تقديم الخبر على المبتدأ pdf

متى يتقدم الخبر على المبتدأ

حكم تقديم الخبر

حكم تقديم الخبر :

يتقدم الخبر على المبتدأ إما وجوبا وإما جوازا كما ياتي

وجوب تقديم الخبر على المبتدأ

يتقدم الخبر على المبتدأ وجوباً في المواضع الآتية :

1. إذا كان في المبتدأ ضميراً عائداً على بعض الخبر .

نحو قولنا (للدين أبطاله )

(للدين ) شبه الجملة من الجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم على المبتدأ وجوبا

(أبطاله) الذي اتصل به ضمير هو الها يعود على بعض الخبر وهو الدين

وفي هذه الحالة لا يجوز تقديم المبتدأ والقول (أبطاله للدين ) لأن الضمير (الهاء) سوف يعود على متاخر لفظا ورتبة وهذا غير جائز :

وقوله تعالى :

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد .

سؤال وزاري على تقديم الخبر على المبتدا

س / في النص الكريم تقديم دلّ عليه ذاكراً نوعه وحكم تقديمه والسبب ؟

ج / التقديم : على قلوبٍ نوعه : تقديم الخبر على المبتدأ حكمه : وجوباً , السبب : لأن في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر .

2-. إذا كان الخبر من أسماء الاستفهام ، لأن أسماء الاستفهام لها الصدارة في الكلام بشرط أن يأتي بعدها أحد أنواع المعارف ويكون ذلك غالبا في الاسماء التي تدل على الزمان والمكان والحال وهي (متى ،أين ،أيان ، أنى ، كيف ).

كقوله تعالى {أيان يوم القيامة )

أيان : اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم .

وقوله تعالى : {يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} .

3- إذا كان المبتدأ نكرة غير مخصصة والخبر شبه جملة

جار ومجرور أو ظرف ونقصد بالنكرة غير المخصصة : هي النكرة غير الموصوفة أو غير المضافة نحو قولنا

في المدينة نصب .
عندنا مروءة
قال تعالى :{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}

لدينا خبر ظرف .

وقوله تعالى:

{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً }

التقديم والتأخير

تقديم الخبر على المبتدأ وجوبا

يتقدم الخبر على المبتدأ وجوبا في الحالات التالية:

أولا: إذا كان المبتدأ متصلاً بضمير يعود على شيء من الخبر، ومثال على ذلك قولنا: (في المدرسة تلاميذها) فالضمير (ها) في (تلاميذها) مرتبطٌ بجزء من الخبر وهو (في المدرسة) وهنا لا يجوز أن نقول:

تلاميذها في المدرسة

لكي لا يكون الضمير عائداً على كلمة متأخرة في اللفظ والترتيب لان في اللغة الضمير يعود على المتقدم من حيث الرتبة والترتيب .

في: حرف جر
المدرسة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور (شبه الجملة) في محل رفع خبر مقدم وجوبا بسبب وجود ضمير في المبتدأ يعود على جزء من الخبر.
طلابها: (طلاب) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وهو مضاف والضمير (ها) ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه.

قال تعالى: (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)).

الشاهد: تقدم الخبر (على قلوب) على المبتدأ وجوبا لوجود ضمير في المبتدأ يعود على بعض الخبر .

على قلوب: جار ومجرور وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم وجوبا.
أقفالها: أقفال: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف وضمير(الهاء) مبني في محل جر مضاف اليه يعود على (قلوب)

ثانيا: إذا كان المبتدأ اسم نكرة غير مخصصة، وهي النكرة غير الموصوفة وغير المضافة مما يُخلّ بالمعنى المراد من المبتدأ لو تقدم على الخبر وفي هذه الحالة وجب تقديم الخبر على المبتدأ بشرط أن يكون الخبر المتقدم جارًا ومجرورًا أو ظرفًا.

نحو قولنا:

فوق الطاولة كتابٌ
في الجامعة مكتبةٌ

فلا يجوز في هذين المثالين أن يتقدم المبتدأ (كتابٌ)و(مكتبةٌ) وهما أسماء نكرة غير مخصوصة على الخبر شبه الجملة وهو في الجملة الأولى (فوق الطاولة) وفي الجملة الثانية (في الحديقة)

قال تعالى:

((وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال))

الشاهد: تقدم الخبر (بينهما) على المبتدأ وجوبا وهو ظرف مكان لان المبتدا نكرة غير مخصصة.

وبينهما: الواو: استئنافية، بين: ظرف مكان مبني في محل رفع خبر مقدم وجوبا وهو مضاف و(هما)ضمير متصل مبني في محل جر بالاضافة .

حجاب: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة

قال تعالى: (( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)).

الشاهد: تقدم الخبر وجوبا شبه الجملة (في قلوبهم)على المبتدأ( مرض) لان المبتدا نكرة غير مخصصة اي غير موصوفة او مضافة ولايجوز الابتداء بالنكرة الغير مخصوصة.

قال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل

خلوت ولكن قل: علي رقيب.

الشاهد: في قوله (علي رقيب) تقدم الخبر وجوبا على المبتدأ لان المبتدا نكرة غير مخصوصه

ثالثا: إذا كان الخبر مستحقاً للصدارة في الجملة مثل أسماء الاستفهام ومثال على ذلك قولنا:

أين المحفظة؟

فلا يصحّ أن نقول: ( المحفظة أين؟)

لأنّ اسم الاستفهام له الصدارة في الجملة.

أين: اسم من اسماء الاستفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم وجوبا

المحفظة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

قال تعالى: ((ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)).

الشاهد: تقدم الخبر(متى ) على المبتدا (هذا) وجوبا لانه من اسماء الاستفهام وله الصدارة في الكلام.

متى : اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم

هذا : اسم اشارة مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر لانه نكرة غير مخصوصة.

قال تعالى: (( يسألون إيان يوم الدين))

الشاهد: في قوله تعالى(( إيان يوم الدين) تقدم الخبر (إيان ) على المبتدأ (يوم) وجوبا لانه اسم استفهام وله الصدارة في الكلام.

إيان: اسم استفهام للزمان مبني في محل رفع خبر مقدم

يوم: ظرف زمان مبتدأ مؤخر وهو مضاف

الدين : مضاف اليه مجرور

قال الشاعر:

كيف السبيل الى أن أبلغ الأربا

وأترك الهم والتكدير والتعبا

الشاهد: قوله (كيف السبيل) تقدم الخبر على المبتدأ وجوبا لانه اسم استفهام وله الصدارة في الكلام.

كيف: اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم لانه جاء اسم بعده

السبيل: مبتدأ مؤخر مرفوع

رابعا: إذا كان الخبر محصوراً في المبتدأ ومقصورا عليه لاغير لغرض التوكيد فلا يجوز تقديم المبتدأ حينئذ لأن معنى القصر يتغير

نحو قولنا:

ما في الغرفة إلا عليّ

ما: حرف نفي مبنى على السكون

في: حرف جرّ

الغرفة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وشبه الجملة (في الغرفة) في محل رفع خبرمقدم في محل رفع خبر مقدم وجوبا لان الخبر محصور في المبتدأ

إلا: حرف استثناء اداة حصر لا محل لها من الاعراب

عليٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره لان الاستثناء مفرغ

قال تعالى : ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا .........))

الشاهد: قوله (( إنما وليكم الله) تقدم الخبر(وليكم) على المبتدأ لفظ الجلالة وجوبا لان الخبر مقصور على المبتدأ فلايجوز تقديم المبتدأ.

وليكم: ولي: خبر مقدم مرفوع وهو مضاف وضمير(الكاف) مبني في محل جر مضاف اليه.

الله: لفظ الجلالة مبتدأ مؤخر مرفوع.

قال تعالى: (( ما على الرسول الا البلاغ..........))

ما: نافية غير عاملة

على الرسول: جار ومجرور خبر مقدم وجوبا لانه محصور في المبتدأ.

الا: اداة حصر

البلاغ: مبتدأ مؤخر مرفوع.

الشاهد: قوله ( على الرسول) تقدم الخبر شبه الجملة على المبتدأ ( البلاغ) وجوبا لانه جاء محصورا في المبتدأ والاستثناء مفرغ

خامسا: إذا كان الخبر مثَلًا من الأمثال، فلا يصح إحداث تغيير في الأمثال لأنّ لها صورة سماعية معينة وثابتة توصل معنى معيّنًا لا يصح تغيير شيء فيه فتنقل كما تسمع نحو:

(للذهب ثمنُ والحكمة لا ثمن لها) فهنا تم تقديم الخبر وهو شبه الجملة (للذهب) على المبتدأ وهو (ثمن) وجوبا لان الجملة من الامثال.

للذهب: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وجوبا لانه من الامثال.

ثمن: مبتدأ مؤخر مرفوع.

سادسا: بعض الصيغ التي تأتي لغرض التعجب يجب فيها تقديم الخبر على المبتدأ وجوبا نحو( لله درك ، لله درها) فيجب الابقاء على حالتها كما هي لانها صيغ سماعية تفيد التعجب فلو تأخر الخبر عن المبتدأ لأختفى المقصود منها.

قال الشاعر:

فلله دري حين توقظ همتي

مساورة الاشجان والنجم ناعس.

الشاهد: قوله ( فلله دري) تقدم الخبر وجوبا على المبتدأ لانها صيغة سماعية للتعجب.

لله : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وجوبا لانها صيغة تعجب سماعية

دري: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة للثقل.

جواز تقديم الخبر على المبتدأ

يجوز تقديم الخبر على المبتدأ جوازا لغرض التوكيد اذا لم يكن هناك من مواطن وجوب تقدم الخبر على المبتدا التي ذكرناها سابقا ومن الحالات التي اتفق النحاة فيها على تقدم الخبر على المبتدأ جوازا هي :

اولا: إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة او نكرة مخصصة.

نحو قولنا: (فوق السطح زيدٌ)

الشاهد: شبه الجملة (فوق السطح) تُعرب في محل رفع خبر مقدم جوازا و (زيدٌ)مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم لان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة ويجوز ان نقول : ( زيد فوق السطح ).