باب الهمزة والتاء وما يثلثهما باب الهمزة والتاء وما يثلثهما
هذا النص جزء من معجم "مقاييس اللغة" لابن فارس، وهو يشرح باب الهمزة والتاء وما يثلثهما، أي ما كان على وزن "أفعل" من الأصول الثلاثية التي تبدأ بهمزة وتاء وحرف ثالث، وبيان دلالاتها اللغوية الأصيلة المشتركة في كل مادة. فيما يلي تلخيص وتحليل للمحتوى ليسهل فهمه وتوظيفه في مقالات علمية أو دروس نحوية أو لغوية.
شرح باب الهمزة والتاء وما يثلثهما في معجم مقاييس اللغة لابن فارس
1. أصل المادة (أتل): البطء والتثاقل
-
المعنى الأصلي: يدل على البطء في المشي، خاصة عند الغضب.
-
الاستخدام:
-
"أتلَ يأتِلُ" و"أتنَ يأتِنُ" بمعنى مشى بتثاقل.
-
مثل: "تأتِلُ" أي تمشي ببطء.
-
-
شواهد شعرية:
-
"أرانِيَ لا آتيكَ إلاّ كأنّما أسَأتُ وإلاّ أنتَ غضبانُ تَأتِلُ"
-
"مالكِ يا ناقة تَأتِلِينا عليَّ بالدّهناءِ تَأْرَخِينا"
-
2. أصل المادة (أتم): الانضمام والاجتماع
-
المعنى الأصلي: يدل على التحام الأشياء بعضها ببعض.
-
الاستخدام:
-
"الأُتُم" لغة في "العُتُم" وهو شجر الزيتون.
-
"أَتَمّ بالمكان": أي أقام وثوى فيه.
-
"المأتم": النساء المجتمعات في خير أو شر.
-
-
شواهد شعرية:
-
"رمَتهُ أناةٌ من ربيعة عامرٍ نؤومُ الضّحى في مَأْتَمٍ أيِّ مأْتَمِ"
-
شبه البوم بالنساء النائحات.
-
3. أصل المادة (أتن): الأتان (أنثى الحمار)
-
المعنى الأصلي: يختص بالأنثى من الحمير، واستُعيرت دلالات منها.
-
الاستخدام:
-
"الأتان": أنثى الحمار، جمعها "أتُن".
-
تُستخدم في مواضع مثل قاعدة الهودج، أو مقام المستقي على البئر.
-
-
ملحوظة لغوية: "أتَن" تقارب الخطو في الغضب، لكنه أُعيد لأصل "أتل" لأن النون بدل من اللام.
4. أصل المادة (أته): الكِبْر والخيلاء
-
المعنى الأصلي: يقال "تأتّه" أي تبختر وتكبر، وهو خُيلاء الإنسان.
5. أصل المادة (أتو): المجيء والطاعة
-
المعنى الأصلي: يدل على الإتيان والانقياد.
-
الاستخدام:
-
"أتَوْته" بمعنى أتيته.
-
"الإتاوة": الجزية أو الضريبة، ومنها الرشوة.
-
"أتْوُه" للسير الحسن أو السلس.
-
-
شواهد شعرية:
-
"توكّلن واستدبرنه كيف أتوُه"
-
"ولا أتوَ إلا أتوُه وهو مقبلُ"
-
6. أصل المادة (أتي): الإتيان والإعطاء
-
المعنى الأصلي: يدل على المجيء والعطاء والمصدر.
-
الاستخدام:
-
"إتيان، أتيّ، أتوَة": مصادر من "أتى".
-
"آتى يؤتي": بمعنى أعطى (الإيتاء).
-
"تأتي له الدهر": تيسّر له.
-
"المأتى": الموضع الذي يُؤتى منه.
-
-
شواهد:
-
"أتيت الأمر من مأتاه"
-
"يُؤدّون الإتاوة صاغرينا"
-
"وتأتي له الدهر حتى جبر"
-
الملاحظات العامة على الباب:
-
يجمع بين ألفاظ مختلفة ذات دلالة قريبة حول الإتيان والمشي والبطء والإعطاء.
-
يُظهر دقة الخليل وابن فارس في تأصيل الجذور وإرجاع المشتقات إلى أصل دلالي موحّد.
-
يتم التفريق بوضوح بين الكلمات ذات الأصل الثلاثي، والكلمات التي طرأ عليها إبدال أو نحت لغوي.
الاستخدام في النحو والبلاغة:
-
يمكن توظيف هذه المعاني في فهم الأساليب القرآنية مثل:
-
"وَآتُوا الزَّكَاةَ" → من "آتى" بمعنى أعطى.
-
"يَأْتُونَكَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" → من "أتى" بمعنى جاء.
-
-
تساعد في معرفة الفروق الدقيقة بين الكلمات التي تبدو متشابهة، لكنها تنتمي لأصول مختلفة.
خلاصة البحث اللغوي:
باب الهمزة والتاء وما يثلثهما يكشف عن ثراء الجذر العربي في الاشتقاق والتنوع المعنوي. فكل مادة تبدأ بـ "أ + ت + حرف ثالث" تحتفظ بجذر دلالي موحد ينعكس على المشتقات. ومن خلال الرجوع إلى هذه الجذور، يمكن التوسع في المعاني وفهم السياقات الأدبية والشرعية واللغوية بدقة أكبر.
هل ترغب أن أستخرج لك هذه الدلالات على شكل جدول مرتب ليسهل نشرها أو استخدامها في التدريس أو التدوين؟