شرح درس المفعول لأجله بالأمثلة
تعريف المفعول لأجله
تأمل الجمل الآتية :
– يصوم المسلم "طاعةً" لربه .
ــــــــــ
– عاقب القاضي المجرم "تأديبا" له
. ـــــــــ
– قم "احتراما" لمعلمك .
ــــــــــــ
إذا تأملت الكلمات التي تحتها خط ( طاعة – تأديبا – احتراما ) ستلاحظ أنها أسماء أضافت
إلى الجمل معاني جديدة .
إذا قلنا : يصوم المسلم ، لم نستفد من الجملة السبب الذي جعل المسلم يفعل ذلك ، لكن إذا زاد
القائل على الجملة : طاعة لله ، نفهم أن هذا الصوم سببه طاعة الله .
وإذا قلنا : عاقب القاضي المجرم تأديبا له ، فسبب معاقبة المجرم هو تأديبه ، وبذلك نستطيع أن
ندرك بأن الكلمات التي بين القوسين في الجمل السابقة ، تبين علة الفعل والسبب الذي فعل
لأجله ، ولهذا يسمى كل اسم منها : مفعولا لأجله .
تعريف : المفعول لأجله
( ويسمى أيضا المفعول له ) اسم نكرة منصوب مصدر ، يبين سبب الفعل وعلة حصوله .
أمثلة عن المفعول لأجله
– اجتهدت في دراستي "رغبةً" في التفوق .
– تصدقت على الفقير "أملا" في الثواب .
– تجاوزتُ عن هفوة صديقي "إبقاءً"على مودته .
– تناول المريض الدواء "رغبةً" في الشفاء .
– استبسل الأبطال "دفاعا" عن وطنهم .
شروط المفعول لأجله
1 – أن يكون مصدرا قلبيا ( أحاسيس نفسية داخلية كالحب والبغض ، والخوف …) لا مشتقا
ولا جامدا .
مثال : ماتَ حرصا على ماله .
2 – أن يكون الفعل والمصدر في زمن واحد ، وفاعلهما واحد .
مثال : أمسكتُهُ خوفا من فراره : فالإمساك والخوف حدثا في وقت واحد .
3 – أن يكون المصدر سببا لحصول الفعل .
مثال : صفق الجمهور ابتهاجا للخطيب .
4 – يجوز تقديم المفعول لأجله على فعله .
مثال : رغبةً في العلم أتيتُ .
أنواع المفعول لأجله مع الأمثلة
1 – المجرد من ( أل ) و ( الإضافة ) .
مثال : تصدقتُ ابتغاءً لمرضاة الله .
2 – المضاف .
مثال قوله تعالى : ‘ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ‘ ( الإسراء 31 ) .
3 – المقترن بأل .
مثال : يجاهدُ الدفاعَ عن الحق ( أي دفاعا عن الحق ) .
إعراب المفعول لأجلة
– ينصب المفعول لأجله المجرد من أل والإضافة .
– المفعول لأجله المضاف يجوز فيه النصب والجر .
مثال : اجتهدَ رغبةَ النجاح ، اجتهد لرغبةِ النجاح .
– المفعول لأجله المقترن بأل يجوز فيه النصب والجر .
مثال : اجتهد الرغبةَ النجاح ، اجتهد للرغبةِ في النجاح .
أمثلة على المفعول لأجله مع الإعراب
– استبسل الأبطال دفاعا عن وطنهم .
استبسل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
الأبطال : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
دفاعا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
عن : حرف جر .
وطنهم : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره ، وهو مضاف ، هم : ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
– زيد مسرعٌ خوفا من الكلب .
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
مسرع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
خوفا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
من : حرف جر .
الكلب : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره .
– قمتُ إجلالا لأستاذي .
قمت : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل
إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
لأستاذي : اللام حرف جر ،
وأستاذ اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف ،
والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
– يجتهد زيد طلبَ التفوقِ .
يجتهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
طلب : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف .
التفوق : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره .
المفعول لأجله في القرآن الكريم
قال تعالى :
– ‘ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ‘ ( البقرة 19 ) .
– ‘ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ‘ ( الإسراء 31 ) .
– ‘ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ‘ ( البقرة
109 ) .
– ‘ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ‘ ( 272 البقرة ) .
ملخص الدرس المفعــــــــــول لأجلــــــــــه
'المفعول لأجله ويُسَمَّى أيضًا المفعول من أجله أو المفعول له في النحو العربي هو واحد من
المفاعيل، وهو اسم فضلة ومصدر منصوب قبلي يأتي بعد الفعل في جملة فعلية ليبيِّن عِلَّتَهُ
وسبب حدوثه،
ولا بد أن يشارك الفعل في الزمان وفي الفاعل نفسه. فيُقال على سبيل المثال:
«قُمتُ إِجلَالًا لِأُستَاذِي»،
فالمصدر المنصوب «إِجلَالًا» الغاية والغرض منه هو بيان سبب «القِيَام»،
أي سبب حدوث الفعل، ويشترك هو والفعل في الزمن ذاته،
فالقِيام والإجلال كلاهما وقعا في نفس الوقت،
فالإجلال يتحقق متى ما وقع القيام،
والقيام إنَّما وقع من أجل الإجلال، وكلاهما يتعلَّقان بالفاعل نفسه. ويستحضر المفعول لأجله
في الجملة لتبيان السبب والغاية والمغزى من وقوع الفعل،
ويُذكر بمثابة جواب على سؤال «لِمَ فَعَلتَ؟»،
فإذا قيل: «دَرَسْتُ تَحصِيلًا لِلعِلْمِ»،
فإنَّ المُتَكلِّم إنَّما ذكر تحصيل العلم ليُفسِّر الغموض الذي يلتف الجملة،
ويجيب على سؤال يطرح نفسه،
فكأنَّما ذكره لمن يسأل: «لِمَ دَرَسْتَ؟».