باب الدال والعين وما يثلثهما
باب الدال والعين وما يثلثهما
(دعو) الدال والعين والحرف المعتل أصلٌ واحد، وهو أن تميل الشَّيءَ إليك بصوتٍ وكلامٍ يكون منك.
تقول:
دعوت أدعُو دعاءً.
وَالدَّعوة إلى الطَّعام بالفتح، والدِّعوة في النَّسب بالكسر.
قال أبو عبيدة:
يقال في النَّسب دِعوة، وفي الطعام دَعوة.
هذا أكثرُ كلام العرب إلاّ عَدِيَّ الرِّباب، فإنّهم ينصبون الدّالَ في النّسب ويكسرونها في الطَّعام.
قال الخليل:
الادِّعاء أن تدَّعِيَ حقّاً لك أو لغيرك.
تقول ادَّعَى حقّاً أو باطلاً.
قال امرؤ القيس:
لا وأبيكِ ابنةَ العامِرِ
***
يِّ لا يدَّعِي القومُ أنِّي أَفِرّ والادِّعاء في الحرب:
الاعتِزاء، وهو أنْ تقول:
أنا ابنُ فُلاَنٍ
قال:
* ونجِرُّ في الهَيْجَا الرّماحَ ونَدَّعِي * وداعِية اللَّبن:
ما يُترَك في الضَّرع ليدعُوَ ما بعدَه.
وهذا تمثيلٌ وتشبيه.
وفي الحديث أنّه قال للحالِب:
"دَعْ داعِيَةَ اللَّبن".
ثمّ يُحمل على الباب ما يُضاهِيه في القياس الذي ذكرناه، فيقولون:
دَعَا الله فلاناً بما يَكرَهُ؛ أي أنزل به ذلك
قال:
* دَعَاكِ الله من ضَبُعٍ بأفْعَى * لأنَّه إذا فَعَل ذلك بها فقد أماله إليها.
وتداعَت الحِيطان، وذلك إذا سقط واحدٌ وآخَرُ بَعده، فكأنَّ الأوَّل دعا الثاني.
وربَّما قالوا:
داعَيْناهَا عليهم، إذا هدمْناها، واحداً بعد آخَر.
ودَوَاعِي الدَّهر:
صُروفه، كأنّها تُميل الحوادث.
ولبني فُلانٍ أُدْعِيَّةٌ يتداعَوْن بها، وهي مثل الأغلوطة، كأنّه يدعو المسؤول إلى إخراج ما يعمِّيه عليه.
وأنشد أبو عبيد عن الأصمعي:
أُداعِيك ما مُسْتَصْحَبَاتٌ مع السُّرَى
***
حِسانٌ وما آثارُها بحِسانِ ومن الباب:
ما بالدَّار دُعْوِيٌّ، أي ما بها أَحَدٌ، كأنّه ليس بها صائحٌ يدعُو بصِياحه.
ويُحمَل على الباب مجازاً أنْ يقال:
دعا فُلاناً مَكَانُ كذا، إذا قَصَد ذلك المكان، كأنَّ المكانَ دعاه.
وهذا من فصيح كلامهم.
قال ذو الرّمّة:
دَعَتْ مَيَّةَ الأعدادُ واستبدلَتْ بها
***
خَناطيلَ آجالٍ من العِين خُذَّلِ
(دعق) الدال والعين والقاف أصلٌ واحد يدلُّ على التأثير في الشَّيءِ والإذلال له.
يقال للمكان الذي تَطَؤُه الدوابُّ وتؤثِّر فيه بحوافرها:
دَعَقٌ.
قال رُؤبة:
* في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ * ومن الباب:
شَلَّ إبلَهُ شَلاًّ دعْقاً، إذا طرَدَهَا.
وأغارَ غارةً دعقا.
وخيلٌ مَدَاعِيقُ.
قال:
* لا يَهُمُّون بإدْعاقِ الشَّلَلْ *
(دعك) الدال والعين والكاف أصلٌ واحد يدلُّ على تمريس الشيء.
يقال دَعَكَ الجِلْد وغيرَه، إذا دَلَكَه.
وتداعَكَ الرَّجُلانِ في الحرب، إذا تحرَّش كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه.
ويقولون:
الدُّعَكُ، على فُعَلٍ:
الرجلُ الضَّعيف.
وأنشدوا لحسان:
* وأنت إذا حارَبُوا دُعَكْ *
(دعم) الدال والعين والميم أصلٌ واحد، وهو شيءٌ يكون قياماً لشيءٍ ومِساكاً.
تقول:
دَعَمْتُ الشّيءَ أدعِمُهُ دَعْماً، وهو مدعومٌ.
والدِّعامتانِ:
خشبَتَا البَكَرة.
ودِعامةُ القوم:
سيِّدهم.
ويقال لا دَعْم بِفلانٍ، أي لا قُوَّةَ له ولا سِمَن.
قال الراجز:
لا دَعْمَ بي لكن بِلَيْلَى الدَّعْمُ
***
جاريةٌ في وَرِكَيْها شَحْمُ ودُعْمِيٌّ:
اسمٌ مشتقٌّ مِن هذا.
(دعب) الدال والعين والباء أَصلٌ يدلُّ على امتدادٍ في الشيء وتَبَسُّط.
فالدُّعْبُوب:
الطريق السهل.
وربَّما قالوا:
فرسٌ دُعْبُوبٌ، إذا كان مديداً.
وقياس الدُّعابة من هذا؛ لأنّ ثَمَّ تبسُّطاً وتندُّحاً.
(دعث) الدال والعين والثاء كلمةٌ واحدة وهي الدِّعْثُ* وهو الحقد.
(دعج) الدال والعين والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على لونٍ أسودَ.
فمنه الأدعَج، وهو الأسْوَد.
والدَّعَج في العين:
شِدَّة سوادها في شدَّة البياض.
(دعد) الدال والعين والدال ليس بشيء.
وربَّما سَمَّوا المرأة "دَعْدَ".
(دعر) الدال والعين والراء أَصلٌ واحد يدلُّ على كراهةٍ وأذىً، وأصله الدُّخَان؛ يقال عُودٌ دَعِرٌ، إذا كان كثيرَ الدُّخان.
قال ابنُ مُقبِل:
باتَتْ حواطِبُ لَيلَى يلتمسْن لها
***
جَزْل الجذَى غَيْرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ ومن ذلك اشتقاق الدَّعارة في الخُلُق.
والدَّعَر:
الفَساد.
والزَّنْد الأدْعَر:
الذي قُدِح به مِراراً فاحترَقَ طَرَفُه فصار لا يُورِي.
وداعِرٌ:
فحلٌ تنسب إليه الداعِرِيّة.
(دعز) الدال والعين والزاء ليس بشيءٍ، ولا مُعَوَّلَ على قولِ من يقول:
إنّه الدَّفْعُ والنِّكاح.
(دعس) الدال والعين والسين أُصَيلٌ.
وهو يدلُّ على دفْع وتأثيرٍ.
فالمداعَسَة:
المطاعَنَة؛ لأنّ الطّاعن يدفَع المطعونَ.
ورُمْحٌ مِدْعَسٌ ورِماحٌ مداعِسُ.
والدَّعْس:
النِّكاح؛ وهذا تشبيهٌ.
والدَّعْس:
الأثر، وهو ذاك؛ لأنَّ المؤثِّر يدفع ذلك الشيءَ حين يؤثَّر فيه.
(دعص) الدال والعين والصاد أصلٌ يدلُّ على دِقّة ولين.
فالدِّعْصُ:
ما قلَّ ودقَّ من الرمل.
والدَّعْصاء:
الأرضُ السَّهْلة.
ومن الباب:
تَدَعَّصَ اللَّحمُ، إذا بالغ في النُّضْجِ.
ويقولون أدْعَصَه الحَرُّ، إذا قتلَه، كأنَّه أنضجَه فقتلَه.
(دعض) الدال والعين والضاد ليس بشيء.
(دعظ) الدال والعين والظاء ليس بشيء.
ويقولون:
الدَّعظ:
النِّكاح.
باب الدال والعين وما يثلثهما