📁 آخر الأخبار

أحكام همزة الاستفهام

 أسلوب الاستفهام موضوع تتمّة الكلام في أحكام همزة الاستفهام

أحكام همزة الاستفهام


همزة الاستفهام

تقدّم في الموضوع السابق معرفة الحكم الأوّل والثاني من أحكام همزة الاستفهام، وفي هذا الموضوع نبيّن بقية الأحكام لهمزة الاستفهام في التركيب العربي: 

٣– تدخل همزة الاستفهام على الجملة المثبتة، مثل قولك: (أَزيدٌ قادمٌ أم بكرٌ؟) و(أَتعبٌ أنت؟)، ففي هذين المثالين لا يوجد حرف نفي في التركيب، فهو تركيب مثبّت، وتدخل أيضًا على الجملة المنفيّة، مثل قوله تعالى: [أَلمْ نشرح لك صدرَك] (الشرح: ١)، وقوله تعالى: [أَلمْ ترَ كيفَ فعلَ ربّك…] (الفيل: ١)، ففي الآيتين دخلت همزة الاستفهام (أَ) على الفعل المنفي بـ(لم)، وأصله [همزة الاستفهام (أَ) + الفعل المنفي (لم نشرح) أو الفعل المنفي (لم ترَ) = أَلمْ نشرحْ و أَلمْ ترَ].

وباقي أدوات الاستفهام لا تدخل على النفي في التركيب

وقد يعترض على اختصاص ذلك بهمزة الاستفهام؛ لأنّ الحرف (أم) يدخل على الاثبات والنفي كهمزة الاستفهام، مثل قولك في الاثبات: (أَ قامَ زيدٌ أم قعدَ؟)، ومثل قولك في النفي: (أَقامَ زيدٌ أم لم يقمْ؟).

وقد يدفع هذا الإعتراض أنّ مراد النحّاة، هو أنّ همزة الاستفهام تدخل على النفي دون باقي أدوات الاستفهام الموضوعة للاستفهام، وأمّا الحرف (أم) فلم يوضع للاستفهام. 

٤– همزة الاستفهام لها تمام الصدارة في الكلام، فلا يسبقها أيّ كلام، ولو كان حرف عطف كالواو والفاء على خلاف أدوات الاستفهام، فإنّها تأتي بعد حرف العطف؛ لذلك قالوا: إذا اجتمعت همزة الاستفهام مع أحرف العطف (الواو - الفاء - ثمّ) تقدّمت الهمزة عليها بخلاف أدوات الاستفهام الأخرى فيجب تأخّرها عن أحرف العطف.  

ومثال ذلك في تقدّم الهمزة على حرف العطف قوله تعالى: [أَفَلم يسيروا] (يوسف: ١٠٩)، وأصله [الهمزة (أ) + حرف العطف الفاء (فَـ) + حرف النفي (لم) = أَفَلَمْ]، ومثله قوله تعالى: [أوَلم ينظروا] (الأعراف: ١٨٥)، وأصله [همزة الاستفهام (أَ) + حرف العطف الواو (وَ) + حرف النفي (لَمْ) = أَوَلَمْ]، وقوله تعالى: [أَثَمَّ إذا ما وقع ءَامنتُم به] (يونس: ٥١)، وأصله [همزة الاستفهام (أَ) + حرف العطف (ثُمَّ) = أَثُمَّ].

ومثال ذلك في تأخّر أدوات الاستفهام غير الهمزة عن أحرف العطف قوله تعالى: [وَكيف تكفرون] (آل عمران: ١٠١)، أصله [حرف العطف الواو (وَ) + اسم الاستفهام (كيف) = وَكيفَ]، وقوله تعالى: [فَأينَ تذهبون] (التكوير: ٩٦)، وأصله [حرف العطف الفاء (فَـ) + اسم الاستفهام (أينَ) = فَأينَ]، وقوله تعالى: [فَهلْ يهلك إلّا القوم الفاسقين] (الأحقاف: ٣٤)، وأصله [حرف العطف الفاء (فَـ) + حرف الاستفهام (هل)= فَهلْ].

ملحوظة: 

تخرج أداة الاستفهام الهمزة عن معناها الأصلي، وهو طلب العلم بشيء مجهول إلى معانٍ أو أغراض بلاغيّة أخرى تفهم من سياق الكلام، ومن تلك المعاني البلاغيّة: 

١– همزة الإنكار، يؤتى بهمزة الاستفهام لإنكار ما بعدها، وانّ المستفهم عنه أمر منكر عرفًا أو شرعًا، مثل قولك لمن يقف بسيّارته في طريق عام من غير سبب: (أَتعوقُ غيرك بالسير في الطريق؟)، ونحو قولك لمسلم يأكل نهارًا في شهر رمضان: (أَتأكل في شهر رمضان؟)، فأنت في كلا السؤالين تنكر على المخاطب صدور مثل هذا العمل الشائن وتقرّعه عليه. 

٢– همزة التقرير، ومعناه حمل المخاطب على الإقرار والإعتراف بما يعرفه المتكلّم، مثل قوله تعالى: [ألم نشرح لك صدرك]، فالغرض من الاستفهام (أَلم) هو التقرير؛ لأنّ الاستفهام لم يأتِ لطلب العلم بشيء مجهول، وإنّما قصد به تقرير شيء كان قد حصل، والمعنى: قد شرحنا لك صدرك. 

٣– همزة الأمر، ومعناه أن يأتي الاستفهام بمعنى الأمر، مثل قوله تعالى: [وقل للذين أوتوا الكتاب والأمييّن أأسلمْتُم]، أي: أسلموا، فالغرض الأمر؛ لأنّ الاستفهام لم يأتِ لطلب العلم بشيء مجهول، وإنّما على سبيل الأمر. 

٤– النهي، أي: يكون الاستفهام بمعنى النهي، مثل قوله تعالى: [أتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه]، فهمزة الاستفهام في كلمة (أتخشونهم) الغرض منها النهي، لأنّ الاستفهام لم يقصد به طلب العلم بشيء مجهول، وإنّما جاء على سبيل النهي ذلك أنّ معنى (أتخشونهم) هو (لا تخشوهم).

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات