📁 آخر الأخبار

اركان الاستعارة واقسامها

اركان الاستعارة واقسامها


أركان الاستعارة ثلاثة

مستعار ، وهولفظ المشبه به .

ومستعارمنه ، وهو معنى لفظ المشبه .

ومستعار له ، وهو المعنى الجامع .

أقسام الاستعارة حسب الاعتبار :

أقسام الاستعارة باعتبار الأركان الثلاثة إلى أقسام

الأول: استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس

قال تعالى: : واشتعل الرأس شيبا مريم : 4

فالمستعار منه هو النار ، والمستعار له الشيب ، والوجه هو الانبساط ومشابهة ضوء النار لبياض الشيب ، وكل ذلك محسوس ، وهو أبلغ مما لو قيل : اشتعل شيب الرأس . لإفادة عموم الشيب لجميع الرأس .

ومثله :وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض " الكهف : 99

أصل الموج حركة الماء ، فاستعمل في حركتهم على سبيل الاستعارة ، والجامع سرعة الاضطراب وتتابعه في الكثرة .

والصبح إذا تنفس ( ومنه التكوير : 18 )

استعير خروج النفس شيئا فشيئا لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلا قليلا ، بجامع التتابع على طريق التدريج ، وكل ذلك محسوس.

الثاني : استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي .


قال ابن أبي الإصبع : وهي ألطف من الأولى ، نحو قوله تعالى :

{ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} [ يس : 37 ]

فالمستعار منه السلخ الذي هو كشط الجلدعن الشاة ، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسيان ، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر وحصوله عقب حصوله ، كترتب ظهور اللحم على الكشط وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل ، والترتب أمر عقلي .

ومثله : فجعلناها حصيدا [ يونس : 24 ] ، أصل الحصيد النبات ، والجامع الهلاك ، وهو أمر عقلي .

الثالث : استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي .


وقال ابن أبي الإصبع : وهي ألطف الاستعارات ، نحو :

{من بعثنا من مرقدنا} [ يس : 52 ] ، المستعار منه الرقاد ؛ أي : النوم ، والمستعار له الموت ، والجامع عدم ظهور الفعل ، والكل عقلي . ومثله:

{ ولما سكت عن موسى الغضب} [ الأعراف : 154 ] ، المستعار السكوت والمستعار منه الساكت والمستعار له الغضب .


الرابع : استعارة محسوس بوجه عقلي أيضا ، نحو :

{ مستهم البأساء والضراء }[ البقرة : 214 ] ، استعير المس وهو حقيقة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشدة والجامع اللحوق وهما عقليان بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه [ الأنبياء : 18 ] ، فالقذف والدمغ مستعاران وهما محسوسان والحق والباطل مستعار لهما وهما معقولان ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس [ آل عمران : 112 ] ، استعير الحبل المحسوس للعهد وهو معقول فاصدع بما تؤمر [ الحجر : 94 ] ، استعير الصدع وهو كسر الزجاجة وهو محسوس للتبليغ وهو معقول والجامع التأثير وهو أبلغ من بلغ ، وإن كان بمعناه لأن تأثير الصدع أبلغ من تأثير التبليغ ، فقد لا يؤثر التبليغ ، والصدع يؤثر جزما [ ص: 54 ] واخفض لهما جناح الذل [ الإسراء : 24 ] ، قال الراغب : لما كان الذل على ضربين : ضرب يضع الإنسان ، وضرب يرفعه ، وقصد في هذا المكان ما يرفع ، استعير لفظ الجناح ، فكأنه قيل : استعمل الذل الذي يرفعك عند الله .


وكذا قوله : يخوضون في آياتنا [ الأنعام : 68 ] ، فنبذوه وراء ظهورهم [ آل عمران : 187 ] ، أفمن أسس بنيانه على تقوى [ التوبة : 109 ] ، ويبغونها عوجا [ الأعراف : 45 ] ، ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور [ الطلاق : 11 ] ، فجعلناه هباء منثورا [ الفرقان : 23 ] ، في كل واد يهيمون [ الشعراء : 225 ] ، ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك [ الإسراء : 29 ] ، كلها من استعارة المحسوس للمعقول والجامع عقلي .

تعليقات