📁 آخر الأخبار

كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن


كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 

كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 

۞۞۞۞۞۞۞

قيل لأعرابيّ قد أَخذته كَبْرة السِّن:
 كيف أصبحتَ؟ فقال:
 أصبحتُ تقيِّدني الشَّعرةُ، وأَعثُر بالبَعْرة، قد أقام الدهرُ صَعَرِي، بعد أن أقمتُ صَعَره. وقال:
 " آخر " :
 لقد كنت أنْكِر البيضاءَ، فصرْت أُنْكِر السوداءَ، فيا خير مَبْدول ويا شرَّ بَدَل. ودخل المُسْتَوْغِرِ بنُ ربيعة على معاويةَ بن أبي سُفيان وهو ابن ثلثمائة سنة، فقال:
 كيف تَجدك يا مُسْتوغر؟ فقال:
 أَجِدني يا أميرَ المؤمنين، قد لان مِنِّي ما كنتُ أحبّ أن يشتدّ، واشتدّ مني ما كنتُ أحبُّ أن يَلين، وابيضّ مني ما كنتُ أحبُ أن يسودّ، واسودّ مني ما كنتُ أحبّ أن يَبْيضَ، ثم أَنشأ يقول:

***
 نوم العِشاءِ وسُعال بالسَّحَرْ
" وقِلَّةَ النَّوْم إذا الليل آعْتَكر "
***
 وقِلّة الطُّعْم إذا الزَّاد حَضَر
" وسُرْعة الطَّرَف وتَحْمِيج النظر "
***
 وتَرْكُك الحَسناءَ في قُبْل الطُّهُر
والناسُ يَبْلَوْن كما يَبْلى الشًجَر
وقال أعرابي:

أشْكو إليك وَجَعاً برُكْبتي
***
 وَهَدجاناً لم يَكًن في مِشْيتي
كهَدَجان الرَّأل خَلْف الهَيْقَتِ
وقال آخر:

وللكبير رَثَياتٌ أرْبع
***
 الرُّكَبتان والنّسا والأخْدع
وقال جرير:

تَحِنّ العِظام الرّاجفاتُ من البِلَى
***
 ولَيْس لداء الركْبتين طبيبُ
وقال أعرابيّ في امرأة " عَجُوز " :

يا بِكْرَ حَوَّاءَ من الأوْلاد
***
 وأقدمَ العالم في المِيلادِ
عُمْركِ ممدودٌ إلى التَّنادِي
***
 فحدًثينا بحَدِيث عادِ
ومُبْتدا فِرعون ذي الأوْتاد
***
 وكيف حالُ السَّيل بالأطْوادِ
وقال آخر:

إذا عاش سَبْعين عاماً
***
 فقد ذَهب المَسرةُ والفَتَاءُ
كان في غَطفان نَصْر بنُ دُهْمان، قادَ غَطفان وسادَها حتى خرِف وعُمِّر تسعين ومائة سنةٍ حتى اسودَّ شَعرُه ونَبتت أضراسُه وعاد شاباً، فلا تُعرف في العرب أعجوبة مثله. وقال محمد بن مناذر في رجل من المُعمَّرين:

إنَّ مُعاذَ بنَ مُسْلم رَجلٌ
***
 قد ضَجّ من طُول عُمره الأبدُ
قد شابَ رأسُ الزَّمان واكتهل الدَّه
***
 ر وأثوابُ عُمْره جدُد
يا نَسْرَ لُقمان كم تعيشُ وكم
***
 تَسْحَبُ ذَيْلَ الحياةِ يا لُبَد
قد أصبحتْ دارُ آدم خَرِبَتْ
***
 وأنت فيها كأنك الوَتِد
تَسأالُ غِرْبانها إذا حجَلت
***
 كيفَ يكون الصّدَاع والرَّمد
ودخل الشّعبيّ على عبد الملك بن مَرْوَان، فوَجده قد كبا مُهْتَمًّا، فقالت:
 ما بالُ أمير المؤمنين؟ قال:
 يا شعبيِّ، ذكرتُ قولَ زُهير:

كأني وقد جاوزت سَبْعين حِجًةً
***
 خَلعتُ بها عنِّي عِذَارَ لجامي
رَمَتني بناتُ الدهر من حيث لا أَرى
***
 فكيف بمن يُرْمى وليس بِرَامي
فلو أنني أرْمَى بِنبْلٍ رأيتها
***
 ولكنًني أرْمَى بغير سِهام
عَلَى الرَّاحَتَيْن تارةً وعلى العصا
***
 أُنُوءُ ثلاثاً بعدهنَّ قِيامي
قال له الشًعبيُّ:
 ليس كذلك يا أميرَ المؤمنين، ولكن كما قال لَبِيدُ ابن ربيعة، وقد بلغ سبعين سنة؛
كأني وقد جاوزتُ سَبْعينَ حِجَّةً
***
 خلعتُ بها عن مَنْكِبَّيَّ رِدَائيَا
فلما بلغ سبعاً وسبعين قال:

باتت تَشكّى إلى النفسُ مُجهِشةً
***
 وقد حملتُكِ سبعاً بعد سَبْعيناً
فإن تُزَادي ثلاثاً تَبْلُغي أملاً
***
 وفي الثلاثِ وفاءٌ للثّمانينَا
فلما بلغ مائة سنة قال:

ولقد سئمت من الحياة وطُولها
***
 وسُؤَال هذا الخَلْق كيف لَبِيدُ
فلما بلغ مائة سنةٍ وعشراً قال:

أليسَ في مائةٍ قد عاشها رجُلٌ
***
 وفي تَكامُل عَشْرٍ بعدها عُمُرُ
فلما بلغ ثلاثينَ ومائةً وقد حضرَتْه الوفاة قال:

تَمَنَئ ابنتاي أن يَعيشَ أبوهما
***
 وهل أنا إلا منِ رَبيعةَ أو مُضرْ
فقُوما وقُولا بالذي تَعْلمانه
***
 ولاتَخْمِشَا وجها ولا تَحْلِقَا شَعَر
وقولا هو المرءُ الذي لا صَدِيقَه
***
 أضاع ولا خانَ الخليلَ ولا غَدر
إلى الحَوْلِ ثم اسمُ السلام عليكما
***
 ومَن يَبْكِ حولاً كاملاً فقد اعتذَر
قال الشّعبيّ:
 فلقد رأيت السرورَ في وجه عبد الملك طمعاً أن يعيشها.
وقال لبيد أيضاً:

أليسَ ورائِي إن تراختْ مَنِيَّتي
***
 لُزُومُ العَصا تُحْنَى عليها الأصابعُ
أخَبر أخبارَ القُرون التي مَضت
***
 أدِبُّ كأنّي كلما قمتُ راكِع
فأصبحتُ مثل السيفِ أَخْلق جَفْنَه
***
 تَقادمُ عهدِ القَيْن والنَصْلُ قاطِع
وقالوا:
 مكتوبٌ في الزّبور:
 مَن بَلغ السبعين أشتكي من غير علّة. وقال محمد ابن حسّان النِّبطي:
 لا تَسأل نفسك العامَ ما أعطتك في العام الماضي. وقال مُعاويةُ لما أَسنَّ:
 ما مَرَّ شيءٌ كنتُ أستلذّه وأنا شابّ فأجِده اليومَ كما أجده إلا اللبن والحديث الحَسَن. عاش ضِرَارُ بن عمرو حتى وُلد له ثلاثةَ عشرَ ذكراً، فقال:
 مَن سَرَّه بنوه ساءته نفسُه. وقال ابن أبي فَننِ:

مَن عاشَ أَخْلقتِ الأيام جدَته
***
 وخانَه ثِقَتاه السَّمعُ والبَصرُ
قالت عَهِدْتًك مَجنوناً فقلتُ لها
***
 إنّ الشبَابَ جُنونٌ بُرْؤُه الكِبر
قال أبو عُبيدة:
 قيل لشَيْخ:
 ما بَقَى منك؟ قال يَسْبقني مَن بي يَديّ ويُدْركني مَن خَلْفي، وأذكر القديمَ، وأنْسى الحديثَ، وأنْعسِ في الملا، وأسْهرُ في الخَلا، وإذا قمتُ قَرُبَتِ الأرض مِنِّي، وإذا قَعدْتُ تباعدت عَنّي.
وقال حُمَيد بن ثَوْر الهِلاليّ:


أرى بَصرِي قد رابني بعد صِحَّةٍ
***
 وحَسْبُك داءً أن تَصِحَّ وتَسْلَمَا
وِقال آخر:

كانت قَنَاتي لا تَلِينُ لغامزٍ
***
 فألانَهَا الإصباحُ والِإمْساءُ
وَدَعَوْتُ رَبِّي بالسلاَمة جاهِداُ
***
 لِيُصِحًني فإذا السلامةُ داء
وقال أبو العتاهية " ويروى للقُطاميّ " :

أسْرَع في نَقْص آمرىء تمامُه
وقالت الحكماء:
 ما زاد شيءٌ إلا نَقَص، ولا قام إلا شَخَص. وقال بعض المُحْدَثين:

" أَلستَ تَرَى أنّ الزَّمانَ طواني
***
 وبدَّل عقلي كلّه وبَرَاني "
تَحَيَّفَني عُضْواً فَعُضْواً فلم يَدَع
***
 سوى اسمي صحيحاً وحدَه ولِساني
ولو كانت الأسماء يَدْخُلها البِلَىِ
***
 إذاً بَليَ اسمي لامتدادِ زَمانِي
وما ليَ أَبْلَى لِسَبْعِينَ حجَّةَ
***
 وَسبع أَتَتْ مِن بعدها سَنَتان
إذا عَنًّ لي شيءٌ تَخيَّل دونه
***
 شَبيهُ ضَباب أو شَبيهُ دُخان
وقال الغَزال:

أصبحتُ واللهّ مَحْسودأً على أَمدٍ
***
 مِنَ الحياة قَصيرِ غير مُمتَدِّ
حتى بقيتُ بحمد الله في خَلَفٍ
***
 كأنّني بينهم من وَحْشًةٍ وَحْدي
وما أُفارق يوماً مَن أفارقه
***
 إلا حَسِبْت فِراقِي آخرَ العَهد
وقال آخر:

يا مَن لشيخٍ قد تَخَدَّد لحمُه
***
 أَفنَى ثلاثَ عمائمٍ أَلوانا
سوداءَ حالكةً وسَحْقَ مُفوَف
***
 وأجدَّ لوناً بعد ذاك هِجَانَا
قَصَرَ اللّيالي خَطْوَه فَتَدَاني
***
 وحَنَينْ قائم صُلبه فتحانىَ
والموتُ يأتي بعد ذلك كلِّه
***
 وكأنما يُعْنى بذاك سِوَانا
" وقال سُفيان الثّوريّ في مَدْح كِبَره:

إنِّي وإن كان مَسنَّى كِبر
***
 على ما قد تَرَيْنَ من كِبَرِى
أَعرفُ من قبل أن تُفَارِقَني
***
 موقعَ سَهْمِي والسهمُ في الوتَر "

۞۞۞۞۞۞۞۞
 كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 109 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞
كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 
كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 
كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 
كبر السن كبر السن كبر السن كبر السن 


كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات