باب فضائل عيسى عليه السلام
باب فضائل عيسى عليه السلام
4360- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاس بِابْنِ مَرْيَم الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد عَلَّات وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ» وَفِي رِوَايَة: «أَنَا أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى بْن مَرْيَم فِي الْأُولَى وَالْآخِرَة قَالُوا: كَيْف يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: الْأَنْبِيَاء إِخْوَة مِنْ عَلَّات، وَأُمَّهَاتهمْ شَتَّى، وَدِينهمْ وَاحِد، وَلَيْسَ بَيْننَا نَبِيّ» قَالَ الْعُلَمَاء: أَوْلَاد الْعَلَّات بِفَتْحِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد اللَّام هُمْ الْإِخْوَة لِأَبٍ مِنْ أُمَّهَات شَتَّى.
وَأَمَّا الْإِخْوَة مِنْ الْأَبَوَيْنِ فَيُقَال لَهُمْ أَوْلَاد الْأَعْيَان.
قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء: مَعْنَى الْحَدِيث أَصْل إِيمَانهمْ وَاحِد، وَشَرَائِعهمْ مُخْتَلِفَة، فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ فِي أُصُول التَّوْحِيد، وَأَمَّا فُرُوع الشَّرَائِع فَوَقَعَ فيها الِاخْتِلَاف.
✯✯✯✯✯✯
4361- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
4362- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَدِينهمْ وَاحِد» فَالْمُرَاد بِهِ أُصُول التَّوْحِيد، وَأَصْل طَاعَة اللَّه تَعَالَى، وَإِنْ اِخْتَلَفَتْ صِفَتهَا، وَأُصُول التَّوْحِيد وَالطَّاعَة جَمِيعًا.
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى» فَمَعْنَاهُ أَخَصّ بِهِ لِمَا ذَكَرَهُ.
✯✯✯✯✯✯
4363- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُود يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَان فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَان إِلَّا اِبْن مَرْيَم وَأُمّه» هَذِهِ فَضِيلَة ظَاهِرَة، وَظَاهِر الْحَدِيث اِخْتِصَاصهَا بِعِيسَى وَأُمّه، وَاخْتَارَ الْقَاضِي عِيَاض أَنَّ جَمِيع الْأَنْبِيَاء يُشَارِكُونَ فيها.
✯✯✯✯✯✯
4365- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِيَاح الْمَوْلُود حِين يَقَع نَزْغَة مِنْ الشَّيْطَان» أَيْ حِين يَسْقُطُ مِنْ بَطْن أُمّه، وَمَعْنَى نَزْغَة نَخْسَة وَطَعْنَة، مِنْهُ قَوْله: نَزَغَهُ بِكَلِمَةِ سُوء أَيْ رَمَاهُ بِهَا.
✯✯✯✯✯✯
4366- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَى عِيسَى رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْت قَالَ: كَلَّا وَاَلَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْت بِاَللَّهِ، وَكَذَّبْت نَفْسِي» قَالَ الْقَاضِي: ظَاهِر الْكَلَام صَدَّقْت مَنْ حَلَفَ بِاَللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَّبْت مَا ظَهَرَ لِي مِنْ ظَاهِر سَرِقَتِهِ، فَلَعَلَّهُ أَخَذَ مَاله فيه حَقٌّ، أَوْ بِإِذْنِ صَاحِبه، أَوْ لَمْ يَقْصِدْ الْغَصْب وَالِاسْتِيلَاء، أَوْ ظَهَرَ لَهُ مِنْ مَدِّ يَده أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا، فَلَمَّا حَلَفَ لَهُ أَسْقَطَ ظَنَّهُ، وَرَجَعَ عَنْهُ.
باب فضائل عيسى عليه السلام
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الفضائل ﴿ 39 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