📁 آخر الأخبار

‏‏باب الصاد وما معها في الذي يقال في المضاعف والمطابق‏

 

‏‏باب الصاد وما معها في الذي يقال في المضاعف والمطابق‏

‏‏باب الصاد وما معها في الذي يقال في المضاعف والمطابق‏

‏(‏صع‏)‏ الصاد والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على تفرُّق وحرَكة‏.

‏ يقال تصعصع القومُ، إذا تفرَّقوا‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ يقال ذهبت الإبل صَعاصِعَ، أي فِرَقاً‏.

‏ ويقولون‏:

‏ صَعْصَعْتُ الشّيءَ فَتَصَعْصَع، وذلك إِذا حرّكتَه فتحرّك‏.

‏(‏صف‏)‏ الصاد والفاء يدلُّ على أصلٍ واحدٍ، وهو استواءٌ في الشيء وتساوٍ بين شَيئين في المَقَرّ‏.

‏ من ذلك الصَّفُّ، يقال وقفَا صفَّاً، إِذا وَقَفَ كلُّ واحدٍ إلى جنْب صاحبه‏.

‏ واصطفَّ القومُ وتصافُّوا‏.

‏ والأصل في ذلك الصَّفْصَف، وهو المستوي من الأرض، فيقال للمَوقِف في الحرب إِذا اصطفَّ القومُ‏:

‏ مَصَفٌّ، والجمع المصافّ‏.

‏ والصَّفوف‏:

‏ النّاقة التي تَصُفُّ، أي تجمع بين مِحْلَبَين في حَلْبة‏.

‏ والصَّفُوفُ أيضاً‏:

‏ التي تصفُّ يدَيْها عند الحَلَب‏.

‏ وممّا شذَّ عن الباب، وقد يمكن أن يُتطَلَّب لـه في القياس وجهٌ، غيرَ أنَّا نكره القياسَ المتمَحَّل المستَكْرَه، وهذا الذي ذكرناه، فهو الصفيف، قال* قومٌ‏:

‏ هو القَديد‏.

‏ وقال آخرون‏:

‏ هو اللَّحم يُحْمَل في الأسفار طبيخاً أو شِواءً فلا يُنْضَجُ‏.

 قال‏:

‏ فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحمِ مِنْ بين مُنضجٍ

***

 صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ

‏(‏صك‏)‏ الصاد والكاف أصلٌ يدلُّ على تلاقِي شيئين بقوَّة وشِدَّة، حتَّى كأنَّ أحدَهما يضرِبُ الآخر‏.

‏ من ذلك قولهم‏:

‏ صَكَكْتُ الشيءَ صكَّا‏.

‏ والصَّكَك‏:

‏ أن تَصْطَكَّ رُكبتا ‏[‏الرَّجُل‏]‏‏.

‏ ‏[‏وصَكَّ البابَ‏]‏‏:

‏ أغْلقه بعنفٍ وشِدَّة‏.

ويقال بعير مُصَكَّكٌ، إذا كان اللَّحمُ قد صُكَّ فيه صَكّاً‏.

‏ ورجلٌ مِصكٌّ‏:

‏ شديد‏.

ويقال ذلك في الخَيل والحُمُر وغيرها‏.

‏ وأمَّا قولُهم‏:

‏ ‏"‏جئتُهُ صَكَّةَ عُمَيٍّ‏"‏ فإِنَّما يُراد أنَّ الأعمى يلقى مثلَهُ فيصطكّانِ، أي يصكُّ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه‏.

‏ وذلك كلامٌ وضَعوه في الهاجرة وعند اشتداد الحرِّ خاصَّة‏.

‏(‏صل‏)‏ الصاد واللام أصلان‏:

‏ أحدهما يدلُّ على ندىً وماء قليل، والآخر على صوت‏.

‏ فأمَّا الأول فالصَّلّة، وهي الأرضُ تسمَّى الثَّرَى لِنداها‏.

‏ على أنَّ من العرب من يسمِّي الصَّلّة التُّرابَ الندِيّ‏.

‏ ولذلك تُسمَّى بقيَّةُ الماء في الغدير صُلْصُلة‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ صِلال المَطَر‏:

‏ ما وقع منه شيءٌ بعد شيء‏.

ويقال للعُشْب المتفرِّق صِلالٌ، لأنَّه يسمَّى باسم المطرِ المتفرِّق‏.

 قال‏:

‏ * كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا* ومن الباب صَلّ اللحمُ، إِذا تغيَّرَتْ رائحتُهُ وهو شواءٌ أو طبيخ‏.

‏ وإِنّما هو من الصَّلّة، كأنَّه دُفِنَ في الصّلّة فتغيَّر‏.

‏ ومصدر ذلك الصُّلول‏.

 قال‏:

‏ ذاك فتىً يبذُلُ ذا قِدْرِهِ

***

 لا يُفْسِدُ اللَّحمَ لديه الصُّلولْ وأمَّا الصَّوت فيقال صَلَّ اللِّجام وغيرُهُ، إِذا صَوَّت‏.

‏ فإِذا كثُر ذلك منه، قيل صَلْصَلَ‏.

‏ وسمِّيَ الَخَزَفُ صَلصَالاً لذلك، لأنَّه يصوّت ويصلصِل‏.

‏ وممّا شذّ من هذين البابين الصِّلّ‏:

‏ الدَّاهية؛ والجمع أصلال‏.

ويقال صَلَّتْهم الصَّالَّة‏.

‏ إذا دَهَتْهم الدَّاهية‏.

‏(‏صم‏)‏ الصاد والميم أصلٌ يدلُّ على تَضَامِّ الشِّيءِ وزوالِ الخرْق والسَّمّ‏.

‏ من ذلك الصَّمَم في الأُذن‏.

‏ يقال صَمِمْت، وأنت تَصَمُّ صَمَما‏.

‏ وربَّما قالوا صُمَّ بمعنى صَمّ‏.

‏ ويقال‏:

‏ أصممتُ الرَّجُلَ، إِذا وَجدته أصمَّ‏.

‏ قال ابنُ أحمر‏:

‏ أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى

***

 بآخِرِنا وتَنْسَى أوَّلينَا والصَّمّاء‏:

‏ الدَّاهية، كأنَّه من الصَّمَم‏.

‏ أي هو أمرٌ لا فُرجَةَ له فيه‏.

‏ ومن ذلك اشتمالُ الصَّمّاء‏:

‏ أنْ تلتحفَ بثوبك ثم تُلقيَ الجانبَ الأيسر على الأيمن‏.

‏ والعرب تقول في تعظيم الأمر‏:

‏ ‏"‏صَمِّي صَمَامِ‏"‏‏.

‏ والأصل في ذلك قولهم‏:

‏ ‏"‏صَمّت حصاةٌ بِدَمٍ‏"‏، وذلك أنَّ الدِّماءَ تكثُر في الأرض عند الوغَى، حتَّى لو أُلْقِيَتْ حصاةٌ لم يُسْمَع لها وَقْع، وهو في قول امرئ القيس‏:

‏ بُدِّلتُ مِنْ وائلٍ وكِندةَ عَدوا

***

 نَ وفهْمَاً صَمِّي ابنةَ الجبَلِ يريد تعظيمَ ما وقع فيه وأُدِّيَ إِليه‏.

‏ وصِمام القارورة سمِّيَ بذلك لأنّه يسُدُّ الفُرْجَة‏.

‏ وقولهم‏:

‏ صَمَّم في الأمر، إِذا مضى فيه راكباً رأسَه، فهو من القياس الذي ذكرناه، كأنَّه لما أراد ذلك لم يسمع عَذْلَ عاذلٍ ولا نَهْيَ ناهٍٍ، فكأَنّهُ أَصمُّ‏.

‏ واشتُقَّ منه السَّيف الصَّمصام والصَّمصامة‏.

‏ ومنه صَمَّم، إِذا عَضَّ في الشيء فأثبت أسنانه فيه‏.

‏ والصَّمَّانُ‏:

‏ أرضٌ‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏ كلُّ أرضٍ إلى جنبِ رَمْلة فهي صَمَّانةٌ‏.

‏ وهذا صحيح؛ لأنَّ الرّمل فيه خَلَل، والصَّمَّانةُ ليست كذلك‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الصِّمْصِم‏:

‏ الرَّجلُ الغليظ، وسمِّي بذلك لما ذكرناه، كأنَّه ليست في لحمه فُرجة ولا خَرْق‏.

‏ وكذلك الأسد صِمَّةٌ، كأنَّه لا وصول إليه من وجه‏.

‏ ومن الباب الصِّمصِمة‏:

‏ الجماعة، سمِّيت بذلك، كأنَّها اجتمعت حتى لا خلل فيها ولا خَرْق‏.

‏(‏صن‏)‏ الصاد والنون أصلان‏:

‏ أحدهما يدلُّ على إِباء وصَعَرٍ من كِبر‏.

‏ من ذلك الرّجلُ المُصِنُّ، قالوا‏:

‏ هو الرَّافعُ رأسَهُ لا يلتفت إلى أحدٍ‏.

‏ وقالوا‏:

‏ هو السَّاكت‏.

‏ وقالوا‏:

‏ هو الممتلئ غيظاً‏.

‏ قال الرَّاجز‏:

‏ * أَإِبلِي تأخذُها مُصِنَّا* أي أتأخُذُ إبلي لا يمنعُكَ زَجْرُ زاجر ولا تلتفت إلى أحد‏.

‏ والأصل الآخر يدلُّ على خُبْث رائحة‏.

‏ من ذلك الصِّنُّ، و* هو بول الوَبْرِ، في قول جرير‏:

‏ تَطَلَّى وهي سيِّئةُ المعَرَّى

***

 بِصِنِّ الوَبْرِ تَحسَِبُهُ مَلاَبا ثم اشتق منه ‏[‏الصُّنَان‏]‏‏:

‏ ذَفَر الإبط‏.

‏ فأمَّا قولُهم إنَّ أحدَ أيّام العَجُوز يقال لـه الصَّنُّ فهذا شيءٌ ما رأيتُ أحداً يَضبِطه ولا يعلم حقيقتَهُ، فلذلك لم أذكره‏.

‏(‏صه‏)‏ الصاد والهاء كلمة تقال عند الإسكات، وهي صه، ولا قياسَ لها‏.

‏(‏صي‏)‏ الصاد والياء كلمة واحدة مُطَابَقة، وهي كلُّ شيءٍ يُتَحَصَّنُ به‏.

‏ من ذلك تسميتُهم الحصونَ صَياصِيَ، ثمَّ شُبِّه بذلك ما يُحارِب ويتَحصَّن به الدِّيك ‏[‏وسُمِّي‏]‏ صيصِيَة، وكذلك قَرن الثور يسمَّى بذلك؛ لأنه يَتحصَّن ويُحارِب به‏.

‏(‏صأ‏)‏ الصاد والهمزة كلمة واحدة‏.

‏ يقال صأصأ الجَرْوُ، إِذا حرَّك عينَيه ليفتحَهما‏.

‏ وفي حديث بعض التابعين‏:

‏ ‏"‏فقَّحْنا وصأصأتم‏"‏‏.

ويقال صأصأت النَّخْلة، إذا لم تقبل اللَّقاح‏.

‏(‏صب‏)‏ الصاد والباء أصلٌ واحدٌ، وهو إراقة الشيء، وإليه ترجع فروعُ البابِ كلِّه‏.

‏ من ذلك صَبَبت الماءَ أصبُّه صَبّاً‏.

‏ ويُحمَل على ذلك فيقال لِمَا انحدرَ من الأرض صَبَبٌ، وجمعه أصبابٌ، كأنَّه شيءٌ منصبٌّ في انحداره‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏أنَّه كان صلى الله عليه وآله وسلم إِذا مشى فكأنَّما يمشي في صَبَب‏"‏‏.

‏ وقال الراجز‏:

‏ * بل بَلَدٍ ذي صُعُدٍ وأصبابْ* والصُّبَّة‏:

‏ القِطعةُ من الخيل، كأنَّها تنصبُّ في الإِغارَةِ انصباباً، والقِطعةُ من الغَنَم أيضاً صُبَّة، لذلك المعنى‏.

ويقال للحيَّات الأساودِ‏:

‏ الصُّبُّ، وذلك أنها إِذا أرادت النكْزَ انصبَّتْ على الملدوغ انصباباً‏.

‏ فأما الصَّبيب فيقال إِنه ماءُ ورق السِّمسِم،

ويقال بل هو عُصارة الحِنّاء‏.

‏ وقال الشَّاعر، وهو يدلُّ على صحّة القول الأوّل‏:

‏ فأوردتُها ماءً كأنَّ جِمَامه

***

 من الأَجْنِ حِنّاءٌ مَعَاً وصَبيبُ وقال قومٌ‏:

‏ الصَّبيب‏:

‏ الدَّم الخالص، والعُصفُر المُخْلَص‏.

‏ والصُّبَابة‏:

‏ البقيَّة من الماء في الإناء‏.

‏ والصَّبَابة مِنْ صَبَّ إليه‏.

‏ ورجلٌ صَبٌّ، إِذا غَلبَه الهوى، وهو من انصباب القَلْب‏.

ويقال تصبَّبَ الحرُّ‏:

‏ اشتدَّ، كأَنَّه شيء صُبَّ على الأرض صَبّا‏.

‏ وتصبصب الشَّيء‏:

‏ ذَهَبَ ومُحِقَ، كأنَّهُ صُبَّ صبّاً‏.

ويقال تصابَبْتُ الإناء، إِذا شربتَ صُبَابَتَه‏.

‏ وكذلك تصابَبتُ الشّيء، إذا نِلتَه قليلاً‏.

‏ قال الشّمّاخ‏:

‏ لَقَومٌ تَصَابَبْتُ المعيشة بعدَهم

***

 أحبُّ إليَّ من عِفاءٍ تَغَيَّرَا

‏(‏صت‏)‏ الصاد والتاء أصلٌ يدلُّ على نِزاعٍ وخصومةٍ وافتراق، يقال للجَلَبَة الصَّتيت‏.

‏ وما زلتُ أُصَاتُّ فلاناً، أي أخاصِمُهُ‏.

‏ والصَّتُّ، فيما يقال‏:

‏ الصَّدْم‏.

‏ والصَّـتِيت‏:

‏ الفِرْقَة‏.

‏ ويقولون إِنَّ الصَّت الصَّدُّ‏.

‏(‏صح‏)‏ الصاد والحاء أصل يدلُّ على البَراءَة من المرض والعَيب، وعلى الاستواءِ‏.

‏ من ذلك الصِّحَّة‏:

‏ ذَهاب السُّقْم، والبراءةُ من كلِّ عَيب‏.

‏ والصَّحِيح والصَّحَاح بمعنىً‏.

‏ والمُصِحُّ‏:

‏ الذي أهلُهُ وإبلُه صِحَاحٌ وأَصِحَّاء‏.

‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:

‏ ‏"‏لا يُورِدَنَّ ذو عاهةٍ على مُصِحّ‏"‏، أي الذي إبلُهُ صِحاحٌ‏.

‏ والصَّحْصح والصَّحصَحانُ والصَّحصَاحُ‏:

‏ المكان المستوِي‏.

‏(‏صخ‏)‏ الصاد والخاء أصلٌ يدلُّ على صوتٍ من الأصوات‏.

‏ من ذلك الصَّاخَّة يقال إِنَّها الصَّيحةُ تُصِمُّ الآذان‏.

ويقال ضَرَبْتُ الصخرةَ بحجرٍ فسمعتُ لها صَخّا‏.

ويقال صَخَّ الغُرابُ بمنقارِهِ في دَبَرة البَعير، إِذا طَعَن‏.

‏(‏صد‏)‏ الصاد والدال معظمُ بابِهِ يَؤولُ إلى إِعراضٍ وعُدول‏.

‏ ويجيء بعد ذلك كلماتٌ تَشِذّ‏.

‏ فالصَّدُّ‏:

‏ الإعراض‏.

‏ يقال صَدَّ يصُدُّ، وهو مَيلٌ إلى أحد الجانبين‏.

‏ ثم تقول‏:

‏ صَدَدْتُ فلاناً عن الأمر، إِذا عَدَلْتَه عنه‏.

‏ والصَُّدَّانِ‏:

‏ جانِبا الوادي، الواحد صَُدٌّ، وهو القياس، لأنَّ الجانب مائلٌ لا محالة‏.

‏ ويقولون‏:

‏ إنّ الصَّدَدَ ما استَقْبَلَ‏.

‏ يقال‏:

‏ هذه الدَّارُ على صَدَدِ هذه‏.

‏ ويقولون‏:

‏ الصَّدد‏:

‏ القُرب‏.

‏ والصُّدَّاد‏:

‏ الطَّريق إلى الماء‏.

‏ والصَُّدُّ‏:

‏ الجبَل‏.

‏ وهذه الكلماتُ التي ذكرتُها فليست عندي أصلاً؛ لبُعدها عن القياس، وإنْ صحَّتْ فهي محمولةٌ*على الأصل‏.

‏ ومما هو صحيحٌ وليس من هذا الباب، قولهم‏:

‏ صَدَّ يَصِدُّ، وذلك إِذا ضَجَّ‏.

‏ وقرأ قومٌ‏:

‏ ‏{‏ إِذا قَوْمُكَ منه يَصِدُّون‏}‏ ‏[‏الزخرف 57‏]‏، قالوا‏:

‏ يَضِجُّون‏.

‏ والصَّديد‏:

‏ الدَّم المختلِط بالقَيْح، يقال منه أَصَدَّ الجُرْح‏.

‏(‏صر‏)‏ الصاد والراء أصولٌ‏:

‏ الأول قولهم صَرَّ الدَّرَاهمَ يصُرُّها صَرّاً‏.

‏ وتلك الخِرقة صُرَّة‏.

‏ والذي تعرفه العربُ الصِّرَار، وهي خِرقةٌ تُشدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فَصِيلُها‏.

‏ يقال صَرَّها صَرَّا‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ الإِصرار‏:

‏ العَزْم على الشيء‏.

‏ وإنما جعلْناه من قياسِه لأن العَزْم على الشيء والإجماعَ عليه واحد وكذلك الإصرار‏:

‏ الثَبَات على الشيء‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ هذه يمين صِرِّي أي جدّ، إنا ثابتٌ عليها مُجمِع‏.

‏ ومن الباب‏:

‏الصَّرَّة، يقال للجماعة صَرَّةٌ‏.

‏ قال امرؤُ القَيس‏:

‏ فأَلحَقَنَا بالهادياتِ ودونه

***

 جَوَاحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ ومن الباب‏:

‏ حافرٌ مصرورٌ، أي منقبضٌ‏.

‏ ومنه الصُّرْصُور، وهو القَطيع الضَّخْم من الإبل‏.

‏ وأَمَّا الثاني، وهو من السُّمُو والارتفاع، فقولهم‏:

‏ صَرَّ الحمارُ أُذُنَه، إِذا أقامها‏.

‏ وأَصَرَّ إذا لم تذكر الأُذُن، وإن ذكرتَ الأُذُن قلتَ أَصَرَّ بأذنه‏.

‏ وأظنُّه نادراً‏.

‏ والأصل في هذا الصِّرَار، وهي أماكنُ مرتفعةٌ لا يكَادُ الماء يعلوها‏.

‏ فأما صِرَارٌ فهو اسمُ علَمٍ، وهو جَبَلٌ‏.

 قال‏:

‏ إنَّ الفرزدقَ لن يُزايل لؤمَه

***

 حتى يَزُولَ عن الطريقِ صِرَارُ وأمَّا الثالث‏:

‏ فالبرد والحَرُّ، وهو الصِّرُّ‏.

‏ يقال أصاب النَّبتَ صِرٌّ، إذا أصابَه بردٌ يُضرُّ به‏.

‏ والصِّرُّ‏:

‏ صِرُّ الرّيح الباردة‏.

‏ وربما جعلوا في هذا الموضع الحَرَّ‏.

‏ قال قوم‏:

‏ الصَّارَّةُ شدة الحرِّ حرِّ الشمس‏.

‏ يقال قطع الحِمار صارَّتَه‏.

‏ إِذا شرِب شُرْباً كَسَرَ عطشَه‏.

‏ والصَّارَّة‏:

‏ العَطَش، وجمعها صَوَارُّ‏.

‏ والصَّرِيرة‏:

‏ العطش، والجمع صرائر‏.

 قال‏:

‏ * وانصاعت الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها* وذكر أبو عبيدٍ‏:

‏ الصَّارّة العطش، والجمع صرائر‏.

‏ وهو غلط، والوجه ما ذكرنا‏.

‏ وأما الرَّابع، فالصَّوت‏.

‏ من ذلك الصَّرَّة‏:

‏ شِدَّة الصِّياح‏.

‏ صَرَّ الجُنْدَب صرِيراً، وصَرْصَرَ الأَخْطَبُ صَرصرة‏.

‏ والصَّرَارِيُّ‏:

‏ الملاَّح، ويمكن أن يكون لرفعِه صوتَه‏.

‏ ومما شذَّ عن هذه الأصول كلمتان، ولعلَّ لهما قياساً قد خَفِيَ علينا مكانُه فالأولى‏:

‏ الصّارَّة، وهي الحاجةُ‏.

‏ يقال لي قِبَلَ فلانٍ صَارَّةٌ، وجمعها صَوَارُّ، أي حاجة‏.

‏ والكلمةُ الأخرى الصَّرورة، وهو الذي لم يحجُجْ، والذي لم يتزوَّج‏.

ويقال الصَّرُورة‏:

‏ الذي يَدَعُ النكاح متبتِّلاً‏.

‏ وجاء في الحديث‏:

‏ ‏"‏لا صَرْورة في الإسلام‏"‏‏.

‏ قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن دُريد‏:

‏ ‏"‏الأصل في الصَّرورة أنَّ الرجلَ في الجاهلية كانَ إذا أحدَثَ حدَثاً فلجأ إلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إِذا لقِيَه وليُّ الدَّمِ بالحرَم قيل له‏:

‏ هو صرورة فلا تَهِجْه‏.

‏ فكثُر ذلك في كلامهم حتَّى جعلوا المتعبِّد الذي يجتنِب النِّساء وطِيبَ الطعام صَرورةً، وصروريَّاً‏.

‏ وذلك عَنَى النابغةُ بقوله‏:

‏ لو أنَّها عَرَضَتْ لأشمَطَ راهبٍ

***

 عَبَدَ الإِلـه صرورةٍ متعبِّدِ أي مُنْقَبضٍ عن النِّساء والطِّيب‏.

‏ فلما جاء الله تعالى بالإسلام وأوجَبَ إِقامةَ الحدود بمكَّة وغيرِها سُمِّي الذي لم يحجَّ صَرورةً وصَرُوريّاً، خلافاً لأمر الجاهلية‏.

‏ كأنَّهم جَعلُوا أنَّ تَرْكَه الحجَّ في الإِسلام، كترك المتأَلِّهِ إِتيانَ النِّساء والتّنعّمَ في الجاهليَّة‏"‏‏.

‏ وهذا الذي ذكرناه في معنى الصَّرورة يحتمل أنَّه من الصِّرار، وهو الخِرقة التي تُشَدُّ على أَطْباء النّاقة لئلا يرضَعَها فصيلها‏.

‏ والله أعلم بالصَّواب‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏‏ كتاب الصَّاد ﴿ 1 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات