الآجرُّومية شرح درس التوكيد
- لا زلنا مع التوابع ، حيث أخذنا النعت و المعطوف، واليوم نتطرق إلى النوع الثالث ، وهو التوكيد.
المتن:
- قال - رحمه الله - ( باب التوكيد : التوكيد تابع للمؤكد ، في رفعه ونصبه وخفضه ، وتعريفه ، ويكون بألفاظ معلومة ، وهي النفس والعين ، وكل ، وأجمع ، وتوابع أجمع ، وهي أكتع و أبتع و أبصع ، تقول : قام زيد نفسه ، ورأيت القوم كلهم ، و مررت بالقوم أجمعين).
الشرح:
- التوكيد ويقال( التأكيد) لغة هو التقوية، و اصطلاحا هو التابع (رفعا و نصبا و جرا و جزما)، المؤكد لمتبوعه، وهو قسمان:
1- التوكيد اللفظي، وهو تكرار اللفظ بعينه أو مرادفه، نحو قولنا :(تعال تعال إلي)، فكلمة ( تعال) الثانية توكيد لكلمة ( تعال) الأولى، وكقولنا: (هذا صحيح صحيح)، فكلمة ( صحيح) الثانية توكيد لكلمة ( صحيح ) الأولى.
2- التوكيد المعنوي: و هو يرفع اللبس عن احتمال السهو، يعني نأتي به حتى لا يعتقد السامع أنك توسعت ، فإن قلت : ( جاء الملك) ، يمكن أن يعتقد السامع أنك لا تقصد الملك ، إنما تقصد أمره أو نائبه أو وزيره، فتؤكد بلفظ( نفسه، أو ذاته أو عينه)، كذلك قولنا: قرأت القرآن كله، فكلمة ( كله) ، توكيد لكلمة ( القرآن).
قال - تعالى- ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون)، فكلمة ( كلهم) توكيد و كلمة ( أجمعون) توكيد ثان، وهنا يجب الحذر فإن قلنا ( جميعا) أعربناها حالا، لأنها منصوبة حتى و إن نصبنا المتبوع ( الملائكة) أو جررناه ، وكلمة ( أجمعون) تؤكد أنه لم يتخلف منهم أحد ، أما ( جميعا) فتبين أنهم لم يكونوا فرادى ، بل فعلوا الفعل وهم جماعة ، لذلك كانت حالا ، وليس توكيدا .
- من التوكيد المعنوي لدينا : كلا، و كلتا تابعتين ، مثل قولنا:( حضر الوزيران كلاهما)، فإن قلت :(حضر كلا الوزيرين حضر)، لم تكن توكيدا، كذلك لدينا كل و أجمع .
- والتوكيد المعنوي يكون معه ضمير عائد على المتبوع( المؤكد)، مثل قولنا: (حضر الدكتور نفسه) ، و ( حضرت الدكتورة نفسها) ، و ( حضر الدكاترة أنفسهم).
- نجمع و نثني ( عين و نفس) على وزن ( أفعل)، فتقول : ( جاء العلماء أنفسهم، أو أعينهم) ، ولا نقول: ،( نفوسهم و عيونهم).
- يتعدد التوكيد، فنقول مثلا - ( جاء القوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون)، فكل من ( كلهم، أجمعون، أكتعون، أبصعون أبتعون) توكيد معنوي.
- لا تحرموني من نصائحكم ، ودعائكم في ظهر الغيب ( خاصة في سجودكم).