ما حكم العطف على أسماء إن وأخواتها ؟
إذا عطف على أسماء إن وأخواتها،عطفت بالنصب سواء أوقع المعطوف قبل الخبر أم بعده ،فالاول مثل : إن محمداً وزيداً ناجحان ، والثاني مثل : إن محمداّ
ناجحُ وزيداً .
ويجوز رفع ما بعد حرف
العطف بعد استكمال الخبر ، على أنه مبتدأ حُذف خبره ، وذلك بعد
( إنَّ ، أنّ ،لكنَّ) فقط .
فمثال (إنَّ) : إنَّ محمداً
ناجحُ وزيدُ ، على أن (زيد) مبتدأ ، وخبره محذوف ، والتقدير: ( وزيدُ ناجح ايضاّ) .
ومثال (أنَّ) قول الله : ( وأذانُ من الله ورسُولهِ
إلى الناس يوم الحج الأكبر أنَّ الله برئُ من المشركين وَرَ سُولُهُ).
رسوله : مبتدأ مرفوع حذف خبره ، هذا المبتدأ
جاء معطوفاعلى محل اسم أن ( الله) ، ووتقدير المحذوف : أن الله برئ من المشركين ، ورسوله برئ منهم أيضا.
وقد يرفع ما عُطفَ على أسم إنَّ ، وجاء قبل الخبر على أنه مبتدأ محذوف الخبر ، حيث تكون جملته معترضة بين أسم (إنَّ) وخبرها مثل قوله تعالى (إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم
ولا همُ يحزنون) .
فالصابئون : مبتدأ حُذف
خبره ، والتقدير : والصابئون كذلك أي حكم الذين آمنوا والنصارى واليهود ، وهذه الجملة ( والصابئون كذلك) معترضة بين أسم (إن)
وخبرها ، وخبر (إنَّ )هو جملة الشرط (من آمن منهم …فلا خوف عليهم ).
ففي هذه الآية لم يشترط الكسائي والفراء الخبر فأجازا العطف بالرفع على محل
(إنَّ) ، مثل ذلك قراءة من قرأقوله ( إنَّ الله وملائكتُه يصلون على النبي ) برفع :(ملائكته).
والافضل أن المرفوع في هذه الشواهد وأمثالها إما أن تكون مبتدأ حذف خبره ، وإما أن يكون مبتدأ ذُكر خبره بعده ، فيكون خبر (إنَّ) هو المحذوف ،وتكون جملة الميتدأ وخبره معطوفة على جملة إن واسمها وخبرها.
ولم يشترط الفراء كون العطف على اسم إن خاصاً ب(إنَّ ، أنَّ ، لكنَّ)
فأجاز العطف بالرفع على محل اسم إنَّ في باقي أخواتها (أن، ليت ، لعل ، كأن ، لكن) على سواء .
اذا جاء بعد (إنَّ) أو إحدى أخواتها ظرف أو جار ومجرور كان أسمها
مؤخرا مثل : إنَّ بعد الضيق فرجا - لعل في الموت عِبَراً .
فأسم (أن) في المثال الاول مؤخر (فرجا) ، وخبرها: شبه جملة ظرف (بعد الضيق) . بينما اسم لعل في المثال الثاني مؤخر وهو ( عبرا) وخبرها شبه جملة جار ومجرور مقدم وهو (في الموت) .
