((أَوْ))،وَمَعَانِيهَا:
==========
خَيِّرْ،أَبِحْ،قَسِّمْ_بِأَوْ،وَأَبْهِمِ،
وَاشْكُكْ،وَإِضْرَابٌ بِهَا أَيْضًا نُمِي
أَيْ:تُسْتَعْمَلُ((أَوْ)):
🌹٠١لِلتَّخْيِير،نحو:(خُذْ مِنْ مَالِي دِرْهَمًا أَوْ دِينَارًا).
🌹٠٢لِلْإِبَاحَةِ،نحو:(جَالِسِ الْحَسَنَ أَوِ ابْنَ سِيرِينَ).
🌻والْفَرْقُ بَيْنَ الْإِبَاحَةِ وَالتَّخْيِيرِ:أَنَّ الْإِبَاحَةَ 🌷لاتَمْنَعُ الجَمْعَ،والتّخيير⚘يمنعُه.
🌹٠٣لِلتَّقْسِيمِ،نحو:(الكلمةٌ اسمٌ،أو فِعْلٌ،أو حَرْفٌ).
🌹٠٤لِلْإِبْهَامِ على السّامِعِ،نحو:(جاءَ زيدٌ أو عمرو)إذا كُنْتَ عالِمًا بِالجائِي منهما وَقَصَدْتَ الْإِبْهَامَ على السّامِعِ.
ومنه قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:((...وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)).
🌹٠٥لِلشَّكِّ،نحو:(جاءَ زيدٌ أو عمرو)إذا كُنْتَ شاكًّا في الجائِي منهما.
🌹٠٦لِلْإِضْرَابِ،كَقَوْلِ جرير بن عطيّة:
٢٩٥_مَاذَا تَرَى فِي عِيَالٍ قَدْ بَرِمْتُ بِهِمْ
لَمْ أُحْصِ عِدَّتَهُمْ إِلَّا بِعَدَّادِ
كَانُوا ثَمَانِينَ أَوْ زَادُوا ثَمَانِيَةً
لَوْلَا رَجَاؤُكَ قَدْ قَتَّلْتُ أَوْلَادِي
أي:بَلْ زادُوا.
*** *** ***
وَرُبَّمَا عَاقَبَتِ الْوَاوَ،إِذَا
لَمْ يُلْفِ ذُو النُّطْقِ لِلَبْسٍ مَنْفَذَا
🌹٠٧قد تُسْتَعْمَلُ((أَوْ))بمعنى الواو عندَ أَمْنِ اللَّبْسِ،كَقَوْلِ جرير بن عطيّة:
٢٩٦_جَاءَ الْخِلَافَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرًا
كَمَا أَتَى رَبَّهّ مُوسَى عَلَى قَدَرِ
أي:وكانت له قَدَرًا.
*** *** ***
وَمِثْلُ((أَوْ))فِي الْقَصْدِ((إٍمَّا)) الثَّانِيَهْ
فِي نَحْوِ:((إِمَّا ذِي وَإِمَّا النَّائِيَهْ))
🌺يعني أَنَّ((إِمَّا))المَسْبُوقَةَ بِمِثْلِهَا تفيدُ ماتفيدُهُ🌹((أو)):مِن 🌹التَّخْيِير،نحو:(خُذْ مِنْ مالِي إِمَّا دِرْهَمًا وَإِمَّا دِينَارًا)،
🌹والإباحة،نحو:(جالِسْ إِمَّا الْحَسَنَ وَإِمَّا ابْنَ سِيرِينَ)،🌹والتّقسيم،نحو:(الكلمةُ إِمَّا اسْمٌ وَإِمَّا فِعْلٌ وَإِمَّا حَرْفٌ)،🌹والإبهام والشّكّ،نحو:(جاءَ إِمَّا زيدٌ وَإِمَّا عمرو).
وليست(إِمَّا)هذه ❎عاطفة،خِلَافًا لِبَعْضِهِم،وذلك لِدُخُولِ الواو عليها،وحرفُ العطفِ لايدخلُ على حرفِ العطفِ[☆].
[☆]:هنها ثلاثة أمور نرى أن ننبّهك إليها:
⚘الأوّل:أنّ(إِمَّا) الثّانية تكون بمعنى(أو)باتّفاق من النحاة،نعني أنّها تأتي للمعاني المشهورة الّتي تأتي لها(أو)،واختلفوا أهي عاطفة أم لا؟وقد أشار الشّارح إلى هذا الخلاف،ولا خلاف بينهم في أن(إمّا)الأولى ليست عاطفة،ولذلك نراها تفصل بين العامل ومعموله،نحو:(زارَني إمّا زيد وإمّا عمرو).
⚘والأمر الثّاني:أنّ المعاني المشهورة الّتي تأتي لها إمّا هي الّتي ذكرها الشّارح وهي ماعدا الإضراب والجمع المطلق الّتي تأتي له أو أحيانًا كما في الشّاهد(٢٩٩).
👈٢٩٩_إِذَا مَاالْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْمًا
وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ وَالْعُيُونَا
الشاهد فيه:قوله:(وزجّجن الحواجب والعيونا)،حيث عطف الشّاعر بالواو عاملا محذوفا قد بقي معموله،فأمّا العامل المحذوف فهو الّذي قدّرناه في الإعراب بقولنا:(وكحلن)،وأمّا المعمول الباقي فهو قوله:(والعيونا)عطفته الواو على عامل مذكور في الكلام،وهو قوله:(زججن)،وهذا العامل المذكور الّذي هو(زججن)لايصلح للتسليط على المعطوف مع بقاء معناه على أصله.
وهذا أحد توجيهين في هذا البيت ونحوه من قولهم:(علفتها تبنًا وماءً بارداً)،فيقدر:(وسقيتها ماءً باردًا)،وفيه توجيه آخر،وهو أن تضمن العامل المذكور في الكلام معنى عامل آخر يصح تسليطه على كل من المعطوف والمعطوف عليه،فيقدر في البيت:(وحسن الحواجب والعيونا)،وفيما ذكرناه من قوله:(علفتها..إلخ)يقدر:(أنلتها تبنًا وماءً)،أو(قدّمت لها تبنًا وماءً)،ونحو ذلك،وارجع إلى شرح الشاهد رقم ١٦٦ في باب المفعول معه.
⚘والأمر الثّالث:أنّ إمّا الثّانية قد تحذف لِذِكرِ مايغني عنها،نحو قولك:(إمّا أن تتكلّم بخير وَإِلّا فَاسْكُتْ)،ونحو قول الشّاعر:
فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِي بِصِدْقٍ
فَأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي مِنْ سَمِينِي
وَإِلَّا فَاطَّرِحْنِي وَاتَّخِذْنِي
عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِينِي
