أمثال الرجال واختلاف نعوتهم أمثال الرجال واختلاف نعوتهم
أمثال الرجال واختلاف نعوتهم أمثال الرجال واختلاف نعوتهم
في الرجل المبرز في الفضل - قولهم:
ما يُشَقّ غُبَارُه. وأصله السابقُ من الخَيْل. وقولهم:
جَرْيَ المُذَكّى حَسَرَتْ عنه الحُمُر. أي كما يَسْبق الفرسُ القارِح الحُضرَ وقولهم:
جَرْيُ المُذَكَيَات غِلاَء أو غِلاَب. وقولهم:
لَيست له هِمَّة دون الغَاية القُصْوى.
الرجل النبه الذكر - قولهم:
ما يُحْجَر فلانٌ في العِكْم. العِكْم. العِكْم:
الجُوالق، يريد أنه لا يخفي مكانه. وقولهم:
ما يومُ حَلِيمة بِسرّ. وكانت فيه وقعة مشهورة قُتل فيها المنذر بن ماء السماء، فضربت مثلا لِكلّ أمر مشهور. وقولهم:
أشْهر من الفَرَس الأبلق. وقولهم:
وهل يَخْفي على النَاس النَّهار. ومثلُه:
وهل يَخْفي على الناصر الصُّبح. وقولهم:
وهل يجهل فلاناً إلا من يجهل القمر.
الرجل العزيز يعذبه الذليل - منه قولهم:
إن البغاث بأرضنا تستنسر. البغاث صغار الطير. تستنسر:
تصير نسوراً. وقولهم:
لا حرَّ بوادي عوف. يريدون عوف بن محلِّم الشيباني، وكان منيعاً. وقولهم:
تمرَّد مارد وعزَّ الأبلق. ما رد:
حصن بدومة الجندل. والأبلق:
حصن " السمؤال " . ومن عزَّ بزَّ، ومن قلّ ذلّ، ومن أمر فلّ. أمر:
كثر.
الرجل الصعب - منه قولهم:
فلان ألوى بعيد المستمرّ. وقولهم:
ما بللت منه بأفوق ناصل. وأصله السهم المكسور والفوق الساقط النّصل. يقول:
فهذا ليس كذلك " ولكنه كالسّهم القويّ " . وقولهم:
ما يقعقع لي بالشِّنان. وقولهم:
ما يصطلى بناره. وقولهم:
ما تقرن به صعبة.
النجد يلقى قرنه - منه قولهم:
إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً والحديد بالحديد يفلح. والفلح:
الشق. " ومنه:
فلاحة الأرض، وهو شقها بالحرث " . ولا يفلّ الحديد إلا الحديد. والنَّبع يقرع بعضه بعضاً ورمي فلان بحجره، أي قرنٌ بمثله.
الأريب الداهي - هو هتر أهتار. وصلُّ أصلال. الصِّلُّ:
من الحيَّات، شبه الرجل بها. ومثله:
حيَّة ذكر، وحيَّة وادٍ. وقولهم:
هو عضلة من العضل. وهو باقعة من البواقع. وحوَّل قلَّب. ومؤدم مبشر؛ يقول:
فيه لين الأدمة وخشونة البشرة. وفلان يعلم من حيث تؤكل الكتف.
النبيه بلا منظر ولا سابقة - قال أبو عبيد:
هو الذي تسمِّيه العرب الخارجيَّ، يريدون خرج من غير أوليَّة كانت له. قال الشاعر:
أبا مروان لست بخارجيٍّ
***
وليس قديم مجدك بانتحال
وقولهم:
تسمع بالمعيديّ خيرٌ من أن تراه، وهو تصغير رجل منسوب إلى معدّ. وقالوا:
نفس عصامٍ سوَّدت عصاما
الرجل العالم النحرير - قالوا:
إنه لنقّاب؛ وهو الفطن الذكيّ. وقالوا:
إنه لعضُّ، وهو العالم النحرير. وقولهم:
أنا جذيلها المحكّك، وعذيقها المرجَّب. قال الأصمعي:
الجذيل:
تصغير الجذل، وهو عود ينصب للإبل الجرباء، لتحتكّ به من الجرب، فأراد أنه يشفى برأيه. والعذيق:
تصغير عذق، والعذق " بالفتح " :
النخلة نفسها، فإذا مالت النخلة الكريمة بنوا من جانبها المائل بناء مرتفعاً يدعِّمها لكيلا تسقط، فذلك التّرجيب، وصغّرهما للمدح. ومثله قولهم:
إنه لجذل حكاك:
ومنه قولهم:
عَنِيَّته تَشْفِي الجرب. والعَنية:
شيء تُعالج به الإبل إذا جَربت. وقولهم:
لذي الْحِلم قبل اليوم ما تُقْرَع العصا
وأوَّل من قُرعت له العصا سَعد بن مالك الكِنانيّ ثم قُرعت لعامر بن الظّرب العدْواني، وكان حَكَم العرب في الجاهلية فكَبِر حتى أنكر عَقْله، فقال لبنيه:
إذا أنا زِغْت فقوِّموني، وكان إذا زاغ قُرعت له العصا، فيَنْزع عن ذلك. ومنه قولُهم:
إنه الأْلمعيّ، وهو الذي يُصيب بالظنّ. وقولُهم:
ما حَكَكْت قَرْحة إلا أدميتها. وقولهُم الأمور تَشابه مُقبلةً وتَظهر مُدْبرة ولا يَعرفها مُقبلة إلا العالم النِّحرير، فإذا أدبرتْ عرفها الجاهلُ والعاِلمُ.
الرجل المجرب - منه قولُهم:
إنه لشراب بِأنْقُع، أي مُعاود للخَير والشرّ. وقولُهم:
إنه لَخرَّاج وَلاج. وقولُهم:
حَلَب الدَّهر أشْطُره، وشرِبَ أفاويقه، أي اختبر من الدَهر خيره وشرَه. فالشّطر:
هو شَطر الحَلبة، والفِيقة:
ما بين الحَلْبتين. وقولُهم:
رجل مُنَجَّدٌ، وهو المًجَرِّب، وأصله من النَواجذ؟ يقال:
قد عضَ على ناجذيه، إذا استحكم:
وقولهم:
أول الغَزْو أخرق. وقولهم:
لا تَغْزُ إلا بغلام قد غزا. وقولُهم:
زاحِم بعَوْد أودَع. " معناه:
لا تَستعن إلا بمُسنّ مُحْكم، أودَع " . وقولهم:
العَوان لا تُعلِّم الخِمْرة. وقالت العامة:
الشارف لا يُصفّر له.
الذب عن الحرم - قالوا:
الفَحْل يحمي شَوْله. والخيل تَجْري على مَساويها.
يقول:
إن الخيل وإن كانت لها عُيوب فإنّ كرمها يحملها على الجري. وقولهم:
النَساء لَحم على وَضم إلا ما ذًبَّ عنه. وقولهمِ:
النِّساء حبائلُ الشَّيطان. وقولهم:
كل ذات صِدَار خالَة؛ يريد أنه يَحميها كما يحمي خالَته.
الصلة وِالقطيعة - منه قولهم:
لا خَير لك فيمن لا يَرى لك ما يَرى لِنفسه:
وقولُهم:
إنما يُضن بالضَنين. وقولُهم خلِّ سبيلَ من وَهَى سِقاؤُه. وقولُهم:
ألْقِ حبلَه على غارِبه. وقولُهم:
لو كَرِهْتني يدي قَطَعْتُها.
الرجل يأخذ حقه قسرا - منه قولُهم:
يَرْكب الصَّعبَ من لا ذَلُول له. وقولُهم:
مُجَاهرةً إذا لم أَجِد مَختلا. يقول:
آخذ حقِّي قسراً وعلانيَةَ إذا لم أصِل إليه بالسَّتر والعافية. وقولًهم:
حَلبتها بالساعد الأشدِّ؛ يقول:
أخذتُها بالقوّة والشدةً إِذ لم أقْدِر عليها بالرِّفق. وقولُهم:
التجلّد خيرٌ من التبلّد. والمنيَّة خيرٌ من الدنيّة. ومن عَزّ بَزّ.
الإطراق حتى تصاب الفرصة - منه قولُهم:
مخرِنْبق لينباع. مخْرَنبْق:
مُطْرِق. لِينباع:
لينبعث. يقول:
سكت حتى يُصيب فرصته فيَثب عليها. وقولُهم:
تَحْسَبها حمقاء وهي باخِس. وقولُهم:
خبره في صَدْره. وقولًهم:
أحمق بَلغ. يقول:
مع حُمْقه يُدْرك حاجته.
الرجل الجلد المصحِح - أطِرِّي فإِنّك ناعِلة. أصله أنّ رجلاً قال لراعية له كانت تَرْعى في السّهولة وتتْرك الحزُونة، فقال لها:
أَطِرِّي، أي خُذي طُرَر الوادي، وهي نواحيه، فإنك ناعلة، يريد فإن عليك نَعْلين. وقولُهم:
به داءُ ظبي، معناه أنه ليس به " داء كما ليس " بالظبي داء، وقالوا:
الشًّجاع مُوَقَّى.
الذل بعد العز - منه قُوِلهم:
كان جملاً فاستَنْوق، أي صار ناقةً. وقولُهم:
كان حماراً فاستَأتن، أي صار أتاناَ. وقولُهم:
الحَوْر بعد الكَوْر وقولُهم:
ذُلٌ لو أجد ناصراً. أصله أن الحارث بن " أبي، شَمِر الغَسَّاني سأل أنس ابن أبي الحُجَيْر عن بعض الأمر فأخبره فلطَمه الحارث، فقال أنس:
ذُلّ لو أجد ناصراً، فلطمه ثانية، فقال:
لو نِهيتَ الأولى لم تَلْطم الثانية، فذهبتا مثلين " وقولًهم:
الحُمَّى أَضْرَعَتْني إليك " .
الانتقال من ذل إلى عز - منه قولُهمٍ:
كنتَ كُراعاً فصِرْتَ ذِراعاً. وقولهم:
كنتَ عَنْزا فاستَتْيَست. وقولهم:
كنت بُغاثا فاستَنْسَرت، أي صِرْتَ نَسرا.
تأديب الكبير - قالوا:
ما أشدَّ فِطام الكَبِير! وقولهم:
عَود يُقَلَّح، أي جَمل مُسِن تُنَقى أسنانُه. وقالوا:
من العَناء رِياضة الهَرِم. قال الشاعر:
وتَرُوض عِرسَكَ بعد ما هَرِمتْ
***
ومن العَناءِ رياضةُ الهَرِم
وقولهم:
أعَييتني بأُشُر فكيف بَدُرْدُر. يقول أَعيَيْتنِي وأنت شابّة فكيف إذا بدت دَرادِرًك، وهي مغارز الأسنان.
الذليل المستضعف - منه قِولهم:
فلان لا يَعْوى ولا يَنْبح من ضعفه، يقول:
لا يتكلّم بخير ولا شر. وقولهم:
أهْون مَظْلوم سِقاءٌ مُرَوَّب، وهو السقاء الذي يُلَفُّ حتى يبلغ أوان المَخْض. وقالوا:
أهون مَظْلوم عجوز مَعقومة. وقولهم:
لقد ذلّ من بالت عليه الثَّعالب.
الذليل يستعين بأذل منه - قالوا:
عَبْدٌ صَريخه أمة. وقولهم:
مُثْقَل استعان بذَقَنه؛ وأصله البعيرُ يُحْمل عليه الحِمْل الثقيل فلا يَقْدر على النهوض به فيعتمد على الأرض بذَقنه. وقولهم:
العَبْد من لا عَبْد له.
الأحمق المائق - قالوا:
عدو الرجل حُمْقه، وصديقه عَقْله. وقولهم:
خَرقاء عَيَّابة، وهو الأحمق الذي يَعيب الناس. قالوا:
في الرَّجل إذا اشتدّ حمقه جدَّا:
ثَأطة مُدّت بماء. الثأطة:
الحمأة، فإذا أصابها الماء ازدادت فَساداً ورُطوبة.
الذي تعرض له الكرامة فيختار الهوان - منه قولهم:
تَجَنّبَ رَوْضَة وأحال يَعْدُو. يقول:
ترك الخير واختار الشقاء. وقولهم:
لا يَخْلو مَسْك السَّوء عَن عَرْف السَّوء. يقول:
لا يكون جلد رديء إلا والرِّيح المُنتنة موجودة فيه. ومنه قول العامة:
قيل للشقيّ:
هَلُمّ إلى السعادة؛ قال:
حَسْبي ما أنا فيه. ومنه قول العامة:
أنّ الشقيّ بكل حَبْل يَخْتنِق
وقولهم:
لا يَعدَم الشقيُّ مُهَيرْا، أي لا يَعْدَم الشقي رياضة مُهر.
