📁 آخر الأخبار

‏‏باب الشين والهاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الشين والهاء وما يثلثهما‏

‏‏باب الشين والهاء وما يثلثهما‏

‏(‏شهو‏)‏ الشين والهاء والحرف المعتل كلمة واحدة، وهي الشّهوة‏.

‏ يقال‏:

‏ رجلٌ شَهْوانُ، وشيءٌ شَهِيّ‏.

‏(‏شهب‏)‏ الشين والهاء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بياض في شيءٍ من سواد، لا تكون الشُّهبةُ خالصةً بياضاً‏.

‏ ومن ذلك الشُّهبة في الفرَس، هو بياضٌ يخالطُهُ سَواد‏.

ويقال كَتِيبةٌ شَهباء، إِذا كانت عِليتُها بياضَ الحديد،

ويقال لليوم ذي البرد والصُّرَّاد‏:

‏ أشهبُ، والليلة الشّهباءُ‏.

‏ ويقال‏:

‏ اشهابَّ الزَّرْع، إذا هاجَ وبَقي في خِلاله شيءٌ أخضر‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الشِّهاب، وهو شُعلة نارٍ ساطعة‏.

‏ وإنَّ فُلاناً لَشِهابُ حربٍ، وذلك إذا كان معروفاً فيها مشهوراً كشُهرة الكواكب اللّوامع‏.

ويقال إنَّ النّصل الأشهبَ الذي قد بُرِدَ بَرْداً خفيفاً حتى ذهب سوادُهُ‏.

ويقال إنَّ الشّهاب اللّبَنَ الضَّيَاح، وإِنما سمِّيَ بذلك لأنَّ ماءَه قد كثر فصار كالبياض الذي يخالطه لونٌ آخر‏.

‏(‏شهد‏)‏ الشين والهاء والدال أصلٌ يدلُّ على حضور وعلم وإعلام، لا يخرُج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه‏.

‏ من ذلك الشَّهادة، يجمع الأصولَ التي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام‏.

‏ يقال شَهد يشهد شهادةً‏.

‏ والمَشهد‏:

‏ محضر النّاس‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الشُّهود‏:

‏ جمع الشاهد، وهو الماء الذي يخرج على رأس الصبيّ إِذا وُلد،

ويقال بل هو الغِرْس‏.

‏ قال الشاعر‏:

‏ فجاءَت بمثل السّابرِي تَعجَّبُوا

***

 لهُ والثَّرَى ما جفَّ عنه شُهودها وقال قوم‏:

‏ شهود النّاقة‏:

‏ آثار موضع مَنْتَجِها من دمٍ أو سَلَىً‏.

‏ والشَّهيد‏:

‏ القتيل في سبيل الله، قال قومٌ‏:

‏ سمِّيَ بذلك لأنّ ملائكة الرحمة تشهده، أي تحضُره‏.

‏ وقال آخرون‏:

‏ سمِّي بذلك لسقوطه بالأرض، والأرض تسمَّى الشاهدة‏.

‏ والشاهد‏:

‏ اللِّسان، والشَّاهد‏:

‏ المَلَك‏.

‏ وقد جمعهما الأعشى في بيت‏:

‏ فلا تحسَِبَنّي كافراً لك نعمةً

***

 عَلَى شاهِدِي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ فشاهده‏:

‏ اللسان‏:

‏ وشاهد الله جلَّ ثناؤه، هو المَلَك، فأمَّا قوله جلَّ وعزَّ‏:

‏ ‏{‏شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُو‏}‏ ‏[‏آل عمران 18‏]‏، فقال أهلُ العِلم‏:

‏ معناه أَعلَمَ الله عزَّ وجلَّ، بيَّن اللهُ، كما يقال‏:

‏ شَهِدَ فلانٌ عند القاضي، إذا بيَّنَ وأعلَمَ لمن الحقُّ وعلى مَنْ هو‏.

‏ وامرأةٌ مُشْهِد، إِذا حضر زوجها، كما يقال للغائب زوجُها‏:

‏ مُغِيب‏.

‏ فأمَّا قولهم أشْهَدَ الرّجُلُ، إِذا مَذَى، فكأنَّهُ محمولٌ على الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج على رأس المولود‏.

‏ ومما شذّ عن هذا الأصل‏:

‏ الشُّهْد‏:

‏ العسلُ في شَمَعِها؛ ويجمع على الشِّهاد‏.

 قال‏:

‏ إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ

***

 لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بالشِّهادِ

‏(‏شهر‏)‏ الشين والهاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على وضوحٍ في الأمر وإِضاءة‏.

‏ من ذلك الشَّهر، وهو في كلام العرب الهِلال، ثمَّ سمِّي كلُّ ثلاثين يوماً باسم الهلال، فقيل شهر‏.

‏ قد اتَّفق فيه العربُ والعجم؛ فإنَّ العجم يسمُّون ثلاثين يوماً باسم الهلال في لغتهم‏.

‏ والدليل على هذا قولُ ذي الرّمّة‏:

‏ فأَصْبَحَ أَجْلَى الطرفِ ما يستزيدُهُ

***

 يَرَى الشَّهرَ قبلَ الناسِ وهو نحيلُ والشُّهرة‏:

‏ وضوح الأمر‏.

‏ وشَهَرَ سيفَه، إِذا انتضاه‏.

‏ وقد شُهِر فلانٌ في الناس بكذا، فهو مشهور، وقد شَهَرُوه‏.

‏ ويقال‏:

‏ أَشْهَرْنا بالمكان، إِذا أَقَمنا به شهراً‏.

‏ وشَهْرانُ‏:

‏ قبيلة‏.

‏(‏شهق‏)‏ الشين والهاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على علوّ‏.

‏ من ذلك جبلٌ شاهِق، أي عال‏.

‏ ثمَّ اشتُقَّ من ذلك الشَّهيق‏:

‏ ضدّ الزَّفير؛ لأنَّ الشَّهيق ردُّ النّفَس، والزّفير إخراج النَفَس‏.

‏ والأصل في ذلك ما ذكرناه‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏ فلان ذو شاهقٍ، إِذا اشتدَّ غضبُه‏.

‏ ولعلَّه أن*يكون مع ذلك صوت‏.

‏(‏شهل‏)‏ الشين والهاء واللام أصلٌ في بعض الألوان، وهي الشُّهْلة في العين، وذلك أن يَشُوبَ سوادَها زُرْقة‏.

‏ ومما ليس في هذا الباب‏:

‏ امرأةٌ شهلة، قالوا‏:

‏ هي النَّصَف العاقلة‏.

‏ قالوا‏:

‏ وذلك اسمٌ لها خاصّةً، لا يوصَف به الرجل‏.

‏ كذا قال أهل اللُّغة‏.

‏ فأمَّا العرب فقد سمَّت بشَهْل، وهو الفِند الزِّمَّانيّ، يقال إنّ اسمَه شَهْل بن شيبان‏.

‏ ومما شذَّ أيضاً‏:

‏ المشاهَلة‏:

‏ المُشَارَّة، وأظنُّ الشين مبدلةً من جيم‏.

‏ وكذلك قولهم للحاجَةِ‏:

‏ شهلاء، وهو من باب الإبدال، والأصل الكاف‏:

‏ الشَّكْلاء‏.

‏(‏شهم‏)‏ الشين والهاء والميم أصلٌ يدلُّ على ذَكاء‏.

‏ يقال من ذلك‏:

‏ رجلٌ شَهْمٌ‏.

‏ وربَّما قالوا للمذعور‏:

‏ مَشهوم، وهو قياسٌ صحيح لأنَّه إذا تَفَزَّعَ بَدَا ذكاءُ قلبِه‏.

‏ ويقولون‏:

‏ إنَّ الشَّهامَ السِّعلاة‏.

‏ فإنْ صحَّ هذا فهو أيضاً من الذكاء‏.

‏ والشَّيهم‏:

‏ القنفذ؛ وليس ببعيدٍ أن يكون من قياس الباب‏.

‏ وفيه يقول الأعشى‏:

‏ لَئِنْ جَدَّ أسبابُ العداوةِ بيننا

***

 لترتَحِلَنْ منِّي على ظهر شَيهمِ والله أعلم‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏‏‏ كتاب الشين ﴿ 13 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات