استعارة معقول لمحسوس
شرح درس استعارة معقول لمحسوس
الاستعارة المعنوية (المعقول للمحسوس) هي عندما نُعبّر عن شيء معنوي لا يُرى ولا يُلمس (زي الحزن، الحب، الكرامة) بكلمات تدل على أشياء مادية محسوسة (زي الماء، التاج، النار)، بهدف توضيح المعنى وتقريبه للذهن.
أمثلة على استعارة المعقول للمحسوس
-
"غمرني الحزن"
هنا تم تشبيه الحزن، وهو شيء لا يُلمس، بالماء الذي يغمر، وهو شيء مادي. فصارت الاستعارة من "المعقول" إلى "المحسوس". -
"الكرامة تاج فوق رؤوس الأحرار"
الكرامة شيء معنوي، أما التاج فهو شيء يُرى ويلبس، فتم التعبير عن الكرامة بهذا الشيء المادي لتقوية الصورة. -
"الحب أعمى"
الحب شيء معنوي، والعمى حالة مادية محسوسة. فاستُخدم وصف مادي لتقوية معنى معنوي.
أمثلة على استعارة المعقول للمحسوس من القرآن الكريم
-
﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ [يوسف: 18]
-
"الصبر" شيء معنوي (لا يُلمس)، ووُصف بأنه "جميل" وهو وصف حسي يُطلق على الملموسات.
→ استعارة من المعقول (الصبر) للمحسوس (الجمال).
-
-
﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56]
-
"رحمة الله" أمر معنوي، و"قريب" تُستخدم عادة مع الأشياء المادية المكانية.
صُوِّرت الرحمة وكأنها شيء مادي يقترب ويبتعد.
-
-
﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ [البقرة: 10]
-
المرض شيء مادي، لكنه هنا أُطلق على القلب بمعناه المعنوي (المرض الإيماني أو النفاق).
استعارة من مرض محسوس إلى حال معنوي.
أمثلة على استعارة المعقول للمحسوس من الشعر العربي
-
قول المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونهُ
"ظنونه" أشياء معنوية، ولكن الشاعر جعلها تسوء كأنها كائنات مادية تتغير حالها. -
قول نزار قباني:
الحب في الأرض، بعضٌ من تخيُّلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناهُ
الحب معنوي، لكنه يتحدث عنه كما لو كان شيئًا ماديًا موجودًا في الأرض يمكن اكتشافه أو اختراعه. -
قول الشاعر:
لبستُ ثوب العزّ إنّي عزيزُ
العزّ قيمة معنوية، لكنه يصوّره كثوب يُلبس، وهذا شيء محسوس.
المقصود بهذا القسم من الاستعارة هو أن نستعير شيئا معقولا أي غيـر ملمـوس،
لنشبهه بشيء محسوس كقوله تعالى: "حَتَّى تَضَعَ الْحَربُ أَوزَارَهَـا" (محمـد/04).
فالمستعار منه هو 'الوضع و الوزر'، أي 'الحِمل الثقيـل'، و هـو أمـر معقـول،
والمستعار له هو 'الحرب'، و هو محسوس. و معنى 'وضعت الحرب أوزارهـا' أي
انقضت لأن أهلها يضعون أسلحتهم حينئذ.