سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏

‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏

‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏

‏(‏جزع‏)‏ الجيم والزاء والعين أصلان‏:

‏ أحدهما الانقطاع، والآخر جوهرٌ من الجواهر‏.

‏ فأمّا الأول فيقولون جَزَعْتُ الرّملة إذا قطعتَها؛ ومنه‏:

‏ جِزْعُ الوادي، وهو الموضع الذي يَقطعُه من أحد جانبَيه إلى الجانب؛

ويقال هو مُنْعَطَفه‏.

‏ فإنْ كان كذا فلأنّه انقَطع عن الاستواء فانعرج‏.

‏ والجزَع‏:

‏ نَقِيض الصّبر، وهو انقطاعُ المُنَّة عن حَمْل ما نزل‏.

‏ و‏[‏الجُِِزْعة‏]‏ هي القليل من الماء، وهو قياس الباب‏.

‏ وأمّا الآخَر فالجَِزْع، وهو الخرَزُ المعروف‏.

ويقال بُسْرَةٌ مُجزَّعَةٌ، إذا بَلَغَ الإرطابُ نِصْفها، وتُشْبِه حينئذٍ الجَِزْع‏.

‏(‏جزل‏)‏ الجيم والزاء واللام أصلان‏:

‏ أحدهما عِظَم الشَّيء من الأشياء، والثاني القَطْع‏.

‏ فالأوّل الجَزْل، وهو ما عَظُمَ من الحَطَب، ثم اسْتُعير، فقيل‏:

‏ أجزَلَ في العطاء‏.

‏ ومنه الرَّأْيُ الجَزْل من الباب الثاني، وسنذكره‏.

‏ فأمَّا قول القائل‏:

‏ فوَيْهاً لقِدْرِكَ وَيْهاً لها

***

 إذا اخْتِيرَ في المَحْلِ جَزْلُ الحَطَبْ فإنَّه اختَصَّ الجَزْلَ لأنّ اللحمَ يكون غَثَّاً فيُبطئ نضجُه فيُلْتَمَسُ له الجَزْل‏.

‏ وأمّا الأصل الآخَر فيقول العرب‏:

‏ جزَلْتُ الشيءَ جِزْلَتَين، أي قطعته *قِطْعَتَيْن‏.

‏ وهذا زَمَنُ الجَِزَالِ أي صَِرَامِ النَّخْلِ‏.

 قال‏:

‏ * حَتَّى إذا ما حانَ مِن جَِزَالِها * ومن هذا الباب الجَزَل، أن يُصيبَ غارِبَ البعير دَبَرَة، فيُخرَج منه عَظْمٌ فيطمئِنَّ موضِعُه‏.

‏ وبعيرٌ أجْزَلُ إذا فُعِلَ به ذلك‏.

‏ قال أبو النجم‏:

‏ * يُغادِرُ الصَّمد كظَهْرِ الأجْزَلِ * والجِزْلة‏:

‏ القطعة من التَّمْر‏.

‏ فأما قولهم جَزْلُ الرّأيِ فيحتمل أن يكون من الثاني، والمعنى أنَّه رأيٌ قاطعٌ‏.

‏ وممّا شذّ عن الباب الجَوْزَل، وهو فَرْخُ الحمام،

 قال‏:

‏ قالت سُلَيْمى لا أُحِبُّ الجَوْزَلا

***

 ولا أحِبُّ السَّمكاتِ مَأكَلا ويقال‏:

‏ الجَوْزَل السمّ‏.

‏(‏جزم‏)‏ الجيم والزاء والميم أصلٌ واحد، وهو القطع‏.

‏ يقال جَزَمْتُ الشيء أجْزِمُه جزْماً‏.

‏ والجَزْم في الإعراب يسمَّى جزماً لأنَّه قُطِع عنه الإعرابُ‏.

‏ والجِزْمَة‏:

‏ القِطْعة من الضَّأن‏.

‏ ومنه جَزَمْتُ القِرْبة إذا ملأتَها، وذلك حينَ يُقطَع الاستقاء‏.

‏ قال صخر الغيّ‏:

‏ فلما جَزَمْتُ بِهِِ قِرْبتي

***

 تيمّمتُ أطرِقةً أَو خَلِيفا ويقولون‏:

‏ إنّ الجَزْمة الأكلةُ الواحدة‏.

‏ فإن كان صحيحاً فهو قياسُ الباب، لأنّه مرّةٌ ثم يُقطَع‏.

‏ ومن ذلك قولهم‏:

‏ جَزَّمَ القومُ‏:

‏ عَجَزُوا‏.

 قال‏:

‏ ولكنِّي مضَيْتُ ولم أُجزِّمْ

***

 وكان الصَّبْرُ عادةَ أوَّلينا

‏(‏جزأ‏)‏ الجيم والزاء والهمزة أصلٌ واحد، هو الاكتفاء بالشَّيء‏.

‏ يقال اجتزأْتُ بالشيءِ اجتزاءً، إذا اكتفيتَ به‏.

‏ وأجزَأَنِي الشَّيءُ إجزاءً إذا كفاني

 قال‏:

‏ لقد آليت أَغْدِرُ في جَدَاعِ

***

 وإنْ مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ لأنَّ الغَدْرَ في الأقوامِ عارٌ

***

 وإِنَّ الحُرَّ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ أي يكتفى بها‏.

‏ والجَُزْءُ‏:

‏ استغناء السائمة عن الماء بالرُّطُْب‏.

‏ وذكَرَ ناسٌ في قوله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً‏}‏ ‏[‏الزخرف 15‏]‏، أنّه من هذا، حيث زعموا أنَّه اصطفى البناتِ على البنين‏.

‏ تعالى الله عن قول المشركين علُوَّاً كبيراً‏.

‏ والجُزْء‏:

‏ الطائفة من الشَّيء‏.

‏ ومما شذّ عن الباب الجُزْأَة نِصاب السِّكِّين، وقد أجزَأتُها إجزاء إذا جعلْتَ لها جُزأةً‏.

‏ ويجوز أن يكون سمِّيت بذلك لأنها بعض الآلةِ وطائفةٌ منها‏.

‏(‏جزي‏)‏ الجيم والزاء والياء‏:

‏ قيام الشيء مَقامَ غيره ومكافأتُه إياه‏.

‏ يقال جَزَيت فلاناً أجزِيه جزاءً، وجازيتُه مجازاةً‏.

‏ وهذا رجل جازِيكَ مِنْ رجل، أي حسبك‏.

‏ ومعناه أنه ينوبُ منابِ كلِّ أحدٍ، كما تقول كافِيكَ وناهيك‏.

‏ أي كأنه ينهاك أن يُطْلَبَ معه غيرُه‏.

‏ وتقول‏:

‏ جَزَى عنِّي هذا الأمرُ يَجزِي، كما تقول قَضَى يقضي‏.

‏ وتجازَيْتُ دَيْني على فلان أي تقاضَيْته‏.

‏ وأهلُ المدينة يسمُّون المتقاضِي المتجازِي‏.

‏ قال الله جل ثناؤُه‏:

‏ ‏{‏وَاتَّقُوا يَوْمَاً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً‏}‏ ‏[‏البقرة 48، 123‏]‏، أي لا تقضِي‏.

‏(‏جزح‏)‏ الجيم والزاء والحاء كلمةٌ واحدة لا تتفرَّع ولا يُقاسُ عليها‏.

‏ يقال جزَح له من ماله، أي قَطَع‏.

‏ والجازِح‏:

‏ القاطع‏.

‏ وهو في شعر ابن مقبل‏:

‏ * لَمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جَازِحُ *

‏(‏جزر‏)‏ الجيم والزاء والراء أصلٌ واحد، وهو القَطْع‏.

‏ يقال جَزَرت الشيء جَزْراً، ولذلك سمِّي الجَزُور جزوراً‏.

‏ والجَزَرة‏:

‏ الشاة يقوم إليها أهلُها فيذبحونها‏.

ويقال ترك بنُو فلانٍ بني فلان جَزَراً، أي قتلوهم فتركوهم جَزَراً للسِّباع‏.

‏ والجُزارَة أطراف البعير‏:

‏ فراسِنُه ورأسُه‏.

‏ وإنما سمِّيت جزارة لأنَّ الجزّار يأخذُها، فهي جُزارتُه؛ كما يقال أخذ العاملُ عُمالته‏.

‏ فإذا قلتَ فرسٌ عَبْلُ الجُزارةِ، فإنما تريد غِلَظَ اليدين والرِّجلين وكثرة عصبها‏.

‏ ولا يدخُل الرّأس في هذا؛ لأن عظَم الرَّأْس في الخيل هُجْنَة‏.

‏ وسميت الجزيرةُ جَزيرةً لانقطاعها‏.

‏ وجَزَر النَّهرُ إذا قلَّ ماؤُه جَزْراً‏.

‏ والجَزْر‏:

‏ خلاف المدّ‏.

ويقال أجزَرْتُك شاةً إذا دفَعْتَ إليه شاةً يذبحُها‏.

‏ *وهي الجَزَرة، ولا تكون إلاَّ من الغنم‏.

‏ قال بعض أهل العلم‏:

‏ وذلك أنّ الشاةَ لا تكون إلا للذبح‏.

‏ ولا يقال للنّاقة والجمل، لأنهما يكونان لسائر العمل‏.

‏ ‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏

‏‏باب الجيم والزاء وما يثلثهما‏


تعليقات