الاستعارة الأصلية والتبعية شرح شامل ومفصل
في هذا المقال سنتناول بالتفصيل موضوع "الاستعارة الأصلية والتبعية"، وهو من الموضوعات البلاغية المهمة في علم البيان. يعد فهم هذين النوعين من الاستعارة أساسًا لفهم الكثير من النصوص الأدبية والشعرية والقرآنية، وله أهمية كبيرة في تحليل الأساليب البلاغية والتعبيرية في اللغة العربية. في هذا المقال، نركز على الشرح الدقيق والتفصيلي، مع أمثلة متنوعة، لتسهيل الفهم.
ما هي الاستعارة؟
قبل أن نغوص في الاستعارة الأصلية والتبعية، لا بد من تعريف الاستعارة بشكل عام.
الاستعارة هي: تشبيه حُذف أحد طرفيه (المشبَّه أو المشبَّه به) مع بقاء قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.
مثلًا، في قولنا: "رأيت أسدًا في ساحة القتال"، المقصود ليس الحيوان المعروف، بل رجل شجاع، وقد حُذف المشبَّه (الرجل) ورُمز إليه بالمشبَّه به (الأسد)، مع وجود قرينة تمنع من المعنى الحقيقي، وهي "ساحة القتال".
الاستعارة الأصلية المفهوم والخصائص
ما هي الاستعارة الأصلية؟
الاستعارة الأصلية هي التي تُستعار فيها الكلمة المفردة التي تُطلق على شيء مادي محسوس ثم يُنقل معناها إلى شيء معنوي أو مجرد.
خصائص الاستعارة الأصلية
-
من خصائص الاستعارة الاصلية تكون الكلمة المستعارة اسمًا جامدًا.
من خصائص الاستعارة الاصلية تُستخدم لتقريب المعنوي من الحسي.
من خصائص الاستعارة الاصلية تكون الاستعارة قائمة على تشبيه ضمني.
أمثلة على الاستعارة الأصلية
-
"نطقت الحكمة من فمه": الحكمة لا تنطق، وإنما هي صفة عقلية، لكن جُعلت كأنها إنسان.
-
"غرس القائد الأمل في نفوس جنوده": الأمل لا يُغرس كالنبات، بل هذه استعارة أصلية شبه فيها الأمل بالنبات.
الاستعارة الأصلية
في جميع هذه الأمثلة، نجد أن "الاستعارة الأصلية" تقوم على نقل معنى مادي إلى معنوي، وهي بذلك تساعد على تجسيد الأفكار المجردة بصورة حسية يسهل على المتلقي تخيلها وفهمها.
الاستعارة التبعية المفهوم والخصائص
ما هي الاستعارة التبعية؟
الاستعارة التبعية هي استعارة يتم فيها استخدام كلمة مشتقة من اسم مستعار.
خصائص الاستعارة التبعية
من خصائص الاستعارة التبعية الكلمة المستعارة تكون مشتقة (مثل فعل أو صفة مشبهة).
من خصائص الاستعارة التبعية تعتمد على وجود استعارة أصلية سابقة.
من خصائص الاستعارة التبعية غالبًا ما تأتي الأفعال والصفات في هذا النوع.
أمثلة على الاستعارة التبعية
-
"تكلم السيف في المعركة": لا يتكلم السيف، وإنما يقاتل، فالفعل "تكلم" مستعار من الإنسان.
-
"ابتسم الزمان": الزمان لا يبتسم، وإنما الاستعارة هنا في الفعل "ابتسم" وهو مشتق.
الاستعارة التبعية
- الفرق الأساسي أن "الاستعارة التبعية" تعتمد على مشتقات الألفاظ، وتكون تابعة في أصلها لاستعارة اسم جامد، أي أنها متفرعة من الاستعارة الأصلية.
- الاستعارة الأصلية تركز على الاسم، في حين أن الاستعارة التبعية تركز على الصفة أو الفعل المرتبط بالاسم المستعار.
تطبيقات بلاغية على الاستعارة الأصلية والتبعية
الاستعارة الأصلية والتبعية في القرآن الكريم
-
الاستعارة الأصلية: قوله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور".
-
"الظلمات" و"النور" استعارتان أصليتان للمجهل والهداية.
-
-
الاستعارة التبعية: قوله تعالى: "واشتعل الرأس شيبًا"
-
الفعل "اشتعل" مستعار من النار، وهذا مثال على استعارة تبعية.
الاستعارة الأصلية والتبعية في الشعر العربي
-
قال المتنبي:
-
"إذا رأيت نيوب الليث بارزةً *** فلا تظنن أن الليث يبتسم"
-
كلمة "يبتسم" استعارة تبعية.
لماذا ندرس الاستعارة الأصلية والتبعية؟
2. لتذوق جماليات اللغة العربية.
3. لتوظيفها في الكتابة الإبداعية والخطابية.
4. لفهم الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
خاتمة الاستعارة الأصلية والتبعية
في ختام هذا المقال، نجد أن فهم "الاستعارة الأصلية والتبعية" لا يُعد فقط معرفة نظرية، بل هو مفتاح لفهم بلاغة النصوص العربية بجميع أنواعها. فمن خلال التفرقة بين الأصلية والتبعية، ندرك كيف تُبنى الصور الجمالية في اللغة، ونكتشف كيف تتحول المعاني المجردة إلى مشاهد محسوسة.
احرص على تطبيق هذه المفاهيم في قراءاتك وتحليلك للنصوص، وستكتشف ثراء اللغة العربية وجمال تصويرها.
الاستعارة الأصلية، الاستعارة التبعية، الفرق بين الاستعارة الأصلية والتبعية، أمثلة على الاستعارة.