الرجل تريد اصلاحه وقد أعياك أبوه قبل - منه قولهم:
لا تَقْتن من كلْب سَوء جِرْوا. وقال الشاعر:
تَرجو الوَليدَ وقد أَعياك والدُه
***
وما رجاؤك بعد الوالدِ الولَدَا
الواهن العزم الضعيف الرأي - منه قولهم:
ما له أكْل ولا صَيَّور، أي ليسِ له قُوّة ولا رَأي. قال الأصمعيّ:
طلب أعرابي ثوباً من تاجر، فقال:
أعطنىِ ثوباَ له أكْل، يعني قوة وحَصافة. ومنه قولهم:
هو إمَعة، وهو أمَّرة.
قال أبو عُبيد:
هو الرجل الذي لا رأي له ولا عَزم. فهو يتابع كلَّ أحد على رأيه، ولا يثبت على شيء، وكذلك الإمرَّة، الذي يتابع كل أحد على أمره. ومنه قولهم:
هو بِنْتُ الجَبل، ومعناه الصَدى يُجيبك من، الجَبل، أي هو مع كل متكلِّم يُجيبِه بمثل كلامه.
الذي يكون ضاراً لا نفع عنده - من قولهم:
المِعْزَى تبْهِي ولا تُبْنِي. " معناه أن المِعْزى لا تكون منها الأبنية " وهي بيوت الأعراب، وإنما تكون من وَبر الإبل وصُوف الضأن، ولا تكون من الشّعر، وربما صَعدت اْلمِعْزى إلى الخِباء فَحَرقته، فذلك قولهم تُبْهِي، يقال:
أبهيْتُ البيت، إذا خرقته، فإذا انخرق، قيل:
بيت باهٍ.
الرجل يكون ذا منظر ولا خير فيه - منه قولهم:
ترى الفِتْيان كالنَّخل، وما يُدْرِيك ما الدَّخْل. وقال الحجاج لعبد الرحمن بن الأشعث:
إنك لمَنظرانيّ، قال:
نعم، ومخْبرانيّ.
أمثال الجماعات وحالاتهمِ من اجتماع الناس وافتراقهم - قال الأصمعي:
ويقال:
لن يَزال الناسُ بخير ما تباينوا، فإذا تساوَوْا هَلَكوا. قال أبو عبيد:
معناه أن الغالب على الناس الشرُّ، والخير في القليل من الناس، فإذا كان التّساوي فإنما هو في الشر. ومن أشدّ الهجاء قولُ القائل:
سواسية كأسنان الحِمار. ومنه قولُهم:
الناس سواء كأَسنان المُشْط. وقولهم:
الناس شباه وشتَّى في الشِّيم " وكلهم يَجْمعه بيتُ الأدَم " .
وقوِلهم:
الناسُ أخْياف، أي مُفترقون في أخلاقهم. والأخْيف من الخيل:
الذي إحدى عَينيه زرقاء، والأخرى كَحْلاء. ومنه قولُهم:
بيت الإسكاف، لأن فيه من كل جلد رُقعة.
المتساويان في الخير والشر - هما كفَرَسي رِهَان. وكرُكبتي بعَير. وهما زَنْدان في وِعاء. هذا في الخير، وأما في الشر، فيقال:
هما كَحِماري العِباديّ " حين قيل له:
أي حماريك شر؟ قال:
هذا ثم هذا " .
الفاضلان وأحدهما أفضل - منه قولهم:
مَرْعى ولا كالسَّعْدان. وقولهم:
ماء ولا كَصَدّاء. وصداء:
ركيةٌ ذات ماء عَذْب. وقولهم:
فَتىً ولا كمالك. وقولُهم:
في كل الشًجر نار. واستَمجدا المَرْخ والعَفَار، وهما أكثر الشّجر ناراً.
الرجل يرى لنفسه فضلاً على غيره - منه قولهم:
كُلّ مُجْرٍ بالخَلاء يُسَرّ. وأصله الذي يُجْرِي فرَسَه في المكان الخالي فهو يُسرّ بما يَرى منه.
المكافأة - منه قولُهم:
هذه بتلك، وقولهم:
أضئ لي أَقْدح لك، أي كُن لي أَكن لك. وقولهم:
اسْقِ رَقَاش إنها سَقَاية. يقول:
أحسِنوا إليها إنها مُحْسنة.
أمثال الرجال واختلاف نعوتهم أمثال الرجال واختلاف نعوتهم
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الجوهرة في الأمثال ﴿ 10 ﴾ أمثال الرجال واختلاف نعوتهم أمثال الرجال واختلاف نعوتهم
۞۞۞۞۞۞۞۞
أمثال الرجال واختلاف نعوتهم أمثال الرجال واختلاف نعوتهم