الاستعارة المكنية
الأمثلة:
١-قال الله تعالى على لسان زكريا"عليه السلام":(قالَ ربِّ إنِّي وهنَ العظمُ منِّي واشتعلَ الرأسُ شيبًا)
٢-قال الله تعالى:( واخفضْ
لهما جناحَ الذلّ من الرحمة)
٣-قال الشاعرُ:
وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها..ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
الشرح:
إذا كانت الاستعارة التصريحية تعتمد على التصريح بلفظ المشبّه به،فإنَّ الاستعارة المكنية تعتمد على حذفه.وهذا الفارق بينهما.
تأمل الآية الشريفة في المثال الأول،(واشتعل الرأس شيبًا)،تعبير مجازي؛لأن الرأس لا يشتعل،إنّما شبّه الرأس بشيء يشتعل،ففي الآية استعارة، ذكر فيها المشبه وهو (الرأس) وحذف المشبه به وهو(النار).وقد دلّ عليه وكنّى عنه بذكر شيء من لوازمه ممّا يدلّ عليه.
وكلّ استعارة حذف فيها المشبّه به،وكنّي عنها بذكر شيء من لوازمه تسمى "استعارة مكنية".
وفي المثال الثاني في الآية الكريمة استعارة،ذكر فيها المشبٌه(الذلّ)،وحذف المشبّه به(الطائر)،ورمز له بشيء من لوازمه وهو "الجناح".أي كنّى عن المشبّه به،ولم يصرّح به،وذكر القرينة دليلاً عليه وهي اثبات الجناح الذي يطير به،على سبيل الاستعارة المكنية.
وأمامك في المثال الثالث استعارة مكنية أخرى،وضعناها لتتدرب على إجراء الإستعارة وشرحها،فقد شبّه الشاعر المنية(الموت)،بسبعٍ ذي أظفار،ولا شك أنّ (الأظفار)من لوازم السبع.فأين المشبه؟ وأين المشبه به المحذوف؟أكمل البيان والشرح.
القاعدة في الاستعارة المكنية
الاستعارة المكنية:هي ما ذكر فيها المشبّه،وحذف المشبّه به وإنّما يكنّى عنه،فكنّي عنه باثبات شيء من لوازمه،أو بما يدلّ عليه.
ولا بدَّ في الاستعارة بأنواعها من وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي،وتلك القرينة قد توجد في اللفظ فتكون "لفظية" وقد تفهم من فحوى الكلام فتكون "حالية".