الحال
تعريف الحال
تعريفه :هو وصف منصوب أو في محلِّ نصب، يُذكَر فَضَلةً في الجملة الفعلية لبيان هيئة صاحبه وقت حدوث الفعل، ويصلح ان يكون جوابا لجملة استفهامية الأداة فيها هي ( كيف )
أنواع الحال
💧أولا الحال المفردة
وهي الأشهر في أنواع الحال، ولكن هذه الحال لها شروط حتى تعمل، وأشهر هذه الشروط ما يأتي:
👈1)- أن تكون الحال نكرة لا معرفة:
وهذا هو الأشهر، ولكن قد تأتي الحال معرفة شريطة إمكانية تأويلها بنكرة مثل قول المعلّم في الصفّ مثلًا: "أجيبوا أيّها الطلّاب الأوّل فالأوّل"، وتقدير الكلام هنا: أجيبوا مرتّبين.
👈2)- أن تكون الحال متنقّلة:
يجب أن تكون وصفًا مؤقّتًا لا ثابتًا، وذلك مثل قولهم:
"نظر الناس إلى القمر منيرًا"، فالحال هنا هي كلمة "منيرًا" وهي وصفٌ مؤقّت هنا لا ثابت، غير أنّ النحاة قد وضعوا استثناءً لهذا الشرط وهو وجود حال ثابتة ولكنّها قليلة في الكلام، وذلك مثل قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا}، فكلمة "مُفَصَّلًا" هي وصف لكتاب الله تعالى وهو وصف ثابتٌ لا مؤقت.
👈3)-أن تكون الحال مشتقّة لا جامدة: فالأصل في الحال المفردة أن تكون من المشتقّات، وأجاز العلماء أن تأتي جامدة شريطة تأويلها بمشتق، ولها في ذلك حالات ثلاث قد نصّ عليها العلماء، وهي:
🍎_أن تدلّ على تفاعل أو مفاعلة: مثل قولهم: قابلتهم وجهًا لوجه؛ ومعنى الكلام: قابلتهم متواجهين.
🍎- أن تدل على ترتيب: وذلك مثل قولهم: قلّب المعلّم الدفتر صفحةً صفحة؛ ومعنى الكلام: قلّبه مرتّبًا. أن تدل على تشبيه: مثل قولهم:
ظهرت الحقيقة بدرًا؛ ومعنى الكلام: ظهرت واضحةً.
🍎- أن تكون الحال هي نفس صاحبها: ومعنى ذلك كمثل قولهم:
جاء الطفلُ ضاحكًا.
💧ثانيا: الحال الجملة:
أ)-#الجملة الاسمية:
من أنواع الحال أن يأتي جملة اسمية يمكن تأويلها بمفرد، وذلك نحو قولهم: "جاء الرجلُ ثغره باسم"،
فجملة (ثغره باسم) يمكن تأويلها بمفرد كأن يُقال -مثلًا- مبتسمًا، أو مبتسمَ الثغر، ولكن كي تكون الجملة الاسمية في محل نصب حال يجب أن يتوفّر فيها عدد من الشروط:
👈1)-أن تكون الجملة خبريّة لا إنشائية:والإنشاء يشمل الطلب والنهي والأمر وغير ذلك.
👈2)-أن تشتمل الجملة على رابط يربط بينها وبين صاحب الحال:
الرابط في جملة الحال :
🍒إمّا أن يكون ضميرًا "مستترًا
أو ظاهرًا لا فرق".
🍒وإمّا أن يكون واو الحال، وإمّا أن يكون الواو والضمير معًا.
👈3)- ألّا تكون مصدّرة بما يدل على الاستقبال: وأدوات الاستقبال.
هي:(سوف والسين ولن وأدوات الشرط ونحوها).
👈4)-ألا تكون جملة الحال تعجبية:
مثل قولهم: جاء زيد أكرم به،
فهذا التركيب لا يصح أن يكون حالًا.
ب)-#الجملة_الفعلية: كي تكون حالًا
لابد من شروط فيها وهي :
👈1)-أن تكون الجملة خبريّة:
👈2)- ألا تسبق الجملة الفعلية بتسويف: كدخول السين وسوف وما يدل على الاستقبال على الجملة الفعلية.
👈3)-أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين صاحب الحال:
وهذا الشرط تكرر في الجملة الاسمية، غير أنّ الرابط هنا لا يكون إلّا ضميرًا، فعلى سبيل المثال لو جيء بجملة: "شاهدتُ الرجلَ يُسرعُ الخُطا"، في هذه الجملة الرابط ضمير مستتر تقديره هو، وهذا الرابط قد ربط بين جملة الحال "يسرع" وبين صاحب الحال "الرجل
الحال شبه جملة
مثال :"رأيتُ العصفور على الشجرة"، وجملة: "رأيتُ العصفور فوق الشجرة" فشبه جملة، في الأولى جار ومجرور (على الشجرة)، وفي الثانية (فوق)، وفي الإعراب يُقال: الجار والمجرور -أو الظرف- متعلق بحال محذوفة تقديرها مستقرًّا.
جواز تعدد الحال
يجوز تعدّد الحال سواء كان صاحبُها مفرداً ، أم متعدِّداً .
تعدّد الحال وصاحبها مفرد
جاء زيدٌ راكباً ضاحكاً . فراكبا ، وضاحكا : حالان ، وصاحبهما واحد ، هو (زيد) والعامل فيهما الفعل (جاء)
تعدّد الحال وصاحبها متعدِّد
لقيت هِنداً مُصْعِداً مُنْحَدِرةً . مُصْعِداً : حال من التاء في (لقيتُ) ومُنْحدِرَةً : حال من (هند) والعامل فيهما (لَقِيت)
❤️🔥#ملاحظة :عند تعدّد الحال وتعدّد صاحبها تُرَدُّ كلُّ حالٍ إلى صاحبها الذي يناسبها عند ظهور المعنى ، أمَّا إذا لم يَظْهر المعنى فيُجْعَل أوَّل الحالين لثاني الاسمين ، وثانيهما لأوّل الاسمين .
ففي قولك :لقيتُ زيداً مُصْعِداً مُنْحَدِراً ، لم يظهر المعنى فَلِمَنِ الصعود؟ ولِمَنِ الانحدار ؟ ولذلك يكون مصعداً حال من ( زيد ) ومنحدراً حال من ( التاء ) .
صاحب الحال
هو ما تكون الحال مبيِّنة لهيئته، ويكون معرفة غالباً وقد يكون نكرة قياساً في حالات معينة
❤️🔥#ملاحظة (1) :
يعرب صاحب الحال حسب موقعه من الجملة .
❤️🔥#ملاحظة (2) :الحال تطابق صاحبها في التذكير والتأنيث والجمع والإفراد والتثنية إلَّا في المواضع الاتية :
👈1)- إذا كان صاحب الحال جمعاً
لغير عاقل:
جاز فيها أن تكون الحال (اسماً مفرداً مؤنثاً، جمعاً مؤنثاً سالماً، أو جمع تكسير)،
كقولنا: رأيت النجوم طالعةً/ طالعات/ طوالع.
👈2)- إذا كان الحال مما يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث من صيغة مفعول وفعيل، كقولنا:
عاش/ت المؤمن/ة / صبورا
👈3)-إذا كانت الحال كلمة (أيّ) كقولنا: زرت البيتَ وأي بيت.
هيئة صاحب الحال
(1)- اسم ظاهر مثل :
جاء المعلم ضاحكا
(2)- ضمير متصل : قال تعالى: ( ولاتعثوا في الأرض مفسدين )
3)- ضمير مستتر :قال تعالى: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه )
مواضع تقدُّم الحال على العامل
🌹 #وجوبا :
1)- إذا كانت من الأسماء التي تحتل الصَّدارة في الكلام، ومن هذه الأسماء التي تُنصَب على الحاليَّة «كَيف»، فعندما يأتي الحال اسم استفهام يجب تقديمه على عامله، مثل: «كَيفَ وَصَلتَ إِلَى هُنَا؟»،
ويُشتَرط في أسلوب الاستفهام ألَّا تكون الجملة بعد «كَيف» اسميَّة ينقصها خبر، لأنَّ اسم الاستفهام حينها سيُعرَب خبر مُقدَّم وليس حال، مثل: (كَيفَ أَنتَ؟).
2)- يَجِب تقديم الحال على اسم التفضِيل عندما يعمل في حالَين اثنَين بحيث يكون مُفَضِّلاً صاحب أحدهما على صاحب الآخر، وعندها يتوسَّط اسم التفضيل بين الحالَين ويتأخَّر وجوباً عن إحداهما، مثل:«زَيدٌ مُتَكَلِّماً أَهدَأُ مِن سَعِيدٍ مُستَمِعاً»، وقَد يكون للحالّينِ صاحِبُ حالٍ واحد، بحيث يُفَضِّل اسم التفضيل بينه وبين نفسه في حالتَين مُختَلِفَتَين، مثل:
«زَيدٌ مُتَكَلِّماً أَفضَلُ مِنهُ صَامِتاً»، وفي النَّمطين كليهما تُقَدَّم الحال المرتبطة بالصاحب المُفَضِّل على اسم التفضيل، الذي يتوسَّط بينها وبين الحال الأخرى.
3)- يجب تقديم الحال على عاملها إذا كان العامل فيها هو معنى التشبيه -وليس أحرف التشبيه– بشرط أن يمتد عمله إلى حال أخرى يدخل عليها حرف تشبيه، ويكون التشبيه المعنوي مُشبِّهاً الحال المُتَقَدِّمة بالحال المُتأخِّرة، مثل: (أَنَا ذَكِياً كَزَيدٍ غَبِياً).
🌹#جوازا :يجوز تقدُّمها أو تأخُّرها عن العامل،في الحالات التالية:
1)-إذا كان صاحب الحال محصوراً، مثل: (مَا حَضَرَ رَاكِباً إِلَّا زَيدٌ).
2)-إذا كان صاحب الحال اسم نَكِرة لم يَستَوفِ الشُّروط، مثل:
(قَامَ ضَاحِكاً رَجُلٌ).
3-إذا دخل على صاحب الحال ضمير مُتَّصِل يعود على الحال نفسه، مثل: (حَضَرَ فَوقَ الدَرَّاجَةِ صَاحِبُهَا).
امتناع تقديم الحال على صاحب الحال في المواضع التالية
1)--إذا كان الحال محصوراً فيه، مثل: (مَا حَضَرَ زَيدٌ إِلَّا رَاكِباً).
2)--إذا كان صاحب الحال مجروراً، سواء كان جرّه ، #الإضافة:
مثل: «سَمِعتُ صَوتَكَ مُنَادِياً».
#اومجرورا_بِحرفِ_جَر، مثل:
«نَظَرتُ إِلَى البِنَاءِ مُحَطَّماً».
🍍ويُشترط في حرف الجر أن يكون أصلياً، أمَّا إذا دخل على صاحب الحال حرف جر زائد، فيجوز تقدُّم الحال عليه، مثل:
(مَا خَرَجَ مُنتَصِراً مِن أَحَدٍ فِي النِّزَاعِ).
🔥وهناك فريق من النُّحاة يجيز تَقَدُّم الحال في هذا الموضع.
🥒- إذا أُضِيف صاحب الحال إلى لفظ بعده.
🌶️- يجِب تأخُّر الحال إذا كانت جُملة مُقتَرِنة بواو الحاليَّة، مثل: «غَادَرتُ إِلَى العَمَلِ وَأنَا مُسرِعٌ»، فلا يجوز القول: (غَادَرتُ وَأنَا مُسرِعٌ إِلَى العَمَلِ).
الكلمات التي تعرب حالاً كيفما جاءت
#قاطبةً، كقول الشاعر:
ما بلغ الأولون قاطبةً من الرتب الفضل ما بلغا.
#كافَّة، كقولنا:
بحثت في الأرجاء كافَّة.
#جميعاً، كقولنا:
دخل الرجال جميعاً.
#طوعاً_وكرهاً، كقولنا:
جاء الجنود طوعاً/ كرهاً.
#سويا : سافرنا سويا
#معاً، #وحدي؛
تعربان حالاً بعد فعل تام.
🎯#اقسام_الحال تنقسم إلى قسمين :
حال مؤسسة ومؤكدة
💎اولا:الحال المؤسسة: هي المبيِّنة لهيئة صاحبها ، والتي لايستفاد من معناها إلا بذكرها.
وتنقسم الى ثلاثة أنواع: (#مقارِنة ، #ومقدرة ، #وموطِّئة)
♥المقارنة: هي التي يقترن وقوعها بالفعل العامل فيها نحو قوله تعالى :{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} (القصص: من الآية: 21)
فـ " خائفا " و"يترقب"
حالان وصاحبهما أيضا الفاعل، والحال الأولى مفردة، والثانية جملة فعلية ويقترن وقوعهما بالفعل العامل فيها، وهو "خرج".
❤#المقدرة: أي : منتظرة، وهي التي ستقع بعد وقوع العامل فيها. مثال ذلك قوله تعالى :
{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ}(الفتح: من الآية: 27)
👈في الآية أربع أحوال مؤسسة:
منها اثنتان لازمتان ، وهما: "آمنين" و"لا تخافون" لأن الأمن وعدم الخوف ليس قيدا في الدخول فقط، بل هو لازم لمن هو في الحرم،
واثنتان مقدرتان أي :ليستا واقعتين عند الدخول، بل بعد انتهاء النسك ، وهما: "محلقين" و"مقصرين"
❤ #الموطئة أي :ممهدة لما بعدها ، وهي الحال الموصوفة بحال بعدها،
قال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} (يوسف: من الآية: 2)
"قرآنا " حال موطئة لما بعدها. وفائدة الحال الموطئة أنها مقيدة بالصفة بعدها.
💎ثانيا: الحال المؤكدة
وهي الحال اللازمة ،
وضابط الحال المؤكدة أن يستفاد معناها من المؤكد بها ، سواء أكان المؤكد بها عاملها، أم صاحبها، أم الجملة.
👈مثال الحال المؤكدة لعاملها قوله تعالى : {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} (ق: 31)
الحال "غير بعيد" وفيها تأكيد لمعنى الإزلاف وهو القرب.
👈 ومثال الحال المؤكدة لصاحبها قوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً}(البقرة: من الآية: 29)
" جميعا " كلمة أفادت العموم، فهي أكدت العموم المستفاد من صاحبها وهو "ما".
👈 ومثال الحال مؤكدة لمضمون جملة قوله تعالى:
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ}
(آل عمران: من الآية: 18) فجملة : " لا إله إلا الله "
تتضمن أنه سبحانه قائم بالقسط ، فـ"قائما بالقسط" حال مؤكدة لمضمون الجملة السابقة ،
وهي " لا إله إلا هو ".