سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏


‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏

‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏

‏ 
‏(‏أدر‏)‏ الهمزة والدال والراء كلمةٌ واحدة، فهي الأَدْرَةُ والأَدَرَةُ، يقال أَدِرَ يَأْدَرُ، وهو آدَرُ‏.
 قال‏:

‏ نُبِّئتُ عتْبةَ خَضّافَاً تَوَعَّدَنِي 
***
 يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ 

‏(‏أدل‏)‏ الهمزة والدال واللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه كلمتان متقاربتان في المعنى، متباعدتان في الظَّاهر‏.
‏ فالإدْلُ اللّبَنُ الحامض‏.
‏ والعرب تقول‏:
‏ قال ابن السكّيت‏:
‏ قال الفرّاء‏:
‏ الإدْلُ وجَع العنق‏.
‏ فالمعنى في الكراهة واحد، وفيه على رواية أبي عبيد قياسٌ أجود ممّا ذكرناه، بل هو الأصل‏.
‏ قال أبو عبيد‏:
‏ إذا تلبّد اللبن بعضُه على بعضٍ فلم ينقطع فهو إدْلٌ‏.
‏ وهذا أشبهُ بما قاله الفرّاء، لأنّ الوجع في العنق قد يكون من تضامِّ العروق وتلَوِّيها‏.
‏ 
‏(‏أدم‏)‏ الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة، وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمُغيرةِ بن شُعْبة- وخَطَب المَرْأَةَ-‏:
‏ ‏"‏لو نظَرْتَ إليها، فإنّه أحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما‏"‏‏.
‏ قال الكسائيّ‏:
‏ يُؤدَم يعني أن يكون بينهما المحبّة والاتفاق، يقال أَدَمَ يَأدِمُ أَدْماً‏.
‏ وقال أبو الجرّاح العُقَيليّ مِثْلَه‏.
‏ قال أبو عُبيد‏:
‏ ولا أرى هذا إلاّ من أَدْمِ الطّعام، لأنّ صلاحَه وطِيبه إنّما يكون بالإدام، وكذلك يقال طعام مَأْدوم‏.
‏ وقال ابن سيرِينَ في طعام كفّارة اليمين‏:
‏ ‏"‏أَكْلَةٌ مأْدُومَةٌ حَتّى يَصُدُّوا‏"‏‏.
 قال‏:

‏ وحدّثني بعضُ أهل العلم أنّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلق امرأته فقالت‏:
‏ ‏"‏أبا فلان، أتُطَلِّقُني، فوالله لقد أطعمتك مأدُومي وأبْثَثْتُك مكتومي، وأتيتُك بَاهِلاً غيرَ ذاتِ صرار‏"‏‏.
‏ قال أبو عبيد‏:
‏ 

ويقال آدَم اللهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما‏.
‏ قال الشاعر‏:
‏ * والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلاّ مُؤْدَمَا * أي لا يُحبِبْنَ إلا مُحَبَّباً موضعاً لذلك‏.
‏ ومن هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أدمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، وهو صحيح لأنُه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم‏.
‏ والأدَمَةُ الوسيلة إلى الشيء، وذلك أنّ المخالِف لا يُتوسَّل به‏.
‏ فإن قال قائلٌ‏:
‏ فعلى أيِّ شيء تحمل الأدَمة وهي باطن الجلد‏؟‏ قيل لـه‏:
‏ الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة، ولذلك سُمّي آدم عليه السلام؛ لأنّه أخذ من أدَمة الأرض‏.
‏ 

ويقال هي الطبقة الرابعة‏.
‏ والعرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأدَمة وخشونة البشَرة‏.
‏ فأما اللّون الآدَم فلأنّه الأغلبُ على بني آدم‏.
‏ وناس تقول‏:
‏ أديم الأرض وأَدَمَتُها وجهها‏.
‏ 
‏(‏أدو‏)‏ الهمزة والدال والواو كلمةٌ واحدة‏.
‏ الأدْوُ كالخَتْل والمراوَغَة‏.
‏ يقال أدا يأدُوا أدْواً‏.
‏ وقال‏:
‏ أدَوْتُ لـه لآخذه 
***
 فهيهات الفتى حَذِرا وهذا شيءٌ مشتقٌّ من الأداة، لأنّها تعمل أعمالاً حتّى يُوصَل بها إلى ما يراد‏.
‏ وكذلك الخَتْل والخَدْع يَعْملانِ أعمالاً‏.
‏ قال الخليل‏:
‏ الألف التي في الأداة لا شك أنّها واو، لأنّ الجِماع أدواتٌ‏.
‏ 

ويقال رجلٌ مُؤْدٍ عَامِلٌ‏.
‏ وأداةُ ‏[‏الحرب‏]‏‏:
‏ السِّلاحُ‏.
‏ وقال‏:
‏ أمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ 
***
 فمِن بينِ مُؤْدٍ و‏[‏مِنْ‏]‏ حاسرِ ومن هذا الباب‏:
‏ استأديت على فلانٍ بمعنى استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك‏.
‏ وآدَيْتُ فلاناً أي أعَنْتُه‏.
 قال‏:

‏ * إنِّي سأُوديك بسَيْرٍ وكْزِ * 
‏(‏أدي‏)‏ الهمزة والدّال والياء أصلٌ واحد، وهو إيصال الشيء إلى الشيء أو وصوله إليه من تلقاء نفسه‏.
‏ قال أبو عبيد‏:
‏ تقول العرب للَّبَن إذا وصل إلى حال الرُّؤوبِ، وذلك إذا خَثُر‏:
‏ قد أدى يَأْدي أُدِيّاً‏.
‏ قال الخليل‏:
‏ أدّى فلان يؤدّي ما عليه أداءً وتَأْدِيَةً‏.
‏ وتقول فلانٌ آدَى للأمانة منك‏.
‏ وأنشد غيره‏:
‏ أدّى إلى هِنْدٍ تَحيَّاتِها 
***
 وقال هذا من وَدَاعي بِكِرْ 
‏(‏أدب‏)‏ الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرع مسائله وترجع إليه‏:
‏ فالأدْب أن تجمع النّاس إلى طعامك‏.
‏ وهي المَأْدَبَة والمأدُبَة‏.
‏ والآدِب الداعي‏.
‏ قال طرفة‏:
‏ نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَى 
***
 لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ والمآدِب‏:
‏ جمع المأدَُبَة، قال شاعر‏:
‏ كأنَّ قُلوبَ الطَّيرِ في قعر عُشِّها 
***
 نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ ومن هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّه مُجمَعٌ على استحسانه‏.
‏ فأمَّا حديث عبد الله ابن مسعود‏:
‏ ‏"‏إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالى فتعلموا مِن مأدُبته‏"‏ فقال أبو عبيد‏:
‏ من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإنسان يدعو إليه النّاس‏.
‏ يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، وذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي‏:
‏ زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُهُ دُ 
***
 فٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَميرُ
 قال‏:

‏ ومن قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلى الأدَب‏.
‏ يجعله مَفْعَلة من ذلك‏.
‏ 

ويقال إن الإدْبَ العَجَبُ‏.
‏ فإنْ كان كذا فلتجمُّع الناس له‏.
‏ التكملة من اللسان 
‏(‏أول‏)‏ والغريب المصنف 84‏.
‏ النص في الغريب المصنف 84‏.
‏ في اللسان 
‏(‏14‏:
‏ 273‏)‏‏:
‏ ‏"‏ولذلك‏"‏‏.
‏ القصة في اللسان 
‏(‏14‏:
‏ 274‏)‏، وستأتي في 
‏(‏بهل‏)‏‏.
‏ البيت وتفسيره في اللسان 
‏(‏14‏:
‏ 273‏)‏‏.
‏ في اللسان 
‏(‏17‏:
‏ 25‏)‏‏:
‏ ‏"‏حذراً‏"‏ وقال‏:
‏ ‏"‏نصب حذراً بفعل مضمر، أي لا يزال حذراً‏"‏‏.
‏ وورد البيت في الأصل‏:
‏ ‏"‏لتأخذه فهيهات الفتى حذر‏"‏، وصواب روايته من اللسان والجمهرة 
‏(‏3‏:
‏ 276‏)‏‏.
‏ تكملة بها يلتئم الكلام‏.
‏ وفي اللسان‏:
‏ ‏"‏وأداة الحرب سلاحها‏"‏‏.
‏ البيت في اللسان 
‏(‏17‏:
‏ 345/ 18‏:
‏ 26‏)‏ برواية‏:
‏ ‏"‏بسير وكن‏"‏‏.
‏ وفسره في 
‏(‏وكن‏)‏ بأنه سير شديد‏.
‏ لكن رواية الأصل والمجمل أيضاً‏:
‏ ‏"‏وكز‏"‏ بالزاي‏.
‏ وهو من قولهم وكر وكزا في عدوه من فزع أو نحوه‏.
‏ 

ويقال أيضاً وكز يوكز توكيزاً‏.
‏ روى الأخيرة ابن دريد في الجمهرة 
‏(‏3‏:
‏ 17‏)‏ وقال‏:
‏ ‏"‏وليس بثبت‏"‏‏.
‏ ورواية اللسان عن الجمهرة محرفة‏.
‏ في اللسان‏:
‏ ‏"‏قال أبو منصور‏:
‏ وما علمت أحداً من النحويين أجاز آدى‏"‏ البيت من أبيات لابن أحمر، رواها ابن منظور في اللسان 
‏(‏19‏:
‏ 57‏)‏ والرواية فيه‏:
‏ ‏"‏من دواعي دبر‏"‏، محرفة‏.
‏ وبكر، أراد بكر، بالكسر، فأتبع الكاف الباء في الكسر‏.
‏ البيت لصخر الغي، يصف عقاباً‏.
‏ اللسان 
‏(‏1‏:
‏ 200‏)‏‏.
‏ في الأصل‏:
‏ ‏"‏فقلموا‏"‏، صوابه في اللسان 
‏(‏1‏:
‏ 201‏)‏‏.
‏ البيت محرف في اللسان 
‏(‏أدب‏)‏ وعجزه في 
‏(‏16‏:
‏ 304‏)‏‏.
‏ وأنشده الجواليقي في المعرب 130 برواية ‏"‏زجل عجزه‏"‏ وقال‏:
‏ ‏"‏يعني أنه يجاوبه صوت رعد آخر من بعض نواحيه كأنه قرع دف يقرعه أهل عرس دعوا الناس إليها‏"‏‏.
‏ وانظر شعراء النصرانية 454-456‏.
‏ في اللسان‏:
‏ ‏"‏الأصمعي‏:
‏ جاء فلان بأمر أدب، مجزوم الدال، أي بأمر عجيب‏"‏‏.
‏ ‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏
‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏
‏‏باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات