دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب قال الله تعالى إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) .
هذه الآية توهم أن بعض البشر يستطيع الخلق .
وهناك آيات تدل على أن الخلق صفة من صفات الله تعالى تفرد بها عن خلقه ، وأن البشر جميعا لا يستطيعون خلق أي شىء حتى لو كان ذبابة ، نحو قوله تعالى : (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) .
الجواب :
أن كلمة (خلق) لها معنيان مستعملان في اللغة العربية .
المعنى الأول : هو الإيجاد من العدم ، وهذا المعنى خاص بالله وحدة .
والمعنى الثاني ل(خلق) بمعنى صور ، فإن عيسى عليه السلام يصور من الطين كهيئة الطير ، ثم ينفخ فيه ، فيكون طيرا بإذن الله .
* قال الله تعالى : (إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) .
هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها وفاة عيسى عليه السلام .
وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك كقوله تعالى : (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) .
والجواب :
أن معنى (متوفيك) أي منيمك ورافعك إلي في تلك النومة ، وقد جاء في القرآن والسنة إطلاق الوفاة على النوم نحو قوله تعالى : (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) ، وقال الله تعالى : (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ....) الآية .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا) .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .