 آخر الأخبار

المفعول المطلق والاسم المنصوب بعده بسطتهالك bassthalk

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

       🥀فائدة نحوية 🥀


 المفعول المطلق والاسم المنصوب بعده 


     إذا كان المصدر مفعولا مطلقا في الإعراب، وجاء بعده اسم منصوب، فهل الاسم المنصوب الواقع بعد المصدر، معمول للمصدر أي المصدر هو الذي عمل به النصب، أو معمول للفعل أي الفعل هو الذي عمل فيه النصب… 

     وفي مقام الإجابة، يُقال… 

     توجد عندنا حالتان… 


( الحالة الأولى )


     أن يكون الفعل مذكورا مع المصدر المفعول المطلق في كلام واحد، فالعمل للفعل لا للمصدر، فيكون الاسم المنصوب الواقع بعد المصدر معمولا للفعل، لأن الفعل أقوى العوامل لكونه الأصل في العمل، وامّا المصدر واسم الفاعل واسم المفعول وغيرها من الاسماء العاملة عمل الفعل، فهي محمولة على الفعل في العمل…

     ومثال ذلك، ( ضربْتُ ضرباً زيدا )، فقد اجتمع الفعل ( ضرب ) والمصدر ( ضربا ) في كلام واحد، وقد جاء الاسم المنصوب ( زيدا ) بعد المصدر ( ضربا )، والاسم المنصوب ( زيدا ) مفعول به منصوب بالفعل ( ضرب )، وليس منصوبا بالمصدر ( ضربا ) الذي إعرابه مفعول مطلق منصوب، وعامل النصب في المفعول المطلق هو الفعل ( ضرب )… 

     

( الحالة الثانية )


     أن يأتي الاسم المنصوب بعد المصدر الذي هو مفعول مطلق في الإعراب، والفعل غير موجود في الكلام، لكونه محذوفا، وسبب حذفه انّ المصدر ناب مناب الفعل، والفعل المحذوف هو عامل النصب في المصدر… 

     ومثال ذلك، ( ضربا زيدا )ف( ضربا ) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره ( اضربْ )، والتقدير ( اضربْ زيدا )، ثمّ حذف الفعل ( اضربْ ) وناب منابه المصدر ( ضربا )، فأصبح اللفظ ( ضربا زيدا )… 

     وهنا نسأل الاسم المنصوب ( زيدا ) الواقع بعد المصدر ( ضربا )، هل عامل النصب فيه هو المصدر ( ضربا ) أو عامل النصب فيه الفعل المحذوف ( اضربْ ) ؟؟؟

     المسألة خلافية، وفيها قولان… 


     [( القول الأول )]-

     إنّ الاسم المنصوب الواقع بعد المصدر مفعول به للفعل المحذوف، كقولك ( ضربا زيدا )، ف( زيدا ) مفعول به للفعل المحذوف ( اضربْ )، والتقدير ( اضربْ زيدا )، ثمّ حذف الفعل وناب المصدر مكانه… 

     والسبب في ذلك، ان المصدر يعمل عمل الفعل إذا حلّ محلّه ( أن المصدرية والفعل ) كقولك ( يعجبني ضربُك زيدا ) ف( زيدا ) مفعول به للمصدر ( ضربُك ) الذي إعرابه فاعل للفعل ( يعجبني )، والمصدر ( ضربُك ) عمل النصب في المفعول به ( زيدا ) لأنه يحلّ محله ( أن ) المصدرية والفعل المضارع، والتقدير ( يعجبني أن تضربَ زيدا )...

     والمصدر في قولنا ( ضربا زيدا ) لا يحلّ محله ( أن ) المصدرية والفعل، لأنه نائب مناب فعل الأمر دون ( أن ) المصدرية، والتقدير ( اضربْ زيدا )، لذلك لا يكون المصدر عاملا النصب في الاسم المنصوب ( زيدا )… 

     ومن القائلين بهذا القول المبرد والسيرافي وابن هشام، وعلى قولهم نحصل على هذه القاعدة { المصدر المفعول المطلق إذا ناب مناب فعل الأمر وجاء بعده اسم منصوب، كان المعمول منصوبا بالفعل المحذوف لا المصدر }…

     

[( القول الثاني )]-

بسطتهالك bassthalk

     إنّ الاسم المنصوب الواقع بعد المصدر مفعول به للمصدر، فيكون المصدر عامل النصب في الاسم المنصوب وليس الفعل، كقولك ( ضرباً زيدا) ف( ضربا ) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره ( اضربْ )، و( زيدا ) مفعول به منصوب بالمصدر ( ضربا )، والمصدر بعد أن ناب مناب الفعل ( اضرب )، يكون فاعل المصدر ضميرا مستترا تقديره ( أنت ) لأنه أصبح عمله كعمل الفعل الذي ناب عنه… 

     والسبب في ذلك يرجع إلى أسباب ثلاثة… 

     ١ )) العمل للمصدر لأنّه مذكور وبدل عن الفعل، فالمصدر عمل بالمنصوب لكونه نائبا عن الفعل المحذوف وقائما مقامه، فيكون عمله عمل الفعل في نصب المفعول واستتار الضمير… 

     ٢ )) قال ابن مالك، حلول ( أن ) المصدرية والفعل محل المصدر العامل في المنصوب ليس شرطا في عمل المصدر، ولكن الغالب حلول ( أن والفعل ) محل المصدر فهو شرط غالب لا لازم… 

     ٣ )) ( أبوه ) فاعل للجار والمجرور ( في الدار ) من قولنا ( زيدٌ في الدارِ أبوه )، ف( زيد ) مبتدأ و( في الدار ) جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف ( استقر )، ويجوز إعراب ( أبوه ) فاعل مرفوع للجار والمجرور ( في الدار )، و ( أبوه ) فاعل للجار والمجرور لا من حيث إنّه جار ومجرور، بل من حيث إنّه قائمٌ مقام الفعل ( استقر )… 

     ومقامنا من هذا القبيل، ف( زيدا ) مفعول به للمصدر ( ضربا ) لقيامه مقام الفعل ( اضربْ )… 

     ومن القائلين بهذا القول، سيبويه والأخفش والفراء والزجاج والفارسي وابن مالك…

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات