باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي
باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي
(أدر) الهمزة والدال والراء كلمةٌ واحدة، فهي الأَدْرَةُ والأَدَرَةُ، يقال أَدِرَ يَأْدَرُ، وهو آدَرُ.
قال:
نُبِّئتُ عتْبةَ خَضّافَاً تَوَعَّدَنِي
***
يا رُبَّ آدَرَ من مَيْثاءَ مَأْفُونِ
(أدل) الهمزة والدال واللام أصلٌ واحدٌ يتفرّع منه كلمتان متقاربتان في المعنى، متباعدتان في الظَّاهر.
فالإدْلُ اللّبَنُ الحامض.
والعرب تقول:
قال ابن السكّيت:
قال الفرّاء:
الإدْلُ وجَع العنق.
فالمعنى في الكراهة واحد، وفيه على رواية أبي عبيد قياسٌ أجود ممّا ذكرناه، بل هو الأصل.
قال أبو عبيد:
إذا تلبّد اللبن بعضُه على بعضٍ فلم ينقطع فهو إدْلٌ.
وهذا أشبهُ بما قاله الفرّاء، لأنّ الوجع في العنق قد يكون من تضامِّ العروق وتلَوِّيها.
(أدم) الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة، وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمُغيرةِ بن شُعْبة- وخَطَب المَرْأَةَ-:
"لو نظَرْتَ إليها، فإنّه أحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما".
قال الكسائيّ:
يُؤدَم يعني أن يكون بينهما المحبّة والاتفاق، يقال أَدَمَ يَأدِمُ أَدْماً.
وقال أبو الجرّاح العُقَيليّ مِثْلَه.
قال أبو عُبيد:
ولا أرى هذا إلاّ من أَدْمِ الطّعام، لأنّ صلاحَه وطِيبه إنّما يكون بالإدام، وكذلك يقال طعام مَأْدوم.
وقال ابن سيرِينَ في طعام كفّارة اليمين:
"أَكْلَةٌ مأْدُومَةٌ حَتّى يَصُدُّوا".
قال:
وحدّثني بعضُ أهل العلم أنّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلق امرأته فقالت:
"أبا فلان، أتُطَلِّقُني، فوالله لقد أطعمتك مأدُومي وأبْثَثْتُك مكتومي، وأتيتُك بَاهِلاً غيرَ ذاتِ صرار".
قال أبو عبيد:
ويقال آدَم اللهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما.
قال الشاعر:
* والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلاّ مُؤْدَمَا * أي لا يُحبِبْنَ إلا مُحَبَّباً موضعاً لذلك.
ومن هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أدمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، وهو صحيح لأنُه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم.
والأدَمَةُ الوسيلة إلى الشيء، وذلك أنّ المخالِف لا يُتوسَّل به.
فإن قال قائلٌ:
فعلى أيِّ شيء تحمل الأدَمة وهي باطن الجلد؟ قيل لـه:
الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة، ولذلك سُمّي آدم عليه السلام؛ لأنّه أخذ من أدَمة الأرض.
ويقال هي الطبقة الرابعة.
والعرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأدَمة وخشونة البشَرة.
فأما اللّون الآدَم فلأنّه الأغلبُ على بني آدم.
وناس تقول:
أديم الأرض وأَدَمَتُها وجهها.
(أدو) الهمزة والدال والواو كلمةٌ واحدة.
الأدْوُ كالخَتْل والمراوَغَة.
يقال أدا يأدُوا أدْواً.
وقال:
أدَوْتُ لـه لآخذه
***
فهيهات الفتى حَذِرا وهذا شيءٌ مشتقٌّ من الأداة، لأنّها تعمل أعمالاً حتّى يُوصَل بها إلى ما يراد.
وكذلك الخَتْل والخَدْع يَعْملانِ أعمالاً.
قال الخليل:
الألف التي في الأداة لا شك أنّها واو، لأنّ الجِماع أدواتٌ.
ويقال رجلٌ مُؤْدٍ عَامِلٌ.
وأداةُ [الحرب]:
السِّلاحُ.
وقال:
أمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ
***
فمِن بينِ مُؤْدٍ و[مِنْ] حاسرِ ومن هذا الباب:
استأديت على فلانٍ بمعنى استعديت، كأنّك طلبت به أداةً تمكِّنُك من خَصْمك.
وآدَيْتُ فلاناً أي أعَنْتُه.
قال:
* إنِّي سأُوديك بسَيْرٍ وكْزِ *
(أدي) الهمزة والدّال والياء أصلٌ واحد، وهو إيصال الشيء إلى الشيء أو وصوله إليه من تلقاء نفسه.
قال أبو عبيد:
تقول العرب للَّبَن إذا وصل إلى حال الرُّؤوبِ، وذلك إذا خَثُر:
قد أدى يَأْدي أُدِيّاً.
قال الخليل:
أدّى فلان يؤدّي ما عليه أداءً وتَأْدِيَةً.
وتقول فلانٌ آدَى للأمانة منك.
وأنشد غيره:
أدّى إلى هِنْدٍ تَحيَّاتِها
***
وقال هذا من وَدَاعي بِكِرْ
(أدب) الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرع مسائله وترجع إليه:
فالأدْب أن تجمع النّاس إلى طعامك.
وهي المَأْدَبَة والمأدُبَة.
والآدِب الداعي.
قال طرفة:
نحنُ في المَشْتاةِ ندْعُو الجَفَلَى
***
لا تَرَى الآدبَ فينا ينتقِرْ والمآدِب:
جمع المأدَُبَة، قال شاعر:
كأنَّ قُلوبَ الطَّيرِ في قعر عُشِّها
***
نَوَى القَسْبِ مُلْقىً عند بَعْضِ المآدبِ ومن هذا القياس الأدَبُ أيضاً، لأنّه مُجمَعٌ على استحسانه.
فأمَّا حديث عبد الله ابن مسعود:
"إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالى فتعلموا مِن مأدُبته" فقال أبو عبيد:
من قال مأدبة فإنّه أراد الصّنيع يصنعه الإنسان يدعو إليه النّاس.
يقال منه أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، وذكر بيت طرفة، ثمّ ذكر بيت عدي:
زجِلٌ وَبْلُه يُجَاوِبُهُ دُ
***
فٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَميرُ
قال:
ومن قال مَأْدَبَة فإنّه يذهب إلى الأدَب.
يجعله مَفْعَلة من ذلك.
ويقال إن الإدْبَ العَجَبُ.
فإنْ كان كذا فلتجمُّع الناس له.
التكملة من اللسان
(أول) والغريب المصنف 84.
النص في الغريب المصنف 84.
في اللسان
(14:
273):
"ولذلك".
القصة في اللسان
(14:
274)، وستأتي في
(بهل).
البيت وتفسيره في اللسان
(14:
273).
في اللسان
(17:
25):
"حذراً" وقال:
"نصب حذراً بفعل مضمر، أي لا يزال حذراً".
وورد البيت في الأصل:
"لتأخذه فهيهات الفتى حذر"، وصواب روايته من اللسان والجمهرة
(3:
276).
تكملة بها يلتئم الكلام.
وفي اللسان:
"وأداة الحرب سلاحها".
البيت في اللسان
(17:
345/ 18:
26) برواية:
"بسير وكن".
وفسره في
(وكن) بأنه سير شديد.
لكن رواية الأصل والمجمل أيضاً:
"وكز" بالزاي.
وهو من قولهم وكر وكزا في عدوه من فزع أو نحوه.
ويقال أيضاً وكز يوكز توكيزاً.
روى الأخيرة ابن دريد في الجمهرة
(3:
17) وقال:
"وليس بثبت".
ورواية اللسان عن الجمهرة محرفة.
في اللسان:
"قال أبو منصور:
وما علمت أحداً من النحويين أجاز آدى" البيت من أبيات لابن أحمر، رواها ابن منظور في اللسان
(19:
57) والرواية فيه:
"من دواعي دبر"، محرفة.
وبكر، أراد بكر، بالكسر، فأتبع الكاف الباء في الكسر.
البيت لصخر الغي، يصف عقاباً.
اللسان
(1:
200).
في الأصل:
"فقلموا"، صوابه في اللسان
(1:
201).
البيت محرف في اللسان
(أدب) وعجزه في
(16:
304).
وأنشده الجواليقي في المعرب 130 برواية "زجل عجزه" وقال:
"يعني أنه يجاوبه صوت رعد آخر من بعض نواحيه كأنه قرع دف يقرعه أهل عرس دعوا الناس إليها".
وانظر شعراء النصرانية 454-456.
في اللسان:
"الأصمعي:
جاء فلان بأمر أدب، مجزوم الدال، أي بأمر عجيب".
باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي
باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي
باب الهمزة والدال وما معهما في الثلاثي