📁 آخر الأخبار

باب كثرة حيايه صلى الله عليه وسلم

 

 باب كثرة حيايه صلى الله عليه وسلم

 باب كثرة حيايه صلى الله عليه وسلم


4284- قَوْله: «كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدّ حَيَاء مِنْ الْعَذْرَاء فِي خِدْرهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهه».

 الْعَذْرَاء الْبِكْر، لِأَنَّ عُذْرَتَهَا بَاقِيَة، وَهِيَ جِلْدَة الْبَكَارَة.

 وَالْخِدْر سِتْر يُجْعَل لِلْبِكْرِ جَنْب الْبَيْت.

 وَمَعْنَى: «عَرَفْنَا الْكَرَاهَة فِي وَجْهه» أَيْ لَا يَتَكَلَّمُ بِهِ لِحَيَائِهِ، بَلْ يَتَغَيَّرُ وَجْهه، فَنَفْهَم نَحْنُ كَرَاهَته.

 وَفيه فَضِيلَة الْحَيَاء، وَهُوَ مِنْ شُعَب الْإِيمَان، وَهُوَ خَيْر كُلّه، وَلَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ، وَقَدْ سَبَقَ هَذَا كُلّه فِي كِتَاب الْإِيمَان، وَشَرَحْنَاهُ وَاضِحًا، وَهُوَ مَحْثُوث عَلَيْهِ مَا لَمْ يَنْتَهِ إِلَى الضَّعْف وَالنَّخْو كَمَا سَبَقَ.

✯✯✯✯✯✯

‏4285- قَوْله: «لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا» قَالَ الْقَاضِي: أَصْل الْفُحْش الزِّيَادَة وَالْخُرُوج عَنْ الْحَدّ.

قَالَ الطَّبَرِيُّ: الْفَاحِش الْبَذِيء.

قَالَ اِبْن عَرَفَة: الْفَوَاحِش عِنْد الْعَرَب الْقَبَائِح.

قَالَ الْهَرَوِيُّ: الْفَاحِش ذُو الْفُحْش، وَالْمُتَفَحِّش الَّذِي يَتَكَلَّفُ الْفُحْش، وَيَتَعَمَّدُهُ لِفَسَادِ حَاله.

قَالَ: وَقَدْ يَكُون الْمُتَفَحِّشُ الَّذِي يَأْتِي الْفَاحِشَة.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ خِيَاركُمْ أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا» فيه الْحَثّ عَلَى حُسْن الْخُلُق، وَبَيَان فَضِيلَة صَاحِبه.

 وَهُوَ صِفَة أَنْبِيَاء اللَّه تَعَالَى وَأَوْلِيَائِهِ.

قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: حَقِيقَة حُسْن الْخُلُق بَذْل الْمَعْرُوف، وَكَفّ الْأَذَى، وَطَلَاقَة الْوَجْه.

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: هُوَ مُخَالَطَة النَّاس بِالْجَمِيلِ وَالْبِشْر، وَالتَّوَدُّد لَهُمْ، وَالْإِشْفَاق عَلَيْهِمْ، وَاحْتِمَالهمْ، وَالْحِلْم عَنْهُمْ، وَالصَّبْر عَلَيْهِمْ فِي الْمَكَارِه، وَتَرْك الْكِبْر وَالِاسْتِطَالَة عَلَيْهِمْ.

 وَمُجَانَبَة الْغِلَظ وَالْغَضَب، وَالْمُؤَاخَذَة.

قَالَ: وَحَكَى الطَّبَرِيُّ خِلَافًا لِلسَّلَفِ فِي حُسْن الْخُلُق هَلْ هُوَ غَرِيزَة أَمْ مُكْتَسَب؟ قَالَ الْقَاضِي: وَالصَّحِيح أَنَّ مِنْهُ مَا هُوَ غَرِيزَة، وَمِنْهُ مَا يُكْتَسَبُ بِالتَّخَلُّقِ وَالِاقْتِدَاء بِغَيْرِهِ.

 وَاللَّهُ أَعْلَمُ.



۞۞۞۞۞۞۞۞

كتاب الفضائل ﴿ 16 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞

۞۞


تعليقات