سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الصاد والباء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الصاد والباء وما يثلثهما‏

‏‏باب الصاد والباء وما يثلثهما‏

‏(‏صبح‏)‏ الصاد والباء والحاء أصلٌ واحدٌ مطّرد‏.

‏ وهو لونٌ من الألوان قالوا أصله الحُمْرة‏.

‏ قالوا‏:

‏ وسمِّيَ الصُّبْحُ صُبْحاً لحُمْرَته، كما سمِّيَ المِصْباح مِصباحاً لحُمْرَته‏.

‏ قالوا‏:

‏ ولذلك يقال وجهٌ صَبيحٌ‏.

‏ والصَّباح‏:

‏ نُورُ النَّهارِ‏.

‏ وهذا هو الأصل ثمُ يُفَرَّع‏.

‏ فقالوا‏:

‏ لِشُرْب الغَداة الصَّبوح، وقد اصطَبَحَ، وتلك هي الجاشِرِيَّة‏.

 قال‏:

‏ إِذا ما اصطبحنا الجاشريّة لم نُبَلْ

***

 أميراً وإن كان* الأميرُ من الأَزْدِ ويقال‏:

‏ ‏"‏أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان‏"‏، يعنون الأسير المصطَبِح، وأصله أنَّ قوماً أسرُوا رجلاً فسألوه عن حَيِّه فكَذَبَهُمْ وأومَأَ إلى شُقَّةٍ بعيدة، فطعنوهُ فسَبقَ اللّبَنُ الذي كان اصطبحه الدّمَ، فقالوا‏:

‏ ‏"‏أكذَبُ من الأخيذ الصَّبْحَان‏"‏‏.

‏ والمِصباح‏:

‏ الناقة تَبْرُك في معرَّسِها فلا تَنْبَعِثُ حتى تُصْبِح‏.

‏ والتَّصَبُّح‏:

‏ النَّوْم بالغداة‏.

‏ ويوم الصَّباح‏:

‏ يوم الغَارة‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ به تَرْعُفُ الألفَ إِذ أُرْسِلَتْ

***

 غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذا النَّقْعُ ثارا

ويقال أتيتهُ أصبوحةَ كلِّ يومٍ، ولقيتُهُ ذا صَبوح‏.

‏ والمصابيح‏:

‏ الأقداح التي يُصطَبَح بها‏.

ويقال أتانا لصُبْح خامسةٍ وصِبْحِ خامسة‏.

‏ ومن الكلمة الأولى‏:

‏ الصَّبَح‏:

‏ شدَّة حُمرةٍ في الشعَر؛ يقال أسدٌ أصبَحُ‏.

‏(‏صبر‏)‏ الصاد والباء والراء أصولٌ ثلاثة، الأول الحَبْس، والثاني أعالي الشيء، والثالث جنسٌ من الحجارة‏.

‏ فالأول‏:

‏ الصَّبْر، وهو الحَبْس‏.

‏ يقال صَبَرْتُ نفسي على ذلك الأمر، أي حَبَسْتُها‏.

 قال‏:

‏ فَصَبَرْتُ عارفةً لذلك حُرَّةً

***

 ترسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ والمصبورة المحبوسة على الموت‏.

‏ ونَهَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتل شيءٍ من الدوابّ صَبْراً‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الصَّبِير، هو الكَفِيل، وإنِّما سمِّي بذلك لأنَّهُ يَصبر على الغرم‏.

‏ يقال صَبَرْتُ نفسي به أَصبُر صَبْراً، إذا كَفَلْتَ به، فأنا به صبير‏.

‏ وصبرتُ الإنسانَ، إذا حلَّفْتُهُ بالله جَهْدَ القَسَم‏.

‏ وأمَّا الثاني فقالوا‏:

‏ صُبْر كلِّ شيءٍ‏:

‏ أعلاه‏.

‏ قالوا‏:

‏ وأصبار الإناء‏:

‏ نواحيه، والواحد صُبْر‏.

‏ وقال‏:

‏ * فملأتها عَلَقاً إلى أصبارِهَا* وأمَّا الأصل الثالث فالصُّبْرة من الحجارة‏:

‏ ما اشتدَّ وغلُظ، والجمع صِبَارٌ، وفي كتاب ابن دريد‏:

‏ ‏"‏الصُّبَّارة‏:

‏ قطعةٌ من حديدٍ أو حجر‏"‏ في قول الأعشى‏:

‏ منْ مَبْلغ عَمْرَاً بأنَّ المرءَ لم يخْلَق صُبَارَه‏.

‏ قال ابنُ دُريد‏:

‏ وروى البغداديُّون‏:

‏ ‏"‏صَبارهْ‏"‏، وما أدري ما أرادوا بهذا‏.

‏ قلنا‏:

‏ والذي أراده البغداديُّون ما رُوِيَ أنَّ الصِّبَار ما اشتدَّ وغلُظ‏.

‏ وهو في قول الأعشى‏:

‏ * قُبيلَ الصُّبح أصواتُ الصِّبَارِ* فالذي أراده البغداديون هذا، وتكون الهاء داخلةً عليه للجمع‏.

‏ قال أبو عُبيد‏:

‏ الصُّبْـرُ‏:

‏ الأرض التي فيها حصباءُ وليست بغليظة، ومنه قيل للحرّة‏:

‏ أمُّ صَبَّار‏.

‏ ومما حُمِلَ على هذا قول العرب‏:

‏ وقعَ القومُ في أمّ صَبُّور، إذا وقعوا في أمر عظيم‏.

‏(‏صبع‏)‏ الصاد والباء والعين أصل واحد، ثم يستعار، فالأصل إصبع الإنسان، واحدةُ أصابعه‏.

‏ قالوا‏:

‏ هي مؤنّثة‏.

‏وقالوا‏:

‏ قد يذكَّر‏.

‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه

 قال‏:

‏ ‏"‏هل أنت إلاّ إصبعٌ دميتِ، وفي سبيل الله ما لقيتِ‏"‏ هكذا على التأنيث‏.

‏ ويقال‏:

‏ صَبَعَ فلان بفلانٍ، إذا أشار نحوه بإصبعه، مُغتاباً له‏.

‏ والإصبع‏:

‏ الأثر الحسَن، وهذا مستعارٌ‏.

‏ ومثلٌ يقال‏:

‏ لفلانٍ في ماله إِصبَع، أي أثَرٌ جميل‏.

ويقال للرَّاعي الحسنِ الرِّعْيَة للإِبل، الجميلِ الأَثَر فيها‏:

‏ إن له عليها إصبعاً‏.

‏ قال الرَّاعي يَصِفُ راعياً‏:

‏ ضعيف العَصَا بادِي العُروقِ ترى لـه** عليها إِذا ما أجدَبَ النَّاسُ إِصبعا والصَّبْع‏:

‏ إِراقتُك ما في الإناء من بين إصبعَيك‏.

‏(‏صبغ‏)‏ الصاد والباء والغين، أصلٌ واحدٌ، وهو تلوين الشَّيء بلونٍ ما‏.

‏ تقول‏:

‏ صبغته أصبغه‏.

‏ ويُقال للرُّطَبة‏:

‏ قد صَبَّغَتْ‏.

‏ فأمَّا قولُه تعالى‏:

‏ ?صِبْغَةَ الله? ‏[‏البقرة 138‏]‏ فقال قوم‏:

‏ هي فِطرتُهُ لخلْقِهِ‏.

‏ وقال آخرون‏:

‏ كلُّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى صِبغة‏.

‏ والأصبغ‏:

‏ الفرس في طرف ذَنَبِه بياض‏.

‏ وذلك دون الأشكل، والأوَّل مشبَّه بالشيء يُصْبَغ طرَفُهُ‏.

‏(‏صبي‏)‏ الصاد والباء والحرف المعتلّ ثلاثةُ أصولٍ صحيحة‏:

‏ الأول يدلُّ على صغر السّنّ، والثاني ريحٌ من الرياح، والثالث ‏[‏الإِمالة‏]‏‏.

‏ فالأوّل واحد الصِّبْيةَ والصِّبيان‏.

‏ ورأيته في صباه، أي صغره‏.

‏ والمصْبي‏:

‏ الكثير الصِّبيان‏.

‏ والصَّباء، ممدود الصِّبا، ويمدُّ مع الفتح‏.

‏ أنشد أبو عمرو‏:

‏ أصبحتُ لا يَحمِلُ بعضي بعضَا

***

 كأنما كانَ صَبَائي قَرْضَا ومن الباب‏:

‏ صبا إلى الشّيء يصبُو؛ إذا مال قلبُهُ إليه‏.

‏ والاشتقاق واحد، والاسم الصَّبْوة‏.

‏ وقال العجَّاج في الصِّبا‏:

‏ * وإنما يأتي الصِّبا الصَّبيُّ* والثاني‏:

‏ ريح الصَّبَا، وهيَ التي تستقبل القبلة‏.

‏ يقال صبَتْ تصبُو‏.

‏ الثالث‏:

‏ قول العرب‏:

‏ صَابيْتُ الرُّمح‏.

‏ فأمَّا المهموز فهو يدلُّ على خروجٍ وبروز‏.

‏ يقال صبأٍ من دينٍ إلى دين، أي خرج‏.

‏ وهو قولهم‏:

‏ صبأ نابُ البعير، إذا طلعَ‏.

‏ والخارجُ من دينٍ إلى دين صابئٍ، والجمع صابئون وصُبَّاءٌ‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏‏ كتاب الصَّاد ﴿ 12 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات