الاستعارة التمثيلية في القرآن
اقتصر الأقدمون عندما تحدثوا عن الاستعارة في القرآن على ذكر أنواعها
من استعارة محسوس لمحسوس بجامع عقلى ومن استعارة محسوس لمعقول
ومن استعارة معقول لمعقول أولمحسوس
ومن استعارة تصريحية او مكنية ومن مرشحة اومجردة أو مطلقة تحقيقية او تخييلية ... الى غير ذلك من ألوان الاستعارة ،وهم يذكرون هذه الألوان ويحصون ما ورد في القران منها، ويقفون عند جمالياتها ووجوه الاعجاز البياني فيها ... وعن الاستعارة التمثيلية وبلاغتها في كتاب الله العزيز ...توقف مع قوله تعالى : (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) استعارة تمثيلية لتجسيد الهول في ذلك اليوم الذي تكون فيه مشارفتهم للنار..فعند ذلك ترتفع قلوبهم عن مقارهافتصل حناجرهم..فلا هي تخرج فيموتوا ويستريحوا ، ولا هي ترجع إلى أماكنها فيتنفسوا الصعداء..
اللهم احفظنا في ذلك الموقف من هذا الوصف...
وقوله تعالى : " من يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى).
لقد مثلت الآية حال المتوكل على الله وهو محسن في أعماله وأحواله بحال من أراد أن يتدلى من جبل شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه...
وانظر الى قوله تعالى : " وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " والأصل فيه تشبيه النفع الباقي والعرض الزائل بالزبد الطاغي عند فيضان السيل وبالطمي الماكث بعده وحذف المشبه المتعدد واقتصر على المشبه به صورة من متعدد على سبيل الاستعارة التمثيلية ...
وللتوضيح تذكر قول الشاعر المتنبي :
من يك ذا فم مر مريض =
= يجد مرا به الماء الزلالا
تم تشبيه حال الذام للشاعر في عدم تذوقهم شعره بحال المريض الذي لا يستسيغ الماء الزلال،
ومنه قولنا : رمى عصفورين بحجر
شبه حال من يدرك غايتين بتدبير واحد بحال من يصطاد عصفورين بحجر واحد وحذف المشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية ....