باب فضل التهجير يوم الجمعة
باب فضل التهجير يوم الجمعة
1416- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَثَل الْمُهَجِّر كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَة» قَالَ الْخَلِيل بْن أَحْمَد وَغَيْره مِنْ أَهْل اللُّغَة وَغَيْرهمْ: التَّهْجِير التَّبْكِير، وَمِنْهُ الْحَدِيث: «لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِير لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ» أَيْ التَّبْكِير إِلَى كُلّ صَلَاة وَهَكَذَا فَسَّرُوهُ.
قَالَ الْقَاضِي: وَقَالَ الْحَرْبِيّ عَنْ أَبِي زَيْد عَنْ الْفَرَّاء وَغَيْره: التَّهْجِير السَّيْر فِي الْهَاجِرَة.
وَالصَّحِيح هُنَا أَنَّ التَّهْجِير التَّبْكِير، وَسَبَقَ شَرْح تَمَام الْحَدِيث قَرِيبًا.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَام طَوَوْا الصُّحُف» وَسَبَقَ فِي الْحَدِيث الْآخَر: «مَنْ اِغْتَسَلَ يَوْم الْجُمُعَة ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَة، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَام حَضَرَتْ الْمَلَائِكَة يَسْتَمِعُونَ الذِّكْر» وَلَا تَعَارُض بَيْنهمَا بَلْ ظَاهِر الْحَدِيثَيْنِ أَنَّ بِخُرُوجِ الْإِمَام يَحْضُرُونَ وَلَا يَطْوُونَ الصُّحُف، فَإِذَا جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَر طَوَوْهَا وَفيه اِسْتِحْبَاب الْجُلُوس لِلْخُطْبَةِ أَوَّل صُعُوده حَتَّى يُؤَذِّن الْمُؤَذِّن، وَهُوَ مُسْتَحَبّ عِنْد الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَالْجُمْهُور وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَمَالِك فِي رِوَايَة عَنْهُ: لَا يُسْتَحَبّ.
وَدَلِيل الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث مَعَ أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الصَّحِيح، وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْخُطْبَة.
✯✯✯✯✯✯
1417- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَّلَ الْجَزُور ثُمَّ نَزَّلَهُمْ حَتَّى صَغَّرَ إِلَى مَثَل الْبَيْضَة» هَكَذَا ضَبَطْنَاهُ الْأَوَّل (مَثَّلَ) بِتَشْدِيدِ الثَّاء وَفَتْح الْمِيم و«نَزَّلَهُمْ» أَيْ ذَكَرَ مَنَازِلهمْ فِي السَّبْق وَالْفَضِيلَة، وَقَوْله: (صَغَّرَ) بِتَشْدِيدِ الْغَيْن.
وَقَوْله: (مَثَل الْبَيْضَة) هُوَ بِفَتْحِ الْمِيم وَالثَّاء الْمُثَلَّثَة.
باب فضل التهجير يوم الجمعة