سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب العين والياء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب العين والياء وما يثلثهما‏

‏‏باب العين والياء وما يثلثهما‏

‏(‏عيب‏)‏ العين والياء والباء أصلٌ صحيح، فيه كلمتان‏:

‏ إحداهما العَيب والأخرى العَيْبة، وهما متباعدتان‏.

‏ فالعَيب في الشيء معروفٌ‏.

‏ تقول‏:

‏ عابَ فلان فلاناً يَعيبُه‏.

‏ ورجلٌ عَيَّابةٌ‏:

‏ وَقَّاعٌ في الناس‏.

‏ وعابَ الحائطُ وغيرهُ، إذا ظهر فيه عَيب‏.

‏ والعاب‏:

‏ العيب‏.

‏ والكلمة الأخرى العَيْبَة‏:

‏ عَيْبَة الثيابِ وغيرها، وهي عربيَّة صحيحة‏.

‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:

‏ ‏"‏الأنصارُ كَرِشي وعيْبَتِي‏"‏، ضربها لهم مثلاً، كأنهم موضعُ سِرّه والذين يأمَنُهم على أمره‏.

‏(‏عيث‏)‏ العين والياء والثاء أصلان صحيحان متقاربان، أحدهما‏:

‏ الإسراع في الفساد، والآخَر تطلُّب الشيء على غير بَصيرة‏.

‏ فالأوّل قولهم‏:

‏ عاثَ يَعِيث، إذا أسرع في الفساد‏.

‏ ويقولون‏:

‏ هو أعْيَثُ الناسِ في ماله‏.

‏ والذِّئب يَعيث في الغَنم، لا يأخذ منها شيئاً إلاّ قتلَه‏.

 قال‏:

‏ قد قلتُ للذِّئبِ أيا خبيثُ

***

 والذّئب وسْطَ غنمي يَعِيثُ والأصل الآخر‏:

‏ التَّعييث، قال الخليل‏:

‏ هو طلب الأعمى للشيء والرَّجُلِ في الظُّلمة‏.

‏ ومنه التعييث‏:

‏ إدخال اليد في الكِنانة تطلُب سهْماً‏.

‏ قال أبو ذؤيب‏:

‏ وبدا لـه أقرابُ هادٍ رائغٍ

***

 عجِلٍ فَعيَّث في الكنانة يُرْجِعُ وقال ابن أبي عائذ‏:

‏ فعيَّثَ ساعةَ أقفَرنَه

***

 بالايفاقِ والرَّمْي أو باستلالِ

‏(‏عيج‏)‏ العين والياء والجيم أُصيلٌ صحيحٌ يدلُّ على إقبال واكتراثٍ للشيء‏.

‏ يقولون‏:

‏ ما عِجْتُ *بقول فلانٍ، أي لم أصَدِّقْه ولم أُقْبِلْ عليه‏.

‏ وما أَعِيج بشيء يأتيني مِن قِبَلِه‏.

‏ قال النابغة‏:

‏ فما رأيت لها شيئاً أَعِيجُ به

***

 إلا الثُّمامَ وإِلاّ موقدَ النّارِ

‏(‏عيد‏)‏ العين والياء والدال قد مضى ذكره في محلِّه، لأن ذلك هو الأصل‏.

‏(‏عير‏)‏ العين والياء والراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدُهما على نتوِّ الشيء وارتفاعه، والآخر على مجيءٍ وذَهاب‏.

‏ فالأوَّل العَيْر، وَهو العَظْم الناتئ وَسْط الكتِف، والجمع عُيورة‏.

‏ وعير النَّصل‏:

‏ حرف في وَسَطه كأنّه شَظِيّة‏.

‏ وقال‏:

‏ فصادف سَهْمُهُ أحجارَ قُفٍّ

***

 كَسَرْنَ العَيْرَ منه وَالغِرارا والغِرار‏:

‏ الحَدّ‏.

‏ وَالعَيْر في القَدَم‏:

‏ العظم النّاتئ في ظهر القَدَم‏.

‏ وحُكي عن الخليل‏:

‏ العير‏:

‏ سَيِّد القوم‏.

‏ وهذا إن كان صحيحاً فهو القياس، وذلك أنّه أرفَعُهم منزلةً وأنْتَأ‏.

 قال‏:

‏ ولو رأيتَ في صخرةٍ نتوءاً، أي حرفاً ناتئاً خِلقةً، كان ذلك عَيْراً‏.

‏ والأصل الآخر العَيْر‏:

‏ الحِمار الوحشيّ والأهليّ، والجمع الأعيار والمعيوراء‏.

‏ وإنما سمي عَيْرَاً لتردُّده ومجيئِه وذَهابه‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ وكلماتٌ جاءت في الجمع عن العرب في مفعولاء‏:

‏ المَعْيوراء، والمَعْلوجاء، والمَشيُوخاء‏.

 قال‏:

‏ ويقولون مَشْيَخَة على مَفْعَلَة‏.

‏ ولم يقولوا مثلَه في شيءٍ من الجمع‏.

‏ ومما جاء من الأمثال في العَيْر‏:

‏ ‏"‏إذا ذَهَبَ عَيْرٌ فعَيْرٌ في الرِّباط‏"‏‏.

‏ وإنسان العَينِ عَيرٌ، يسمِّى لما قلناه من مجيئه وذَهابه وَاضطرابِه‏.

‏ وقال الخليل‏:

‏ في أمثالهم‏:

‏ ‏"‏جاء فلانٌ قيل عَيْرٍ وما جَرَى‏"‏ يريدون به السُّرعة، أي قبل لحظِ العين‏.

‏ وَأنشد لتأبّط شرَّاً‏:

‏ ونار قد حضأتُ بُعيد هُدءٍ

***

 بدارٍ ما أُريدُ بها مُقاما سوى تحليلِ راحلةٍ وعيرٍ

***

 أُغالِبُه مخافةً أن يناما وقال الحارث بن حِلّزة‏:

‏ زعموا أنّ كل من ضرب العيـ

***

 ـرَ مُوَالٍ لنا وَأنَّى الوَلاء أي أنّ كلّ من طرف جفنٌ ‏[‏له‏]‏ على عَيرٍ، وَهو إنسان العين‏.

‏ والعِيار‏:

‏ فِعلُ الفرس العائر‏.

‏ يقال‏:

‏ عَار يَعير، وهو ذَهَابُه كأنّهُ متفلِّتٌ من صاحبه يتردّد‏.

‏ وقصيدةٌ عائرة‏:

‏ سائرة‏.

‏ وما قالت العربُ بيتاً أعيَرَ من قوله‏:

‏ فمن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه

***

 ومن يَغْوِ لا يَعْدَم على الغَيِّ لائما يعني بيتاً أسيَرَ‏.

‏(‏عيس‏)‏ العين والياء والسين كلمتان‏:

‏ إحداهما لونٌ أبيض مُشْرَبٌ، والأخرى عَسْب الفحل‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَيَس والعِيسَة‏:

‏ لونٌ أبيضٌ مشربٌ صفاءً في ظلمةٍ خفيَّة‏.

‏ جملٌ أعْيَسُ وناقةٌ عيساء؛ والجمع عِيس‏.

‏ قال أبو دُواد‏:

‏ وعيـس قـد بَـرَاها لــ

***

 ـذّة المَوْكِب والشَّرْبِ وقال آخر في وصف الثَّور‏:

‏ * وعانَقَ الظِّلَّ الشّبُوبُ الأعْيَسُ *

 قال‏:

‏ والعرب قد خصّت بالعَيَس الإِبل العِرَاب البيضَ خاصّة‏.

‏ والعِيسَة في أصل البناء الفُعْلة، على قياس الصُّهْبَة والكُمْتة، ولكن كسرت العين لأجل الياء بعدها‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ظبيٌ أعْيَسٌ‏.

‏ وفي الذي ذكره في الظَّبي والشّبوب الأعيس، خلافٌ لما قالَه من أنّ العرب خَصّت بالعَيَسِ الإِبلَ العِرَابَ البيضَ خاصّة‏.

‏ والكلمة الأخرى العيْس‏:

‏ ماء الفحل‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العَيْس‏:

‏ عَسْب الفحل، وهو ضِرابُه‏.

‏ يقال‏:

‏ لا تأخُذْ على عَيْس جملِك أجراً‏.

‏ وهذا الذي ذكره الخليلُ أصحُّ‏.

‏(‏عيش‏)‏ العين والياء والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على حياةٍ وبقاء، قال الخليل‏:

‏ العيش‏:

‏ الحياة‏.

‏ والمعيشة‏:

‏ الذي يعيش بها الإنسان‏:

‏ من مطعمٍ ومشربٍ وما تكون به الحياة‏.

‏ والمعيشة‏:

‏ اسمٌ لما يعاش به‏.

‏ وهو في عِيشةٍ ومَعيشةٍ صالحة‏.

‏ والعِيشة مثل الجِلْسة والمِشْية‏.

‏ والعَيْش‏:

‏ المصدر الجامع‏.

‏ والمعاش يجري مجرى العَيْش‏.

‏ تقول عاشَ يَعِيشُ عَيْشاً ومعاشاً‏.

‏ وكلُّ شيء يُعاش به أو فيه فهو مَعاشٌ‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً‏}‏ ‏[‏النبأ 11‏]‏، والأرضُ مَعاشٌ للخلق، فيها يلتمسون معايِشَهم‏.

‏ وذكر الخليل أنّ المعيشَ بطرح الهاء يقوم في الشِّعر مقامَ المَعيشة، *وأنشد لحُميد‏:

‏ إزاءُ مَعِيشٍ ما تحلُّ إزارها

***

 من الكَيْسِ فيها سَوْرَة وهي قاعدُ والناس يروونه‏:

‏ ‏"‏إزاءُ مَعاشٍ‏"‏‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏ عاش فلانٌ عَيْشُوشةً صالحة، وإنّهم لمتعيِّشون، إذا كانت لهم بُلْغةٌ من عَيش‏.

‏ ورجل عائِشٌ، إذا كانت حالُه حسنةً‏.

‏(‏عيص‏)‏ العين والياء والصاد أصلٌ صحيح، وهو المَنْبِت‏.

‏ قال الخليل‏.

‏ العِيص‏:

‏ مَنْبِت خِيارِ الشَّجر‏.

 قال‏:

‏ وأعياص قُريش‏:

‏ كرامهم يتناسبون إلى عِيصٍ‏.

‏ وأعياصٌ وعيصٌ في آبائهم‏.

‏ وذكَر أيضاً المَعيص، وقال‏:

‏ كالمَنْبِت‏.

‏ وقال العجّاج في العِيص‏:

‏ * من عِيصِ مَرْوانَ إلى عِيصٍ غِطَمّْ * وقال جرير‏:

‏ فما شَجراتُ عَيصِكَ في قريشٍ

***

 بعَشَّات الفروعِ ولا ضَواحِ

‏(‏عيط‏)‏ العين والياء والطاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما على ارتفاعٍ، والآخَر ‏[‏على‏]‏ تتبُّع شيء‏.

‏ فالأوّل العَيَط، وهو مصدر الأعْيَط، وهو الطَّويل الرأسِ والعنُق‏.

ويقال ناقة عيطاءُ وجملٌ أعيط، والجمع العِيط‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ وتُوصَف به حُمُر الوَحْش‏.

‏ قال العجّاجُ يصفُ الفرسَ بأنّه يَعْقِر عِيطاً‏:

‏ فهو يَكُبُّ العِيطَ منها للذقَن

***

 بأرَنٍ أو بشبيهٍ بالأرَنْ والأرَنّ‏:

‏ النَّشاط حَتّى يكون كالمجنون‏.

ويقال للقارَةِ المستطيلة في السّماء جداً‏:

‏ إنها لَعَيطاء‏.

‏ وكذلك القَصْر المُنيف أعيطُ‏.

‏ قال أمية‏:

‏ نحن ثقيفٌ عِزُّنا منيعُ

***

 أعْيَطُ صَعْبُ المرتَقَى رفيعُ ومما يجوز أن يُقاسَ على هذا النّاقةُ التي لم تَحْمِل سنواتٍ من غير عُقْر، يقال قد اعتاطت، وذلك أنها تَرَفَّعُ وتتعَالى عن الحمل‏.

‏ قالوا‏:

‏ وربَّما كان اعتياطُها من كثرة شَحْمها‏.

‏ وتعتاطُ المرأةُ أيضاً‏.

‏ ويقال‏:

‏ ناقةٌ عائط، وقد عَاطت تَعِيط عِياطاً في معنى حائل، في نوق عِيطٍ وعوائط‏.

‏ وقال‏:

‏ وبالبُزْلٍ قد دمّها نِيُّها

***

 وذاتِ المُدارأة العائط والمصدر أيضاً عُوطَطٌ وعُوطة‏.

‏ والأصل الآخر التعيُّط‏.

‏ نَتْعُ الشّيء من حَجرٍ أو عودٍ، يخرج منه شِبهُ ماءٍ فيُصمِّغ أو يَسِيل‏.

‏ وذِفْرَى الجمل يتعيَّط بالعرق‏.

 قال‏:

‏ تَعَيَّطُ ذِفراها بجَونٍ كأنّه

***

 كُحَيْلٌ جَرَى منها على اللِّيتِ واكفُ

‏(‏عيف‏)‏ العين والياء والفاء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على كراهة‏.

‏ من ذلك قولُهم‏:

‏ عافَ الشَّيء يَعافه عِيافاً، إذا كره، من طعامٍ أو شراب‏.

‏ والعُيوف من الإبل‏:

‏ الذي يَشَمّ الماءَ وهو عطشانُ فيدعُه، وذلك لأنّه يتكرّهُه‏.

‏ وربما جُهِد فشرِبَه‏.

‏ قال ابن ‏[‏أبي‏]‏ ربيعة‏:

‏ فسافَت وما عافت وما صَدَّ شربها

***

 عن الرِّيِّ مطروقٌ من الماء أكدرُ ومن هذا القياس عِيافةُ الطَّير، وهو زَجْرُها‏.

‏ وهو من الكراهة أيضاً، وذلك أن يرى غُراباً أو طائراً غيرَه أو غير ذلك فيتطيَّر به‏.

‏ وربّما قالوا للمتكهِّن عائف‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ

***

 من غُرابِ الطَّيرِ أو تيسٍ بَرَحْ وقال‏:

‏ * لقَدْ عَيْثَرْتَ طيْرَكَ لو تعيفُ *

‏(‏عيق‏)‏ العين والياء والقاف لم يذكر الخليل فيه شيئاً، وهو صحيح‏.

‏ يقولون‏:

‏ العَيقة‏:

‏ ساحل البحر‏.

‏ قال الهذلي‏:

‏ ‏[‏سادٍ تجرَّمَ في البَضِيع ثمانياً

***

 يُلوِي بعَيقاتِ البِحارِ ويُجنَبُ‏]‏ وقد أومأ الخليل إلى أنَّ هذا مستعمل، وليس من المهمل، فقال في كتابه‏:

‏ عَيُّوق فَيْعُول، يحتمل أن يكون بناؤه من عَوق ومن عيق، لأنّ الياء والواو في ذلك سواء‏.

‏ فقد أعْلَمَ أنّ البناءَ مستعملٌ، أعني العين والياء والقاف‏.

‏(‏عيك‏)‏ العين والياء والكاف‏.

‏ لم يذكر الخليل فيه شيئاً، وهو بناء جيِّد وإن لم يجئْ فيه كلامٌ، لكنّ العَيكَتين‏:

‏ موضعٌ في بلاد العرب معروف‏.

‏(‏‏[‏عيل‏)‏ العين والياء واللام، ليس ‏]‏ فيه إلاّ ما هو منقلب عن واو‏.

‏ العيْلة‏:

‏ الفاقة والحاجة، يقال عالَ يَعِيل عَيْلةً، إذا احتاج‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً‏}‏ ‏[‏التوبة 28‏]‏، وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏ما عالَ مقتصد‏"‏‏.

‏ وقال‏:

‏ * مَن عال مِنَّا بَعدها فَلاَ انْجَبَر * وعَيْلان‏:

‏ اسم‏.

‏(‏عيم‏)‏ العين والياء والميم كلمةٌ واحدة صحيحة، وهي شهوةُ اللَّبَن‏:

‏ يقال للذي اشْتَهَى اللّبَن عَيْمَانُ، والمرأة عَيْمَى‏.

‏ تقول‏:

‏ عِمْتُ إلى *اللبن عَيْمَة وعَيَماً شديداً قال الخليل‏:

‏ وكلُّ مصدرٍ مثلِ هذا ممّا يكون لِفَعْلان وفَعْلَى، فإذا أنّثت المصدر قلته على فَعْلة خفيفة، وإذا ثقّلتَ فَعَلَى فَعَل، نحو الحَيَر والحَيْرة‏.

‏ وجمع العَيْمان عَيامَى وَعِيام‏.

‏(‏عين‏)‏ العين والياء والنون أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على عُضوٍ به يُبْصَر ويُنظَر، ثم يشتقُّ منه، والأصلُ في جميعه ما ذكرنا‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ العين النّاظرة لكلِّ ذي بَصَر‏.

‏ والعين تجمع على أعيُن وعُيون وأعيان‏.

‏ قال الشاعر‏:

‏ فقد أرُوعُ قلوبَ الغانياتِ به

***

 حَتّى يَمِلْنَ بأجيادٍ وأعيانِ وقال‏:

‏ * فقد قرَّ أعيانَ الشَّوامِتِ أنّهم * وربّما جمعوا أعيُنا على أعيناتٍ‏.

 قال‏:

‏ * بأعينُات لم يخالطها قَذَى * وعَيْنُ القَلْب مثَل على معنى التشبيه‏.

‏ ومن أمثال العرب في العين، قولهم‏:

‏ ‏"‏ولا أفعَلُه ما حَمَلتْ عيني الماء‏"‏، أي لا أفعله أبداً‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ‏"‏عَينٌ بها كلُّ داء‏"‏ للكثير العيوب‏.

‏ ويقال‏:

‏ رجلٌ شديد جَفْنِ العين، إذا كان صبوراً على السَّهَر‏.

‏ ويقال‏:

‏ عِنْتُ الرّجلَ، إذا أصبتَه بعينك، فأنا أعينُه عَيْنا، وهو مَعْيون‏.

 قال‏:

‏ قد كان قومُك يحسبونك ‏[‏سيّداً

***

 وإخال أنّكَ‏]‏ سيِّدٌ مَعيونُ ورجل عَيُونٌ ومِعيانٌ‏:

‏ خبيث العين‏.

‏ والعائن‏:

‏ الذي يَعِين، ورأيت الشَّيء عِياناً، أي معايَنة‏.

‏ ويقولون‏:

‏ لقيتُه عَيْنَ عُنَّة، أي عِياناً‏.

‏ وصنعت ذاك عَمْدَ عَيْنٍ، إذا تعمّدتَه‏.

‏ والأصل فيه العين الناظرة، أي إنّه صنع ذلك بعينِ كلِّ مَن رآه‏.

‏ وهو عَبْدُ عينٍ، أي يَخدُم ما دام مولاه يراه‏.

ويقال للأمر يَضِحُ‏:

‏ ‏"‏بيَّنَ الصُّبحُ لذي عَينَين‏"‏‏.

‏ ومن الباب العين‏:

‏ الذي تبعثُه يتجسَّس الخبرَ، كأنَّه شيءٌ تَرَى به ما يَغِيب عنك‏.

‏ ويقال‏:

‏ رأيتُهم أدنى عائنةٍ، أي قَبْلَ كلِّ أحدٍ، يريد -والله أعلم- قبل كلِّ نَفْسٍ ناظرة‏.

‏ ويقال‏:

‏ اذهَبْ فاعتَنْ لنا، أي انظُرْ‏.

‏ ويقال‏:

‏ ما بها عَيَنٌ، متحركة الياء، تريد أحداً له عين، فحرّكت الياء فرقاً‏.

 قال‏:

‏ * ولا عيَناً إلاَّ نَعَاماً مشمِّراً * فأمَّا قولهم‏:

‏ اعتَانَ لنا منزلاً، أي ارتادَه، فإِنَّهم لم يفسِّروه‏.

‏ والمعنى أنّه نظر إلى المنازل بعينه ثم اختار‏.

‏ ومن الباب العين الجاريةُ النّابعة من عيون الماء، وإنّما سمِّيت عيناً تشبيهاً لها بالعين النّاظرةِ لصفائها ومائها‏.

‏ ويقال‏:

‏ قد عانَت الصّخرةُ، وذلك إذا كانَ بها صَدعٌ يخرج منه الماء‏.

‏ ويقال‏:

‏ حَفَر فأعْيَن وأعان‏.

‏ ومن الباب العين‏:

‏ السَّحاب ما جاءَ من ناحية القبلة، وهذا مشبَّه بمشبَّه، لأنَّه شُبِّه بعين الماء التي شبِّهت بعين الإنسان‏.

‏ يقولون‏:

‏ إذا نشأ السَّحاب من قِبَل العين فلا يَكاد يُخلف‏.

‏ قال ابن الأعرابيّ‏:

‏ يقال هذا مطَر العين، ولا يقال مُطِرنا بالعَين‏.

‏ وعَين الشَّمس مشبه بعين الإنسان‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ عين الشَّمس‏:

‏ صَيْخَدُها المستدير‏.

‏ ومن الباب ماءٌ عائن، أي سائل‏.

‏ ومن الباب عَيْنُ السِّقاء‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ يقال للسِّقاء إذا بَلِي ورقَّ موضعٌ منه‏:

‏ قد تعيَّن‏.

‏ وهذا أيضاً من العَين، لأنه إذا رقّ قرُب من التخرُّق فصار السِّقاء كأنّه يُنظر به‏.

‏ وأنشد ثعلب‏:

‏ قالت سُليمَى قولةً لرِيدِها

***

 ما لابنِ عمِّي صادراً من شِيدها بذات لَوثٍ عينُها في جيدها أراد قربةً قد تعيَّنت في جِيدها‏.

ويقال سِقاء عَيَّنٌ، إذا كانت فيه كالعُيون، وهو الذي قد ذكرناه‏.

‏ وأنشد‏:

‏ * ما بالُ عينِي كالشَّعيب العَيَّنِ * وقالوا في قول الطرِمَّاح‏:

‏ فأَخْضَلَ منها كلَّ بالٍ وعَيِّنٍ

***

 وجَفَّ الرَّوايا بالمَلاَ المتباطنِ إنّ العيِّن الجَديد بلغة طيٍّ‏.

‏ وهذا عندنا مما لا معنَى له، إنّما العيِّن الذي به عُيون، وهي التي ذكرناها من عيون السِّقاء‏.

‏ وإنّما غَلِط القومُ لأنّهم رأوا بَالِياً وعيّناً، فذهبوا إلى أنّ الشاعر أراد كلَّ جديدٍ وبال‏.

‏ وهذا خطأ، لأنّ البالي الذي بليَ، والعيِّن‏:

‏ الذي يكون به عُيون‏.

‏ وقد تكون القربةُ الجديدُ *ذاتَ عُيونٍ لعيبٍ في الجلد‏.

‏ والدَّليل على ما قلناه قولُ القطاميّ‏:

‏ ولكنّ الأديم إذا تفرَّى

***

 بِِلىً وتعيُّناً غلَبَ الصَّنَاعا ومن باقي كلامهم في العَين العِينُ‏:

‏ البَقَر، وتوصف البقرة بسَعَة العين فيقال‏:

‏ بقرة عيناء‏.

‏ والرّجُل أعين‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ ولا يقال ثورٌ أعْين‏.

‏ وقال غيره‏:

‏ يقال ثورٌ أعين‏.

‏ قال ذو الرّمَّة‏:

‏ رفيقُ أعْيَنَ ذَيَّالٍ تشبِّهه

***

 فَحلَ الهِجانِ تنحَّى غيرَ مخلوجِ قال الخليل‏:

‏ الأعيَن‏:

‏ اسمُ الثور، ‏[‏ويقال‏]‏ مُعَيَّنٌ أيضاً‏.

 قال‏:

‏ ومعيَّناً يحوِي الصِّوَار كأنّه

***

 متخمِّط قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا

ويقال قوافٍ عِينٌ‏.

‏ وسئل الأصمعيُّ عن تفسيرها فقال‏:

‏ لا أعرِفُه‏.

‏ وهذا من الوَرع الذي كان يستعمله في تركه تفسيرَ القرآن، فكأنّه لم يفسِّر العِينَ كما لم يفسِّر الحُور لأنَّهما لفظتان في القرآن‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَحُورٌٍ عِينٌٍ‏.

‏ كأَمْثَال اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون‏}‏ ‏[‏الواقعة 22- 23‏]‏، إِنِّما المعنى في القوافي العِينِ أنّها نافذةٌ كالشَّيء النافذ البصر‏.

‏ قال الهُذليّ‏:

‏ بكلامِ خَصْمٍ أو جدالِ مُجادلٍ

***

 غَلِقٍ يُعالِجُ أو قوافٍ عينِ ومن الباب قولهم‏:

‏ أعيان القَوم، أي أشرافهم، وهمْ قياسُ ما ذكرناه، كأنَّهم عيونُهم التي بها ينظرون، وكذلك الإخوة، قال الخليل‏:

‏ تقول لكلِّ إخوةٍ يكونون لأبٍ وأُمٍّ ولهم إخوةٌ من أمّهات شتّى‏:

‏ هؤلاء أعيانُ إخوتهم‏.

‏ وهذا أيضاً مقيسٌ على ما ذكرناه‏.

‏ وعِينَةُ كلِّ شيء‏:

‏ خيارُه، يستوي فيه الذكر والأنثى، كما يقال عَيْنُ الشيء وعِينَتُه، أي أجودُه؛ لأن أصفَى ما في وجه الإنسان عينُه‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ ابنا عِيَانٍ‏:

‏ خطَّانِ يخُطُّهما الزاجر ويقول‏:

‏ ابنَيْ عِيان، أسرِعا البيان‏!‏ كأنّه بهما ينظر إلى ما يريد أنْ يعلمَه‏.

‏ وقال الرّاعي يصف قِدْحاً‏:

‏ * جَرَى ابنا عِيانٍ بالشِّوَاء المُضَهَّبِ * ويقال‏:

‏ نَظَرَت البلادُ بعينٍ أو بعينَين، إذا طَلَعَ النّبتُ‏.

‏ وكلُّ هذا محمولٌ واستعارةٌ وتشبيه‏.

‏ قال الشاعر‏:

‏ إذا نظرتْ بِلادُ بني نُميرٍ

***

 بعَينٍ أو بلادُ بني صُبَاحِ رميناهُمْ بكلِّ أقَبَّ نَهْدٍ

***

 وفتيانِ العَشِيَّة والصّباحِ ومن الباب‏:

‏ العَين، وهو المال العَتِيد الحاضر؛ يقال هو عَينٌ غير دَين، أي هومال حاضرٌ تراه العيونُ‏.

‏ وعينُ الشَّيء‏:

‏ نفسُه‏.

‏ تقول‏:

‏ خذ دِرْهمَك بعينه، فأمّا قولهم للمَيْل في الميزان عين فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّ العَيْن كالزِّيادة في الميزان‏.

‏ وقال الخليل‏:

‏ العِينَة‏:

‏ السَّلَف، يقال تعيَّنَ فلانٌ من فلانٍ عِينةً، وعيَّنَهُ تعييناً‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ واشتقّت من عين الميزان، وهي زيادتُه‏.

‏ وهذا الذي ذكره الخليلُ ‏[‏صحيحٌ‏]‏؛ لأن العِينة لابدّ أن تجرّ زيادة‏.

ويقال من العِينة‏:

‏ اعتَانَ‏.

‏ وأنشد‏:

‏ فكيف لنا بالشُّرب إنْ لم تكن لنا

***

 دراهمُ عند الحانَوِيِّ ولا نَقْدُ أنَدَّانُ أم نعتانُ أمْ ينبري لنا

***

 فتىً مثل نَصْل السَّيف أبرزَه الغِمْدُ ومن الباب عَين الرَّكِيَّة، وهما عينانِ كأنهما نُقرتانِ في مقدَّمها‏.

‏ فهذا باب العين والياء وما معهما في الثلاثي‏.

‏ فأمَّا العين والألف فقد مضى ذِكرُ ذلك، لأنَّ الألف فيه لابدّ ‏[‏أن‏]‏ تكون منقلبةً عن ياء أو واو، وقد ذكر ذلك والله أعلم‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب العين ﴿ 10 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات